الثلاثاء، 22 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

سفينة النجاة في الحياة والممات

  • نشر في ثقافي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1030 مرات


لقد عادت الخلافة في الآونة الأخيرة لِتُشكِّل محور الحديثِ في المنابرِ الإِعلاميَّة وفي نقاشاتِ الناس، فبعد الثوراتِ الأخيرةِ أصبحَ لنا مجالٌ أرحب للحديثِ في شتى المواضيع وخاصة التي كانت غامضةً لنا، فحالُنا كالأعمى الذي أبصر فجأةً بقدرة قادر لتختلط عليه الأمور في الوهلة الأولى ثمّ سرعان ما بدأت تتجلى شيئاً فشيئا.


لقد درسونا أنّ الخلافة هي استعمار العجم للعرب وأنَّها سيرك كبير يكون فيه الخليفةُ في مشهد فلكلوري مُحاطاً بالجواري والطَّعام وأن الرعيّةَ عبيدٌ عِنْده وخدمٌ لعائلته؛ نعم هكذا كُنَّا نخالُها للأسف. فقد كانت أفكارُنا رهينةً لمناهجهم العفِنة لكن سرعان ما عاد إلينا رُشدنا عندما بدأنا نتلمس خياناتِهم وتذلُلهم لسيِّدِهِم الغربي، فهُم بحق الجواري في حضرة ولي أمرهم الغربي - من يسمونهم زوراً وبهتاناً حكاماً للمسلمين -. إن ما تحتاجه الأمة اليوم هو تصحيح المفاهيم والمناهج لتميزَ الخبيث من الطيّب ولها في مصادرها المستوحاة من ربِّ البريَّة ما يكفيها مؤونة ذلك.


بيد أن الغرب الكافر وبعد أن دب الوعي في جسد الأمة وراحت تبحث عن الانعتاق من ربقته ونظامه الذي أذاقها الويلات وضنك العيش، لم يلبث أن طور في أساليبه القذرة من أجل حرف الأمة عن مسارها باستئناف العيش بالإسلام وصار مطلب الخلافة يقرع آذان أعداء الأُمّة ويهدد مصالحهم وعروشهم المُعوجّة.


وفجأة نسمع أنّ تنظيماً فوضوياً انتصبَ ليُعلن قيامَ خلافةٍ هكذا دون ضوابطَ شرعيةٍ ودون أن نعلم من الخليفة حتى، ولسان حال القوى الغربية - التي استغلت وحشية هذا التنظيم - يقول: ها هي الخلافة التي ترغبون في إقامتها طوال هذه السنين، هي أشبه بمجزرة كبيرة ومحرقة لصفوة شبابكم، في محاولة يائسة وبائسة من أجل تشويه وشيطنة الخلافة من جديد وهي التي لم تتوقف يوماً، لإدراكهم أنها الوحيدة التي ستنشر الحق وتُزهِق باطلهم وترميه في مكان سحيق.


إن واجب حملة الدعوة والعاملين المخلصين هو المضي قدما في إفهام الناس أسس هذه الدولة العظيمة وفي انسجامٍ تام معهم وبإقبالٍ منقطع النظير لإدراكهم أنها تاجُ الفروض ومبعث عز المسلمين، وأنَّها الحلّ الوحيد لكافة مشاكِلِهم بعد أن أنهكتنا شتى الأنظمة الوضعيَّة والتي واللهِ ما زادتنا إلا رهقاً وذُلًّا وانكساراً، وهم على ثقة بنصر الله وأن مكر أولئك هو يبور.


فكلما صعَّدوا من حربِهم ومارسوا علينا كل أنواعِ الإرهاب والتعذيبِ إلاَّ واقترب النّصر ﴿أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾. فها هم حَمَلَةُ الدعوة يُقْتلون تارة ويُسجنون أخرى وذنبهم الوحيد هو السعي لتوحيد الأمّة الإسلاميَّة في ظلِّ نظامِ الخلافة حيث تكون فيه السيادة لشرع الله وَحْدَه - لا لمجالس تأسيسية شركية ولا لمجالس نيابية وثنية -، مُستظِلّةً برايةِ العُقاب راية رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم خلف إمامِ المُسلمينَ وقائِدِهم والذي قال فيه سيدنا عليه الصلاة والسلام: «الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ». وكم نحن في أمسِّ الحاجة لقائِدٍ يكون لنا جُنّة من أعدائنا الذين تكالبوا وتداعوا علينا كما تتداعى الأكَلَةُ على قصعِتها لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة... وشِعارهم إنْ أطْعتُمُونا أضللناكم وإنْ عصيْتُمُونا قتلْناكُم، وخيْراتُكُم وثَرَواتُكم مِلكٌ لنا، نَنْهبُها كلَّ حينٍ دون حسيبٍ ولا رقيب.


إن الخلافة ليست مجهولةً عندنا بل هي بوضوح الشمسِ في رابعة النّهار؛ هي رئاسةٌ عامّةٌ للمسلمين جميعا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي وحمل الدعوة الإسلامية للعالم، وإقامتها فرضٌ على المسلمين كافة في جميع أقطار العالم. والقيام به كالقيام بأي فرض من فروض الله؛ هو أمرٌ محتّم لا تخيير فيه ولا هوادة في شأنه، فهي باختصارٍ قضية مصيرية وجب أن يتخذ حيالها إجراء الحياة أو الموت فإما أن تُقام أو نهلك دونها، والأدلة على ذلك عديدة ومستفيضة.


إن الخلافة نظامٌ متميز عن غيره من الأنظمة من ملكيةٍ وجمهوريةٍ وغيرها وهي عقد مراضاةٍ واختيار لأنها بيعةٌ بالطاعة لمن له حقّ الطّاعة من ولاية الأمر. أما الشروط الواجب توفرها في الخليفةِ فهي سبعة: أن يكون مسلماً، ذكراً، بالغاً، عاقلاً، عدلاً، حراً، قادراً من أهل الكفاية، كما أن طلبها والتنازع عليها جائزٌ لجميع المسلمين وليست من المكروهات ولم يرد أي نص في النهي عن ذلك، ولكن ما أوجبه الحكم الشرعيُّ أن يكون الخليفة واحداً فلا يجوز وجود خليفتين لا متفقيْن ولا مفترقيْن، ولنصْبِهِ حدد الشرع الطريقة التي يجري بها ذلك وهي ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة.


وعزل الخليفة ممكن إن تغيّر حاله في أمور ثلاثة؛ رِدتهُ عن الإسلام وإصراره عليها، وجنونه أو أسرُه أسرا ميئوساً فكاكُه منه.


هذا المُختَصرُ المفيدُ؛ لكل إنسانٍ مسلمٍ صادقٍ يرغب أن يتجسد فيه قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.


فكيف ذلك وتاجُ الفروض - كما وصَفَها العلماء - معطلٌة وغائبٌة، فالواجب الالتحاق بسفينةِ الخلافة لنرسو على برَّ الأمان ليسود سُلطَانُ الإسلام فنَنْعم في الآخرة بالجنان ويرضى عنَّا الواحد الديّاَن.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فراس الخبو - تونس

 

 

 

إقرأ المزيد...

إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي قوانين المنفعة في المبدأ الرأسمالي: شرح وتبسيط الشيخ فتحي سليم (ح13)

الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِينَ طبَّقُوا نِظَامَ الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ.

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الحكام والسلطة الفلسطينية يستجدون دويلة من خلال قرارات دولية خيانية تثبت الاحتلال اليهودي على معظم فلسطين  

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 863 مرات


الخبر:


بحسب وكالة معا كشف مندوب فلسطين في الجامعة العربية جمال الشوبكي عن أنه أبلغ المندوبين العرب خلال اجتماعهم في القاهرة اليوم الأربعاء 2014/12/24 رفض القيادة الفلسطينية تأجيل التصويت على مشروع القرار الفلسطيني المقدم إلى مجلس الأمن، فيما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يرى في إرجاء التصويت إلى بداية العام الجديد 2015 أفضل نظرا لدخول خمسة دول جديدة إلى مجلس الأمن.

 

التعليق:


لقد حيكت المؤامرات الدولية منذ وعد بلفور المشئوم لتثبيت كيان الاحتلال اليهودي في فلسطين، وكانت الأمم المتحدة وكرا لهذا التآمر وإصدار القرارات الدولية الإجرامية بحق فلسطين وأهلها، ابتداء من قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947 ثم قرار 194 وقرار 242 وغيرها من القرارات التي تثبت وتعترف بحق اليهود في دولة على حدود المحتل عام 1948، وكانت هذه القرارات محل رفض من أهل فلسطين ومن كافة الأمة الإسلامية، ولم يتجرأ الحكام على القبول بهذه القرارات وكانت منظمة التحرير حتى بداية الثمانينات تعتبر القبول بهذه القرارات خيانة تستحق الاغتيال.


وكان الاعتراف الأول بقرارات الأمم المتحدة من قبل ياسر عرفات في 25 يوليو 1982 عندما اجتمع في بيروت مع وفد من الكونغرس الأمريكي. مما حدا بعضو الكونجرس الأمريكي بول مكلوسكي بعد اللقاء أن يقول إن الإقرار بجميع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين يشير إلى تحرك منظمة التحرير الفلسطينية تجاه الاعتراف "بإسرائيل".


ولقد تتالت تنازلات الأنظمة العربية وقادة المنظمة ومن ثم قادة السلطة حتى اعترفوا بشكل واضح وصريح بقرارات الأمم المتحدة وبكيان الاحتلال على المحتل عام 1948 وبرروا رضوخهم وتنازلاتهم بأنه من باب الضرورة المرحلية والاضطرار.


لكن الجديد في تحركات السلطة الخيانية أنها هي التي تسعى لاستصدار قرارات من الأمم المتحدة تثبت كيان الاحتلال على حدود المحتل عام 1948 أي على معظم فلسطين مقابل دولة هزيلة على الورق على المحتل عام 1967 مع تنازلات غير مسبوقة في موضوع القدس واللاجئين والحدود فكلها تم اللعب في صياغتها بحيث أصبحت عباراتها فضفاضة تتسع لمزيد من التنازلات حتى أغضبت بعض الفصائل وبعض القيادات في فتح خوفا من أن يجرفهم تيار الأمة الغاضب من السلطة وتنازلاتها وخياناتها، هذا فضلا عن تضمين القرار المقدم للأمم المتحدة طلب وجود طرف ثالث على أرض فلسطين ما يجعل وجود احتلال دولي لأرض فلسطين إلى جانب الاحتلال اليهودي أمرا ممكنا في المستقبل وبطلب ممن نصبوا أنفسهم زورا وبهتانا قادة لأهل فلسطين.


والعجيب الغريب أن السلطة تحيط تحركاتها الخيانية بإجماع من حكام الضرار وبشعارات النصر والبطولة والحروب الدونكشوتية التي يسمونها زورا وبهتانا معركة إنهاء الاحتلال، فالقرارات التي كانوا يعتبرون القبول بها خيانة ومن ثم قبلوا بها رافعين شعار الضرورة المرحلية، أصبحوا يتفاخرون بالقبول بها ويعتبرون تحصيلها أمرا بطوليا ونصرا عظيما إن هذا بالأمر العجاب، ساء ما يحكمون.


إن أهل فلسطين والأمة الإسلامية لن يغفروا للحكام وقادة السلطة جرائمهم هذه وفلسطين على موعد مع جيوش الأمة الإسلامية في خلافة راشدة على منهاج النبوة ستنقض على الاحتلال اليهودي لتنهيه من الوجود وتعاقب كل من خان وتآمر على فلسطين وأهلها من الحكام وقادة السلطة، ولعذاب الله في الآخرة أشد وأنكى لو كانوا يعقلون.

 



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس أحمد الخطيب
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الجيش العربي الأردني

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 656 مرات


الخبر:


العربية نت
- أكدت القوات المسلحة الأردنية في بيان لها سقوط طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي في مدينة الرقة شمال سوريا اليوم كانت تشارك في عمليات التحالف، واحتجاز عناصر من تنظيم "داعش" المتطرف الطيار الأردني كرهينة.


البيان لم يذكر كيفية سقوط الطائرة، ولكنه أكد أن عناصر تنظيم "داعش" المتطرف أخذوا الطيار الأردني، معاذ الكساسبة رهينة، ويعتقد أن داعش أسقط الطيارة.


ويبلغ معاذ من العمر 26 عاماً من سكان محافظة الكرك جنوب الأردن، وكان انضم إلى سلاح الجو الأردني قبل ست سنوات.


وصرح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أنه "أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرقة السورية صباح الأربعاء سقطت إحدى طائراتنا، وتم أخذ الطيار كرهينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي".


وتابع المصدر "من المعروف أن هذا التنظيم لا يخفي مخططاته الإرهابية، حيث قام بالكثير من العمليات الإجرامية من تدمير وقتل للأبرياء من المسلمين وغير المسلمين في سوريا والعراق، هذا ويحمل الأردن التنظيم ومن يدعمه مسؤولية سلامة الطيار والحفاظ على حياته".


من جانبه قال وزير الإعلام الأردني لـ"العربية" إن "الحرب على الإرهاب مستمرة ومعركتنا ضده من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي"، مؤكداً أن الأردن سيتخذ كافة الإجراءات الممكنة لتحرير الطيار الأردني من قبضة "داعش".

 

التعليق:


طائرة من سلاح الجو العربي الأردني تقصف مواقع للعدو، العدو هذه المرة وكل مرة ليس يهود، والموقع المستهدف أيضا ليس داخل حدود فلسطين المحتلة، بل داخل الأراضي السورية، مدينة الرقة بالتحديد، المستهدفون يسقطون الطائرة، والطيار يصبح رهينة بأيديهم، الطيار عربي مسلم جار لهم، المهمة القتالية التي كان ينفذها هي جزء من حلف صليبي تتزعمه أمريكا لحرب الإسلام والمسلمين، هذه معطيات الحادث وعناصره، أصبح العرب والمسلمون مطية لأعدائهم يقتل بعضهم بعضا.


فلم يكن يخطر على بال أحدهم، أعني أطفال العرب والمسلمين أيام دراستهم في مدارس الأنظمة العربية، أن الجيش العربي الأردني بهيبته وترتيبه ونظامه وقوته التي يتباهون بها أمام أجيال المستقبل، أن يقوم بقصفِ بلدٍ عربيٍ وجارٍ لهم بل من بلاد الشام نفسها، لم تستسغ عقول الأطفال كيف لسلاح جو الجيش العربي الأردني أن يقصف بلدة عربية ويقتل العشرات منها يومياً!


وقائد القوات المسلحة الأردنية يتبجح ويدعي أن قواته تدافع عن الدين الإسلامي، وكأن الناس لا عقول لهم يعقلون بها الأحداث، هكذا أصبح العرب بعد أن تنكبوا عن دينهم فباطن الأرض خير لهم من ظاهرها.


أيها الجند في الجيش المسمى عربياً: كيف ترضون أن تقتلوا أهلكم وإخوانكم من العرب والمسلمين؟ ألا تعلمتم في عسكريتكم أن العدو يكمن غربي النهر؟ فكيف تتوجهون شمالًا إلى شام الإسلام وعقر داره؟ هل ضاعت بوصلتكم أم انحرفت بأيدي قيادتكم الخائنة؟ كيف ترضى نخوتكم وشهامتكم بطلعات جوية ترمون بها إخوانكم بالقتل والدمار؟


فالجيش العربي الأردني هل هو فعلا عربي أم فقط عربي اللسان؟


﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أنس - بيت المقدس

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الجميع يذهب ويبقى تجار السلاح

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 607 مرات


الخبر:


نقلت البي بي سي العربية الأربعاء 2014/12/24م خبرا بعنوان: "بدء تطبيق معاهدة دولية لتنظيم تجارة الأسلحة"، جاء فيه: "بدأ تطبيق معاهدة دولية لتنظيم تجارة الأسلحة التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، وهو ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه "فصل جديد" في هذا المجال.


وقال بان إنه يأمل أن تحول المعاهدة دون وصول الأسلحة إلى "أمراء الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان والإرهابيين والمنظمات الإرهابية".


وتمنع المعاهدة أيضا بيع السلاح إذا كان في ذلك دعم لجرائم الحرب أو الإبادة.


وحتى الآن وقعت 90 دولة على المعاهدة ولكن الولايات المتحدة، أكبر مصدر للسلاح في العالم، لم توقع عليها.


ووقعت واشنطن الاتفاق عام 2013 ولكنها تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث يلاقي الاتفاق معارضة كبيرة.


ولم توقع بعض الدول الرئيسية في مجال تجارة السلاح كذلك، مثل الصين وروسيا والهند وباكستان، المعاهدة حتى الآن....


وتقدر تجارة السلاح الدولية بنحو 85 مليار دولار في العام، ويقول بعض المحللين أن الرقم أكبر من ذلك".

 

التعليق:


إن الناظر إلى العالم من ناحية الحروب التي تجري فيه هنا وهناك وخصوصا في المناطق التي تعود غالبيتها أصلا لحكم المسلمين يجد أن حروبا وصراعات كهذه لا بد لها من تغذية وعتاد وسلاح. ونادرا ما ينظر المرء إلى ممولي الحروب ومغذيها بالسلاح بسبب تركيز الناس والمحاربين على قضية النزاع وعلى القتلى والضحايا وآثار الحروب أكثر من شركات السلاح ودورها في تأمين السلاح والذخيرة للمتنازعين. ولكن في حقيقة الأمر أن تجار السلاح وعمالقة هذه التجارة هم أصلا من صناع الحياة السياسية في العالم بل وهم ممن يتقرب إليهم المرشحون للرئاسة في بلدان العالم المتقدم لينالوا الدعم الكافي في حملتهم الانتخابية للوصول إلى كرسي الرئاسة. وهناك مقولة مشهورة في عالم السوق السوداء مفادها: الجميع يذهب ويبقى تجار السلاح.


وفق هيئة (الكنترول آرمز) وهي هيئة لمراقبة السلاح في العالم، فإن هناك حوالى 650 مليون قطعة سلاح خفيف وصغير في العالم، ويتم إنتاج 8 ملايين قطعة سنوياً، وهذه الأسلحة تقتل ألف شخص كل يوم.


لا يمكن النظر إلى تجارة السلاح بأنها عمل تجاري، هدفه الربح فحسب، ولكنه يدخل في سياسات واستراتيجيات الدول الكبرى، وتحالفاتها مع الدول التي لا تنتجه، بل تجهد لشرائه، لذلك فهي تمنحه لبعضها لقاء تأييد سياساتها الإقليمية أو الدولية، وهي تبيعه لمن يقدر على دفع ثمنه نقداً، أو على فترات وعقود طويلة الأجل، وذلك انسجاماً مع مصالحها، وتوجهاتها، تحت شعارات شتى، منها، حماية الديمقراطية، أو محاربة الإرهاب، أو التطرّف، أو الشراكة الاستراتيجية الخ... ولكن الهدف الحقيقي هو حماية مصالح هذه الدول الكبرى، عبر تشغيل مصانعها العسكرية، وضمان أمنها المحلي والإقليمي والدولي، والمتمثّل في تأمين الموارد، وخصوصاً الطاقة من الوصول بشكل دائم لاستمرار تفوّقها، ورخاء شعوبها، ولو كان ذلك على حساب شعوب أخرى، ومصالح دولها، وأرواح أبنائها.


إن إدراك حقيقة تجار السلاح والدول التي تقف خلفهم والمرابح الاستراتيجية والمادية التي يحققونها من تغذية مناطق الصراع بل وإشعالها كلما خمدت، إن إدراك هذه الحقيقة أمر مهم. فهناك من يستفيد ويقتات على دماء الناس وخصوصا المسلمين. فكل جماعة تريد الوصول إلى غايتها تهرع إلى تجار السلاح أو إلى دولة داعمة، ما يجعل من المتنازعين أدوات للنزاع لا أكثر، وأيدي لتجار السلاح أو الدول الداعمة ينفذون رغباتهم بدماء الأبرياء.


ولقد حرم الإسلام على المسلمين الاستعانة بالدول الأخرى في مواضيع الحروب والنزاعات حتى لا تصبح دولة الإسلام أداة لتنفيذ سياسة لا تريدها أو أن تخضع لرغبات المجرمين من تجار الحروب.


قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تستضيئوا بنار المشركين»

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج أبو مالك

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق التذاكي على الأذكياء ضرب من الغباء

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 523 مرات


الخبر:


أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، بعد ظهر يوم 22 من كانون الأول/ ديسمبر، أن الباجي قائد السبسي (مرشح حزب نداء تونس) أصبح رئيسا للجمهورية. حيث حسم السبسي المنافسة ضد منصف المرزوقي (الرئيس المؤقت، والمنتهية ولايته) بحصوله على نسبة 55.68% من الأصوات، مقابل 44.32% للمرزوقي. وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 60.11% من إجمالي الناخبين الذين يحق لهم التصويت.


التعليق:


إنه لمن المؤسف والمحير أن يتمخض عن الثورة التونسية - التي بدأت الربيع العربي - ما ثارت عليه وبسببه! فلا يخفى على البعيد قبل القريب أن السبسي هذا من أعمدة النظام الجمهوري العلماني الكافر الأول، الذي أذاق الناس مرارة العيش وذله، فكيف لانتخابات وصفت "بالنزيهة" أن تفرز رموز النظام التي ثار عليها الشعب التونسي؟! الحقيقة هي أن هذه الانتخابات لم تكن نزيهة أصلا، وشهادة المؤسسات المحلية والدولية لها بذلك هي شهادة زور، فهي متآمرة على الثورة التونسية وجميع ثورات الربيع العربي.


إنّ القوى الدولية وأدواتها، من حكام عملاء ومضبوعين بالغرب وإعلام مأجور، تسعى جميعها لإحباط الثورات الإسلامية ومنها العربية، فقد جيّشت الجيوش لإحباط ثورة الشام، وأعادت أعوان مبارك في مصر الكنانة إلى الحكم، وبرأت عميلها المخضرم مبارك، وسلمت اليمن السعيد لأتباع الصفويين (عملاء أمريكا في إيران)، تريد بكل ذلك إرسال رسالة للشعوب، بأن القوى الدولية قوة خارقة، تستطيع التمكين للكفر في بلاد المسلمين من خلال لعبة الديمقراطية والانتخابات "الحرة والنزيهة"، والمفاوضات والعصا الغليظة.


إن أهل تونس المعروفين بالفطنة لا يمكن أن تنطلي عليهم مثل هذه المسرحيات الهزلية، وهم على بينة من أمرهم بأن هذه المومياء (السبسي) ليست ممثلة لإرادتهم وما يطمحون له، وأن محاولات الغرب لإحباط مطالب ثورتهم ستؤول إلى الفشل الذريع.


لقد ثار أهل تونس ضد النظام الجمهوري العلماني الكافر، وطالبوا بالتحرر منه وتحقيق العدل والإنصاف -الذي لن يجدوه إلا في الإسلام -؛ لذلك تحايل الغرب عليهم بحركة خذلتهم. ولكن هذا لا يعني أن الإسلام هو الذي خذلهم، بل مطايا تلك الحركة، وثقة المسلمين بدينهم لا تشوبها مؤامرة رخيصٍ باع دينه بعرض من الدنيا قليل.


إن تذاكي لاعبي الديمقراطية الفاسدة على أهل تونس الأذكياء هو ضرب من الغباء، فهذه الألاعيب لا تزيد الناس إلا وعياً على حقيقة النظام القائم والقائمين عليه وأتباعهم، وتغربل الوسط السياسي والحركي، وتدفعهم إلى بلورة مطالبهم التي توصلهم إلى النهضة الحقيقية على أساس الإسلام، الذي يحكمون به في ظل دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة. لذلك يجب على أهل تونس الخروج إلى الشوارع هاتفين من جديد: "الشعب يريد خلافة من جديد"، فهذا هو الهتاف الذي كان يتوجب عليهم الهتاف به منذ أن أحرق البوعزيزي نفسه، ويجب عليهم مطالبة الجيش التونسي بالإطاحة برويبضات النظام، وتسليم السلطة لمن عنده مشروع كامل ومتكامل لدولة الحق والعدل، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي بشّر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عمرو

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات مَنْ خَيْرُنَا

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1000 مرات


عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ: "أُخْبِرْتُ عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُنَا؟ قَالَ: أَزْهَدُكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَأَرْغَبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ".


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ، قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَلَيْكُمْ".

 

 

 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع