- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2025-07-23
جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 557
إن الدعوة إلى إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير تتجاوز الحدود الزائفة التي رسمها الاستعمار بين بلاد المسلمين بعد هدمه الخلافة العثمانية، فهي دعوة عالمية لكل المسلمين في الأرض؛ بل والاعتصام بحبل الله المتين، فهي رئاسة عامة لهم، وقد أعد لها الحزب مشروع دستور مستنبط من الكتاب والسنة، يتضمن مواد في الاقتصاد والسياسة الخارجية والحرب والاجتماع والتعليم والصحة والمالية وكل ما يلزم للتطبيق العملي من اليوم الأول لإقامتها بإذن الله، والذي باتت بشائره ظاهرة وتتوق لها جموع المسلمين.
===
صندوق النقد الدولي
أداة بيد الكافر المستعمر
حذر صندوق النقد الدولي يوم الأربعاء الموافق 9/7/2025م، من أن الاقتصاد العراقي يواجه تحديات كبيرة، وقال مجلس الصندوق خلال اختتام مشاورات المادة الرابعة مع العراق في بيانه إن هناك مجالاً لتعزيز الإيرادات غير النفطية عبر زيادة الضرائب والرسوم الجمركية.
ولفت إلى أنه على صعيد الإيرادات، بالإضافة إلى تعزيز الإدارة الضريبية، ثمة مجال لزيادة الرسوم الجمركية وضرائب الإنتاج، وإصلاح ضريبة الدخل الشخصي، بما في ذلك الحد من الإعفاءات، وفرض ضريبة مبيعات عامة على المدى المتوسط.
أما على صعيد الإنفاق، فمن شأن الإصلاحات الشاملة لفواتير الأجور العامة، من خلال الحد من التوظيف، واعتماد قاعدة لتقليص عدد الموظفين.
وأخيراً من المُلحّ إصلاح نظام المرتبات التقاعدية العامة برفع سن التقاعد وخفض معدلات الاستحقاق والاستبدال.
إزاء ذلك قال بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق: هذه هي وصايا صندوق النقد الدولي للحكومة العراقية، وهي عبارة عن تدخل سافر في السياسة الداخلية للبلد.
وخاطب البيان المسلمين عامة وأهل العراق خاصة فقال: لم يعد خافيا على أحد مدى التخبط الاقتصادي في بلادكم، وزيادة الفقر مع ما تمتلكه من ثروات هائلة، والسبب هو ارتباط أنظمتكم بأمريكا وغيرها من الدول الطامعة في بلادكم عن طريق أذرعهم، وأمريكا هي صاحبة اليد الطولى في هذه الأذرع المتمثلة بالدولار وبالبنك وصندوق النقد الدوليين. فقد اعتمدت أمريكا المساعدات المالية أداة من أدواتها السياسية والتي ظاهرها مساعدة الدول المحتاجة، وحقيقتها التأثير على القرار السياسي للبلد... وإنه لمن المخجل والمحزن أن تلجأ دولة مثل العراق بثرواتها الهائلة ومواردها الوفيرة للاقتراض، ومن أين؟! من جهة تريد الهيمنة على القرار السياسي للبلد وخاصة السياسة الداخلية!
وأضاف: وما ذكره المجلس أعلاه من زيادة الضرائب والمكوس على الناس ليس نصيحة بل هو سرقة جهد الناس بعدما سرقوا ثروات البلد، لتعيش أمريكا ودول أوروبا حالة الترف والبذخ على حساب الشعوب الإسلامية التي تعيش حالة الفقر والعوز بعدما سرقوها، ولتضمن هذه المنظمة حصولها على أموالها مع الزيادة الربوية المتضاعفة، وهو كذلك تدخل بالسياسة الداخلية حتى وصل الأمر إلى التحكم في التوظيف والتقاعد!
وتساءل البيان متهكما: فهل بقي لهؤلاء الحكام الرويبضات رأي أو أمر؟!، ليجيب: فسياستهم الخارجية مرتبطة بأسيادهم الكفار، ونظامهم السياسي والاقتصادي مفروض عليهم، بل حتى سياستهم الداخلية لم يتركوها لهم، فأي هوان وأي ذل تعيشه الأمة الإسلامية اليوم؟!
واختتم البيان موجها خطابه للمسلمين مرة أخرى: اعلموا يقينا أنه لا يمكن أن تُقطع هذه الأذرع، وتعود ثرواتكم لكم، ويخرج نفوذ الكافر من بلادكم إلا بدولة الخلافة الراشدة، وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى رسوله الكريم ﷺ، فهلم إلى العمل الجاد مع حزب التحرير لإقامة هذا الفرض العظيم الذي فيه عزكم وصغار الكافرين، وقبل ذلك كله رضوان رب العالمين.
===
اعتداءات (تسعة طويلة)
لن يقضي عليها إلا تطبيقُ دولة الخلافة
تعرّضت الصحفية بموقع كوش نيوز، حبيبة الأمين، لهجوم خطير على يد أفراد ينتمون لعصابة "تسعة طويلة"، في منطقة ترانسيت بمدينة بورتسودان، أثناء عودتها من تغطية إعلامية، برفقة عدد من زميلاتها.
هذا وقال الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان الأستاذ إبراهيم عثمان (أبو خليل) في بيان صحفي: هذه مجرد حادثة واحدة من حوادث كثيرة للنهب والسلب والقتل، داخل المدن التي يفترض أنها آمنة، كما في أم درمان والخرطوم، والآن في العاصمة الإدارية بورتسودان، فهذه مدن تحت سيطرة الحكومة، وأجهزتها الأمنية.
وأضاف: لا يختلف اثنان أن انتشار الجريمة لا يمكن أن يردعه إلا إقامة الحدود الشرعية، فالقاعدة الشرعية أن (الحدود زَواجِرُ وجوابِرُ)؛ فهي زَواجِرُ عن ارتكاب الجَرائمِ، ومغْفِرَةٌ لِمن طُبِّقَ عليهِ الحدُّ، تجبر عنه عذاب الآخرة.
وتابع أبو خليل: إن الأحكام الشرعية لا تطبق إلا في ظل دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي وحدها الزاجرة للمجرمين، والرادعة لهم. أما الأنظمة الديمقراطية فهي تفرّخ المجرمين، بل وتصنع الإجرام، وترعى الفساد، بسبب ضعف العقوبات عندهم، فهم يظنون أنهم أرحم بالناس من خالقهم، وليس بعد الكفر من ذنب.
وختم أبو خليل بيانه بقوله: فهلا استجاب أهل القوة والمنعة في بلادنا، إلى منادي الرحمن، فيعطوا النصرة لحزب التحرير، لعقد البيعة الشرعية لخليفة راشد، يقيم العدل، ويبسط الأمن، ويردع المجرمين؛ كبارهم قبل صغارهم، مصداقا لقوله ﷺ: «وإنَّما الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى به»؟!
===
لا خلاص للأمة إلا إذا توحدت
وعادت إلى التمسك بعقيدتها
إن الأمة الإسلامية تحتاج إلى أن يكون لديها وعي عام على أفكار الإسلام الرئيسة المراد إيجاد التغيير على أساسها؛ من مثل وحدانية الله عز وجل، وأنه سبحانه هو المشرع فقط، وأن التشريع من دون الله كفر. ويجب على الآباء أن يكون لديهم الوعي على ما تحوكه الأنظمة الحاكمة ضد أبنائهم، فكثير منهم هم أنفسهم وقعوا ضحايا هذه الأفكار والمفاهيم الخطرة، فكيف سيستطيعون توجيه أبنائهم وتوعيتهم إذا كانوا هم بحاجة إلى توعية وتوجيه؟!
لا خلاص للأمة إلا إذا توحدت وعادت إلى التمسك بعقيدتها الإسلامية، تعود لتحمل الأفكار والمفاهيم الإسلامية الصحيحة، وكل الجماعات الإسلامية التي حملت شعار "الإسلام هو الحل" فشلت في الوصول لتحقيق هذا الشعار، ولا يوجد إلا حزب التحرير الذي منذ نشأته حتى الآن، أثبت أنه الحزب القادر على قيادة هذه الأمة. فهو الذي يدعو ويعمل من أجل إعادة نهضة المسلمين، وذلك من خلال عمله بإخلاص وجدّ لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فلا خلاص لنا ولأبنائنا للخروج من سراديب الجهل والضياع إلا بالالتفاف حول حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله.
===
واقع البشرية المزري اليوم
لن يتغير إلا بنهضة الأمة الإسلامية
إن واقع البشرية المزري اليوم لن يتغير إلا بنهضة الأمة الإسلامية من جديد بتمسكها بالإسلام والانسلاخ الكامل عن أنظمة الكفر؛ وذلك لن يتأتى إلا بقياس الأفكار والمفاهيم بمقياس الشرع، وفهمها الفهم الشرعي الصحيح، وتنزيلها على أرض الواقع كما فهمها وطبقها صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين، فيجب العمل على نشرها والتصدي لمن يعمل على طمسها، فلا بد من التعمق ولا بد من البحث ولا بد من التفكير المستنير ولا بد من التعب وبذل الوسع والمجهود فيما يفيد وفيما هو ضروري، فإنها أمانة وهي حقوق وواجبات وفروض ونواهٍ وجنة ونار يوم الحساب، أفلا يستحق إرضاء الله تعالى والنجاة من النار والفوز بالجنة، منا العناء، بعيداً عن التأفف والتذمر والتمسك بالقشور والاكتفاء بالأكل والشرب حتى أصبحنا لا نستطيع تقدير حجم الأمور فعزفنا عن الاستجابة لنداء ربنا؟!
قال تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
===
انحدار أمريكا الداخلي
وسقوط قيمها التي تتشدق بها
لعل الشاهد في واقع أمريكا، وما بدا فيها من حالات الانحدار الداخلي، تبعه انحدار في سياستها الخارجية التي أسقطت قيمها التي تنادي بها منذ دخولها حلبة الصراع الدولي، من حقوق إنسان وديمقراطية وغيرها، بما تتشدق به، وخدعت العالم به منذ سنوات تطاولت على الناس، فهي بعيدة كل البعد عن أي قيمة تنادي بها، فعندما نادت بحقوق الإنسان، كانت هي أول من قتلت الإنسان بدم بارد، بدءا بالهنود الحمر، وهضم حقوق الزنوج، وترحيلهم بطريقة قاسية تشبه معاملة الحيوان وليس الإنسان. وهي أول من استخدم القنبلة الذرية في اليابان، وما زالت آثارها باقية، وأخيرا وليس آخرا جرائمها ضد الإنسان والإنسانية، وتضامنها الفج ودعمها غير المحدود لكيان يهود في حربه على أهل غزة، وقد شهد أمريكان ومنهم طلاب الجامعات بسقوط قيمها عندما خرجوا منددين بجرائم دولتهم ضد أهل غزة، وتدمير المستشفيات ودور الإيواء وسياسة التجويع. فسقوط أمريكا وما تنادي به من قيم فهي قد سقطت منذ فترة، وما بقي لها إلا التشييع الأخير الذي ينتظره العالم كله بما أذاقت به العالم من جرائمها وويلاتها، وأسلوبها القذر، في استعمار العالم بأبشع الصور من افتعال للحروب وتجويع العالم وجعله في حافة الجوع والمسغبة، وصناعتها للأزمات المتلاحقة. فما يحتاجه العالم اليوم هو بروز مبدأ جديد يحل محل المبدأ الرأسمالي، الذي تدير به أمريكا العالم، وقد فشلت فشلا مدويا، والمبدأ الصحيح اليوم متوفر عند المسلمين، وهو مبدأ الإسلام العظيم. ولا يحتاج إلا لدولة تطبقه وتحمله إلى العالم بالدعوة والجهاد، وهي دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله تعالى.
===
الخلافة الراشدة التي وعدنا الله بها
آن أوانها فأين نحن منها؟
يا أهل الشام: إن ثورتكم سرقت وحكومتكم يزداد ضعفها، وإذا ما بقي هذا حالها، فإن الشام تضيع وتقضم خطوة خطوة، وإن مطامع كيان يهود كبيرة جدا، فهو يستغل الظروف التي يعيشها في حالة غفلتنا والدعم المطلق من الغرب، ويحكم الخناق علينا، ويأمل بالحصول على أكثر مما يحلم به فأحلامه كثيرة من ممر داوود إلى أخذ المنطقة برمتها.
إن تغيير هذا الحال هو بأيدي أهل الشام الأشاوس الذين رفضوا الذل والهوان، ورفضوا العبودية وقالوا هي لله هي لله. اليوم وجب على كل مخلص أن ينظر بعين الراعي المبصر، وأن نتكاتف يدا بيد لتعديل البوصلة، ولو تطلب هذا الأمر ثورة ثانية، فإن السكوت عن الحق اليوم ندفع ثمنه غدا دماً من أطفالنا وأهلنا يراق على غير هدى.
إن ما يجري اليوم في البلاد الإسلامية وخاصة في بلاد الشام يلزمنا أن نزيد العزم، ونغذ السير مع أهل العزائم، لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإنها الحل الوحيد لكل مشاكلنا، نسأل الله أن نكون من رجالها، وأن نكون من المستخلفين لا من المستبدلين، ونعيد للإسلام عزه، ونضعه موضع التطبيق لنحكم به العالم، وننشر نور الإسلام في ربوعه.
===
البون شاسع بين أهل باكستان
وحكامهم الساعين في مرضاة أمريكا
إنها لخيانة عظمى وعارٌ وإهانةٌ أن يسارع حكام باكستان العسكريون إلى خدمة أمريكا ورئيسها ترامب، أملاً في كسب رضاهم. وتتناقض سياسة الاسترضاء هذه التي ينتهجونها تجاه أمريكا تناقضاً صارخاً مع الرأي العام الباكستاني. فمسلمو باكستان يكرهون ترامب ويعتبرونه، هو وسلفه بايدن، سفاحي غزة. وقد صُدم مسلمو باكستان عندما رأوا قائد جيشهم يتناول الغداء مع الرئيس الأمريكي، الذي يُشرف على هجوم كيان يهود على إيران ويدعمه.
هناك رغبة عارمة في باكستان للتخلص من حكامها عملاء أمريكا. وقد منحت ثورتا سوريا وبنغلادش المسلمين في باكستان أملاً في قدرتهم على التخلص من حكامهم. العنصر الوحيد المفقود للثورة في باكستان ضد هؤلاء الحكام هو قرار القوات المسلحة الباكستانية القوية بالتصرف بحزم لصالح الرأي العام في باكستان وتبني قيادة جديدة ورؤية جديدة لباكستان، خالية من العبودية لأمريكا والتبعية لنظامها العالمي. لقد منح انتصار باكستان الأخير على الهند الجيش الثقة في قدراته. وإن قوته كافية لبناء شرق أوسط جديد قائم على وحدة جميع البلاد الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. هذه هي الرؤية التي ندعو جميع المسلمين للعمل من أجلها.
===
المصدر: جريدة الراية