الأربعاء، 30 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/10/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2025-10-22

 

جريدة الراية: قيادات السودان ماضية في تنفيذ مخطط أمريكا

لتمزيق بلادها

 

 

أولاً: الصراع الحالي في السودان

 

منذ اندلاع ثورة كانون الأول/ديسمبر 2018، تم توجيه الرأي العام السوداني عبر الإعلام والمخابرات نحو خيارين لا ثالث لهما: إما حكومة مدنية ديمقراطية، أو حكومة عسكرية. هذا التوجيه لم يكن بريئاً، بل كان جزءاً من إعداد مسبق لحرب داخلية تخدم مشروعاً دولياً يستهدف تمزيق السودان، كما صرّح بذلك الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، في 27 حزيران/يونيو 2023، قائلاً: "بلادنا تتعرض لمؤامرة دوافعها تمزيق وحدة البلاد".

 

الاستراتيجية الأمريكية تجاه السودان ليست منعزلة عن سياستها في شرق ووسط أفريقيا، بل تعتبر السودان بوابة الدخول إلى القارة الغنية بالثروات، كما صرّح بذلك المبعوث الأمريكي الخاص للسودان سكوت غريشن، وأكده الرئيس الأمريكي ترامب بقوله إن السودان يقع ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.

 

 ثانياً: الهدف من التمزيق

 

السودان يمثل تهديداً استراتيجياً لمصالح أمريكا في أفريقيا، ليس فقط بسبب موقعه وثرواته، بل بسبب تمسك شعبه بالإسلام، وارتباطه العميق بالقرآن الكريم، والخلاوي، وحبهم للنبي ﷺ.

رغم غياب دولة تطبق الإسلام عملياً، إلا أن أمريكا وأوروبا تخشيان من أن يتحول السودان إلى قاعدة لانطلاق مشروع إسلامي حقيقي، لذا تسعيان إلى علمنة السودان بالكامل، وتفكيك قيمه الإسلامية الأخلاقية.

 

ثالثاً: ثروات السودان

 

كما قال نابليون: "عندما تسمع عن الفتن، فابحث عن الاقتصاد".

 

السودان بلد غني بشكل استثنائي:

 

- مساحة قبل انفصال الجنوب: مليون ميل مربع (2.5 مليون كم2)

- إنتاج النفط: 300 ألف برميل يومياً، باحتياطي يفوق 3 مليار برميل

- الذهب: ثالث أكبر منتج عالمي، باحتياطي يُقدّر بـ1550 طناً

- الزراعة: 200 مليون فدان صالحة للزراعة، منها 64 مليون مستغلة

- المراعي: 115 مليون فدان

- الصمغ العربي: السودان ينتج 80% من الإنتاج العالمي، وتحتكره شركات أمريكية

- اليورانيوم: السودان يُعد من أغنى الدول به

 

رابعاً: أدوات التمزيق

 

تستخدم أمريكا خمس أدوات رئيسية لتمزيق السودان:

 

1- الحكومة السودانية

2- حركات التمرد المسلحة

3- المعارضة السياسية

4- دويلة جنوب السودان

5- المنظمات الدولية والإقليمية

 

لكن الأداة الأخطر هي القيادات العسكرية والأمنية، التي تمثل مراكز القوة في السودان: الجيش، قوات الدعم السريع، جهاز الأمن، والشرطة.

 

وقد اعتمدت أمريكا على هذه القيادات منذ عهد البشير وحتى فترة البرهان، لتنفيذ مخططها.

 

مصلحة القادة السودانيين في تنفيذ مخطط أمريكا

 

تتضح مصلحة بعض القيادات السودانية في تمكين تنفيذ مخطط أمريكا الإجرامي لتمزيق البلاد، من خلال ارتباطهم المباشر بالدعم الأمريكي والغربي، الذي يُعد الضامن الوحيد لهم في الاستمرار على كراسي الحكم.

 

- يرى بعضهم أن استمرار بقائهم في السلطة مرتبط بالدعم الخارجي، لا بمدى شرعيتهم (الوطنية) أو حب الشعب لهم.

 

- يعتمدون على الحماية السياسية والمالية والعسكرية التي توفرها أمريكا والدول الغربية، ما يجعلهم يدفعون ثمن ذلك عبر تنفيذ أجندات تعيد تفتيت السودان وتفكيك مؤسساته.

 

- تقديم مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار، حيث يُبقيهم هذا الدعم بعيدين عن المحاسبة الداخلية.

 

- يستخدمون النزاعات القبلية والعرقية كوسائل لإبقاء أهل البلاد منشغلين ومشتتين، ما يضمن بقاءهم كقوى مسيطرة ولا يسمح لأي معارضة حقيقية بالتمدد.

 

- هؤلاء القادة لا يرغبون في بناء بلد موحد قوي، بل يُفضلون الانقسام حتى يظلوا هم الأقوياء المسيطرين على أجزاء من الدولة.

 

- الولايات المتحدة وأدواتها يعتبرونهم الضامن الوحيد لاستقرار مصالحها في المنطقة، فتوفر لهم الغطاء والحماية السياسية، مقابل تنفيذ مخططها في السودان.

 

 خامساً: ضربة البداية – اتفاقية نيفاشا

 

وقّع نظام البشير اتفاقية نيفاشا عام 2005، التي أدت إلى انفصال الجنوب، وكسر ظهر السودان عسكرياً وسياسياً. وقد اعترف البشير في جلسة مجلس الوزراء بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2010 قائلاً: "لقد عرضنا وحدة البلاد للخطر مقابل تحقيق السلام عن طريق انفصال الجنوب".

 

أخطر بنود الاتفاقية كانت تفكيك الجيش السوداني، وتكريس القبلية والجهوية، وتسليح مجموعات قبلية ضد أخرى، ما أدى إلى شلالات من الدماء في دارفور، وكردفان، والنيل الأزرق، والآن الخرطوم.

سادساً: معوقات التمزيق – الصراع البريطاني الأمريكي

 

على الرغم من أن طرفي الاستعمار يتفقان على تمزيق السودان إلا أنهما مختلفان في تقسيم ثرواته؛ فالصراع بين بريطانيا وأمريكا على السودان مستمر، وكل طرف يسعى لتمكين أدواته من السياسيين والمليشيات المسلحة.

 

بعد ثورة كانون الأول/ديسمبر، انتقلت السلطة إلى المجلس العسكري عبر اللجنة الأمنية، وبدأت أولى خطوات الشراكة مع قوى الحرية والتغيير. وأمريكا تسعى لطرد النفوذ البريطاني عبر شراكة وهمية قادرة على الانقلاب عليها في أي لحظة، وبالفعل فإن الحرب الدائرة الآن في السودان أجدّ سيناريوهات الصراع الدولي.

 

ولا يمكن أن يستقر السودان في ظل الظروف الحالية المعقدة إلا من خلال طرد الاستعمار بكل أشكاله وتبني الجيش لمشروع الأمة مشروع الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، الذي هو وحده القادر على اقتلاع نفوذ أمريكا والغرب الطامع في بلادنا الناهب لثرواتنا، والذي يجعلنا نعيش حياة الانقسام والفوضى والجوع والتخلف والمرض.

 

بقلم: الأستاذ حاتم العطار - ولاية مصر

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع