الجمعة، 25 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات - قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1348 مرات

يقول سبحانه وتعالى : { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } سورة التوبة: 24.

{ قُلْ } يا محمد صلى الله عليه وسلم للمسلمين. ثم ذكرت الآية الكريمة أربعة أنواع من أقرب الأقارب: { آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ } ثم عممت الآية بذكر { وَعَشِيرَتُكُمْ } والعشيرة تشمل جميع الأقارب وتشمل مع الأقارب الأصدقاء والجيران والمعارف الذين يعاشرهم المرء ويأنس بهم.

{ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا } أي اكتسبتموها وحصلتموها.

{ وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا } تخافون فوات ربحها. والفرق بين هذه وسابقتها أن الأموال المقترفة هي التي صارت حاصلة باليد، والتجارة ربحها مأمول وليس حاصلاً باليد بعد.

{ وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا } أي تحبونها لطيبها وحسنها.

أي إن كانت هذه الأشياء كلها مجتمعةً ( انتبه أنها جاءت معطوفة على بعضها ) { أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا } أي فانتظروا ماذا يحل بكم من عقابه ونكاله بكم في الدنيا أو في الآخرة. الآية الكريمة وضعت الأمور في كفتيْ ميزان: في إحدى الكفتين ( الأقارب والعشيرة + الأموال + الوطن والمساكن ) وفي الأخرى ( محبة الله ورسوله أي الإيمان بالله ورسوله وطاعته والجهاد في سبيله )، فإذا حصل التوافق بين الكفتين، أي إذا استطاع المسلم أن يجمع بين محبة الله ورسوله والجهاد في سبيله وبين الأقارب والعشيرة والأموال والوطن فبها ونِعْمَتْ. وإذا حصل التعارض بين الكفتين فالمسلم المؤمن لا يحتار في الاختيار ولا يتردد فالأمر عنده محسوم في اختيار الباقي على الفاني وفي اختيار الله ورسوله على ما سواهما: ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسولهُ أحبَّ إليه مما سواهما ).

{ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } هذا وعيد من الله. قال بعض المفسرين هو فتح مكة، وقال آخرون هو عقوبة عاجلة أو آجله. والذي نرجحه أنه عقوبة عاجلة في الدنيا وعقوبة آجلة في الآخرة. إذ أن الركون إلى متع الحياة من الأموال والأولاد والأزواج والأقارب والمساكن وترك الجهاد سيجر الذل على المسلمين في الدنيا بحسب سنة الله في خلقه، كما هو حاصل بالمسلمين هذه الأيام. وسيجرّ عليهم عذاب الله في الآخرة لأنهم تركوا شرع الله وطاعته واتبعوا الشهوات.

{ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } أي أن الذي يفعل ذلك من المسلمين هو فاسق. قال الزمخشري: الآية { فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } آية شديدة لا ترى أشد منها.

فهل يعي المسلمون اليوم معنى هذه الآية الكريمة؟ فالقرآن جعل المسلم يميل مع شرع الله ورسوله حيث مال وليس مع القومية والعصبية والقرابة، وليس مع المصالح والمنافع والأموال، وليس مع المساكن والأرض والأوطان .

إقرأ المزيد...

مع القرآن الكريم - الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ دِينِكُمْ

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1379 مرات

 

{ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلاَمَ دِينًا }

سورة المائدة: 3

    قوله تعالى: { الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ } أي يئسوا من أن يزول هذا الدين ويندثر، أو أن يرجع المسلمون عن دينهم. ويؤيد هذا المعنى الحديث الثابت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن التحريش بينهم ).

 

    وقوله تعالى: { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ } قال ابن كثير: (أي لا تحافوهم في مخالفتكم إياهم واخشوني أنصركم عليهم وأُبدهُمْ وأُظْفِرْكمْ بهم وأُشفِ صدوركم منهم وأجعلكم فوقهم في الدنيا والآخرة). وقوله تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } واليوم هو يوم عرفة في حجة الوداع وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بواحد وثمانين يوماً، والمكان هو جبل عرفات. وروى الإمام أحمد في مسنده: ( جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين إنكم تقرأون آية في كتابكم لو علينا معشرَ اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: وأي آية؟ قال: قوله: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي }، فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم: عشية عرفة في يوم جمعة ). ورواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي. وهما عيدان: يوم عرفة عيد ويوم الجمعة عيد.

 

    وقد ظن بعضهم أن هذه الآية هي آخر ما نزل من القرآن، وسبب هذا الظن توهمهم أن إكمال الدين هو خَتْمٌ لنـزول القرآن الكريم. والمقصود بإكمال الدين هو إكمال الأحكام وإكمال العقائد، وما نزل بعد ذلك إن هو إلا تأكيد لما سبق. أما آخر ما نزل من القرآن فهو الآية 281 من سورة البقرة، أي قوله تعالى: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } قال ابن كثير: (عن سعيد بن جبير قال آخر ما نزل من القرآن كله { وَاتَّقُوا يَوْمًا... } الآية وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال ثم مات يوم الاثنين (ليلتين خلتا من ربيع الأول).

    { أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } وهو دين الإسلام الذي أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا خطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتم الأنبياء والرسل ورسالته خاتمة الرسالات. فيكون إكمال هذا الدين هو إكمال له إلى قيام الساعة. فالبشرية ليست بحاجة إلى رسل ولا إلى وحي بعد محمد صلى الله عليه وسلم. وبعد نزول هذه الآية بيوم واحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر في خطبة حجة والوداع: ( وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، أمراً بيّناً: كتابَ الله وسنّة نبيه ).

 

    فالإسلام كامل في شرائعه وعقائده فنحن لسنا في حاجة لأن نزيد عليه أي شيء. وقد حذرنا صاحب الرسالة من الابتداع والزيادة بقوله صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ). وكل ما تحتاج إليه الأمة الإسلامية هو وجود المجتهدين الذين يستنبطون الأحكام للمشاكل المتجددة من الأصول الشرعية.

 

    وكما أنه لا يجوز أن نبتدع ونزيد فلا يجوز لنا أن نعطل ونهمل شيئاً من الدين كما فعلت الأمم السابقة الذين توعدهم الله بقوله: { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ }. { وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } أي أن نعمة الله تمت على هذه الأمة بإكمال دينها. وهذه منّة عظيمة. فإذا أرادت هذه الأمة زيادة من نعمة الله فما عليها إلا أن تكمل أخذها وتمسكها بهذا الدين الذي هو سبب النعمة. فإذا طلبوا النهمة من الكافر فقد خسروا نعمة الدنيا والآخرة. { وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا } إنها خطابات من الرحمن الرحيم إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها تكريم وفيها تحبب. فهل نرفض ما رضيه الله لنا، وهل نعارض عما رغبنا الله فيه وجعله عنوان النعمة والرضوان والفلاح في الدنيا وفي الأخرى؟.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع