هل العبادة أوْلى من العمل للخلافة
- نشر في حول الخلافة
- قيم الموضوع
- قراءة: 1228 مرات
وردت في الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان الأحاديث التالية :
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره " رواه مسلم ( 2788 ) والنَّسائي والترمذي وابن ماجة وأحمد .
2- وعنها رضي الله عنها قالت :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العَشْرُ أحيا الليل وأيقظ أهله وجدَّ ، وشدَّ المِئْزَر " رواه مسلم ( 2787 ) والبخاري وأبو داود والنَّسائي وابن ماجة وأحمد .
3- عن عليٍّ رضي الله عنه قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أيقظ أهله ورَفَع المِئْزَر ، قيل لأبي بكر - بن عياش أحد الرواة - ما رَفَعَ المِئزر ؟ قال : اعتزل النساء " رواه أحمد ( 1103 ) وابن أبي شيبة والبيهقي وأبو يعلى . ورواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح .
فهذه الأحاديث الشريفة تدل على مشروعية الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان ، وعلى إحيائها بالعبادة ، وعلى الحث على إيقاظ الأهل فيها لجني ما أعدَّ الله فيها لعباده العُبَّاد من خير وثواب .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ" رواه مسلم
جاء في صحيح مسلم بشرح النووي: " قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِذَا اِسْتَنْصَحَك ) فَمَعْنَاهُ طَلَبَ مِنْك النَّصِيحَة, فَعَلَيْك أَنْ تَنْصَحهُ, وَلَا تُدَاهِنهُ, وَلَا تَغُشّهُ, وَلَا تُمْسِك عَنْ بَيَان النَّصِيحَة. وَاللَّه أَعْلَم ."
إذا كانت النصيحة من حق المسلم على المسلم، فكيف يؤدي هذا الحق، جهرا على الملأ أم سرا لا يطلع عليه إلا الناصح والمنصوح؟!
نقول والله أعلم أن الفعل والأمر الصادر من المنصوح إن كان ضرره لا يتعداه فتكون النصيحة سرا وعلى ضوء ذلك نفهم قول الإمام الشافعي رحمه الله: "من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه". وقول الفضيل رحمه الله:"المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويُعيِّر"
وأما إن كان الأمر الصادر من المنصوح يتعدى ضرره للآخرين فعند ذلك لا يصح أن تكون سرا بل لا بد من الجهر بها وتكون عند ذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصويب الخطأ الذي يُخشى ضرره على العامة، وعلى ضوء ذلك نفهم فعل الصحابة في نصحهم ومحاسبتهم للحكام جهرا أو سكوتهم على من حاسب ونصح جهرا، كحادثة اعتراض المرأة على قول عمر عندما حدد مهور النساء، وفعل العلماء في مناظراتهم وتخطيئ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة طلبا للحق، بل وفي الطعن في بعض رواة الحديث والتمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، كل ذلك من باب الدين النصيحة كان جهرا ودُوّن في كتبهم. وكان الشافعي يوصي أصحابه بإتباع الحق، وقبول السنة إذا ظهرت لهم على خلاف قولهم وأن يضرب بقوله حينئذٍ الحائط، وكان يقول: "ما ناظرني أحد فباليت أظهرت الحجة على لسانه، أو على لساني".
خبر وتعليق
مصالحة طرابلس : مصالحة جدية- أم هدنة مؤقتة.
إن ما جرى بالامس القريب من اجتماع معظم فاعليات طرابلس على اختلاف ولاءتهم السياسية وتوقيعهم على وثيقة مصالحة تتضمن البنود التالية :
1 - اتفاق جميع القيادات والفعاليات على تثبيت السلم والأمن والاستقرار ـ بشكل نهائي ـ وعدم اللجوء تحت أي ظرف إلى العنف والسلاح.
2 - اللقاء والمصالحة بين كل القوى على ساحة المدينة وبرعاية الدولة.
3 - إعلان قيادة الجيش في الشمال جدولاً زمنياً لعودة كل النازحين إلى منازلهم وتأمين كل ما له علاقة بأمنهم.
4 - تأمين منازل بديلة ومؤقتة للمواطنين الذين تتعذر عليهم العودة إلى منازلهم ـ لعدم صلاحيتها ـ وذلك عن طريق توفير بدل إيجار لهم إلى حين إصلاحها وعودتهم إليها.
5 - تسريع عملية تحديد الأضرار في الأرواح والأجساد والممتلكات من قبل الهيئة العليا للإغاثة وكل المؤسسات المعنية تمهيداً للتعويض الأكيد والعاجل على المتضررين.
6 - التمني على دولة رئيس مجلس الوزراء العمل على تأمين كل التعويضات اللازمة.
إن وثيقة المصالحة هذه برعاية رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، هو مجرد هدنة تستمر لمدة أشهر. تمت هذه المصالحة بسبب ضغوط خارجية من دول إقليمية ودولية مثل سوريا ومصر وفرنسا..... إذ إن سوريا أعربت على لسان رئيسها بشار الأسد أن ما يجري في الشمال يجب أن يتوقف وأن القوى المتطرفة الصاعدة -إشارة إلى السلفيين المدعومين من السعودية- يجب أن تفكك. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر المتضررين مما يجري هو النظام السوري بما له من تأثير على الداخل السوري بين المسلمين السنة والعلويين. وكذلك أعربت مصر على لسان وزير خارجيتها أبو الغيط عن امتعاضها من صعود بعض الحركات المتطرفة في طرابلس. وقد عبرت فرنسا عما يجري في الشمال. كل ذلك دفع زعيم تيار المستقبل إلى المبادرة في هذه المصالحة خاصة وأنه شعر بتحرك للجيش اللبناني- الواقع تحت التأثير السوري لضرب القوى "الإسلامية" التابعة له ولذلك أراد أن يفوت الفرصة على الجيش بضرب عمامته.
إن من المؤلم أن نرى أبناء أمتنا وقوداً لفتن بين خصوم عملاء لدول عربية لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة وأن ترى "علماء" يفتون للناس بوجوب السير تحت أوامر زعماء علمانيين وعملاء بحجة مصلحة الطائف.
إن كل ذلك أعمال لا تمت إلى الإسلام بصلة ولا خلاص لأبنائنا إلا بقيادة إسلامية واعية تحرص على رعاية أبنائها وفق شرع الله.