الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

الانتخابات الديمقراطية: فضيحة في حق الذين يريدون التوفيق بين الديمقراطية والإسلام عن طريق تدخل الأمم المتحدة (مترجم)

في السنوات العشر الماضية نبه حزب التحرير / ولاية أفغانستان المسلمين والمجاهدين في أفغانستان إلى عظم الذنب في المشاركة في الانتخابات الديمقراطية، وخاصة البرلمانية والرئاسية (في عامي 2009م و 2010 م). لأن حزب التحرير يرى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أهم الواجبات التي أمر الله بتطبيقها في بلاد المسلمين.


كما يعلم الجميع فالديمقراطية كانت سائدة قبل 2500 سنة عند الإغريق القدماء، وهي نظام سياسي نابع من المبدأ الرأسمالي، الذي تناقض عقيدته الإسلام مناقضة تامة، حيث تقوم على الحل الوسط بين الكنيسة وبين المفكرين الثوريين والفلاسفة في أوروبا، مما يعني أنها نتاج بشري. كما أن أركان المبدأ الرأسمالي كحرية التعبير وحرية الرأي وسائر الحريات الديمقراطية تعارض الإسلام لأن مصطلح الحرية في الثقافة الغربية يعني وجود حالة يقوم فيها الشعب بتنفيذ قضاياه وفق تشريعات يضعها بنفسه.


أما الإسلام فإنه لا يعتبر الإنسان "حراً" بل يعتبره عبداً لله سلم كافة أموره وأعطى سلطانه لربه وقبل أن يكون الله المشرع الوحيد له. لذلك أمر الإسلام المسلمين بأن ينظموا حياتهم كلها وفق شرع الله. بينما الديمقراطية هي نظام يعطي الحق للإنسان ليحدد الحسن من خلال مؤسسات نيابية، وهذا يعني أن الديمقراطية تضع الإنسان مكان الخالق بإعطائها إياه حق التشريع، مما يقود إلى التخلي عن الخالق سبحانه في حياة المجتمع، فيما يقول الله عز وجل: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].


والآن وبعد عقد ونصف تقريباً جرت خلاله انتخابات متعددة، قامت دمى الغرب أثناء الجولة الأولى والجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بمحاولة تضليل الرأي العام في أفغانستان، وكأن 5-7 مليون شاركوا في الانتخابات ويؤمنون بالديمقراطية في أفغانستان. ولمزيد من البيان فإننا نلفت النظر إلى النقاط التالية:


- بشيء من العمق في النظر في نتائج الانتخابات السابقة وعدد الأوراق الانتخابية والناخبين الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة، يمكن بسهولة معرفة أن العدد المذكور في الأعلى للمشاركين بعيد عن الحقيقة، فمثلاً من بين سكان كابول الذين يتجاوزون سبعة ملايين لم يصوت سوى بضع مئات آلاف، وفوق ذلك فإن المصوتين لكلتا الجهتين تم تحريكهم بناء على ناحية عرقية وليس بناء على الديمقراطية، فكل مرشح جرى انتخابه من قبل قبيلته أو أهل لغته. فهذا يثبت بوضوح خطأ دمى الغرب الذين يدعون أن المسلمين في أفغانستان يؤمنون بالديمقراطية. إن هذا الادعاء قطعاً ليس صحيحاً فالناخبون صوتوا لتحقيق أمور عرقية وطائفية، وتبعاً لذلك فإن الديمقراطية سببت عنصرية عرقية بين المسلمين في أفغانستان، ولكن الله سبحانه حرم هذه العنصرية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ» رواه مسلم.


- أحد المرشحين أقر أن أحد الأشخاص مجرم حرب، ثم اختاره بعد ذلك ليكون نائبه الأول في انتخابات الرئاسة، ومثل هذه الأعمال تظهر للمسلمين في أفغانستان أن قضية الحكام والسياسيين هي فقط الحصول على السلطة وتحقيق مصالحهم الخاصة، لأن المصالح هي وحدها التي تحدد الحسن والقبيح في الرأسمالية. قال عليه الصلاة والسلام: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَات، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» رواه الحاكم.


- الآن وبعد أن بذلوا جهوداً غير مجدية لمعالجة الأزمة الحالية فإنهم يطلبون تدخل الأمم المتحدة، ووزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري لحل هذه الإشكالية. ويبدو أنهم نسوا أن الأمم المتحدة التي هي أداة سياسية بيد الولايات المتحدة، كانت ضالعة في القتل الجماعي للمسلمين في مينامار، وفي احتلال أفغانستان والعراق، وفي المذابح الجماعية في سوريا، وفي الأزمة الحالية في فلسطين، وتقسيم السودان، واستعمال أسلحة دمار شامل ضد المسلمين، وغير ذلك. ولذلك فإن عرض المشكلة الحالية على الأمم المتحدة يعني أن هؤلاء الحكام غير قادرين على حل مشاكل الناس وفق أحكام الإسلام، مع أن الله سبحانه يحرم على المسلمين أن يطلبوا من الآخرين التدخل في شئونهم، فقد قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا﴾ [النساء: 60]


أيها المسلمون في أفغانستان


في ضوء ما هو مذكور في الأعلى فإنه واضح لكل شخص أن ما يسمى عملية الانتخاب ليست في يد الأفغانيين، فالكلمة الأخيرة فيها هي للولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال قبل أيام قلائل من إعلان النتائج الأولية قدم السناتور جون مكين وكارل ليون إلى أفغانستان للضغط على الطرفين من أجل تهدئة الأزمة. وفي 06 من تموز/يوليو 2014م قبل يوم واحد فقط من إعلان النتائج الأولية قال كارل ليون في كابول بأن النتائج الأولية سيجري إعلانها قطعاً وأن كلا المرشحين سيقبلان بها.


أيها المسلمون الأخيار في أفغانستان


عليكم أن تضعوا في بالكم أنكم لن تكونوا من المنتصرين باتباعكم النظام الحالي وهؤلاء الحكام، لا في الدنيا ولا في الآخرة. إن الطريق الوحيد للنجاح والنصر هو التمسك بالإسلام وإقامة الخلافة، تلك الدولة التي يحكمها حكام مخلصون يمكن محاسبتهم. فالحكام المسلمون يطيعون الله دائماً بحيث يكون الحلال والحرام مقياس أعمالهم ولا يكون هدفهم الأساسي تحقيق مصالحهم السياسية والخاصة. فدعونا نتعاون ونعمل بلا كلل لإعادة الخلافة الراشدة.

التاريخ الهجري :21 من رمــضان المبارك 1435هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 19 تموز/يوليو 2014م

حزب التحرير
أفغانستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع