- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2019-10-02
جريدة الراية: الجولة اللإخبارية
إن السكوت على الظالم وعدم العمل على تغييره بإخلاصٍ لله وصدقٍ مع رسول الله e، هذا السكوت لا يُنجي الساكت من عاقبة الظلم بل تصيب الظالم والساكت عليه ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾، فتصيب الظالم بظلمه وتصيب الآخرين بسكوتهم على الظالم وعدم العمل على تغييره... ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾.
===
الوعي السياسي
الدولة الإسلامية دولة مبدئية، وعملها الأصلي أي وظيفتها هي حمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، فمن المحتم عليها بل جزء من تكوينها، أن تكون لها مكانة دولية، وأن تؤثر في العلاقات الدولية، ولذلك كان لا مناص من أن تكون المفاهيم السياسية التي عند السياسيين مفاهيم السياسة الدولية لا مفاهيم السياسة المحلية، أو السياسة الإقليمية، أي كان لا مناص للسياسيين بوصفهم الإسلامي من أن يكون لديهم المفهوم السياسي من ناحية دولية، لا من ناحية محلية أو إقليمية فحسب، ومن هنا كان لا مناص لهم من ناحية كون الدولة دولة إسلامية من أن يتمتعوا بالوعي السياسي الكامل. فإسلاميتهم، وكون دولتهم دولة إسلامية - وظيفتها الأصلية والأساسية حمل الدعوة الإسلامية إلى العالم - تحتم عليهم أن يكون لديهم الوعي السياسي، وأن يكون هذا الوعي السياسي كاملاً.
والوعي السياسي لا يعني الوعي على الأوضاع السياسية، أو على الموقف الدولي، أو على الحوادث السياسية، أو تتبع السياسة الدولية والأعمال السياسية، وإن كان ذلك من مستلزمات كماله.
وإنما الوعي السياسي هو النظرة إلى العالم من زاوية خاصة، وهي بالنسبة لنا من زاوية العقيدة الإسلامية، زاوية لا إله إلاّ الله محمد رسول الله «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا». هذا هو الوعي السياسي.
فالنظرة إلى العالم من غير زاوية خاصة تعتبر سطحية، وليس وعياً سياسياً. والنظرة إلى المجال المحلي أو المجال الإقليمي تفاهة، وليس وعياً سياسياً، ولا يتم الوعي السياسي إلا إذا توفر له عنصران: أن تكون النظرة إلى العالم كله، وأن تنطلق هذه النظرة من زاوية خاصة محددة، أياً كانت هذه الزاوية، سواء أكانت مبداً معيناً، أم فكرة معينة، أم مصلحة معينة، أم غير ذلك.
هذا من حيث واقع الوعي السياسي كما هو، وبالطبع هو بالنسبة للمسلم من زاوية معينة هي العقيدة الإسلامية. هذا هو الوعي السياسي، وما دام هذا واقعه، فإنه يحتم طبيعياً على السياسي أن يخوض النضال في سبيل تكوين مفهوم معين عن الحياة لدى الإنسان، من حيث هو إنسان في كل مكان، وتكوين هذا المفهوم هو المسؤولية الأولى التي ألقيت على كاهل الواعي سياسياً، والتي لا تنال الراحة إلاّ ببذل المشقة لأدائها.
والواعي سياسياً يتحتم عليه أن يخوض النضال ضد جميع الاتجاهات التي تناقض اتجاهه، وضد جميع المفاهيم التي تناقض مفاهيمه، وفي الوقت الذي يخوض فيه النضال لتركيز مفاهيمه، وغرس اتجاهه. فهو يسير في اتجاهين في آن واحد، لا ينفصل أحدهما عن الآخر في النضال قيد شعرة، لأنهما شيء واحد، فهو يحطم ويقيم، ويهدم ويبني، يبدد الظلام ويشعل النور، وهو كما قيل ناراً تحرق الفساد، ونوراً يضيء طريق الهدى. وكما يدخل في تركيز المفاهيم، وغرس الاتجاهات، تنزيل الأفكار على الوقائع، والبعد عن التجريد والمنطق، كذلك يدخل في النضال ضد الاتجاهات، النضال ضد المطاعن التي تهاجم مفهومه عن الحياة، وضد مفاهيم الأعماق التي جاءت من العصور الهابطة، وضد التأثير التضليلي الذي يبثه الأعداء عن الأفكار والأشياء، وضد اختصار الغايات السامية، والأهداف البعيدة، بغايات جزئية وأهداف آنية. فهو يناضل في جبهتين: داخلية وخارجية، ويناضل في اتجاهين: اتجاه الهدم، واتجاه البناء، ويعمل على صعيدين: صعيد السياسة، وصعيد الفكر، وبالجملة هو يخوض معترك الحياة في أسمى ميادينها وأعلاها...
عن كتاب أفكار سياسية لحزب التحرير
===
حزب التحرير/ ولاية باكستان
حملة "ارفضوا الأمم المتحدة وأقيموا الخلافة الراشدة الثانية"
في الوقت الذي يعاني فيه إخواننا المستضعفون في كشمير المحتلة معاناة شديدة على أيدي الطاغية مودي، وبدلاً من تعبئة أسود قواتنا المسلحة استجابةً لصرخاتهم ونصرتهم، يناشد حكام باكستان الأمم المتحدة، وهي الأداة الاستعمارية، التي طالما سعت إلى تقسيم البلاد الإسلامية وإضعافها.
نظم حزب التحرير/ ولاية باكستان حملة واسعة على "تويتر" لمطالبة أسود القوات المسلحة الباكستانية بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي سترفض الأمم المتحدة وتحشد قواتنا المسلحة لتحرير كشمير.
وذلك يوم: الاثنين، 01 صفر الخير 1441هـ، الموافق 30 أيلول/سبتمبر 2019م
في تمام الساعة العاشرة ليلا بالتوقيت المحلي لباكستان.
اللهم أعد علينا درعنا، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة... اللهم آمين.
===
الإسلام السياسي هو الحل لمشاكل المسلمين
وليس سبب الفوضى أيها السيسي المجرم
نشر موقع (الجزيرة نت، الثلاثاء، 25 محرم 1441هـ، 2019/09/24م) خبرا جاء فيه: "قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليقا على المظاهرات في مصر، إنها تحدث في جميع الدول، مضيفا أن لدى مصر قائدا رائعا يحظى بالاحترام، على حد قوله.
من جهته قال الرئيس المصري إن الإسلام السياسي هو سبب الفوضى في المنطقة. وأضاف السيسي أن "الرأي العام في مصر لم يقبل بوجود جماعات الإسلام السياسي في الحكم، وستظل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار طالما يسعون إلى السلطة"."
الراية: إن فشل أمريكا السياسي والمبدئي في حل المشاكل الدولية، ومنها إيجاد الاستقرار في الدول التابعة لها مثل مصر وسوريا، يضعها أمام خيار واحد، هو خيار ترامب (العصا الغليظة)، فهو يخلّي بين الدكتاتوريين وشعوبهم لينكلوا بها، من أمثال السيسي الذي يبطش بأهل الكنانة، وبشار الذي يحارب أهل الشام، فإن فشلوا في القمع لجأت أمريكا إلى استبدال عملاء آخرين بهم، يجددون الوعود الكاذبة لحل مشاكل الناس ويتظاهرون بأنهم من الأمة وفي خدمتها، وأنهم من أبناء الثورات، وبعد انكشاف أمرهم يلجؤون إلى البطش، فإن فشلوا استبدلت أمريكا بهم عملاء آخرين... وهكذا دوليك. لقد فات أمريكا أن الأمة الإسلامية تتعلم من أخطائها، وقد عزمت أمرها على عدم الرجوع إلى الخلف بقبول الظلم، وما سقوط الأحزاب السياسية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في تونس، ورفض أهل الجزائر التفاف الجيش على ثورتهم برفضهم للعبة الانتخابات التي اقترحها الجيش، إلا مثال على أنه ليس من السهل أن تلدغ الأمة من جحر واحد مرتين، إلا بشق الأنفس من المتآمرين عليها. في ظل الفشل الحضاري للعالم الغربي وبدء الركود الاقتصادي وعلى رأسه أمريكا، لن يكون أمام البشرية حل سوى استبدال المبدأ الرأسمالي، أس الداء والبلاء، وتغيير الموقف الدولي إلى موقفٍ القوي فيه ضعيف حتى يؤخذ الحق منه، والضعيف فيه قوي حتى يؤخذ الحق له، وهذا لا يكون إلا بتبني الشعوب مبدأ الإسلام، كطريقة عيش ونظام حكم، وهذه الغاية التي يتوجب على المسلمين في العالم تبنيها والعمل لها، وحتى يكون كذلك فإنه يجب على المخلصين في جيش الكنانة الإطاحة بدكتاتور مصر وإعطاء النصرة لحزب التحرير، حتى يقيم الخلافة على منهاج النبوة التي بشّر بها رسول الله e.
===
الحل الوحيد لقضية فلسطين
هو تحريرها واقتلاع كيان يهود من جذوره
ذكر موقع (روسيا اليوم، الثلاثاء، 25 محرم 1441هـ، 2019/09/24م)، أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أعلن من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أن "استمرار الاحتلال (الإسرائيلي) للأراضي الفلسطينية يعتبر مأساة أخلاقية عالمية".
وتابع العاهل الأردني قائلا: "علينا العمل لإنهاء الصراع والوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل من خلال تحقيق حل الدولتين، وهو الحل وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، الذي ينهي الصراع ويفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب (إسرائيل)".
وأضاف أن "حل الدولتين هو الحل الحقيقي الوحيد، وإلا فما البديل؟ هل هي دولة واحدة تمارس سياسة الفصل العنصري بقوانين غير متساوية وتعتمد على القوة، وبالتالي تخون أهم قيم الساعين نحو السلام من كلا الطرفين؟ فهذه وصفة للصراع المستمر وليست السبيل نحو الأمن والاستقرار والسلام".
الراية: إن تحرير أي أرض محتلة لم يكن محل جدال أو بحث أو اختلاف آراء، بل كان واضحا بما يكفي لوصف من يحيد عنه بالانهزام والخيانة، فلم يكن يخطر ببال الناس إذا احتلت أرضهم سوى استرجاعها وتحريرها والانتقام ممن اعتدى عليها. لكن معاني العزة والرجولة هذه غابت عن ملك الأردن وأزلام السلطة والسيسي وبقية الحكام العملاء، فهؤلاء لا يرون إلا ما يراه قادة الغرب، ولا يطرحون حلولا إلا تلك التي أفرزتها الماكينة الاستعمارية، وهم بعيدون كل البعد عن تقديم الحلول الشرعية أو الوقوف مواقف مبدئية، بل هم غارقون في تنفيذ أجندات المستعمرين والتآمر على المسلمين. إن تصوير حل الدولتين الأمريكي المنشأ كبلسم لما تعانيه فلسطين وأهلها، هو تفريط فوق التفريط وهو لهث خلف تشريع احتلال الأرض المباركة وترويج للتطبيع مع المحتل، وأقل ما يحمل من معان هو التخاذل عن نصرة فلسطين وتسليمها لأعدائها، في الوقت الذي يجب أن ينفروا فيه خفافا وثقالا لحفظ الأرض والعرض والمقدسات. إن الحل الوحيد والعملي لقضية فلسطين هو تحريرها واقتلاع كيان يهود من جذوره، وهو الحل الذي يسعى ملك الأردن وبقية حكام المسلمين لصرف الناس عنه حفاظا على كيان يهود وخدمة لمصالح أسيادهم في المنطقة. إن فلسطين بحاجة لشيء واحد فقط، هي بحاجة إلى جيوش تتحرك لتحريرها من رجس يهود، وفق أوامر الله لا وفق أوامر الأمم المتحدة وقراراتها، جيوش تحركها قيادة مخلصة تسير على خطا الناصر صلاح الدين والخلفاء الراشدين، وليس على خطا الحكام العملاء أمثال السيسي وعبد الله وسلمان وأردوغان.
===
عجيب أمر العملاء حكام المسلمين فإن أمرهم كله شر!
نشر موقع (الشرق الأوسط، الأحد، 23 محرم 1441هـ، 2019/09/22م) خبرا قال فيه: "وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إرسال قوات أمريكية إضافية لتعزيز دفاعات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، بعد الهجمات التي تعرضت لها مؤخراً منشآت نفطية لشركة أرامكو، واتهمت إيران بتنفيذها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون، برفقة رئيس هيئة أركان القوات الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد، إن الرئيس (الأمريكي) وافق على إرسال قوات إضافية دفاعية وصواريخ دفاعية وأسلحة إضافية إلى السعودية والإمارات العربية لتحسين قدراتهما الدفاعية".
الراية: عجيب أمر حكام المسلمين، فإن أمرهم كله شر، فمن عمليات ضربت عمق الاقتصاد في السعودية، أوقفت نصف إنتاجها اليومي من النفط، إلى تعزيز احتلال أمريكا لبلاد الحرمين الشريفين.
منذ مجيء ترامب وهو يذل حكام آل سعود العملاء بأنه لولاه لما بقوا في الحكم أكثر من أسبوعين، حتى ابتزهم بنهب أموال المسلمين التي يتحكمون بها، والتي بلغت مئات المليارات من الدولارات مقابل تلك الحماية، والآن جاءت هذه العمليات لتفضح أمريكا وكذبها، حتى تناقلت وسائل الإعلام والمراقبون تساؤلا استنكاريا حيث عنونوا مقالاتهم بما يشكك بما قد يفعله ترامب من أجل حماية السعودية.
ولو كان فيهم ذرة من عقل أو إخلاص وتدبروا أمر إيران والحوثيين ومدى ارتباطهم بمصالح أمريكا وتنفيذهم لها، وتدبروا عاقبة الضربات وكيف أنها أفادت النفط الأمريكي بدرجة كبيرة وشكلت مدخلا ومبررا جديدا لتعزيز استعمار أمريكا لأرض الحجاز ولبيع المزيد من الخردة والمعدات العسكرية بمليارات الدولارات، لو تدبروا كل ذلك لأدركوا من هو العدو ومن الصديق، ولكنهم في غيهم سادرون ولشعوبهم خائنون ولأسيادهم خانعون، وهم بإذن الله إلى حتفهم سائرون.
===
سوريا: مظاهرات رفضا للجنة الدستورية
واعتبارها شرعنة لنظام أسد وخيانة للثورة
شهدت مدن وبلدات محافظة إدلب خروج مظاهرات شعبية الجمعة الماضية، رفضت اللجنة الدستورية، واعتبرتها "شرعنة لنظام أسد وخيانة للثورة". المظاهرات التي خرج فيها المئات، نادت بشعارات رافضة للجنة الدستورية. كما خرجت مظاهرة في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، أكدت شعاراتها أنها: ثورة على الظلام حتى إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، وقالت لافتاتها: (نحن أمة صنعها كتاب، وكتاب ربنا بين أيدينا)، و(يسقط الدستور الذي يثبت أركان النظام وينسف تضحيات أهل الشام)، أما في مخيمات أطمة الغربية على الحدود السورية التركية، فقد خرجت مظاهرة تحت عنوان: الثورة مستمرة، نظمها شباب حزب التحرير، أكدت شعاراتها أن ثورة الحق مستمرة حتى إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، وتحرير المعتقلات يكون بإيجاد قادة مرتبطين بالله وليس بالداعمين، وشرحت لافتة: أننا وصلنا إلى هذه الحال بسكوتنا عن قول الحق في وجه القادة الخونة البائعين، وخاطبت اللافتات المرفوعة المجاهدين المخلصين: لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، ارتضوا قيادة منكم مخلصة غير مرتبطة، وادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون، مؤكدة أن الساحل بوابة إسقاط النظام في دمشق، وأشارت لافتات إلى: أن أي توحد أو اندماج أو تحول بأوامر الخارج لا بسلطان الأمة هو خيانة، وقد قلنا عام 2016 ونعيدها اليوم؛ لا لجيش وطني يفاوض النظام، نعم لجيش إسلامي يحرر الشام.
===
من مواقف العلماء الربانيين المشرفة
حضر القاضي عمر بن حبيب مجلس الرشيد فجَرت مسألة فتنازعها الخصوم، وعلت الأصوات فيها، فاحتجَّ بعضهم بحديث يرويه أبو هريرة عن النبي e فدفع بعضٌ الحديث، وزادت المدافعة والخصام حتى قال قائلون منهم: أبو هريرة متهم فيما يرويه، وصرحوا بتكذيبه، ورأيت الرشيد قد نحا نحوهم، ونصر قولهم، فقلت أنا: الحديث صحيح عن رسول الله e فنظر إلي الرشيد نظر مغضب، وانصرفت إلى منزلي، فلم ألبث أن جاءني غلام فقال: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول، وتحنَّطْ وتكفَّنْ. فقلت: اللهم، إنك تعلم أني دفعت عن صاحب نبيك، وأجللت نبيك أن يطعن على أصحابه؛ فسلمني منه، وأُدخلت على الرشيد، وهو جالس على كرسيٍّ، حاسراً ذراعيه، بيده السيف، وبين يديه النطع، فلما بصُر بي قال: يا عمر بن حبيب، ما تلقاني أحدٌ من الدفع والرد بمثل ما تلقَّيتَني به وتجرأتَ عليَّ، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الذي قلتُه، ودافعتُ عنه، ومِلْتُ إليه، وجادلتُ عنه ازدراءً على رسول الله e وعلى ما جاء به، فإنه إذا كان أصحابه ورواة حديثه كذابين، فالشريعة باطلة، والفرائض والأحكام في الصلاة والصيام والنكاح والطلاق والحدود، مردودة غير مقبولة. فالله الله يا أمير المؤمنين، أن تظنَّ ذلك، أو تصغي إليه، وأنت أولى أن تغارَ لرسول الله e من الناس كلهم، فلما سمع كلامي رجع إلى نفسه ثم قال: أحييتني يا عمر بن حبيب، أحياك الله، أحييتني أحياك الله، أحييتني أحياك الله. (تاريخ بغداد 197/11).
===
المصدر: جريدة الراية