الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جواب سؤال
المعجزة والقول بالكرامات

 


السؤال: المعجزة هي أمر خارق للعادة ولا يكون إلا للأنبياء والرسل، ولكن كثيراً ما يردد العلماء كلمة (كرامة) ويعرفونها بتعاريف عده، ويحاولون الاستدلال عليها بآيات وأحاديث كثيرة، ويبقى السؤال: هل يوجد ما يسمى كرامة أم ماذا؟ وإذا كانت الإجابة بنعم نريد التوضيح الكافي في هذه المسالة، وإذا كانت الإجابة بلا، فكيف نرد علي قصة أهل الكهف مثلاً وأصحاب الأخدود، وكلام عمر بن الخطاب ( يا سارية الجبل). وكذلك قصة سعد بن أبي وقاص في نهر دجله، وكثير من الأمثلة في هذا الشأن؟

 

الجواب:


1- إن الله سبحانه خلق الكون والإنسان والحياة بقوانين وخصائص لا يستطيع الإنسان تغييرها أو خرقها:


{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
{وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ}
{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ}
{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ}
وآيات أخرى

 

2- وقد يسر الله سبحانه المخلوقات للعيش وفق ما قدره فيهم من إمكانات فطرية، فلا يطير الإنسان بجسمه في الهواء كالطائر، ولا يسير في الماء بجسمه كالمخلوقات البحرية، فهو يعيش على قدميه في البر، فلا يستطيع خرق هذا القانون ويسير بقدميه في الماء أو يطير في الهواء...


{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}
{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

 

3- وكذلك أودع الله سبحانه خاصيات في الأشياء لا تتجاوزها، فإن النار تحرق، فلا يستطيع أحد إلغاء خاصية الحرق التي خلقها الله فيها ما دامت هي نار، إلا أن يلغيها الله سبحانه، كما نجّى الله سبحانه إبراهيم عليه السلام من النار، فأزال خاصية الإحراق منها، قال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}، وهكذا الخاصيات في المواد الأخرى.

 

4- ثم إن الله سبحانه قد سخَّر لنا هذا الكون لنعيش فيه وفق مقتضياته الفطرية القانونية، وكل تعطيل لهذه القوانين يتنافى مع هذا التسخير، فإن الله سبحانه هو وحده القادر على ذلك، فإن أعلمنا الله سبحانه بهذا التعطيل لهذه القوانين آمنا به، وإن لم يُعلمنا الله سبحانه به فهو ضمن تسخير الكون لنا.


{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}
{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ}
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
{وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}

 

5- وقد أرسل الله سبحانه رسلاُ وأيدهم بمعجزات تثبت صحة رسالتهم، أي خوارق للعادات، يُعطّل الله سبحانه بعض القوانين ويجريها على يد رسله، تحدياً للبشر ليؤمنوا بأن من ظهرت هذه الأمور الخارقة للعادة على يديه هو نبي مرسل.


فأجرى سبحانه تحويل العصا الجامدة إلى ثعبان حي على الحقيقة، أي ليس على أعين الناس كالسحر، ولذلك فإن السحرة لما رأوا العصا أصبحت حية حقيقة كانوا أول من آمن بأن موسى عليه السلام نبي مرسل من الله رب العالمين لأنهم أدركوا أن هذا الخرق للعادة لا يستطيعه بشر، ومثل هذا الخرق عندما سار موسى عليه السلام وقومه على الماء وقطعوا البحر... وهكذا إحياء عيسى عليه السلام للموتى، وكذلك نُطق الرسول صلى الله عليه وسلم بكلام عربي لا يستطيعه العرب... والمعجزات على يد الرسل والأنبياء أمر معلوم وأدلته معلومة.

 

6- وأما ما يسميه الناس كرامات لغير الأنبياء والرسل فهو توفيق من الله سبحانه لعبد من عباده في عمل من الأعمال على وجه لافت للنظر، وهذا قد يكون خارقاً للعادة أي خلاف قوانين الكون، وقد يكون ليس خارقاً للعادة وإنما يتراءى للإنسان ذلك لقوة هذا التوفيق.


فإن كان خارقا للعادة، فإن الله سبحانه يعلمنا به، لأن النصوص عامة في تسخير الكون للإنسان، أي ضمن قوانين الكون، فإلغاء هذا التسخير في حالة خاصة، أي خرق قوانين الكون في حالة خاصة، فإنه يحتاج إلى نص مخصص.


فإذا ورد نص بأن هذا التوفيق الذي جعله الله سبحانه لهذا العبد هو أمر خارق للعادة آمنا به، وإن لم بكن هناك نص بخرق العادة، فإنه يكون مجرد توفيق من الله سبحانه ضمن قوانين الكون التي خلقها الله سبحانه وتعالى.


ولذلك فإن الرزق الذي كان يأتي لمريم عليها السلام في غير وقته ودون أن يحضره أحد، أي كان رزقاً خارقاً للعادة، فإننا نؤمن به لأن الله سبحانه أخبرنا عنه.{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.


وهكذا ما ورد من نصوص في الكتاب والسنة حول أحداث خارقة للعادة كانت لغير الأنبياء والرسل، فإننا نؤمن بها على وجهها، أي نصدقها جزماً إذا وردت قطعية الثبوت قطعية الدلالة، أو نصدقها دون جزم إذا لم تكن قطعية الثبوت قطعية الدلالة.


وهذا جواب ما ذكرته من أحداث خارقة للعادة ذكرت في النصوص مثل قصة أهل الكهف وأصحاب الأخدود، ومريم عليها السلام...فهذه وردت في القرآن الكريم فنؤمن بها.


أما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد انقطعت النصوص المروية إلا من إجماع الصحابة الذي هو يكشف عن دليل سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يرووه، وإلا من أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته مدحت بعض الصحابة بالنص عليهم بأسمائهم في أقوال وأفعال تجري على يديهم بتوفيق يصل إلى خرق للعادة، فإن كانت هناك نصوص تصف أشخاصاً معينين بأن أقولاً أو أفعالاً تجري على أيديهم بأوضاع معينة، فإننا نصدق بها على وجهها أي جزماً أو غير جزم وفق ثبوتها.


وأما غير ذلك من أفعال وأقوال يقوم بها بعض المسلمين دونما نص على أشخاصهم في الكتاب والسنة، فإن كل هذه الأفعال والأقوال لا تكون خارقة للعادة، بل هي ضمن قوانين الكون، وهي توفيق من الله سبحانه لعباده الأتقياء بالنجاح في أعمالهم، وبالنجاة من شر أعدائهم، ونحو ذلك.

 

7- أما بالنسبة لما جرى على لسان عمر رضي الله عنه من قوله يا سارية الجبل، وأن الله سبحانه أوصلها إلى أولئك الجند فانتصروا على عدوهم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عن عمر في ما أخرجه أبو داود من طريق أبي ذر رضي الله عنه قال «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ». وما أخرجه الترمذي من طريق ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ»


وما أخرجه أحمد من طريق ابن عمر أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ»


ولذلك فنحن نأخذ بهذه الأحاديث، ونصدق ما قاله عمر "يا سارية الجبل" على وجهه جزماً أو غير جزم حسب ثبوت الرواية، وذلك بناءً على أحاديث رسول صلى الله عليه وسلم المذكورة.

 

8- وأما ما ورد عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه في اجتياز النهر، فكذلك نصدقه على وجهه وفق ثبوت الرواية، جزماً أو غير جزم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مدح سعداً بشخصه، فقال صلوات الله وسلامه عليه فيما أخرجه أحمد في مسنده من طريق عبد الله بن عمرو «أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَدَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ».


وفيما أخرجه ابن حبان من طريق ابن عمر قال : كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:« يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة »، قال: فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع


وكذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الله سبحانه أن يجاب دعاء سعد كما ورد ذلك في المستدرك على الصحيحين للحاكم ودلائل النبوة للبيهقي وابن حبان من طريق قيس ابن أبي حازم قال : سمعت سعدا ، يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهم استجب له إذا دعاك» قال الحاكم في مستدركه عن الحديث "هذا حديث صحيح الإسناد"


وفي رواية اجتياز النهر عند فتح المدائن حيث عبور النهر، فإن سعداً قد استنفر الجند وقال: " وقد رأيت من الرأي أن تجاهدوا العدو قبل أن تحصدكم الدنيا، ألا أني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم" ثم دعا الله سبحانه وقال للجند: "قولوا نستعين بالله ونتوكل عليه حسبنا الله ونعم الوكيل واللهِ لينصرن الله وليه وليظهرن دينه وليهزمن عدوه، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" ثم عبر وتلاحق الناس في العبور، وعامت بهم خيولهم...


وهو وإن كان في بعض الروايات أنه قد كان في النهر مخاضات تخاض إلى صلب الفرس إذا لم يكن مدّ، وأما في حالة المد فالمياه ترتفع كثيراً، وبخاصة عندما اقتحم سعد النهر... وقد يكونون اجتازوا النهر من مخاضات معينة، ومع ذلك فإن ما يفهم من رواية فتح المدائن، أن سعداً والجند قد خاضوا النهر وهو كثير ماؤه.


وقد ورد في بعض الروايات أن أحدهم قد غرق أثناء العبور، فقد ذكر ابن الكلبي أن سليل بن زيد: قد شهد فتوح العراق فغرق يوم عبر المسلمون إلى المدائن في دجلة، وأنه لم يغرق غيره. وذكر الطبري في تاريخه أن المسلمين حين عبروا دجلة سلموا عن آخرهم إلا رجلاً من بارق يدعى غرقدة زال عن ظهر فرس له شقراء فرمى القعقاع بن عمرو إليه عنان فرسه فأخذ بيده حتى عبّره.


أي أن هناك من غرق، وهناك من زال عن ظهر فرسه ثم أخذ بيده القعقاع...


ولكن في جميع الحالات، فسواء أكانت خارقة للعادة ام كانت مهارة، فكون سعد مستجاب الدعاء وأنه دعا بالنصر وهزيمة العدو...وكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر سعداً من أهل الجنة ودعا له بالدعاء المستجاب، فإننا نأخذ بهذه الأحاديث ونصدق الرواية على وجهها، جزماً أو غير جزم وفق ثبوتها.

 

والخلاصة:


*الكون مُسخر للإنسان وفق قوانينه وخصائصه،
*تعطيل أي من هذه القوانين والخصائص هو تخصيص للنصوص العامة في تسخير الكون للإنسان.
* وبالتالي فإن تصديق أي خرق للعادة يحتاج إلى نص.
* فإن لم يكن هناك نص فالأمور جارية وفق الفطرة التي فطر الله الخلق عليها.
*وإن كان هناك نص آمنا به على وجهه كمعجزات الأنبياء وكالكرامات لغير الأنبياء التي وردت بها نصوص.
* وما عدا ذلك، أي ما لم يرد فيه نص، فإن أية أعمال أو أقوال عظيمة لافتة للنظر يقوم بها مسلم مهما بلغت تقواه، فإنها لا تكون خارقة للعادة، ولا هي خارقة لقوانين الكون، بل هي توفيق من الله سبحانه لعباده حيث النجاح في أعمالهم، أو حيث الوقاية من شرور أعدائهم.

 

20 جمادى الآخر 1430 هـ
13/6/2009م

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع