الأربعاء، 21 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2025-11-12

 

جريدة الراية: حذار أن يقطف الغرب ثمار ثورتنا

 

 

انطلقت ثورة الشام لإسقاط النظام المجرم بسواعد أبنائها الأخيار، وحملت شعارات واضحة تبلورت مع الوقت تعبر عن هوية هذه الثورة المباركة، إذ لم تكن قومية ولا وطنية بل كانت إسلامية وحسب، ولا يحتاج إثبات ذلك لكثير شرح فالأدلة الشاهدة على ذلك أكثر من أن تعد، وقد لمسه القريب والبعيد، فكانت ثورة الشام إسلامية خالصة، شاء الله لها أن تفضح تلك الكيانات الكاذبة المخادعة؛ من الحكام الخونة إلى الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة ومجلس أمنها إلى حقوق الإنسان وغيرها من المسميات التي تحمل الشعارات البرّاقة الكاذبة المخادعة، إذ كلها أسقطتها وفضحتها ثورة الشام، بل ظهرت كل تلك المسميات على العكس تماما حيث كانت أكبر مساعد للنظام المجرم للإمعان في قتل أهل الشام وتهجيرهم وتشريدهم بكل ما أوتي من جبروت.

 

وبسقوط تلك الكيانات من أمام أهل الثورة بعد التجربة، زاد تعلقهم بالله وتمسكهم بنصره ومدده، فصُقلت أسس وثوابت لهذه الثورة ابتدأت بإسقاط النظام المجرم، إذ لم يعد أهل الشام يقبلون، بعد إجرام النظام وبغيه، بأي رمز من رموزه أن يبقى بعد انتصار الثورة بغض النظر عن الواقع الذي تريد أمريكا فرضه على الإدارة الحالية. وأما الثابت الثاني فكان قطع كل العلاقات مع الغرب الكافر ومؤسساته الاستعمارية والذي كان في حقيقته أكبر مساعد وداعم للنظام المجرم في مواجهة أهل الثورة. وأما الثابت الأخير فقد كان يتمثل في إقامة حكم الإسلام العظيم على أنقاض النظام المجرم، لأن بالإسلام وحده يُحقق العدل، وتعود الكرامة، ويُنتقم من المجرمين. وبهذه الأسس والثوابت تُحفظ كل التضحيات والدماء التي قُدمت في ثورتنا المباركة.

 

وقد شاء الله بفضله ومنّه أن يكرم أهل الشام بنصر عزيز فأسقطوا نظام آل أسد الذي جثم على صدورهم عشرات السنين، وعلى حكام اليوم أن يتذكروا قوله تعالى: ﴿عسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأرض فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾.

 

واليوم استخلف ربنا سبحانه وتعالى أهل الشام ووضعهم أمام مسؤولية عظيمة واختبار جديد، إذ يجب أن يكونوا على قدر هذا النصر الذي وهبهم إياه ويتابعوا مسيرهم نحو تحكيم الإسلام العظيم قبل أن يحرمهم منه، وهذا لا يكون إلا بقطع العلاقات مع الغرب الكافر وأنظمته العميلة، وتطبيق الإسلام مباشرة بدون أي تأخير.

 

وأهل الشام الذين استخلفهم الله بعد أن أسقط عدوهم هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن ذلك ويتجلى ذلك بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وواجب محاسبة الإدارة الجديدة التي اتخذت نهج الخضوع للدول التي تضغط عليها لإقصاء الإسلام والمحافظة على النظام العلماني، والاقتصار فقط على تغيير الوجوه.

 

فأمريكا اليوم تسعى بكل جهدها للحفاظ على نظامها العلماني في سوريا، ولا ينبغي أبداً أن ننسى إجرامها وتآمرها على أهل الشام، إذ إن كل القتل والتدمير الذي مارسه النظام المجرم مستخدما كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا كان بمباركة من أمريكا المجرمة، وهي الآن لن تنسى تجرؤهم على عميلها ونظامها في دمشق وإسقاطهم إياه، وهي تنسج لهم مكرا عظيما يبدأ أولاً في إبعادهم عن مشروعهم مشروع الإسلام العظيم، ثم تأمين نظامها العلماني بأن لا يُمس، وبهذا تكون هي من قطفت ثمرة نصرهم وحرمتهم منها. والنظام العلماني كما نعلم جميعا هو أس البلاء وأساس الشقاء للمسلمين، فهو من أتى بحافظ أسد وابنه المجرِمَين وهو كفيل لا قدر الله بأن يأتي بأمثالهما، ومن خلفه الوحش المتمثل بالمبدأ الرأسمالي الذي سيلتهم كل خيرات البلاد تحت مسمى مشاريع الاستثمار وإعادة الإعمار وبناء البلد وفرض الضرائب الباهظة، عدا عن التكاليف العالية لأبسط الخدمات التي يحتاجها الناس (ماء وكهرباء واتصالات ...)، وبالتالي يبقى بيد هذا المارد المتوحش.

 

ولا غرابة أن ينتظر بلدنا بؤس وشقاء جديد إن خذل أهله - لا قدر الله - دين الله ونسوا نصره وتأييده لهم وتخليصهم من نظام مجرم قذر سامهم العذابات سنين طويلة، فالإعراض عن دين الله سبب كل مهلكة ووراء كل شقاء في الحياة الدنيا وسبب لدخول النار في الآخرة، وقد قال الله سبحانه وتعالى محذرا من يعرض عن أمره: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

 

إن الأمانة ثقيلة والمسؤولية عظيمة على أهل الشام، نعم لقد فرحنا جميعا بإسقاط حكم آل أسد الذي جثم على صدورنا عشرات السنوات ولكن لم تنتهِ المهمة بعد، فيا أهلنا لا تحطوا رحالكم وتركنوا إلى الدنيا وتتركوا بناء البلد وتتخلوا عن إقامة الحكم بما أنزل الله.

 

فإن رضيتم بالدستور الوضعي الجديد الذي تخطه وترسمه لكم الدول المتآمرة التي كانت تحاربكم وتقتلكم، فسيكون في ذلك مقتلكم وبداية عهد جديد للظلم والقهر والاستبداد، بل عليكم كامل المسؤولية في الأخذ على يد الحاكم الظالم ليسير بأمر الله فيقطع ما عداه من حبال وعلاقات ملؤها الغدر والخيانة من الأعداء والكفار، ويعتصم بحبل الله ويلتزم طاعته ويسير على منهج رسول الله ﷺ بمشروع يرضي الله ويقيم العدل بين الناس ويحكم بالحق وينتقم من كل من تلطخت يداه بدماء أهل الشام ليحاسَب ويكون عبرة لغيره، فالبلد بلدنا ونحن المسؤولون عنه ليسير بإذن الله نحو مرضاته وتحكيم شرعه، والله يسمع ويرى، وهو معنا إن لجأنا إليه وهو خير ناصر لنا وخير معين.

 

بقلم: الأستاذ شادي العبود

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع