المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 6 من صـفر الخير 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 09 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 31 تموز/يوليو 2025 م |
بيان صحفي
السجون المصرية بين التعذيب والقتل
حين تُهدر الكرامة وتُغتال العدالة!
في مشهد متكرر من الجرائم المتسترة، توفي الشاب أيمن صبري داخل قسم شرطة بمحافظة الدقهلية، نتيجة تعذيب وحشي ترك آثاره جلية على جسده، ولم تكد تمضي 48 ساعة حتى تُوفي شاب آخر داخل قسم شرطة الصف بمحافظة الجيزة، وسط روايات متطابقة عن الإهمال المتعمد وسوء المعاملة وانعدام الإنسانية، ما حوّل الأقسام إلى أماكن للموت البطيء.
وكما هي العادة، أنكر النظام المصري أي صلة له بالأمر، وادّعى أن الوفاتين ناتجتان عن "أسباب طبيعية"، رغم شهادات الشهود، والصور المسربة، وحالة الجثمانين التي تؤكد تعرض صاحبيهما للتعذيب. فلماذا لا يُحاسَب الجناة؟ ولماذا لا يُفتح تحقيقٌ جادٌّ شفاف؟ ولماذا تُغلق القضايا دوماً بـ"لا وجه لإقامة الدعوى"؟ بل لماذا يصرّ النظام على حماية المجرمين وتبرئة ساحتهم، إن لم يكن هو الرأس المدبر والمنفذ لتلك الجرائم؟
إن حالات الوفاة في أقسام الشرطة والسجون لم تعد استثناءً أو أخطاء فردية، بل صارت منهجاً متكرراً، في ظل منظومة أمنية لا تخشى الحساب، ولا تجد من يردعها، فإلى جانب الاختفاء القسري، والاعتقال التعسفي، والحرمان من المحاكمة العادلة، أصبحت مراكز الاحتجاز محطات للإذلال والتصفية.
بحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان، فإن أقسام الشرطة المصرية تشهد ظروفاً احتجازية مزرية، حيث يُكدس العشرات في غرف ضيقة لا تصلح للحيوانات، وتُمنع عنهم الرعاية الصحية، ويُمارس التعذيب كوسيلة لإذلال المحتجزين أو انتزاع اعترافات تحت العنف.
إن هذا يخالف صراحة ما أقرّه الإسلام من واجبات الدولة تجاه رعاياها، فالدولة في الإسلام مسؤولة عن حفظ الدماء والأعراض والكرامات، فإذا تحوّلت الدولة إلى أداة للقمع، وسيف مسلط على رقاب الناس، تكون قد خانت الأمانة، وغدرت بالعهد، وصارت خصماً لرعيتها أمام الله تعالى. كما قال ﷺ في بيان خطر من يولّى أمر الناس فيشق عليهم أو يظلمهم: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ» فهو دعاء من رسول الله ﷺ على من ظلم الأمة وتجبّر عليها، فكيف بحال من يُعذّبها ويقتلها في السجون؟! وكيف بمن يجعل من أقسام الشرطة أماكن للانتقام، لا للعدالة؟!
إن من واجبات الدولة في الإسلام:
- حفظ النفس والكرامة، قال ﷺ: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا...» متفق عليه.
- محاسبة المعتدين من رجال الدولة قبل غيرهم، ولعلنا نذكر قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟".
- إقامة العدل على الجميع، دون تمييز أو حصانة، فالحكم بما أنزل الله لا يستثني ظالماً ذا سلطة.
لكن الواقع اليوم يثبت أن الدولة المصرية تحمي الجلادين، وتُكرّمهم بالترقيات والمكافآت، في حين يُقمع المخلصون والشرفاء وحملة الدعوة لتطبيق الإسلام ويُزجّ بهم في المعتقلات وتلفق لهم القضايا وتصدر عليهم الأحكام الجائرة!
يا أجناد الكنانة: إنكم أعوان هذا النظام وأدواته، وشركاؤه في الوزر، سواء شاركتم في الجرائم أو لم تشاركوا فيها، طالما رضيتم بها أو سكتّم عنها، فقد قال ﷺ: «مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ» فلا تكونوا عصاً في يد الظالمين، بل كونوا كما أراد الله لكم جنداً تحمي الأمة لا تعتدي عليها، وتذود عن دمائها لا تريقها، وتعمل لإقامة شرعه لا لحراسة الطغاة.
انهضوا إلى واجبكم، وقوموا بواجب النصرة، وكونوا أنصاراً للحق، تعيدون الإسلام إلى موضعه، والخلافة إلى واقعها، والعدل إلى الأرض التي غاب عنها.
﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |