الإثنين، 19 محرّم 1447هـ| 2025/07/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معالم الإيمان المستنير الدليل العقلي على أن القرآن من عند الله ح3

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 468 مرات


أيها المؤمنون :

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد :


وقفنا في الحلقة السابقة عند شهادة الوليد بن المغيرة في القرآن الكريم, هذا القرشي الكافر الذي أحنى رأسه اعترافا وإعجابا به! ولا ننسى أن القرآن في العرف العام عند قريش له سحر يأخذ بالنفوس والعقول. لذلك اشترطوا على ابن الدغنة الذي أجار أبي بكر رضي الله عنه أن يمنعه من أن يصلي في فناء بيته حيث كان على جانب الطريق, لأن أبا بكر يقرأ القرآن, وقريش تخشى أن يفتن هذا القرآن أبناءها وعبيدها وإماءها ونساءها, فمنذ متى كان سماع الكلام في قريش له مثل هذا التأثير؟ هل يخشون من الكلام وهم أرباب الفصاحة وأمراء البيان؟ ألا تدل هذه الخشية على الاعتراف بتفوق القرآن فصاحة وبيانا؟ ألا تدل هذه الخشية على عميق الاعتراف بإعجاز القرآن؟ وكيف لا والقرآن يتحداهم أن يأتوا بمثله, والتحدي قائم صباح مساء, يقرع أسماعهم, ويخاطب عقولهم؟


تعالوا معي نسمع ما يقوله كبير قريش وهو يفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم عرض عليه المال والجاه والسلطان والنساء والطب, فماذا عرض عليه محمد صلى الله عليه وسلم؟ أعرض عليه مالا وجاها وسلطانا؟ أم عرض عليه هذا القرآن؟ لقد عرض محمد صلى الله عليه وسلم معجزته, عرض بعضا من آيات الله! فهل يا ترى كان موفقا في عرضه؟


نقول: نعم, لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم موفقا في عرضه معجزته. روى ابن إسحق صاحب السيرة النبوية أن عتبة ابن ربيعة كان سيدا حليما قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد: يا معشر قريش, ألا أقوم إلى هذا فأكلمه, وأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء, ويكف عنا وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون فقالوا: بلى يا أبا الوليد, فقم فكلمه فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من التوسط في العشيرة والمكان في النسب, وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم, وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم, وكفرت من مضى من آبائهم, فاستمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها ".


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قل يا أبا الوليد أسمع " فقال: يا ابن أخي, إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا, وإن كنت إنما تريد شرفا شرفناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك, وإن كنت تريد ملكا ملكناك, وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه ولا تستطيع أن ترده عن نفسك, طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه ولعل هذا الذي يأتي به شعر جاش به صدرك, فإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه على ما لا يقدر عليه أحد حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرغت يا أبا الوليد قال: نعم, قال فاستمع مني قال: أفعل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بسم الله الر‌حمن الر‌حيم حم * تنزيل من الر‌حمن الر‌حيم *  كتاب فصلت آياته قر‌آنا عر‌بيا لقوم يعلمون ). (فصلت3) فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها عليه فلما سمعها عتبة أنصت له وألقى بيده خلف ظهره معتمدا عليها يستمع منه, حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: ( فإن أعر‌ضوا فقل أنذر‌تكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ). (فصلت13) أمسك الوليد بكفه ووضعها على الفم الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: أمسك يا ابن أخي فلعله يصيبنا بعض الذي تقول! حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجد فيها ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك!


ورجع إلى أصحابه, وقد بهرته المعجزة, أخذه الكلام, أقر بالعجز وبالإعجاز, فلما رآه عدو الله الجاهل أبو جهل قال: لقد جاءكم والله أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم قالواله: ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال: إني والله قد سمعت قولا ما سمعت مثله قط! والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة! يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه, واعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ, فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم, وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم, وكنتم أسعد الناس به! قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه! فقال: لم يسحرني, وإنما الرأي ما قلته لكم, فاصنعوا ما بدا لكم! قالوا: يا أبا الوليد, قل لنا قولا نقوله لوفود العرب إن هم قدموا إلى الحج, فلا يحسن أن يكذب بعضنا بعضا, قال: قولوا لأرى. قالوا: أنقول: إنه شاعر؟ قال: لا, لقد عرفت الشعر والنثر, عرفت رجزه وقصيده, وطويله وقصيره, وما كلام محمد بمشبه الشعر أبدا. قالوا: أنقول: إنه كاهن؟ قال: لا, فما كلام محمد بمشبه سجع الكهان. قالوا: نقول: إنه مجنون. قال: لا, فليس في محمد سقطات المجانين ولا زمزمتهم. قالوا: فما نقول إذن؟ قال: أقرب الأقوال أن نقول فيه: إنه ساحر بيان. وفي هذا الموقف نزل قوله تعالى: (إنه فكر‌ وقدر‌ * فقتل كيف قدر‌ * ثم قتل كيف قدر‌ * ثم نظر‌ * ثم عبس وبسر‌ * ثم أدبر‌ واستكبر‌ * فقال إن هذا إلا سحر‌ يؤثر‌ * إن هذا إلا قول البشر‌ * سأصليه سقر‌ ). (المدثر26)


أيها المؤمنون :

 

نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه.  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات من قام إذا استقلت الشمس

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 465 مرات

 

من قام إذا استقلت الشمس فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. قال عقبة بن عامر: فقلت: الحمد لله الذي رزقني أن أسمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان تجاهي جالسا: أتعجب من هذا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجب من هذا قبل أن تأتي ؟ فقلت: وما ذاك بأبي أنت وأمي؟ فقال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع بصره أو نظره إلى السماء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء.

 

 

 


وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

 

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف باب ما جاء في السواك والكحل للصائم

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 321 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة "بتصرف"، في باب " ما جاء في السِّواك والكُحْل للصائم "


حدثنا عثمانُ بنُ محمدِ بنِ أبي شَيْبَةَ حدثنا أبو إسماعيلَ المؤدبُ، عن مُجَالِدٍ عن الشعبيِّ عنْ مَسْرُوقٍ عن عَائشةَ قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " مِنْ خَيْرِ خِصالِ الصائمِ السِّواكُ ".


السواك مندوب ومسنون للصائم ولغير الصائم، وفي كل حين، أما من ذَكَرَ أن الخُلُوف - وهو تغيُّر رائحة الفم عند الصوم- تُكره إزالَتُه بالسِّواكِ في آخرِ النهار، لأنّ الخُلُوف كما ورد في الأحاديث، أطيبُ من رائحة المسك، فيُنْدَبُ بَقاؤُهُ في آخرِ النهارِ وتُكرَهُ إزالتُهُ، فهذا ليس دليلا على كراهةِ السواك. فالقاعدة العامة تقول: إن إدخال أي مادة في الفم لا يفطّر الصائم، إلا إنْ بَلَعَ ما تَحَلَّلَ منها مِمَّا يُمْكِنُ التَّحَرُّزُ منه، أما إنْ لم يُمكن ِالتحرزُ منه كالقليلِ القليل، فلا شيءَ فيه. وبَحَسبِ هذه القاعدةِ يمكنُ القولُ: إن إدخال ميزان الحرارة في الفم لقياس درجة الحرارة جائز، وإن حفرَ الأسنانِ وتلبيسَها جائز، ولا يُفطِّرُ الصائم، ولا يُفطِر إلا إنْ تَسَرَّبَ إلى حَلْقِهِ شيءٌ من المواد الداخلةِ في فمِهِ وبَلَعَهُ. أما بقايا الأكل بين الأسنان، فإنها إن بقيت في مكانها فلا خلاف في أنها لا تفطِّر، ولا تفطر كذلك إن ازْدَرَدَ الصائمُ شيئا منه وإن كان يسيرا، لأن الشرع عفا عن اليسير، مما لا يمكن التحرز منه، وأما إن تجمع في فمه منها كمية، وشكلت جسما يبلع، فإنه واجبٌ طَرْحُهُ ولَفْظُهُ، فإن بلَعَه أفطر، كحالِ بَلْعِ حَبَّةِ العَدَس. أما ما يضعه المريض بالقلب والجلطات من حبة تحت اللسان، لتذوب تدريجيا كعلاج للحالة عند اشتدادها، فإن ذلك يفطّر الصائم قولا واحدا، إذ لا فرق بين بلع الحبة دفعة واحدة أو بلعها تدريجيا، ومثلها القطرة في الفم، لتشرب كعلاج كما هو الحال في التطعيم ضد الشلل، فإنها تفطّر الصائم.

 

 


احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

تأملات في كتاب من مقومات النفسية الإسلامية ح103

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 471 مرات

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المسلمون :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: " من مقومات النفسية الإسلامية ". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق :


موضوع حلقتنا لهذا اليوم هو "أدب الحديث". وهو ثلاثة أقسام: أدب التدريس, وأدب الخطبة, وأدب الجدل.


القسم الأول : أدب التدريس: فمن أدب التدريس :


تاسعا :

 

اجتناب تكلف العلم. عن عمر رضي الله عنه قال: "نهينا عن التكلف" رواه البخاري. وعن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: " يا أيها الناس من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: "الله أعلم" فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: "الله أعلم" قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين. إن هو إلا ذكر للعالمين }. (سورة ص87) " متفق عليه.


عاشرا :

 

اجتناب مراء السفهاء. عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا تماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار ". رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وابن ماجة والبيهقي وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.


أحد عشر :

 

اجتناب الرياء والتسميع والعجب والكبر. وقد مر.


اثنا عشر :

 

مخاطبة الناس على قدر عقولهم، عن علي رضي الله عنه قال: " حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ " رواه البخاري. قال ابن حجر في الفتح: بما يعرفون أي بما يفهمون. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة " رواه مسلم.

 

و"ما" في الأثر عاملة عمل ليس. وقال ابن عباس: "{كونوا ربانيين}. حلماء فقهاء، ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره" رواه البخاري.


وفي معنى قوله تعالى: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}. (آل عمران79) حدثنا سعيد قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي رزين، في قوله عز وجل: {كونوا ربانيين} فقال: فقهاء علماء.


القسم الثاني: أدب الخطبة: ومن أدب الخطبة :


أولا :

 

تقصير الخطبة يوم الجمعة خاصة، لحديث عمار عند مسلم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه؛ فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرا". وحديث جابر بن سمرة قال: "كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت صلاته قصدا، وخطبته قصدا " رواه مسلم.


وحديث الحكم بن حزن الكلفي قال: " شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، فقام متوكئا على عصا، أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات " رواه ابن خزيمة في صحيحه، وأحمد وأبو داود، وقال ابن حجر: إسناده حسن.


وحديث عبد الله بن أبي أوفى يقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة، والمسكين فيقضي له حاجته ". رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، وابن حبان في صحيحه، وصححه العراقي، وأخرجه الطبراني عن أبي أمامة بنحو من حديث ابن أبي أوفى، وقال الهيثمي إسناده حسن.


والقصد في الصلاة والخطبة كما فسرته الأحاديث الأخرى بأن تكون الصلاة أطول من الخطبة, ففي حديث ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطيل الصلاة, ويقصر الخطبة، وفي حديث عمار أمرنا بإطالة الصلاة وتقصير الخطبة، فصلاته صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة كانت أطول من خطبته، فإذا علمنا مقدار صلاته صلى الله عليه وسلم استطعنا تقدير الخطبة لأنها أقصر من الصلاة. وقد ورد في الصلاة أي صلاة الجمعة عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم: " كان يقرأ الجمعة والمنافقون ". وفي حديث النعمان بن بشير أنه صلى الله عليه وسلم: " كان يقرأ بسبح اسم ربك الأعلى, وهل أتاك حديث الغاشية". وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم "كان يقرأ بالجمعة والمنافقين ".


هذه الأحاديث الثلاثة رواها مسلم. فأطول صلاة جمعة له صلى الله عليه وسلم يمكن تقديرها بالمدة التي كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها الجمعة والمنافقون، مضافا إليهما مدة قراءة الفاتحة مرتين مع ركوعين وأربع سجدات وجلوس للتشهد والصلاة الإبراهيمية فهذه أطول صلاة جمعة، وأقصر منها ما كان يقرأ فيها بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية مع الإضافات التي ذكرت. وبناء على ذلك، وكون صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت أطول من خطبته صلى الله عليه وسلم، فإن الخطيب يمكنه معرفة السنة في مقدار خطبته.


ثانيا :

 

استعمال الأسلوب الخطابي على المنبر لا أسلوب الدرس أو المحاضرة أو المقالة أو القصص أو الشعر، ولمعرفة أسلوب الخطبة والتفريق بينه وبين غيره من الأساليب يرجع إلى كتب اللغة التي تعنى بهذا البحث.


ثالثا :

 

الحرص على تجنب اللحن، فإنه يقبح بالخطيب أن يلحن في كلامه، وأشد منه قبحا اللحن في قراءة القرآن على المنبر!

 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 


محمد احمد النادي

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع