العقدة الكبرى والعقد الصغرى ح20
- نشر في ثقافية
- قيم الموضوع
- قراءة: 342 مرات
عن عائشة رضي الله عنها قالت :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره " رواه مسلم والنَّسائي والترمذي وابن ماجه وأحمد.
وعنها رضي الله عنها قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العَشْرُ أحيا الليل وأيقظ أهله وجدَّ، وشدَّ المِئْزَر " رواه مسلم والبخاري وأبو داود والنَّسائي وابن ماجه وأحمد.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أيقظ أهله ورَفَع المِئْزَر، أي اعتزل النساء " رواه أحمد وابن أبي شيبة والبيهقي وأبو يعلى. ورواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني " بتصرف" في " باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا".
حدثنا عَبْدانُ أخبرَنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ حدثنا هشامٌ، حدثنا ابنُ سيرينَ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ".
أيها الأحبة الكرام:
إن هذا الحديثَ وغيرَهُ، لََيُدُلُّ دِلالةً واضحةً، كمْ يَجِبُ أنْ تكونَ العلاقةُ مع اللهِ قويةً، فالصائمُ إذا أفطرَ ناسياً، مَنِ الذيْ يُحَدِّدُ إذا كانَ بالفعلِ ناسياً؟ هل هو الحاكمُ؟ أم ولي الأمر؟ أم من؟ لا يستطيعُ أنْ يعلمَ ذلك إلا اللهُ سبحانه، فهذه العلاقةُ والخصوصيةُ ليست لأحدٍ إلا للمسلمِ، فالحديثُ يبينُ لنا بوضوحٍ أنَّ من أكلَ أو شربَ ناسيا، فلا قَضاءَ عليه ولا كَفَّارة، وصومُه صحيحٌ، سواءٌ منه ما كان فرضاً كصوم رمضان، أو كانَ تطوعاً، وسواءٌ أكانَ الأكلُ والشربُ وصلا إلى درجةِ الشِّبَعِ أم كانَ دونه.
وكذلك بيَّنَ لنا الحديثُ أنِّ هذا الأكلَ والشربَ من الصائمِ في حالةِ النسيانِ إنما هو هِبَةٌ من اللهِ سبحانه وتعالى لعبدِه، يطعمُهُ ويسقيه.
وانظروا عبادَ الله، يطعمُهُ ويسقيهِ وهو صائمٌ للهِ تعالى، وعابدٌ له وحدَهُ، ثم يثيبُه ويَجزيهِ الجنةَ.
فهل من رحمةٍ أكبرُ من هذهِ الرحمةِ؟
فانظروا إلى رحمة الله يرحمْكم اللهُ.
وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله المعروف بدليله, المحكم لآياته وتنزيله, الصادق في قيله, الهادي إلى سواء سبيله, المحمود على كثير الإنعام وقليله, والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبده ورسوله, وآله وصحبه الذين اهتدوا بهديه, ونهجوا نهجه في دقيق الأمر وجليله, واجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم, يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا, وتذهل كل مرضعة عما أرضعت, ويتخلى كل خليل عن خليله.
أيها المؤمنون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الإعجاز إثبات العجز، والعجز: ضد القدرة، وهو القصور عن فعل الشيء,والمعجزة هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي, سالم بعيد عن المعارضة. يظهر على يد مدعي النبوة موافقا لدعواه.
ومن خلال تعريف المعجزة نستطيع أن نستنتج شروطها, وهي أن تكون المعجزة خارقة للعادة, أي على غير ما اعتاد عليه الناس من سنن الكون والظواهر الطبيعية. وأن تكون مقرونة بالتحدي للمكذبين أو الشاكين. وأن تكون سالمة بعيدة عن المعارضة، فمتى أمكن معارضتها, والإتيان بمثلها، بطل كونها معجزة.
ومن الشروط التي ينبغي توافرها في المعجزة: أن يكون الرسول صاحب المعجزة متحديا غير مسالم. وأن يكون قومه قادرين على قبول التحدي. وأن يحسوا بدافع الاستجابة للتحدي.
أيها المؤمنون:
نأتي الآن إلى موضوع تحدي القرآن للعرب وبيان عجزهم, فلقد تحدى الله العرب وهم أهل الفصاحة, بل تحدى العالم أجمع, تحداهم في بداية الأمر بالقرآن كله, في كل جيل بأن يأتوا بمثله، وأعلن ذلك التحدي على رؤوس الأشهاد, فقال جل من قائل ( أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ).
(الطور34) وقال تبارك وتعالى( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ). (الإسراء 88) فعجزوا عن الإتيان بمثله.
ولما كبلهم العجز عن هذا، فلم يفعلوا ما تحداهم به، جاءهم بتخفيف التحدي، فتحداهم أن يأتوا بعشر سور، فقال تعالى ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ). (هود13-14)
ثم أرخى لهم حبل التحدي، ووسع لهم غاية التوسعة فتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة، أي سورة, ولو من قصار السور، فقال تعالى ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ). (يونس 38)
أيها المؤمنون:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دافعت الناشطة اليمنية توكل كرمان -الحاصلة على جائزة نوبل للسلام- يوم السبت الموافق 21 تموز/يوليو 2012 عن موقفها من صورة تظهرها برفقة ناشط السلام الإسرائيلي عوفير برانشتاين خلال لقائهما على هامش مؤتمر حزب العدالة والتنمية (الإخوان المسلمين في المغرب) الأخير بالرباط، ووصفته بأنه أحد المدافعين عن الشعب الفلسطيني، وقالت كرمان في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "أقدّم اعتذاري على الإساءات التي طالت عوفير برانشتاين - مستشار الرئيس الإسرائيلي السابق بنيامين بن اليعازر"، وأضافت "أقدم الاعتذار نيابة عن كل الذين أساؤوا إليه ولم يقدّروا مواقفه المبدئية والأخلاقية في نصرة الشعب الفلسطيني، ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم".
ونشرت كرمان صورة جواز سفر للدبلوماسي عوفير برانشتاين، تظهر أنه يحمل جواز سفر فلسطينياً، ودفعت بمنشور آخر على الصورة قائلة "إنني لن أسأل أبداً عن أصل وفصل وجنسية من يريدون أن يتصوروا معي، وما هي خلفيتهم الإثنية والعرقية والدينية"، وهذه نقيصة لا يقع فيها إنسان سوي فضلاً عن ناشطة حقوقية وصاحبة نوبل للسلام.
وتعرّضت كرمان لانتقادات لاذعة بسبب صورتها مع عوفير برانشتاين، وكانت قد تعرّضت لحملة انتقاد منظمة قادتها جماعات توصف بـ "الأصولية" في اليمن ومنها حزب الإصلاح الذي تنتمي إليه، بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام العام الماضي لمشاركتها في الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح.
واعتبرت تلك الجماعات في حملتها، أن حصولها على الجائزة يجعلها على قدم المساواة مع الكثير من رجالات اليهود والصهاينة الذين حصلوا على مثل تلك الجائزة التي تعطى لأغراض سياسية أكثر منها تقديراً للقدرات التي قام بها الفرد لخدمة المجتمع والإنسانية.
والجدير بالذكر أن وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة تناولت الخبر، وإن المتأمل في الحدث ليجد من الخزي ومن العار أن من خرجت يوما لتقول للظالم أنت ظالم إذا بها تقف أمام يهوديٍّ منتصبة أمامه وتبتسم وهي بجواره، أليس هذا يهودياً ومن حفدة القاتلين ومن تلطخت أيديهم بدماء أبناء فلسطين ونسائها أم أنك تجهلين؟!
قبلتِ بجائزة الخزي والندامة وهذه مصيبة، وما لبثتِ أنْ أقدمتِ على جرم أشد وأعظم وتضحكين بدم بارد بتلك الضحكات الصفراء المشوبة بالخيانة لدماء المسلمين في أرض الإسراء والمعراج.
وعوضا عن الاستحياء من الله ومن رسوله تبادر الناشطة اليمنية توكل كرمان بالاعتذار لما انهالت وسائل الإعلام بإظهار الصورة على حقيقتها، وأضافت كرمان "أقدم الاعتذار نيابة عن كل الذين أساؤوا إليه (برانشتاين) ولم يقدّروا مواقفه المبدئية والأخلاقية في نصرة الشعب الفلسطيني، ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم".
أيّة مواقف وأية مبدئية وما زالت دماء أطفال غزة تسيل في الشوارع لم تجف بعد، وهذا يهوديٌّ ممن باءوا بغضبٍ من الله وضربت عليهم الذلة والمسكنة وإنّ من يتولاهم فهو منهم يقول المولى عز وجل ((يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)).
فهذا الكيان الغاصب للأرض المباركة، كيان يهود يجب أن يتعامل معه على أنه عدو حقيقي للأمة لا حمائم فيه ولا صقور، بل كلهم غاصبون قتلة، وما هذه العينة الخبيثة التي التقتها كرمان إلا عينة خبيثة من نبتة خبيثة يجب استئصالها من خير البلاد، لا أن تبتسم لها الوجوه وتصافحها الأيادي الآثمة.
أم أبرار - حزب التحرير / ولاية اليمن