المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 27 من ذي القعدة 1446هـ | رقم الإصدار: 1446 / 19 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 25 أيار/مايو 2025 م |
بيان صحفي
الدولة تفرض على الناس الاحتفال باستقلال مزعوم
تزامنا مع الإبادة الوحشية!
أيحتفل أهل الأردن باستقلال مزعوم وبالأمس فقدت طبيبة مسلمة صابرة مرابطة في غزة أبناءها التسعة دفعة واحدة نتيجة صاروخ أطلقته طائرات جيش الإبادة على منزلهم في مشهد وحشي لم تشهد له البشرية مثيلاً؟!
أتبلد إحساس ومشاعر الأخوة الإسلامية أمام مشاهد إمعان يهود في القتل والتجويع والتدمير التي تنفطر لها القلوب، ليس عن نصرتهم كما أمر الله سبحانه وتعالى ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، الذي يبدو أن الأمة قد تعايشت مع انتظارها جيوشها للتحرك، بل مشاركة الثكالى والأيتام والجوعى، وقد جعلكم الله أمة واحدة من دون الناس ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾؟!
لا والله، فالغالبية العظمى من أهل الأردن تغلي الدماء في عروقهم تحرقاً وشوقاً لنصرة إخوانهم في الدين، والنظامُ يعلم ذلك وهو يخشى من غضبتهم، وبدلاً من ذلك يريد أن يوجه مشاعرهم نحو استقلال مزعوم تملأ أراضيه قواعدُ عسكريةٌ لكفارٍ مستعمِرين، ويرهن اقتصاده لبنك دولي استعماري، ولا يجرؤ على اتخاذ قرار سيادي مستقل واحد لصالح الأمة، وهو يشاهد من على مرمى حجر أفعال كيان يهود المجرم كسياحة. إن الإبادة الجماعية التي يقترفها كيان يهود بكل غطرسة، لم يجرؤ عليها لولا أنه أمِن العقاب.
فمن هو الذي يحتفل بالألعاب النارية في سماء الأردن في ظل هذا الاستقلال المزعوم، في الوقت نفسه الذي تملأ سماء غزة الصواريخ المدمرة والقاتلة؟ ومن هو الذي يملأ الصفحات الإعلامية الرسمية بإنجازات الأردن منذ الاستقلال في الاقتصاد وهو يعاني من الديون الاستعمارية والبطالة والفقر، ويبيع ثرواته باستثمارات أجنبية استعمارية، وأوصل البلاد لحد العطش من جراء فساد مستمرٍّ ليتخذ من ذلك ذريعة للتطبيع مع الكيان المسخ باتفاقيات مختلفة؟! أليس هو النظام ورجالاته؟
على أن فكرة الاستقلال هي دعوة استعمارية للفرقة والتجزئة لأمة واحدة دينها واحد تربطها رابطة المبدأ والعقيدة، طبقت نظام حكم واحداً منذ أن أقام رسول الله ﷺ الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، وعبر تاريخ الدولة الإسلامية، حتى عام 1924م الذي أسقطت فيه على يد مجرم العصر مصطفى كمال، وتمت بعدها فرصة الكفار المستعمرين لتقسيم بلاد المسلمين إلى ما يزيد عن خمسين كيانا قُطريا هزيلا بحدود تكمن فيها إمكانية النزاعات، ونصبوا عليها حكاماً من صنعهم، يطيعونهم فيما يريدون، ومن أجل المحافظة على وجودهم في الحكم، كرسوا مفهوم الدولة القُطرية الوطنية وصنعوا لكلٍّ منها تاريخاً مزيفاً منعزلاً عن تاريخها المشرق كجزء من تاريخ دولتهم الإسلامية.
فالنظام الحاكم هو الذي يصنع الاحتفالات المزيفة للاستقلال ويفرضها على الناس الذين تفيض مشاعرهم بالسخط لخذلانهم إخوانهم في غزة، ويحاول أن يصنع للأمة مجداً في عهده يجيره لنفسه وهو لم يحدث، بأفكار وهمية تنطلق من وطنية هابطة يكرسها كبديل عن رابطة الأمة الطبيعية والمبدئية التي تترتب عليها عودتها إلى سابق عهدها؛ تسعى لنيل رضا ربها بتطبيق شرعه وتنصر إخوانها في الدين وتستعيد المحتل من أرضهم وتطرد الكفار المستعمرين وقواعدهم وشركاتهم، فالذي يحتفل بالاستقلال هو الذي له مصلحة بتكريس الحدود ومنع وحدة المسلمين كما أمر رب العالمين، والذي يعتبر أن معاهداته مع كيان يهود وأمريكا أولى من الانتصار للمستضعفين من المسلمين، ونيل رضوان الله تعالى.
فالنظام الذي يرهب الناس بتكميم الأفواه واعتقال كل من يدعو للإسلام عقيدة ودولة وما تملي عليه أوامر الله، في معرض تناقضها مع مواقف الدولة والمدعين إخلاصهم "للوطن"، الذين يعج بهم الإعلام الرسمي، والذين يؤولون ويوالون الظالمين، ويخشى أن ينطبق عليهم قول الله عز وجل: ﴿رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾، فكل ذلك لن يزيد الأمة إلا إصراراً ونقمة وستسجل في ذاكرتها من أوصلهم إلى هذا الذل والهوان.
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِماً فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ عِرْضُهُ إِلا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَتُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ إِلا نَصَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ»، فانظروا أين أنتم من هذا الحديث، وما تنفق عليه الدولة من احتفالات وهمية لتكريس استقلال مزعوم، وخذلان لإخوانكم في الإسلام.
﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |