استطلاع للرأي حول خطة ديمستورا
- نشر في أخرى
- قيم الموضوع
- قراءة: 508 مرات
2015-02-01
قال امير حزب التحرير الاسلامي العالم والسياسي عطا بن خليل ابو الرشتة ان المتدبر لما يجري في اليمن يجده تماماً كما قلنا سابقاً في 1/10/2014 ، فإن أمريكا تتصرف في اليمن بعنجهيتها المعروفة، أي بالقوة المسلحة والبطش، .
واضاف ابو الرشتة بالقول ان الحوثيون احتلوا صنعاء وغير صنعاء ويعتقلون ويقتلون بحجة "الثورة الشعبية واللجان الشعبية..."، والإنجليز يعملون في اليمن عن طريق الدهاء السياسي في خطين: الأول استغلال هادي لسلطاته كرئيس جمهورية بمناورة محسوبة، فكلما أحاطه الحوثيون من جميع جوانبه وَعَدَهم ومنّاهم باتفاقيات ثم ماطل في تنفيذها... واستمر على ذلك حتى أصبحت تصرفاته مكشوفة للحوثيين، فأحاطوه من كل جانب، وأصروا على تنفيذ كل الاتفاقيات، ففاجأهم بالاستقالة! فاهتزوا من جديد بعد أن كادوا يستقرون...
وتابع بالقول : أما الخط الثاني فعن طريق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث جعلوه يفرض وجوده على الحوثيين، فدخل فيهم وأصبح صديقهم بعد أن كان عدوهم، فساعدهم بقواه حتى أصبح من الصعب عليهم الانفكاك منه، وهذا الخط الثاني مقصود منه أنه إذا لم تنجح مناورات الرئيس هادي في مضايقة الحوثيين وأصبحوا قريبين من السلطة، فإن علي عبد الله صالح وجماعته يتقاسمون السلطة مع الحوثيين، فيكون للإنجليز نصيب ولأمريكا نصيب.
واشار ابو الرشتة بإن بريطانيا لم يعد بمقدورها كما كان سابقاً الهيمنة على اليمن، وفي الوقت نفسه فلا تستطيع المجابهة العسكرية لأمريكا وعملائها، فعمدت إلى الدهاء السياسي عن طريق عميليها هادي وعلي صالح، وقد أتقنا دورهما ، فهادي سار في شوط مناوراته ومماطلاته إلى مداه ثم استقال وانتشرت المظاهرات في البلاد وأصبح الحوثيون في مأزق، فبعد أن كانوا يريدون تحقيق هيمنتهم عن طريق قرارات رئاسية تكسبهم شرعية دون التعرض للوصف الانقلابي، أصبحوا يوصفونبذلك، ويعانون من معالجة وضع متوتر ساخن، وبخاصة مركز الدولة صنعاء، بالإضافة إلى شغور مركز الرئاسة...
وتابع : أما علي صالح فإن تداخله مع الحوثيين قد أصبح واضحاً لكل ذي عينين، وساهمت بريطانيا وعملاؤها وقنواتها في إبراز تسريبات لعلي صالح مع الحوثيين لإحراجهم أمام الناس، فقد ثار الناس على صالح لمساوئه والآن هو والحوثيون في كفة واحدة تجعل من الصعب على الحوثيين الانفكاك منها! والمتتبع لهذه القنوات وبخاصة الجزيرة يتبين له ذلك، فقد ركزوا في مقابلاتهم على أن الحوثيين يقولون بالحرب على المفسدين وهم يتعاملون مع صالح كبير الفاسدين، ثم ينشرون تسريبات وراءها أتباعهم تبين علاقة الحوثيين بصالح.
وبشأن ما بثته قناة الجزيرة في 21/1/2015 من تسجيل صوتي بين صالح وبين القيادي الحوثي عبد الواحد أبو راس والتي قالت إنها حصلت عليه! قال ابو الرشتة : أظهر التسجيل الصوتي الذي يعود تاريخه إلى أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد وقوع صنعاء في قبضة الحوثيين في نهاية أيلول/سبتمبر، أظهر تنسيقاً بين صالح وبين الحوثيين. وفي بعض مقابلاتها كانت الجزيرة تتساءل عن تصريحات الحوثيين بأنهم ضد الفساد في حين أنهم تحالفوا مع رأس الفساد علي صالح!.
وحول ما يتوقع ان يحصل في اليمن اوضح إنه يصعب على أي من الطرفين أن يحسم الأمر لصالحه بحيث يصبح مهيمناً وحده على اليمن، بل إن الأرجح هو الحل الوسط على الطريقة الرأسمالية، وهي لا تنهي الأزمة، بل تكون استراحة محارب حتى يتمكن أحد الطرفين من حسم الأمر لصالحه...
مضحاً بأن لا ينهي الأزمة بالعدل والإحسان إلا الخلافة، فيعز بها الإسلام والمسلمون ويذل بها الكفر والكافرون، وما ذلك على الله بعزيز ،
واختتم ابو الرشتة بالقول : هذا ما يجري في اليمن باختصار وهذا ماذكرناه في رأينا السياسي ضمن جواب السؤال المؤرخ 1/10/2014م، وأنقل لك بعض ما جاء فيه لترى صحة رأينا الذي أصدرناه قبل أكثر من ثلاثة أشهر: (( لقد أدركت بريطانيا أن أمريكا جادة باستعمال القوة للوصول إلى مكاسب ذات شأن في حكم اليمن، وأن للحوثيين قوة مؤثرة من سلاح وعتاد زودت به عن طريق إيران... وإدراك بريطانيا لهذا الأمر جعلها تسير في مقاومة ذلك بخطين: الأول: أن يبذل هادي الوسع في استغلال منصبه كرئيس لعدم تمكين الحوثيين من السلطة الفاعلة، والخط الثاني إدخال علي صالح كشريك للحوثيين وكأنه يعارض حكم هادي،والبعض من أنصاره انضموا للحوثيين وهم يحملون راية المؤتمر الشعبي العام "حزب الرئيس اليمني السابق".
وعندما سئلت السفيرة البريطانية عما إذا كانت تتواصل مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح قالت: "ليس لدي علاقة مباشرة مع علي عبد الله صالح، ولكن لدي تواصل مع حزبالمؤتمر الشعبي العام بما في ذلك مع أطراف مقربة منه". "2014/9/27 الشرق الأوسط" فيفهم من ذلك أن بريطانيا هي التي أوعزت لعميلها علي صالح أن يتعاون هو أيضا مع الحوثيين حيث اعترفت السفيرة البريطانية بتواصلها مع حزب علي صالح وهو الذي يدير الحزب ويتحكم فيه ولا منافس ولا معارض له فيه... وهذه الإجراءات من بريطانيا لزج علي صالح معالحوثيين هي حتى إذا لم يتمكن هادي من استغلال منصبه كرئيس في منع أمريكا وأشياعها من الوصول الفعلي للحكم فإن علي صالح يكون شريكاً فاعلاً مع الحوثيين ومن ثم يبقى نفوذ الإنجليز موجوداً في اليمن وبخاصة وأن الحوثيين لا تأييد شعبياً لهم يجعلهم حكاماً منفردين لليمن...( انتهىثم ختمنا الجواب الذي يصف مقدمات ما يجري ونتائجه والحل الصحيح فقلنا:)- إن هذا يعني أن الحل المتوقع في اليمن هو الحل الوسط بين أمريكا وبريطانيا على طريقة الرأسماليين، فيكون الحكم مشتركاً بين الأطراف... والحل الوسط عادة لا يدومعندهم إلا كاستراحة محارب إلى أن تستطيعأمريكا أو بريطانيا أن تحسم الموضوع إلى جانبها، أي أن الأحداث في اليمن ستستمر متقلبة، تهدأ حيناً، ثم تشتد حيناً آخر وفق ميزان القوى السياسية والعسكرية عند المتصارعين.د- بناء على ما سبق فيمكن الاستنتاج بأن الأمور في اليمن هي في تصاعد دون أن تستقر على نحو حاسم إلا في حالتين: الأولى: أن تتمكن أمريكا أو بريطانيا من حسم الأمور لصالحها، ومن ثم تهيمن على النفوذ الفعلي في اليمن.
وليس هذا الأمرسهلاً كما بيَّنا آنفاً، والثانية: أن يكرم الله هذه الأمة بالخلافة،فتدوس نفوذ الكفار المستعمرين وتقلع جذورهم من البلاد وتقضيعلى شرورهم بين العباد، فيذل الكفر وأهله،ويعز الإسلام وأهله، ويفرح المؤمنون بنصر الله ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾... وحقيقٌ بأهل اليمن أهل الإيمان والحكمة، أن يقيمواهذا الأمر فيفوزوا في الدارين، والله يتولى الصالحين)) .
المصدر: عدن حرة
2015/02/01
حزب التحرير - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
بيان صحفي
ردا على مقالة الكاتب الصحفي باسل ترجمان "حزب التحرير وقداسة العنف ضد المرأة"
المنشورة بوكالة أخبار المرأة بتاريخ 2015/1/26م
وإننا لنتمنى على وكالة أخبار المرأة التي تهتم بشؤون المرأة وآلامها نشر ردنا حتى يتبين للقارئ من الذي يرنو للقضاء على العنف ضد المرأة ويحمل مشروعا قادرا على ذلك ومن هو الذي يتاجر بقضيتها!
إن عنوان المقالة "حزب التحرير وقداسة العنف ضد المرأة'' التي جاءت ردا على بيان القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير والذي كان بعنوان "مشروع القانون للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات في تونس، ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب" جعلنا نتساءل: هل حقا قرأ الكاتب البيان كاملا أم أنه اجتزأ منه ما يريد وبنى عليه مقالته! لأنه لو قرأه كاملا لأدرك مدى رفض حزب التحرير للعنف ضد المرأة، بل إننا في القسم النسائي قد عبّرنا في البيان نفسه عن خطورة الأمر وأنّ نسبة العنف في تونس التي بلغت 47.6 بالمائة نسبة صادمة، ولذلك قلنا بالحرف الواحد "أنّ القضيّة ما عادت تحتمل من يتاجر بها بل لا بدّ من السعي الجاد للوقوف على أسّ الدّاء واستئصاله؛ ولكن للأسف هناك جهات رسمية وجمعيات تدّعي أنها تحمل همّ المرأة وتدافع عنها قد ظهر عوارها وانكشف زيفها أنّها تقتات على آلام المرأة وأوجاعها وتستعمل الشعارات البرّاقة لتنفيذ أجندات خبيثة.''
وإن اعتراضنا على مشروع القانون المستوحى من قوانين غربية يؤيده الفشل الذريع في القضاء على المشاكل التي تحياها المرأة في الغرب ومنها العنف؛ وهذه لمحة بالأرقام عن العنف ضد النساء في الدول التي تدعي أنها رائدة المساواة والحقوق!؛ إذ تبلغ نسبة العنف ضد النساء في الدنمارك 52%، وفي فنلندا 47%، وفي السويد المصنفة من الدول الأولى عالميا في تحقيق المساواة بين الجنسين بلغت نسبة العنف ضد المرأة 46%، بينما في بريطانيا وفرنسا فهي 44%، وهذه الأرقام هي بحسب تقرير للاتحاد الأوروبي صادر سنة 2014؛ لذلك فإن رفضنا للمشروع يُحسب لنا لا علينا، إذ إنه الخطوة الأولى في محاربة العنف، حيث يقف في وجه حلول مجترّة فاشلة ويدعو لبحث المشكلة بعمق واستنارة مع عرض حلول ناجعة قادرة على استئصال سبب الداء... وإننّا حين عرضنا بديلا مستمدا من الإسلام دون تفصيل "وهذا ما عابه علينا الكاتب"! فلأن المقام اقتضى ذلك المقال باعتبار أن ما كُتب كان بيانا صحفيا يتضمن دعوة لفعالية يعقدها القسم النسائي في تونس ولم يكن المقام مقام شرح وبيان، وكل من حضر تلك الفعالية ومن سيحضر الفعاليات الأخرى المبرمجة في الفترة القادمة فلن يمكنه إنكار وجود البديل المفصل من الإسلام الذي يكرس النظرة الصحيحة للمرأة ودورها الفعال في المجتمع وكيف أنها مصونة كريمة بأحكام ربها تضمن دولة الإسلام لها حقوقها بل تجيش الجيوش من أجلها إن لزم الأمر.
لقد عرض حزب التحرير بشكل واضح في مؤتمره النسائي العالمي الذي عقد في تونس سنة 2012 ''الخلافة نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي'' التفاصيل الكافية التي تشفي غليل الباحث عن الحق والحقيقة وهذا ما شهد به العدو قبل الصديق، فلا بيان أو مقالة يفي بالغرض، فإسلامنا وضع الأسس والمعالجات لكل تفاصيل حياتنا وهو يعطينا مفاهيم صادقة عن الحياة تصوغ المجتمع فتجعله مميزا سليما متماسكا ذا طراز فريد.
إن الداء الذي بسببه وصلت حال المرأة في تونس بل في العالم بأسره إلى ما هي عليه؛ يكمن في المفاهيم المغلوطة النابعة من ثقافة الغرب والتي جعلت المرأة تعيش حربا موهومة مع الرجل راكضة وراء فتات حقوق لن تستطيع نيلها في ظل أنظمة علمانية رأسمالية لم تتوانَ هي نفسها عن استغلالها أيما استغلال؛ أنظمة تضطر بين الفترة والأخرى أن تعزز ترسانتها القانونية التي يقولون أنها ضمانة الحقوق والمكاسب للمرأة والتي يكذبها ويفضح زيفها الواقع، فمشاكل المرأة هناك تتزايد وتتفاقم بدون حل يلوح في الأفق.
لقد قال الكاتب قولا عجبا حين تحدث بأنّ "الزمن قد قفز بوضع المرأة في تونس لتكون شريكاً كاملا في مجتمع يحلم بعدالة أكبر ومساواة أعمّ يتساوى فيها الجميع دون تمييز بين رجل وامرأة''. وكأننا به يتحدث عن واقع غير الواقع الذي نحيا فيه ونعايشه! وكأنه يردد الحديث المتكرر الذي مللنا من سماعه في عهد بن علي وانكشف زيفه ومخالفته للواقع بعد الثورة! فعن أي قفزة يتحدث ونسبة الأمية عند النساء في تونس اليوم تبلغ 28,2%، ونسبة البطالة عندهن تبلغ 21,9%، و41,9% منها لدى صاحبات الشهادات العليا؛ ونسبة الفقر في تونس تجاوزت 24,5% والعنوسة 62%، والطلاق حدث ولا حرج وغيرها الكثير من النسب التي إن دلت على شيء فهي تدلّ على فشل ما زعموا أنه مكتسبات "مجلة الأحوال الشخصية وما تلاها" في حل مشاكل المرأة.. بالله عليكم أين المرأة الريفية وما تكابده من شقاء وعناء من ادعاءاتكم! وأين المرأة العاملة التي يكافَأ جهدها بأبخس الأجور! والنساء التي تمارس عليهن الدولة أبشع أنواع التعسف والعنف وغيرهنّ كثير من زيف كلامكم..!!
إنّ المتشدقين بالمكاسب المزعومة للمرأة التونسية هم في الوهم غارقون؛ وأنّى لهم استنارة التفكير وفكرهم أسير قوقعة العلمانية والرأسمالية المظلمة، وحلولهم هي فقط ترقيعية! فهنيئا لك يا حزب التحرير على فكرك الذي ترفَّعت به عن الواقع الفاسد فخالفت المألوف وجئت بالحلول وما يشفي الصدور؛ حلول منبثقة من إسلام عزيز أكرمنا الله بالاهتداء إليه، وليت أهله يعلمون فينكبون عليه ليعلموا ما به من خير ويعملوا به.
إن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وبكل فخر هي البديل السياسي الوحيد للأنظمة العلمانية المقيتة التي سامت الناس رجالا ونساء سوء العذاب، هذا الأمر الذي وعاه الغرب وأربابه، بينما كثير من المسلمين للأسف يرضون لأنفسهم أن يبقوا تابعين مضبوعين؛ ولا زالت دولة الخلافة عند بعض السذّج جواريَ وخيماً بل كهوفاً في أفغانستان، ولو أدركوا حقيقتها لعلموا أنها السبيل الوحيد للحداثة والتقدم، وأن بها وحدها سنعود الدولة الأولى في العالم، الدولة الرائدة في جميع المجالات، بل لعلنا سنقفز بها سنوات ضوئية عن حالنا اليوم.
قال تعالى: ﴿ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾
القسم النسائي
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_43599
المصدر: وكالة أخبار المرأة
"القناص الأمريكي" هو من أفلام الحركة والدراما الأمريكية رفيعة المستوى، من إنتاج عام 2014 وإخراج كلينت إيستوود، حيث تستند قصة الفيلم على السيرة الذاتية لكريس كايل القناص الأكثر فتكا في تاريخ الولايات المتحدة العسكري، والذي تسبب في مقتل 255 شخصا في العراق، تأكد منهم 160 حسب وزارة الدفاع، وقد حصل كايل، القناص الأكثر دموية في التاريخ الأمريكي، لنفسه على عدة ألقاب مثل "الأسطورة" وصاحب أكبر سجل في القنص، في الوقت نفسه، سجلت طفرة هائلة في الجرائم العنصرية والكراهية والتهديدات ضد الجاليات العربية المسلمة في الولايات المتحدة.
ماذا يعني الفيلم لأولئك الذين شاهدوه بما يحويه من تحريف فاضح بعد أن تصدر شباك التذاكر في الأسبوع الأول بملايين الدولارات وحصل على العديد من الجوائز؟ نحن على دراية بتصوير هوليوود لجنود الولايات المتحدة كأشخاص قساة ومتعطشين للدم والانتقام النابعين من إحساسهم بالواجب الوطني لبلدهم، ثم يعودون لبلدهم مسرورين بما قاموا به من قتل في حرب العراق وغيرها من البلدان الإسلامية.
تعتبر وسائل الإعلام وسيطاً آخر في إيصال وجهات نظر معينة للمجتمع، واقتناص ملايين الدولارات والوصول لعدة أهداف، ويعبّر مخرجو الأفلام، الذين يعتبرون أنفسهم عرّابي الأخلاق، عن وجهة نظرهم في حرب ضخمة بنيت على أسس خاطئة من البداية في إعلان الحرب على العراق وشعبها بما ادعته الحكومة أن الرئيس العراقي صدام حسين يملك أسلحة الدمار الشامل، أما حكاية الفيلم فمنسوجة كخرافة واهية وبوق دعاية واسعة وشاملة الحرب.. حيث يكرر القتل لكل من يشكل تهديداً سواء أكان رجلا في بدلة أو امرأة في عباءة سوداء أو طفلا ذاهبا إلى المدرسة، ويقتبس الفيلم من تصريحات كايل في الحياة الحقيقية قوله "كرهت ما كنا نقاتل في العراق من الشر والحقارة والوحشية - هذا ما كنا نحارب في العراق"، ولا غرابة في حصول الفيلم على طوفان من التكريم والترشيحات للجوائز؛ وذلك للتأكيد على صحة الفيلم لعامة الناس سواء في الولايات المتحدة أو خارجها، وكما قال أحد النقاد السينمائيين بأن القصة تدور "حول شخص حقيقي"، و"أنها قصة إنسانية، وليست سياسية"، كيف يمكن لهذا أن لا يكون سياسيا؟
بالنسبة للمشاهدين، كبداية، لا يمكن استبعاد التحريض في الفيلم وإطلاق العنان لـ"قتل العرب" أو الحاجة إلى قتل "بعض الأشخاص السيئين"، وذلك في حكاية قصة إنسانية، فأين هي الإنسانية في فيلم يحكي قصة المذبحة التي تحرض على العنصرية والعنف تجاه من يعيشون في بلد بأكمله؟ يقول أيوب المدير القانوني للجنة مكافحة التمييز في المجتمعات العربية الأمريكية في واشنطن العاصمة، أن هناك ارتفاعاً حاداً في جرائم الكراهية والتهديدات ضد الجالية العربية، أما الكاتبة صوفيا مكلينين فكتبت تقول "الفيلم يحكي عن ارتباط مباشر بين أحداث 11/9 والحرب في العراق، متناسين تماما أن الحرب في العراق لا علاقة لها بالمرة مع أحداث 11/9، لا أحد من المهاجمين في ذلك اليوم كانت له أي صلة بالعراق، لذلك كان من الوهم ربط العراق بذلك الحدث، وحتى إدارة بوش لم تدلِ بأي تصريح علني عن ارتباط كهذا".
ولتحديد القضايا التي سأعالجها هنا: صلة أحداث 11/9 بالحرب على العراق؛ جرائم الكراهية ضد "المسلمين العرب" أو أي شخص ينتمي لهم من قريب أو بعيد؛ الشهية للعنف والدم في الثقافة الأمريكية؛ السياسة المقنعة في شكل التعبير السينمائي؛ ومسؤولية الرقابة ونموذج حرية التعبير.
بادئ ذي بدء، إن ربط أحداث 11/9 بالحرب على العراق سخيف تماما نظراً لأنه ثبت بأن قرار بوش -تشيني شنَّ هجوم على العراق لا علاقة له بالحوادث التي وقعت في 11/9، وكانت الولايات المتحدة قادت حملة عالمية لغزو العراق للبحث عن أسلحة الدمار الشامل، الأمر الذي لا يزال متشابكاً بعد أكثر من عشر سنوات، بما يحتويه من نتائج مدمرة مع عدم ظهور أي من أسلحة الدمار الشامل، وبافتقار الجماهير إلى الوعي السياسي العام، يحاول الفيلم القيام بدور وكالات الأنباء في نشر الأخبار المثيرة، ولكنه بدلاً من ذلك يبث أخباراً كاذبة ويميل لتحقيق هدف سياسي محدد. إن شعار الحرب، وتعويذة القتل، وطريقتهم في التعامل مع الأمور هي تبريرٌ للسياسة الخارجية الحكومية للحرب ضد الإرهاب في جميع أنحاء بلاد المسلمين باستخدام أيٍّ كان من الوسائل اللازمة لإنجاز المهمة، ولا يهم كايل وأمثاله أن يكونوا مذنبين بفعلتهم.
أما القضية الثانية، فإنه يتم الدفع بأمثال كايل أكثر من أي وقت مضى من خلال الجلوس في دور السينما والمسارح ومن ثم مغادرة المكان واتخاذ إجراءات ضد أي شخص يشبه النموذج الأولي للإرهابي سواء أكان ذلك موظفا عربيا أو أحد الطلبة المسلمين أو مسجداً أو مدرسة إسلامية، وقد شهدت جميعها طفرة جذرية في التحرش والاعتداء، ويعبّر العديد من المثقفين، في خضم هذه الثقافة العنيفة، عن غضبهم من المجتمع في أمريكا الذي من المفترض أن يعزز حقوق الإنسان (أم أنه الحق الذي يستغلونه في الوصول إلى المسلمين؟)، أين هي الأخلاق التي تعزز الإنسانية والاحترام أم أنها غير مرئية بالعين الأمريكية؟ فأفلام هوليوود تعرض شهوة الدم والعنف في الثقافة الأمريكية، حيث إن الشخص العادي الذي يرى العنف على الشاشة يمارس عمليات القتل في أماكن تدعى مناطق حرب، ولكن غالباً ما تتدفق هذه الأعمال إلى ساحات المدارس والأماكن العامة، فأين هي الرحمة؟ وأين هو العقل الذي من المفترض أن يفرق البشر عن الحيوانات؟
لقد أصبحت ممارسة البلطجة في المدارس والمجتمع ووسائل الإعلام، والتحرش في العمل، وتخريب الممتلكات عادة متداولة في الثقافة الغربية، الشيء المتوقع كما يقولون "الحصول على أكثر من ذلك، سوف يكون الأولاد أولاداً"، بيد أن هذا يحدث في قلب بلاد منحطة أخلاقيا والتي بدورها حولت تجارة ألعاب الفيديو والأفلام إلى أرباح بمليارات الدولارات.
امتدادا للساحة السياسية، من يستطيع أن ينكر ألعاب الفيديو Counterstrike التي تشبه تضاريس الشرق الأوسط وأفغانستان والصوت مستمر من "الإرهابيين القتلى" حين قتلهم؟ أما كلينت إيستوود، أسطورة رعاة البقر، فقد أنتج فيلما يغذي شعار الحرب في أمريكا، وبطبيعة الحال فإن عمله يسيّر لخدمة أهداف عدة؛ فسياسياً، يظهر هذا الفيلم للجمهور أن العنف ببساطة مقبول كي تحصل في نهاية المطاف على ما تريد، ولذلك فلدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أساليب التعذيب مع أعضاء تنظيم القاعدة أو أي شخص يبدو مشابهاً لهم، وكذلك معسكر خليج جوانتانامو الذي ما زال قائما، وقصف الطائرات بدون طيار، ومراكز الاحتجاز في القواعد العسكرية في الخارج. وقد ألمح ناعوم تشومسكي في نقده لفيلم "القناص الأمريكي" إلى أن "عقلية القناص تساعد على شرح السبب في أنه من السهل جداً تجاهل الحملة الإرهابية الأكثر تطرفاً في التاريخ الحديث، إن لم يكن في التاريخ بأكمله، وأكبر مثال عليه الحملة العالمية لأوباما باستخدام طائرات بدون طيار لقتل الأشخاص الذين يشتبه في أنهم ربما يوما ما يخططون لإلحاق الضرر بنا".
إضافة لما سبق فإن الفيلم يظهر الحروب في العراق واليمن وأفغانستان وباكستان كواجب يفعله الأمريكيون لبلدهم، من خلال قتل كل شخص قد يهدد أمريكا، واعتبار الحروب في السنوات العشر الأخيرة ضرورة، وأن استكمال القوات في عهد أوباما لمهمتها التي بدأتها في عهد بوش ضرورة ملحة، ولذلك فالنقاد سوف يدعمون آلة القتل بالدعاية ليكون لها تأثير أطول أمداً على عامة السكان، فوسائل الإعلام يمكن أن تكون أكثر تأثيرا من الحكومة في إدامة حالة محددة أو تهدئة عاصفة وشيكة.
ولكن أين الرقابة ونموذج حرية التعبير؟ ببساطة بدأت الأمور تأخذ سياقها، فبدأ "القناص الأمريكي" عروضه السينمائية الداخلية ثم شق طريقه إلى المسارح الخارجية وقد تزامن ذلك مع عقد المسيرات دعما لحرية التعبير في أوروبا ولمجلة شارلي إيبدو التي تنشر صورا مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتؤجج مشاعر أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، ويتحد الآن العامة مع الزعامات ويقفون بكل وقاحة وإهانة وإذلال في وجه كل ما يمت للإسلام والمسلمين بصلة، ووجه أي شخص يجرؤ على انتقاد كل ما يخص سياسات تلك الحكومات، فيقف حكام البلدان الإسلامية جنبا إلى جنب في باريس مع آلات القتل الغربية للتعبير عن تأييدهم لحرية التعبير والمتمثلة بالجلد في المملكة العربية السعودية، والتدابير الأمنية في بريطانيا، والتجسس في مساجد الولايات المتحدة، وانقطاع التيار الكهربائي في الأردن،... والقائمة تطول. إن ذلك كله يمثل نموذج حرية التعبير والذي هو أساسا أكبر أسطورة في العالم أو أكبر كذبة لنكون أكثر دقة، وإن كان ذلك يخدم أهداف تلك الحكومات أو بعض الجماعات، فلا ضير في ذلك بل ويتم تشجيعها، (وبالرغم من أن الأمر هذا يهين ثلث الشعب فهم لا يوجد لديهم مجال إلا القبول به)، أما عند العودة للحديث عن العقل والحياء، فكيف يمكننا أن نتوقع حوارا قائما على التفكير العقلاني والخلق السليم والذين أصبحا الآن شيئا من الماضي في الثقافات الغربية؟ إذا طُلب شخص ما لمناقشة الأفكار السليمة والمفاهيم، يجب أن يتواجد شخص بعقل سليم، وكيف يمكننا أن نتوقع للمناقشة السليمة أن تأخذ مكانها في حين يتم الترويج، وعلى نطاق واسع، للخوف والكراهية في كل مكان على الشبكات "الاجتماعية" ووسائل الإعلام وشاشات التلفزيون، فضلا عن دعم الحكومات لتلك المساعي؟
إنها فعلا الأيديولوجية المنحلة فكريا، إذ إنها لم تعد تملك حتى الأفكار والقيم على أساس الخطاب المتحضر والأخلاق والتي تشمل التفكير العقلاني، وبالتالي يلجؤون إلى أساليب التخويف والترهيب لجعل السكان المسلمين يخضعون لنظامهم المعقد وطرق الحياة المتناقضة لديهم قسراً، لذلك فمن الضروري أن يقف المسلمون بعقيدتهم الإسلامية ومثلهم العليا لكشف أكاذيب الديمقراطية والحريات التي يجري الترويج لها في الغرب، وإظهار القيم الأساسية للإسلام، والتطبيق العملي لها لعلاج العقول والنفوس والعودة للإنسانية والحياء في المجتمع، ولبناء أيديولوجية لتنوير العقل والروح، وحين النظر إلى الماضي، نرى كيف أظهر الإسلام شمولية في التعامل مع جميع البشر ورفع البشرية جمعاء إلى الأعلى، وهذه الشمولية تتحقق بتنفيذ الإسلام كاملا كنظام في السياسات الداخلية والخارجية، كي نرى جميعا القدرة الحقيقية للإسلام في التسامح مع الآخر دون نبذ أو إهانة.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر