المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 3 من ذي الحجة 1446هـ | رقم الإصدار: 1446هـ / 118 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 30 أيار/مايو 2025 م |
بيان صحفي
أنشطة إفسادية، ظاهرها التطوير وباطنها نشر الفاحشة والرذيلة
قالت النائب في البرلمان اللبناني نجاة صليبا: "حاولنا دعم الجامعة الأمريكية لنشر ثقافة الوعي الأسري في مدارس طرابلس ولكن تمت مواجهة الحملة بطريقة ذكورية وعنصرية".
وقد تزامن قولها مع قيام عضوين شاذتين منتسبتين لإحدى الجمعيات المنسوبة إلى الجامعة الأمريكية تحت غطاء واسم (برنامج الصحة الجنسية المتكاملة للنساء) للمركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، بزيارة إلى إحدى ثانويات البنات في مدينة طرابلس، بالتنسيق مع وزارة التربية! ثم قيامهما بالترويج للفاحشة بشكل صارخ وفاضح وعرض أمور وصور فاضحة على الطالبات، ما دعا الأهالي إلى مراجعة الإدارة، والتي بدورها قالت إنهما حضرتا للمدرسة بإيعاز من وزارة التربية والتعليم العالي!!
يحصل هذا في لبنان وكأنه لا ينقص أهله ما يعيشونه من أزمات متعددة؛ سياسية واقتصادية واجتماعية، أدت إلى تفشي الفساد والانحلال والفقر والبطالة، بل يكملون ذلك بالتدخل في الأسر متلاعبين في عقول الأبناء بحجة نشر الوعي والتعليم تحت ستار الحداثة والانفتاح! فأي وعي يقصدون ويخططون؟! وأي تعليم ينتهجون؟! وأي انفتاح يرجون؟!
إن نشر الأفكار الشاذة داخل المدارس أمر خطير يقصدون منه تفكيك المجتمع بالولوج للنواة وهي الأسرة وأركانها، والسماح لهؤلاء الشاذين أن يتربصوا بفتياتنا ويعرضوا عليهن مواضيع خطيرة دنيئة كهذه. فالأسرة في مجتمعاتنا تتعرض لهجمة شرسة من رهطٍ من أكابر المجرمين من ساسة وقادة ومثقفين يعملون على برامج متسارعة ومتلاحقة تستهدف الإسلام وأهله وكل ما ينبثق عنه من عفة وطهارة وشرف، غايتهم إغراق أبنائنا وبناتنا في الرذيلة والفساد. وأصبح معلوما عند الجميع أن هذه البرامج تخضع بشكل مباشر لما يسمى منظمة الأمم المتحدة تحت مسمى الثقافة والحضارة والمدنية.
لقد أصبح استهداف المدارس أكثر الأساليب شيوعاً لهذه الجمعيات المشبوهة في إدخال العلمنة والفساد والشذوذ إلى الأسرة المسلمة، ويأتي ذلك بحجج متعددة وذرائع واهية، يسوقونها بشعارات رنانة مثل دعم وتنمية المواهب، الصحة الإنجابية والصحة الجنسية، وضمان حقوق الفتيات في كافة الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية. حيث تقام هذه الأنشطة الإفسادية التي تتصادم مع القيم الإسلامية بمسميات عديدة ظاهرها التطوير، وباطنها الفساد والاختلاط، والجرأة وإزالة الحواجز بين الجنسين!
ومن المعلوم أن التعليم من أهم القطاعات التي تؤثر على حاضر الأمة ومستقبلها، فأين الدولة من هذا القطاع المهم؟! وإلى متى ستظل رهينة المنظمات الدولية ببرامجها الإفسادية؟! ولماذا تتم هذه الأمور المقيتة دون علم ودراية من الوزارات المعنية كما يزعمون؟! وهم دائما يتنصلون من هكذا برامج وورش عمل لهكذا جمعيات مشبوهة تصول وتجول بكامل راحتها، بل وتُفتح لها كل الأبواب الموصدة بحجة الوعي والتعليم. لا سيما وأن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد نُفذت نشاطات مماثلة في العديد من المدارس في مناطق عدة وخاصة في مناطق الشمال، حيث صرح المعنيون في مشروع أوكسفام الداعي إلى ترسيخ مفهوم النوع الاجتماعي أن المشروع يستهدف لبنان وبالأخص مدينة طرابلس الشمال.
إن كل ما يحدث في هذه الهجمة الخبيثة هو ضد فطرة الله التي فطر الناس عليها، يريدون بها التحلل من القيم والفضيلة والعفة والطهارة، لذلك وجب علينا أن نتصدى لكل هذا الفساد والإفساد، وأن نعمل على ملاحقتهم وفضح مخططاتهم وكشف أساليبهم بشكل مباشر واضح، لأنهم لم يعودوا يحاربوننا من وراء حجاب، بل إنهم يستهدفون ديننا وعزنا وكرامتنا وقيمنا صراحة دونما خجل. وهذا ما يسعى له المخلصون الواعون في البلد المتيقظون لكل شاردة وواردة تمس ديننا وأحكام شرعنا الحنيف وما ينبثق عنه من أخلاق وفضائل حميدة.
ونحن إذ نهيب بكل من يهمه الأمر أن يعمل على إخماد كل الشرارات الخبيثة في مهدها، ونشد على أيدي المخلصين الواعين لمكر وخبث هذه الجمعيات وأشياعهم بتبصير الطالبات وأولياء أمورهن بدينهن وعِظم تشريعاته. وإن القضية هي أكبر من مسألة مواهب ومِنح دراسية وحقوق مصطنعة، بل هي حرب ضروس على الأسرة المسلمة للتخلي عن الإسلام يشنها الغرب وأتباعه من منظمات ومؤسسات دولية وحكام عملاء مأجورين.
وإن محاربة هذا المد العلماني في لبنان وفي جميع بلاد المسلمين إنما يكون بإقامة دولة واحدة يحكمها حاكم واحد وتجمع الأمة الإسلامية وتطبق شرع الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في القوانين والمؤسسات التي تحفظ للأسرة المسلمة دورها العظيم في إنشاء أجيال صالحة مصلحة.
هذه الدولة هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريباً بإذن الله تعالى. وكل مسلم يجب أن يكون مضطلعا بمسؤوليته ومتمسكاً بالأمانة التي حمله إياها الإسلام «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...»، فيجب على الجميع رجالا ونساءً التصدي لهذه البرامج التي تريد تدمير الدين، والكل مدعو للوقوف أمام الحكام الرويبضات الذين لا يعرفون للدين حرمة ولا يحمون الأعراض، فهم الشر بعينه وهم الخطر الداهم، فإذا لم نفعل ذلك طالنا عقاب الله تعالى. قال ﷺ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ» أخرجه أبو داوود.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |