الجمعة، 23 محرّم 1447هـ| 2025/07/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات أُنْذِرُكُمْ فُضُولَ الْمَنْطِق

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1031 مرات


حُكِيَ أَنَّ بَعْضَ الْحُكَمَاءِ رَأَى رَجُلًا يُكْثِرُ الْكَلاَمَ وَيُقِلُّ السُّكُوتَ فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى إنَّمَا خَلَقَ لَك أُذُنَيْنِ وَلِسَانًا وَاحِدًا لِيَكُونَ مَا تَسْمَعُهُ ضِعْفَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَثرَ كَلاَمُهُ كَثُرَتْ آثَامُهُ. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أُنْذِرُكُمْ فضُولَ الْمَنْطِقِ. وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: كَلاَمُ الْمَرْءِ بَيَانُ فَضْلِهِ، وَتَرْجُمَانُ عَقْلِهِ، فَاقْصُرْهُ عَلَى الْجَمِيلِ وَاقْتَصِرْ مِنْهُ عَلَى الْقَلِيلِ، وَإِيَّاكَ مَا يسْخِطُ سلْطَانَك، وَيوحِشُ إخْوَانَك، فَمَنْ أَسْخَطَ سلْطَانَهُ تَعَرَّضَ لِلْمَنِيَّةِ وَمَنْ أَوْحَشَ إخْوَانَهُ تَبَرَّأَ مِنْ الْحُرِّيَّةِ. وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
وَزِنْ الْكَلاَمَ إذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا * يُبْدِي عُيُوبَ ذَوِي الْعُيُوبِ الْمَنْطِقُ.

 

 

أدب الدنيا والدين للماوردي




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق ما يقدمه الإسلام من حل لمرض الطاعون، هو السنة اللازم اتباعها في زماننا هذا (مترجم)

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1694 مرات


الخبر:


بلغ عدد ضحايا مرض الإيبولا ما يقرب من السبعة آلاف شخص في وقت ظهر فيه أن منظمة الصحة العالمية لم تستطع تحقيق أي أهداف طموحة لاحتواء هذا المرض القاتل.


وبحسب ما ذكرته وكالة الصحة للأمم المتحدة فعدد الموتى وصل حاليا لـ 6,928 شخصا، فيما تجاوز عدد المصابين بهذا الفيروس القاتل الـ 16.000 شخص.


وقد جاءت هذه الأرقام المعلنة اليوم بعد حوالي شهرين من إطلاق منظمة الصحة العالمية (WHO) لخطة طموحة تهدف إلى وقف انتشار المرض في غرب إفريقيا وذلك عبر العمل على عزل 70% من ضحايا البلدان الثلاثة الأكثر تضررا "غينيا وليبيريا وسيراليون" بحلول الأول من ديسمبر/كانون الأول 2014.


وقال سيباستيان فونك، مدير مركز للنمذجة الرياضية للأمراض المعدية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: "إنه من الضروري عزل 100% من المرضى الذين يعانون من فيروس الإيبولا وأن يتم دفن من مات منهم بطرق آمنة 100%".


كما قال الدكتور ديفيد هيمان وهو خبير في مرض الإيبولا وعمل سابقا في منظمة الصحة العالمية: "نحن نأمل في أن الخطوات الإيجابية المتخذة في ليبيريا ستستمر، ولكن المؤسف هو أن الإيبولا يمكنه الانتقال لبلدان جديدة، كما حدث فعليا بانتقاله إلى مالي، "إن الأخطر الآن أن يعتقد الناس بأن مشكلة الإيبولا قد انتهت ومن ثم يشعرون بالارتياح والرضا". وفي وقت سابق من هذا الشهر أعلنت الولايات المتحدة عن تقليصها لحجم وعدد عيادات مرض الإيبولا التي وعدت في البداية ببنائها في ليبيريا نظرا لانخفاض نسبة الحالات المرضية.


هذا وصرح أورويل توموري من جامعة "المخلِص" النيجيرية، وهو عضو في لجنة الطوارئ لمرض إيبولا في منظمة الصحة العالمية بأن الفشل في تحقيق الأهداف المرجوة سيزيد حسب اعتقاده في انتشار المرض وستصبح الحاجة لمضاعفة الجهود أكبر وأكبر. فقد صرح قائلا "نحن بحاجة إلى مضاعفة جهودنا لنرى ما يمكننا القيام به للحد من انتشار هذا الوباء ومحاصرته". "وفي الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات جيدة" (المصدر: صحيفة ديلي ميل، 30 تشرين الثاني 2014).


التعليق:


بالنسبة لعالم من المفترض أنه يُحكم بالقيم الحضارية والمبادئ الرأسمالية، فإن الوضع المزري والذي يزداد سوءا يوما بعد يوم في غرب إفريقيا لدليل وشاهد واضح على واقع قبيح كان نتيجة طبيعية لوحشية الاستعمار وإرثه الفاسد. وعلى الرغم من جنون العظمة الذي نراه يتزايد عند الدول العظمى يوما بعد يوم، فها نحن نرى تلك الدول الرائدة كما تدعي عاجزة عن مواجهة هذه الكارثة، في وقت هي فيه آمنة من الخسائر في أرواح مواطنيها متنصلة من مسؤوليتها. وإن تدابير حصر انتشار مرض الإيبولا تدل على تفكيرٍ مريضٍ، فضلا عن كونها غير واقعية أساسا. فالبنية التحتية لبلدان مثل ليبيريا وسيراليون وغينيا لا تمتلك بنية تحتية أساسية تخدم هذه الغاية، وما يزيد الطين بلة هو كون هذه البُنى التحتية يُريد لها الغرب البقاء على حالتها الهشة هذه لتبقى تابعة له على الدوام، فهو الذي يعمل على إفقار هذه الدول وبشكل ممنهج، هذا فضلا عن تقييد السياسات الاقتصادية لها والعمل على إبقائها تحت نير قروض البنك الدولي، علاوة على الأيادي العاملة الرخيصة ووضع حكام دمى يخضعون لأهواء الشركات العالمية العابرة للحدود ويرضون الجشع الغربي النهم الساعي وراء موارد هذه البلاد الطبيعية.


إن وجهة النظر الصحيحة، والتي تقوم على أساس القيم الإنسانية لا تكون إلا بتوحيد الجهود سعيا لمساعدة حكومات هذه البلاد المتضررة، وذلك من خلال توفير التثقيف الجماعي الشامل، والحجر الصحي على السكان المصابين بالمرض، ومن ثمَّ مضاعفة الجهود وتوحيدها للعمل على إيجاد لقاح مناسب يقوم على أساس تمويل وافر. كما لا يُقبل أن تقوم شركة أدوية همُّها الربح في الدرجة الأولى بتطوير الدواء بل لا بد من عمل جماعي وتمويل مشترك من قبل الدول المختلفة لعمل البحوث اللازمة في مراكز بحوث متعددة وفرق عمل موحدة للوصول إلى اللقاحات اللازمة وجميع الأدوية المطلوبة المضادة للفيروسات، هذا فضلا عن دعم مرافق المياه وتقديم للرعاية الصحية بشكل عام.


إن مثل هذه الرؤية لا يمكن أن تتحقق في ظل هذا الواقع الجيوسياسي الذي يقسم البشرية إلى أمم مختلفة ما يؤجج التنافس والصراعات، ويُغذي الرغبة في سلب ثروات الآخرين دون أي اعتبار للحياة البشرية أو العواقب. إن هذه النظرة القومية للعالم تزيد من العنصرية فيه وتساعد على التفوق العنصري المقيت، وفي المحصلة تصبح يقظة الحكومات الغربية من سباتها العميق أمرا مستحيلا، كما يصبح جنون العظمة القائم على إثارة العنصرية بين البشر نتيجة عادية وأمرا مريحا لا بأس فيه. وقد قال جان ماري لوبان وهو سياسي فرنسي مؤسس لحزب الجبهة الوطنية المنتمي إلى أقصى اليمين وزعيم سابق له: "إن الإيبولا هو حل لمشاكل الهجرة" وقد سمعنا أصواتا ليبرالية أخرى تلمح بتصريحات مقرفة مشابهة.


إن الإسلام دين كامل شامل يتفوق على كل رأي بشري في كل وقت وحين، وهو بديل أيديولوجي لنظام قمعي ضعيف فاشل يحكم العالم اليوم. وقد سبق الإسلام المجتمعات الحديثة بقرون طويلة فكان المسلمون أول من أنشأ فكرة الحجر الصحي.


فقد قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها» (صحيح البخاري). ومن المعروف وبشكل واضح بأن الآفات معدية فيكون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تحذيرا عاما وتوجيها شاملا في كل مرض معدٍ. وكلنا يعرف قصة أبي عبيدة بن الجراح مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وقد كان أبو عبيدة على رأس جيش في الشام فأصاب الطاعون المنطقة وكان قد خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، ومعه بعض الصحابة. وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر هناك، وقتل كثيرا من الناس، فتذكر حينها رضي الله عنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها» فحمد الله تعالى وقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام.


وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا بتجنب هذه الأمراض فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم: «لا يورد ممرض على مصح» (صحيح مسلم)


ولن تواجه البشرية مثل هذه الآفات من جديد إلا بوجود قيادة عادلة إنسانية في ظل دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة التي ستجسد فعلا وحقا كل صفة سامية من بر وإنسانية، وتقدير للحياة البشرية. وحتى ذلك الحين فليس لنا إلا الدعاء لإخوتنا وأخواتنا من المسلمين الذين نحسبهم من الشهداء بإذن الله كما قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم «الطاعون شهادةٌ لكل مسلم» (البخاري ومسلم)

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم محمد

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الهيئة الرسمية لتفتيش المدارس (أوفستد) تقود حملة شعواء ضد مدارس المسلمين في بريطانيا (مترجم)

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 871 مرات


الخبر:


قال وزير التعليم، نيكي مورغان، بعد أن قام مفتشو أوفستد في الأسبوع الماضي بانتقادهم بسبب فشلهم في تعزيز "القيم البريطانية"، أن ست مدارس إسلامية مستقلة تقع في منطقة إيست إند في لندن تواجه الإغلاق القسري ما لم تقم بتغييرات عاجلة.


فقد جاء في رسالة إلى وزير التعليم، كتبها مدير هيئة أوفستد السيد مايكل ويلشو، أن "رعاية التلاميذ المادية والتعليمية في خطر شديد" وأن جميع المدارس "تركز بشكل كبير على تعاليم الدين الإسلامي". وقد أبدى المفتشون قلقهم من "ضيق أفق" النساء ومن قول أحد تلاميذ مدرسة شرق لندن الإسلامية حيث قال إنه يعتقد أنه "سيذهب إلى النار" إذا شارك في عروض الموسيقى والرقص. ويُعتقد أن التلاميذ في المدارس المعنية عرضة للتطرف والتشدد ما لم يتم إجراء تغييرات جذرية.

 

التعليق:


يبدو أن الحكومة قد سخرت أوفستد كسلاح جديد لملاحقة المدارس الإسلامية، ووقود هذا السلاح هو الحرية في تطبيق بنود غامضة تتوسع باستمرار لمصطلح التطرف الذي أصبح مصطلحًا شاملًا لكل ما يتصل بالإسلام. إن هذا الأمر هو جزء من خطة عمل أوسع للحكومة البريطانية لتحريف الإسلام وتشجيع المسلمين على المساومة.


لقد قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في حزيران/يونيو عام 2014 "نحن بحاجة إلى أن نستخدم القوة إلى أبعد مدى لتعزيز القيم البريطانية". وقد دافع عن نهج "القوة" هذا قبل ذلك ضد من يحملون القيم الإسلامية وينتقدون سياسة الدولة تجاه المسلمين والعالم الإسلامي.


لقد أصبح واضحًا منذ ذلك الوقت أن الشباب هم الهدف الرئيسي في حملة الحكومة التي تستهدف الجاليات الإسلامية والفصل بين الجنسين في الجامعات وصولًا إلى الإساءة للمعتقدات الإسلامية في المدارس، وتقوم الحكومة بوضع كافة المعوقات أمام الطلاب المسلمين لمنعهم من أن يتربوا على الإسلام.


إن طراز العيش الإسلامي يشكل تهديدًا للديمقراطية العلمانية الغربية. ففي الوقت الذي تتعرض فيه المؤسسات التعليمية البريطانية لموجة كبيرة من المشاكل الهدامة كالمخدرات، وثقافة الاغتصاب، والإفراط في شرب الخمور، وحمل المراهقات، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي، فإن الطلاب المسلمين يتمسكون بالإسلام بشكل متزايد مما يساهم في نجاحهم على جميع المستويات وهو من شأنه أن يدل على تفوق الإسلام. وقد ظهر أيضًا أن الجالية الإسلامية في المملكة المتحدة تترابط بشكل متزايد مع الأمة الإسلامية على مستوى العالم وقد عبروا بصوت مسموع عن قلقهم على مصير العالم الإسلامي. والحملات الأخيرة التي تقوم بها الحكومة هي محاولات لإسكات هذه الأصوات.


إن أولياء الأمور المسلمين والجالية الإسلامية بشكل عام يتحملون مسؤولية جماعية ضد خطة دمجهم في المجتمعات الغربية من خلال حماية هوية أبنائهم الإسلامية.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عائشة حسن

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الشخصيات الدينية الروسية أداة في لعبة سياسية أجنبية (مترجم)

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 560 مرات


الخبر:


في 25 أكتوبر، قال مفتي موسكو ومنطقة موسكو "ألبير كيرانوف" عندما نظم مؤتمرا صحفيا بعنوان "الانتهاكات الجماعية لحقوق المؤمنين من قبل السلطات الأوكرانية"، ما يلي: "على الرغم من بناء دولة جديدة، هناك في أوكرانيا (السلطات الأوكرانية الجديدة) قرروا نصرة أي 'إسلام' أجنبي إلا ذلك الإسلام الآتي من روسيا. وبالطبع هم يؤيدون الأجانب، الذين يبشرون بأشكال مختلفة من الإسلام، بما في ذلك الأشكال الراديكالية، حزب التحرير وغيرهم...". وأضاف أنه عاد مؤخرًا من شبه جزيرة القرم، التي بسبب انضمامها لروسيا في ربيع هذا العام تجنبت الفتنة الدينية لا سيما أن في شبه جزيرة القرم أرادوا أيضا استغلال هذه المسألة؛ أرادوا إشعال صراع بين الأديان المختلفة.


التعليق:


للأسف نحن نشهد المزيد والمزيد من الحالات التي يخرج فيها ما يسمى بالشخصيات الدينية في روسيا، المفتين والأئمة في خطب لتقييم وإعطاء مثل هذه التعليقات التي لا علاقة لها بالإسلام وقيمه، وبهذا الصدد نذكر ما يلي:


1- إن أكبر مفاجأة في تقسيم الإسلام إلى مثلث روسي، الإسلام الأجنبي والراديكالي. حيث يتم تعريف الراديكالية والأجنبية ليس وفق آيات من القرآن الكريم أو أحاديث عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن وفقًا لتناقض ما يسمى بـ "الإسلام الروسي".


سؤال يطرح: ما المقصود من الترويج لمفهوم "الإسلام الروسي"؟ ماذا يعني "الإسلام الروسي"؟ ألا يعلم "ألبير كيرانوف" الذي تخرج من المعهد الإسلامي للتعليم العالي، أن الإسلام هو الوحي الأخير من رب الكون، الذي انتهى زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأي محاولة لتطويع الإسلام بدعوى "الروسية، الوطنية، والمطالب الليبرالية العلمانية، برفض بعض أحكام الشريعة ليس سوى كفر، لأن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 85]


2- أما بالنسبة لكلام المفتي كيرانوف الذي قال بأن المذبحة التي كانت تُعد بين الأديان في شبه جزيرة القرم قد تم تفاديها بانضمام القرم إلى روسيا، في ربيع 2014، فينبغي أن نقول أن حزب التحرير هو حزب سياسي عالمي، يعمل في أوكرانيا وخاصة في شبه جزيرة القرم منذ 20 عامًا. وحزب التحرير في القرم عرف من خلال أنشطته المختلفة في نشر الوعي، والإعلام والمؤتمرات والمحاضرت والندوات، وكذلك التجمعات السلمية. كما أنه من العيب أن نذكر أنه كانت هناك في أوكرانيا أعمال إرهابية، قام بها ما يسمى بالإرهابيين الإسلاميين.


وهذا يختلف عن الاتحاد الروسي حيث شهد تفجير منازل سكنية وأعمال إرهاب في الأماكن العامة، والتي قتل فيها العديد من الأبرياء. لذلك السؤال الذي يطرح: ما هو القتل وما هو السلام والاستقرار وفقا للمفتي كيرانوف؟


3- إن السبب الرئيسي الذي أجبر "ألبير كيرانوف" أن يدلي بمثل هذه التصريحات واضح، وهو مفهوم من خلال عنوان المؤتمر الصحفي "حول الانتهاكات الجماعية لحقوق المؤمنين من قبل السلطات الأوكرانية".


في الصراع الحالي الدائر بين روسيا وأوكرانيا، جنّدت روسيا كل أدواتها لتشويه سمعة السلطات الروسية الأوكرانية الحالية. شهدنا هجمات على السلطات الأوكرانية ليس فقط من شخصيات سياسية بل أيضا من مثقفين وفنانين وممثلين وغيرهم في البلاد. يبين لنا هذا المؤتمر الصحفي أن الوقت قد حان لإقحام شخصيات دينية إسلامية في هجماتهم. بوضوح وصراحة، هذا الوضع يبين لنا نقطة رئيسية في الإسلام الروسي (أيضا العلمانية والليبرالية وغيرها)، حيث يجب أن يكون دين خالق الكون تحت وصاية السياسة الداخلية والخارجية للنخبة الحاكمة ولكن ليس تحت حراسة القرآن والإسلام والأمة الإسلامية.


وإذا كانت تصريحات كيرانوف لا دوافع سياسية لها واستندت إلى واقع وقلق حقيقي حول حقوق المسلمين، لكان عرف أن السلطات الأوكرانية كما بعض السياسيين والموظفين الحكوميين يعارضون انتشار الإسلام في شبه جزيرة القرم من خلال انتشار نفس الأسطوانة التقليدية والإسلام الراديكالي.


في الختام، نحن نريد أن نجعل هذا عتاباً أخوياً (نصيحة) للمفتي كيرانوف، بحيث لا ينبغي أن يكون أداة في لعبة سياسية أجنبية، والتمسك بالحق وإعلائه، بأن يكون الولي الحقيقي لمصالح الإسلام والمسلمين، لأنه بهذا يفوز في الدنيا والآخرة.


يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمزاييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الرئيس السوداني يناقض نفسه حول انفصال جنوب السودان

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 541 مرات


الخبر:


في لقائه يوم الجمعة 8 صفر 1436هـ الموافق 30 نوفمبر 2014م، مع رؤساء وسائل الإعلام بالقصر الجمهوري قال رئيس الجمهورية عمر البشير: (إن الغرب بعدما فصل الجنوب يريد أن يتجه نحو دارفور) .. وفي اللقاء ذاته ذكر أن جنوب السودان إذا أراد أن يتوحد مع الشمال مرة أخرى فإن ذلك لن يتم إلا عبر استفتاء للشعب السوداني لمعرفة موقفه هل يريد وحدة أم لا؟!

 

التعليق:


ما هذا المنطق الغريب؟! والتفكير السطحي! والتناقض المزري! يا سيادة الرئيس؟! فأنت تقر بأن الجنوب لم ينفصل بإرادتكم أو بإرادة الأمة وإنما بإرادة الغرب الكافر، ثم تقرر أنه إذا أراد الجزء المفصول العودة إلى حضن السودان، فعليه أن يستفتي أهل السودان في ذلك!! والسؤال الذي يجب توجيهه بقوة، هل استفتيتم أهل السودان أصلاً عندما باركتم فصل جزءٍ عزيزٍ من بلادهم؟! ونقول باركتم ولا نقول فصلتم لأن إرادة الفعل ليست بأيديكم ويكفي في ذلك اعترافكم بأن الغرب هو من فصل الجنوب.


إن الأمة يا سيادة الرئيس كانت ضد الانفصال وما زالت ولكنها غيّبت، ثم إنكم مارستم عليها التضليل بزعم الوحدة الجاذبة، وأحاديثكم المتكررة من أن جنوب السودان لن ينفصل، وتأكيدكم في عيد الجيش قبل الانفصال بأنكم استلمتم البلاد مليون ميل مربع ثم باركتم الانفصال لثلث هذه المساحة التي ذهبت بربع سكان السودان، واحتفلتم مع المحتفلين في جوبا عاصمة الدويلة المستقطعة من أرض المليون ميل مربع. إن كنتم نسيتم فإن ذاكرة الأمة لا تنسى، إن الأمة يا سيادة الرئيس تتوق لتوحيد كل بلاد المسلمين في دولة واحدة، هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والأمر لا يحتاج إلى استفتاء وإنما يحتاج لرجال مؤمنين مخلصين يحققون تطلعات الأمة نحو الوحدة ليس داخل القطر الواحد وإنما لكل بلاد المسلمين، ولن يكون ذلك على أيدي من باعوا دينهم وأمتهم وبلادهم ورهنوا أنفسهم وقرارهم للكافر المستعمر مقابل كراسي معوجة قوائمها، تهوي بهم في جهنم وبئس المهاد، وإنما على أيدي المخلصين من أبناء الأمة، وأيدي شباب حزب التحرير الذين يصلون ليلهم بنهارهم من أجل تحقيق هذه الغاية السامية، نصراً لله الذي وعدهم بنصر من ينصره، قال تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان أبو خليل
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

إقرأ المزيد...

تلخيص كتاب التفكير 8

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1155 مرات

 

إنّ التفكير السياسي الحق، وهو التفكير في الأحداث، يتطلب خمسة أمور، أولها متابعة الأخبار ومع المران يتم تمييز أيها يجب متابعتها، وأيها مهم في حلقات المعرفة. ثانيها معلومات ولو أولية عن مدلولات الأحداث، سواء أكانت جغرافية أم تاريخية، بشكل يُستطاع معها معرفة حقيقة مدلولات الأخبار. وثالثها عدم تجريد الوقائع من ظروفها، وعدم تعميمها، حيث يجب أن تؤخذ أخذا واحدا مع ظروفها، ولكن لا يُقاس عليها، ولا تعمم على كل الأحداث. ورابعها هو تمييز الخبر، فيعرف مصدره، وموقع الحدث، والقصد من وجوده، أو من سوّق الخبر، أو الإيجاز أو الإسهاب فيه. وخامسها هو الربط الصحيح، فإن ربط الخبر بغير ما يجب أن يُربط به يحصل الخطأ، فمثلاً ربط الخبر المتعلق بالسياسة الدولية بالسياسة المحلية يؤدي إلى الخطأ.


ولا يُقال أن هذه الأمور كثيرة ويصعُب تحقيقها، لأنها يمكن أن تنتج مع الزمن والتتبع، فالتتبع هو المهم، شرط أن يكون تتبعا متصلاً، لأنه إذا كان منقطعا فإنه لا يصبح بمقدور المرء أن يربط الأحداث ويفهمها.


إن التفكير السياسي يوجد في الجماعات كما في الأفراد، ويجب أن يوجد في الأفراد حتى يوجد الحكم الصالح، ولأن الحكم للشعب ولا تستطيع قوة أن تأخذه إلا إذا أعطاه الشعب، وإن اغتُصب منها فإنه إما أن تقبل فيستمر أو تصرّ على استرجاعه؛ لذلك كله كان التفكير السياسي ضروري للجماعة والأمة والشعب، وكان واجباً إعطاء الأمة الأفكار السياسية الصحيحة، والصادق من الأخبار، فهذا الأمر يوجد الحياة في الأمة. إن الخطأ في فهم السياسة يكمن في التفكير فيها كالتفكير في النصوص الفكرية فتُفهم معاني الألفاظ، أو أن تُفهم كالنصوص الأدبية فتفهم الألفاظ والتراكيب أو مدلولات الألفاظ، مع أن الأمر مختلف فقد يكون في الألفاظ كالتصريحات أو المعاهدات، وقد يكون في المدلولات، على أن التصريح مثلا يُكشف صدقه وكذبه وما يراد منه من خلال الملابسات والظروف، فقد يقوم المصرّح بعمل يخالف التصريح أو يوافقه.


إن التفكير السياسي هو الذي يدمر الشعوب ويقيم الأمم، ونتائجه من أخطر النتائج، لذلك لا بد من العناية به أيما عناية، لذلك يجب أن يُدرك أن التفكير السياسي في الأفراد غير منتج إنما التفكير السياسي في الشعوب هو الذي يقيم الأمم ويحميها، فسوء التفكير السياسي لا يشكل خطرا على الأفراد بل على الشعوب والجماعات، إذ أن سوء التفكير السياسي لو اجتاح أمة ما فإنه لن تنفع عبقرية الأفراد، على أن التفكير السياسي الصحيح الذي يسير في الطريق المستقيم في الأفراد يمكن أن يقف في وجه الأمة إذا انتقل التفكير من الأفراد إلى الأمة وأصبح عند الأمة كما هو عند الأفراد، فالذي يقف في وجه الأعداء هو تفكير الشعوب وليس تفكير الأفراد، كما حصل عند هدم الخلافة على سبيل المثال.


إن الأفراد العباقرة هم أناسٌ عاديون وإن أنتجوا شيئا فإنه يُرى في بداية الأمر عاديا، فهم وإن كانوا مثقفين فيوجد غيرهم، وإن كانوا أذكياء فيوجد غيرهم، ولكن لفت النظر إلى عبقريتهم كان من قبل أفراد آخرين أقبلوا على إنتاجاتهم ليكونوا مثلهم. أما إذا ظل الفرد العبقري في شرنقة العزلة فإنه لن يقدر على الوقوف في وجه الأعداء، لذلك وجب تثقيف الأمة تثقيفا سياسيا، وتعليم الأمة التفكير السياسي، فالتفكير السياسي في الوقائع والأحداث هو واجب على الكفاية، ويجب أن يُعمل لإيجاده في الأمة.


إن ملايين الكتب مثل هذا الكتاب لن توجد التفكير في الأمة، بل الذي يوجده هو الأحداث الموجعة، لاسيما بعد أن وجدت جماعات تفكر وأخرى تحاول التفكير، بعد أن بليت الأمة بعلماء نادوا بإغلاق باب الاجتهاد وصار الناس يتحرجون منه، والإنسان بطبعه حيوان كسول لذلك تعطل التفكير. وهذان الأمران (الأحداث الموجعة، وجماعات تفكر أو تحاول ذلك) يوجدان أملا أن ينتقل التفكير من الأفراد إلى الجماعات، فتصبح الأمة الإسلامية أمة مفكرة.


انتهى

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف باب فضل الجهاد والرباط

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 925 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ورد عند مسلم في صحيحه رحمه الله:


حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَعْجَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مِنْ خَيْرِ مَعَاشِ النَّاسِ لَهُمْ رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ، أَوْ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ مِنْ هَذِهِ الشَّعَفِ أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَعْبُدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ لَيْسَ مِن النَّاسِ إِلَّا فِي خَيْرٍ"

 

(الْمَعَاشُ):- هُوَ الْعَيْشُ، وَهُوَ الْحَيَاةُ، (مَتْنُهُ):- ظَهْرِهِ، (هَيْعَةً):- الصَّوْتُ عِنْدَ حُضُورِ الْعَدُوِّ، (الْفَزْعَةُ):- هي للنُّهُوض إِلَى الْعَدُوِّ، أما معنى (يَبْتَغِي الْقَتْلَ مَظَانَّهُ):-

 

أي يَطْلُبُهُ فِي مَوَاطِنِهِ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لِشِدَّةِ رَغْبَتِهِ فِي الشَّهَادَةِ، أما معنى (الْغُنَيْمَةُ):- أي: قِطْعَةٌ مِنْهَا، و(الشَّعَفَةُ):- أَعْلَى الْجَبَلِ

 

عرَّف العلماء الرباط بأنه:- الإقامة في الثغر لإعزاز الدين ودفع خطر الأعداء عن المسلمين، والمراد بالثغر:- مكان ليس وراءه إسلام


وقال ابن حجر في (فتح الباري):- الرباط:- ملازمة المكان الذي بين المسلمين والكفار لحراسة المسلمين منهم فالمرابطون بمثابة الحراس لحدود البلاد الإسلامية من هجوم الأعداء، وكلما كان الثغر أشد خوفاً واحتمالا للخطر كانت المرابطة فيه أفضل وأعظم أجرا.


استعداد للنفور والجهاد كلما سمع هيعة ركب فرسه فطار به، أي مشى مشياً مسرعاً.


وكذلك من كان في مكان من الأودية والشعاب منعزلاً عن الناس، يعبد الله عزّ وجلّ، ليس من الناس إلا في خير، فهذا فيه خير.


أحبتي في الله :-


إنه رجل حي نذر نفسه لله تعالى قد هيأها للانطلاق في سبيله لا تحده الحدود، ولا تعوقه العوائق، (يطير على متنه) (طار عليه) دلالة على سرعة المبادرة وحيوية الحركة وهمته العالية.


وعزيمته صادقة يتطلع إلى أفق عال لا يرضى بالقليل من العمل، فارس طيار مستدعى دائما كلما سمع هيعة أو فزعة طار إليها طيرا، لإدراكه طبيعة المرحلة التى تمر بها الأمة وأهمية العمل، يغلب على ظنه الموت والاستشهاد وهو في مهمته، أيطلبه الموت أم يطلب هو الموت، جندي فارس وطيار أمين، جندي عقيدة، جندي في ميدان العمل والجهاد الحق. هو طيار فى سبيل الله يعلم أن التكليف مغنم لا مغرم، لا ينتظر التكليف وإنما يطلبه ويتمناه لا يفر منه ولا يريد من يدفعه إلى العمل دفعاً، ولا يختفي ولا يتأخر، إنها ذروة سنام الجندية القائمة على السمع والطاعة المبصرة، يفهم معنى هتافه الدائم (الله غايتنا) و (الله أكبر ولله الحمد). هى أقدار الله تعالى يسيرها كيف يشاء يمهد لدعوته ويغرس لها على يد من يشاء من عباده يستعملهم في طاعته، غرس يختارهم الله على عينه ليكونوا سبباً لإعلاء الحق والحقيقة، يقذف بهم ليجري بهم أقداره تعالى، منتظرين إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة، مستعد لكل أمرٍ طارئ في أي لحظة مدركا أن رباطه أن يعلم العدو بأنه مستعد دوما للقائه ليوقع الرهبة في قلب العدو في أي وقت، مدركا أن الرباط أن يعلم العدو أنه لم يغفل وأنه على الاستعداد التام ليس بالخيل فقط بل بالقوة المادية والفكرية .


مسلم عزيز، عزته بإسلامه، منتبه وحريص على الدفاع عن بلاد الإسلام والمسلمين لا يرضى الدنية ولا يقبل الذل، ينشر الأمن والأمان في ربوع العالم كله ممسك بعنان فرسه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبذل روحه وماله ووقته لا يبالي الموت في سبيل الله مدركا أن الدنيا دنية وأن يوما في الرباط خير من الحياة كلها فالله الله في قتال الكفار وغيرهم وزرع الرهبة في قلوبهم والنكاية بهم وتبديد قوتهم وكسر شوكتهم، ومناصرة إخوانهم وصد عدوان الكافرين ودفع بغيهم وظلمهم.


عباد الله ، ياخير أمة أخرجت للناس :-


إن الأحداث في العالم الإسلامي تتلاحق، والمتغيرات السياسية تتابع، والصراع بين الإسلام والكفر ينتقل من طور إلى طور، ومن دائرة إلى أخرى، بحاجة لكل الطاقات والجهود يكمل بعضها بعضا، ولا يكفي أن يبقى الإنسان مشاهداً، متابعاً من بعد، لا يتجاوز دوره التشجيع والتعاطف، إن الأمة الإسلامية تملك طاقات هائلة -بحمد الله تعالى- لا بد أن تسخر التسخير الأمثل لخدمة الأمة، إن الثروة الحقيقية التي تملكها الأمة ليست في الأموال أو الأجهزة والمعدات ونحوها، وإنما هي في الإنسان المؤمن بربه والجاد الذي يشعر بالمسؤولية وعظم الأمانة، والثروة الحقيقية؛ في تلك النفوس الحية المتقدة النابضة بروح العطاء والبذل، مدركة أن إنتاج المرء يعتمد على مقدار طموحه وهمته، يجعل أمامه هدفا عاليا وأنه يحرص على الوصول إلى هدفه وغايته


ومَنْ يتهيَّب صعودَ الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحُفَـر


ومما قاله الإمام ابن قيم الجوزية: من لاح له الأجر هانت عليه التكاليف، ومن لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا، إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنِسُوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله.


عباد الله :-


قد يفهم بعض الناس أن المسلمين يقاتلوا الأمم حبا لسفك الدماء أو زيادة ثروات البلاد وجباية الأموال؟


لو راجع المنصفون تاريخ المسلمين لوجدوا أمثلة رائعة، فأبو عبيدة قائدجيش المسلمين قبل معركة اليرموك أعاد لأهل حمص جزيتهم التي دفعوها لأنه لم يستطيع الدفاع عنهم أمام جيش الروم. وأن جيوش المسلمين قد خرجوا من سمرقند بعد فتحها لأنهم حاربوا القوم قبل أن يعرضوا عليهم الإسلام. إن الغاية من الجهاد أن تخرج الأمم والشعوب من الظلام الى النور.


يا جند محمد صلى الله عليه وسلم وأحبائه يا أنصار الدين - يا جيوش الأمة الإسلامية :-


إن أعداء المسلمين في كل وقت وحين يتربصون، ينتظرون الفرصة المواتية للانقضاض على المسلمين.


إن الهجوم على الإسلام لم ينقطع منذ بعثته صلى الله عليه وآله وسلم وإلى اليوم، وقد كان في مقابل هذا الهجوم ملازمة المسلمين ورباطهم فالجيش المسلم القوي كان أبرز هذه الأمور.


إن العلاقة بين الرباط والصبر علاقة لا يمكن أن تنفصل من ناحية أنها حبس للنفس في جهة الحق لنيل رضوان الله تعالى وأنه صبر على الملازمة في سبيل الله في موطن معين وفي حالة استعداد كامل.


إن أمر الجهاد لايتم إلا بالصبر و بمصابرة العدو، وهو مقاومته ومنازلته فإذا صابر عدوه احتاج إلى أمرٍ آخر وهي المرابطة وهي لزوم ثغر القلب وحراسته لئلا يدخل منه العدو، فالمرابطة هي لزوم هذه الثغور، فلا يخلى مكانها فيصادف العدو والثغر خالياً فيدخل منها .


ومما ورد في كتاب الموطأ .. فقد روى عن عبد الله بن عمر أنه قال: "فرض الله الجهاد لسفك دماء المشركين والرباط لحقن دماء المسلمين، وحقن دماء المسلمين أحبّ إليّ من سفك دماء المشركين".


يا جند الله ويا حراس العقيدة :-


من هو صاحب الحظ الذي يظفر أن يطير على متن فرسه مستعدا للنفور والجهاد كلما سمع هيعة وفزعة يبتغي القتل مظانه؟ من يعمل لأمر الله لنصرة دينه ببيعة خليفة ليضمن تحقيق طيرانه في سبيل الله؟


ومما قاله أبو هريرة رضي الله عنه: (لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر عند الحجر الأسود)


وقال عبد الله بن المبارك للفضيل بن عياض - وكان مرابطا في طرسوس


يا عابد الحرمين لو أبصرتنا *** لعلمت أنك بالعبادة تلعب


من كان يخضب خده بدموعه *** فنحورنا بدمائنا تتخضب


أو كان يتعب خيله في باطل *** فخيولنا يوم الصبيحة تتعب


ريح العبير لكم ونحن عبيرنا *** رهج السنابك والغبار الأطيب


فلما قرأها الفضيل ذرفت عيناه وقال: (صدق أبو عبد الرحمن ونصح)


اللهم انصرنا ولا تنصر علينا وأعنا ولا تعن علينا اللهم أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين


وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى أصحابه الطيبين


احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع