المكتب الإعــلامي
ولاية أفغانستان
التاريخ الهجري | 8 من ربيع الاول 1447هـ | رقم الإصدار: أفغ – 1447 / 03 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 31 آب/أغسطس 2025 م |
بيان صحفي
نهاية الاحتلال العسكري الأمريكي وحلف شمال الأطلسي
فرصة لمواجهة الاستعمار الناعم والتوجه نحو الخلافة على منهاج النبوة!
(مترجم)
قبل أربع سنوات، بتاريخ 31 آب/أغسطس 2021، انتهى احتلال أمريكا وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، العسكري لأفغانستان الذي دام عقدين من الزمن، بانسحاب آخر جندي أمريكي منها عند منتصف الليل. ويعود ذلك أساساً إلى انتقال محور تركيز أمريكا نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لإبطاء تقدم الصين. وأصبحت البلاد الإسلامية، وخاصةً أفغانستان وشعبها المجاهد، مصدر إزعاج لأمريكا، ومصدراً لتشتيت انتباهها عن هذه الاستراتيجية الجديدة. إننا باركنا ونبارك هذا الإنجاز التاريخي وهذا اليوم العظيم لجميع المسلمين، وخاصةً شعب أفغانستان، وحملة الدعوة، والمجاهدين.
كان من الممكن أن تكون هذه السنوات الأربع فرصة تاريخية لتطبيق الإسلام تطبيقاً كاملاً وبداية تحول جذري في أفغانستان. فكما أرست الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، خلال سنواتها الأربع الأولى، أسس الأمة، وحددت مبادئ واضحة للسياسة الداخلية والخارجية، ورسخت حضور الإسلام على الساحة العالمية، كان من الممكن للنظام الحاكم في أفغانستان أيضاً أن يستغل هذه اللحظات الحاسمة لوضع إطار واضح ومحدد لسياساته الداخلية والخارجية، مطبقاً الإسلام ليس كشعار فقط، بل كنظام شامل وأسلوب حياة في مجالات الحكم والاقتصاد والتعليم والقضاء والشؤون الخارجية.
لكن، مع الأسف، لم تُستغل هذه الفرصة العظيمة كما ينبغي. فبدلاً من تطبيق الإسلام تطبيقاً كاملاً، تم تطبيق بعض أحكامه بشكل انتقائي وتدريجي بناءً على تفضيلات ذاتية، وضمن الأطر الموروثة من النظام الجمهوري السابق وبنية الدولة القومية الحديثة. ونتيجةً لذلك، لم تُحدد معالم واضحة ومميزة للدولة الإسلامية؛ ولم ترتكز السياسة الخارجية على الدعوة والجهاد؛ ولم تشهد الأمة بوادر تحول إسلامي حقيقي في أفغانستان. بل على العكس، تحوّل التركيز نحو تحقيق الاستقرار الداخلي ضمن الحدود الوطنية، والسعي إلى اعتراف النظام الدولي، وتحقيق التوازن بين القوى العالمية؛ وهو نهج يُضعف، على المدى البعيد، شرعية النظام.
ورغم انتهاء الاحتلال العسكري، لا يزال الاستعمار الناعم حاضراً، وهو شكلٌ أكثر خبثاً من أشكال الهيمنة، يتغلغل في السياسة والاقتصاد والفكر. يُخضع الدول من الداخل، دون ضجيج الحرب أو الغزو العسكري. يُوهم هذا النوع من الاستعمار بالاستقلال، إلا أنه يُقوّض إرادة الأمة، ويُعيق التطبيق الكامل للإسلام. تُشير التجارب التاريخية إلى أن الدول غالباً ما تُهزم بالقوة الناعمة أكثر من القوة العسكرية. لذا، فإن مواجهة هذا التحدي تتطلب يقظةً ووعياً سياسياً، وطرداً للمنظمات غير الحكومية والسفارات الأجنبية، والالتزام الكامل بالإسلام.
ختاماً، نذكّر إخواننا المجاهدين أن الفرصة لم تفت بعد، بل يجب اغتنامها بحكمة، وأن يُحوّل هذا النصر التاريخي إلى حجر أساس وجسرٍ لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. خلافة تُوحّد الأمة، وتُزيل الاستعمار، وتحمل رسالة الإسلام إلى العالم. وإلا، فإن هناك خوفا حقيقيٌا من ضياع مكاسب هذا اليوم العظيم. وكما حدث في الماضي، قد تسقط أفغانستان مجدداً في هاوية الاستعمار والضعف، كما حذر الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية أفغانستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |
E-Mail: hizbuttahrir.af@gmail.com |