السبت، 24 محرّم 1447هـ| 2025/07/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف باب فضل الجهاد والرباط

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 927 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ورد عند مسلم في صحيحه رحمه الله:


حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَعْجَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مِنْ خَيْرِ مَعَاشِ النَّاسِ لَهُمْ رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ، أَوْ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ مِنْ هَذِهِ الشَّعَفِ أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَعْبُدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ لَيْسَ مِن النَّاسِ إِلَّا فِي خَيْرٍ"

 

(الْمَعَاشُ):- هُوَ الْعَيْشُ، وَهُوَ الْحَيَاةُ، (مَتْنُهُ):- ظَهْرِهِ، (هَيْعَةً):- الصَّوْتُ عِنْدَ حُضُورِ الْعَدُوِّ، (الْفَزْعَةُ):- هي للنُّهُوض إِلَى الْعَدُوِّ، أما معنى (يَبْتَغِي الْقَتْلَ مَظَانَّهُ):-

 

أي يَطْلُبُهُ فِي مَوَاطِنِهِ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لِشِدَّةِ رَغْبَتِهِ فِي الشَّهَادَةِ، أما معنى (الْغُنَيْمَةُ):- أي: قِطْعَةٌ مِنْهَا، و(الشَّعَفَةُ):- أَعْلَى الْجَبَلِ

 

عرَّف العلماء الرباط بأنه:- الإقامة في الثغر لإعزاز الدين ودفع خطر الأعداء عن المسلمين، والمراد بالثغر:- مكان ليس وراءه إسلام


وقال ابن حجر في (فتح الباري):- الرباط:- ملازمة المكان الذي بين المسلمين والكفار لحراسة المسلمين منهم فالمرابطون بمثابة الحراس لحدود البلاد الإسلامية من هجوم الأعداء، وكلما كان الثغر أشد خوفاً واحتمالا للخطر كانت المرابطة فيه أفضل وأعظم أجرا.


استعداد للنفور والجهاد كلما سمع هيعة ركب فرسه فطار به، أي مشى مشياً مسرعاً.


وكذلك من كان في مكان من الأودية والشعاب منعزلاً عن الناس، يعبد الله عزّ وجلّ، ليس من الناس إلا في خير، فهذا فيه خير.


أحبتي في الله :-


إنه رجل حي نذر نفسه لله تعالى قد هيأها للانطلاق في سبيله لا تحده الحدود، ولا تعوقه العوائق، (يطير على متنه) (طار عليه) دلالة على سرعة المبادرة وحيوية الحركة وهمته العالية.


وعزيمته صادقة يتطلع إلى أفق عال لا يرضى بالقليل من العمل، فارس طيار مستدعى دائما كلما سمع هيعة أو فزعة طار إليها طيرا، لإدراكه طبيعة المرحلة التى تمر بها الأمة وأهمية العمل، يغلب على ظنه الموت والاستشهاد وهو في مهمته، أيطلبه الموت أم يطلب هو الموت، جندي فارس وطيار أمين، جندي عقيدة، جندي في ميدان العمل والجهاد الحق. هو طيار فى سبيل الله يعلم أن التكليف مغنم لا مغرم، لا ينتظر التكليف وإنما يطلبه ويتمناه لا يفر منه ولا يريد من يدفعه إلى العمل دفعاً، ولا يختفي ولا يتأخر، إنها ذروة سنام الجندية القائمة على السمع والطاعة المبصرة، يفهم معنى هتافه الدائم (الله غايتنا) و (الله أكبر ولله الحمد). هى أقدار الله تعالى يسيرها كيف يشاء يمهد لدعوته ويغرس لها على يد من يشاء من عباده يستعملهم في طاعته، غرس يختارهم الله على عينه ليكونوا سبباً لإعلاء الحق والحقيقة، يقذف بهم ليجري بهم أقداره تعالى، منتظرين إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة، مستعد لكل أمرٍ طارئ في أي لحظة مدركا أن رباطه أن يعلم العدو بأنه مستعد دوما للقائه ليوقع الرهبة في قلب العدو في أي وقت، مدركا أن الرباط أن يعلم العدو أنه لم يغفل وأنه على الاستعداد التام ليس بالخيل فقط بل بالقوة المادية والفكرية .


مسلم عزيز، عزته بإسلامه، منتبه وحريص على الدفاع عن بلاد الإسلام والمسلمين لا يرضى الدنية ولا يقبل الذل، ينشر الأمن والأمان في ربوع العالم كله ممسك بعنان فرسه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبذل روحه وماله ووقته لا يبالي الموت في سبيل الله مدركا أن الدنيا دنية وأن يوما في الرباط خير من الحياة كلها فالله الله في قتال الكفار وغيرهم وزرع الرهبة في قلوبهم والنكاية بهم وتبديد قوتهم وكسر شوكتهم، ومناصرة إخوانهم وصد عدوان الكافرين ودفع بغيهم وظلمهم.


عباد الله ، ياخير أمة أخرجت للناس :-


إن الأحداث في العالم الإسلامي تتلاحق، والمتغيرات السياسية تتابع، والصراع بين الإسلام والكفر ينتقل من طور إلى طور، ومن دائرة إلى أخرى، بحاجة لكل الطاقات والجهود يكمل بعضها بعضا، ولا يكفي أن يبقى الإنسان مشاهداً، متابعاً من بعد، لا يتجاوز دوره التشجيع والتعاطف، إن الأمة الإسلامية تملك طاقات هائلة -بحمد الله تعالى- لا بد أن تسخر التسخير الأمثل لخدمة الأمة، إن الثروة الحقيقية التي تملكها الأمة ليست في الأموال أو الأجهزة والمعدات ونحوها، وإنما هي في الإنسان المؤمن بربه والجاد الذي يشعر بالمسؤولية وعظم الأمانة، والثروة الحقيقية؛ في تلك النفوس الحية المتقدة النابضة بروح العطاء والبذل، مدركة أن إنتاج المرء يعتمد على مقدار طموحه وهمته، يجعل أمامه هدفا عاليا وأنه يحرص على الوصول إلى هدفه وغايته


ومَنْ يتهيَّب صعودَ الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحُفَـر


ومما قاله الإمام ابن قيم الجوزية: من لاح له الأجر هانت عليه التكاليف، ومن لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا، إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنِسُوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله.


عباد الله :-


قد يفهم بعض الناس أن المسلمين يقاتلوا الأمم حبا لسفك الدماء أو زيادة ثروات البلاد وجباية الأموال؟


لو راجع المنصفون تاريخ المسلمين لوجدوا أمثلة رائعة، فأبو عبيدة قائدجيش المسلمين قبل معركة اليرموك أعاد لأهل حمص جزيتهم التي دفعوها لأنه لم يستطيع الدفاع عنهم أمام جيش الروم. وأن جيوش المسلمين قد خرجوا من سمرقند بعد فتحها لأنهم حاربوا القوم قبل أن يعرضوا عليهم الإسلام. إن الغاية من الجهاد أن تخرج الأمم والشعوب من الظلام الى النور.


يا جند محمد صلى الله عليه وسلم وأحبائه يا أنصار الدين - يا جيوش الأمة الإسلامية :-


إن أعداء المسلمين في كل وقت وحين يتربصون، ينتظرون الفرصة المواتية للانقضاض على المسلمين.


إن الهجوم على الإسلام لم ينقطع منذ بعثته صلى الله عليه وآله وسلم وإلى اليوم، وقد كان في مقابل هذا الهجوم ملازمة المسلمين ورباطهم فالجيش المسلم القوي كان أبرز هذه الأمور.


إن العلاقة بين الرباط والصبر علاقة لا يمكن أن تنفصل من ناحية أنها حبس للنفس في جهة الحق لنيل رضوان الله تعالى وأنه صبر على الملازمة في سبيل الله في موطن معين وفي حالة استعداد كامل.


إن أمر الجهاد لايتم إلا بالصبر و بمصابرة العدو، وهو مقاومته ومنازلته فإذا صابر عدوه احتاج إلى أمرٍ آخر وهي المرابطة وهي لزوم ثغر القلب وحراسته لئلا يدخل منه العدو، فالمرابطة هي لزوم هذه الثغور، فلا يخلى مكانها فيصادف العدو والثغر خالياً فيدخل منها .


ومما ورد في كتاب الموطأ .. فقد روى عن عبد الله بن عمر أنه قال: "فرض الله الجهاد لسفك دماء المشركين والرباط لحقن دماء المسلمين، وحقن دماء المسلمين أحبّ إليّ من سفك دماء المشركين".


يا جند الله ويا حراس العقيدة :-


من هو صاحب الحظ الذي يظفر أن يطير على متن فرسه مستعدا للنفور والجهاد كلما سمع هيعة وفزعة يبتغي القتل مظانه؟ من يعمل لأمر الله لنصرة دينه ببيعة خليفة ليضمن تحقيق طيرانه في سبيل الله؟


ومما قاله أبو هريرة رضي الله عنه: (لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر عند الحجر الأسود)


وقال عبد الله بن المبارك للفضيل بن عياض - وكان مرابطا في طرسوس


يا عابد الحرمين لو أبصرتنا *** لعلمت أنك بالعبادة تلعب


من كان يخضب خده بدموعه *** فنحورنا بدمائنا تتخضب


أو كان يتعب خيله في باطل *** فخيولنا يوم الصبيحة تتعب


ريح العبير لكم ونحن عبيرنا *** رهج السنابك والغبار الأطيب


فلما قرأها الفضيل ذرفت عيناه وقال: (صدق أبو عبد الرحمن ونصح)


اللهم انصرنا ولا تنصر علينا وأعنا ولا تعن علينا اللهم أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين


وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى أصحابه الطيبين


احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

ثورات الأمة الإسلامية بين خطر الحرب عليها وبين خطر الغدر بها

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 749 مرات


بينما تنشغل الأمة الإسلامية بتضميد جراحاتها من جرائم أمريكا تجاهها، ومن صنيع أيادي الغدر من أنظمة عربية لا تعرف إلا الخيانة والنفاق والفتك بأبناء المسلمين، ومن طابور خامس وُضع كحصان طروادة بين صفوف الثوار للنيل منهم واستجلاب الأجنبي الحاقد على الإسلام إلى بلادنا... وبينما تشتد حملات المجرم أوباما على ديار الإسلام فتحصد أرواح المسلمين البريئة في العراق والشام في حملة مسعورة فاقت في وحشيتها ما قاده زعماء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين على بلاد المسلمين... وبينما تنطلق صرخات الاستغاثة من كل بقعة في العالم الإسلامي بالله وحده القادر على تحريك معتصم أو صلاح الدين من بين جموع جيوش المسلمين الرابضة في ثكنات حكامها الخانعين لأمر ساكن البيت الأبيض... بينما يحدث كل هذا بشكل واضح لكل ذي عينين بأن أمريكا والغرب هم وراء ذلك إلا أن هناك أدوات لا زالت تأتمر بأمرهم وتشعل الصراع في بلاد المسلمين خيانة لله ورسوله والمؤمنين!.


ففي اليمن دوامة يديرها النظام الدولي بأيدي أدواته، فأخرجَ أهم لاعبي الساحة اليمنية منها وهم أهل ثورة اليمن الذين قاموا ينادون الله أكبر، وأدخلوا بدلاً منهم فئات خارجية الهوى والصراع! فحولوا الصراع من صراع بين أمة ونظام إلى صراع بين فئات الشعب يفتك باليمن السعيد ليصاب بالتعاسة وخيبة الأمل.


أما في ليبيا بلد قراء القرآن الكريم، فإن الصراع لا يخلو من أدوات داخلية تديرها قوى خارجية... وهكذا يختلط الحابل بالنابل في الصراع، فعميل واضح هنا، وآخر مقنع هناك، وبعض المخلصين وقليل ما هم... وتدخُّل من هنا وهناك... ويصطلي بالنار عامة أهل البلاد...


وكذا تونس ومصر يُقوي الغرب التيار العلماني فيهما ليجهض أي توجه ثوري كان هدفه التغيير الجذري، فبينما يكاد النظام القديم في مصر يعود بقضه وقضيضه، وبطشه وقمعه... فإن النظام القديم في تونس يكاد أيضاً يعود كذلك مكشراً عن أنيابه...! وفي النظامين تقوم القوى الأجنبية بالتخطيط وتقوم أدواتها بالتنفيذ، والضحية الوحيدة كالعادة هم المخلصون من أبناء المسلمين.


أما في الشام حيث ثورة الأمة التي أعيت أعداءها وحارت فيها أمريكا وحلفاؤها، ولم تستطع مؤامراتهم الخبيثة ولا بطش بشارهم وأتباعه... لم يستطيعوا إسكات أهل الشام عن التكبير والصدع بكلمة الحق "هي لله هي لله"... ومع ذلك تستمر مؤامرات أمريكا والأحلاف والأتباع في بذل الوسع لإيجاد حلول تنال من الإسلام والمسلمين، وذلك بصناعة بديل عميل جديد بدلاً من عميلها الحالي بشار الذي ترنح أو كاد... ومن ثم تحريك جنيف وأخواتها مرة أخرى بعد أن فشلوا في المرات السابقة، وتتقرب إلى أمريكا في ذلك روسيا لترضى عنها في قضايا أخرى، ولذلك فإنها تستقبل من لفظتهم الأمة، وانكشفت خيانتهم، محاولة جمعهم مع النظام المتساقط في مؤتمر جديد ليكون مسرحية أخرى مملة بعد فشل جنيفاتها التي حذرنا منها مسبقاً، ومن ثم ينفذون إرادة أمريكا بإيجاد نظام قديم جديد في سوريا حامٍ لمصالحها ولربيبتها (إسرائيل)، وتحصل روسيا من الحل الجديد على شيء من فتات!


لقد نبهنا الثوار المخلصين في كل بلاد الربيع الإسلامي للمؤامرات التي تأتي عليهم كقطع الليل المظلم، تديرها أمريكا وأحلافها وأتباعها كيداً للإسلام والمسلمين... إن الواجب على الأمة أن تبذل الوسع لإفشال تلك المخططات وردها على أعقابها، وأن يعمل الجميع صفاً واحداً للعودة بالأمة لاستئناف حياتها في ظل خلافة حقيقية على منهاج النبوة. لذا أخاطب ثوار الشام بقولي: إنكم وأنتم في هذه الفرقة أعييتم عدوكم، فكيف لو وحدتم قواكم واجتمعتم على كلمة الله القوي العزيز؟ إذن أنتم بإذن الله الظاهرون والذين بشرهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن الشام هي عقر دار الإسلام، ونِعِمِّا هي من بشرى.


لهذا فاعملوا يرحمكم الله، كي تفشلوا خطط من لا يخاف الله ممن باع نفسه للشيطان وجلس مع أعوانه في روسيا وفي أوروبا وأمريكا، واعلموا أن النصر من عند الله وحده لا يعطيه إلا لمن أخلص لله وحده أيضا.


﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

إقرأ المزيد...

المشهد اليمني: حزب التحرير بنود المصالحة بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثي مخالفة للشرع وتمت برعاية أمريكية   2014-12-02

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 555 مرات

 


* المشهد اليمني-خاص


أصدر بيان حزب التحرير باليمن حول مصالحة حزب الاصلاح والحوثيين التي تمت خلال اليومين الماضين قال فيه ان حقن الدماء بين المسلمين ورد المظالم وإزالة ما يورث البغضاء والكراهية كل ذلك واجب من الواجبات العظيمة وهذا ما نباركه في هذا الاتفاق بين هاتين الجماعتين حيث نسأل الله أن يكون دافع ذلك هو التقيد بالحكم الشرعي عن قناعةٍ ذاتيةٍ وليس إرضاءً لأطرافٍ خارجيةٍ غربيةٍ أو إقليمية .

 

وقال حزب التحرير في بيان حصل "المشهد اليمني " على نسخة منه أنه ما صرح به الناطق الرسمي باسم التجمع اليمني للإصلاح ورئيس الدائرة السياسية سعيد شمسان كشف ان المصالحة التي تمت هي تعزيزٌ للاتفاقات التي وقعت في إطار الإجماع الوطني، والذي تم برعاية الدول الغربية على رأسها أمريكا وبريطانيا.

 

نص البيان

 

إننا في حزب التحرير باليمن نفرح حين يلتقي المسلمان بقلبيهما لا بسيفيهما ولكن ذلك في ما يرضي الله سبحانه وتعالى واحتكاما لأحكام الإسلام العظيمة التي يجب تحكيمها في كل خصومة أياً كانت، فحقن الدماء بين المسلمين ورد المظالم وإزالة ما يورث البغضاء والكراهية كل ذلك واجب من الواجبات العظيمة وهذا ما نباركه في هذا الاتفاق بين هاتين الجماعتين حيث نسأل الله أن يكون دافع ذلك هو التقيد بالحكم الشرعي عن قناعةٍ ذاتيةٍ وليس إرضاءً لأطرافٍ خارجيةٍ غربيةٍ أو إقليمية، لكن ما صرح به الناطق الرسمي باسم التجمع اليمني للإصلاح ورئيس الدائرة السياسية سعيد شمسان وللأسف يكشف بأن المصالحة التي تمت هي تعزيزٌ للاتفاقات التي وقعت في إطار الإجماع الوطني، والذي تم برعاية الدول الغربية على رأسها أمريكا وبريطانيا حيث يتأجج صراعهما ثم تظهر الأخيرة مسايرتها للأولى صاحبة العنجهية، أما الإجماع الوطني الذي يتحدثون عنه فما هو إلا صنم التمر الذي صنعه الغرب لتقدسه تلك الأطراف كما يريد، بينما الشعب منه براء. إن مما يؤسف أن هاتين الجماعتين تتسميان بـ (جماعات إسلامية) ولكن حينما نرى أفعال كل منهما وبرامجهما السياسية فإننا نراها تغرد في مشاريع الغرب ودولته المدنية الديمقراطية والتي مهما غالطوا في معناها أو حاولوا أسلمتها فإن واقعها الفكري والتطبيقي أنها تفصل الدين عن الحياة وتجعل منه طقوسا دينية، لقد كان الأولى بهم أن يتفقوا على تحكيم الإسلام في واقع الحياة ويجعلوا من اليمن نواة لدولة إسلامية خلافة راشدة على منهاج النبوة، وأن يقطعوا كل صلة بدول الغرب وأدواته من دول المنطقة لكن شيئا من ذلك لم يحصل، بل أجازوا لأنفسهم القتل والاقتتال لتحقيق مكاسب سياسية وكرسوا ثقافة الكره لدى أتباعهم بمصطلحات طائفية وعصبية قبلية فسالت الدماء وكل يحسب قتلاه شهداء؟!! علاوة على ما أصاب أهل اليمن من زيادة الضنك والشقاء. إننا ننصح إخوتنا في هاتين الجماعتين أن يعودوا إلى الله ويعملوا لتحكيم شرعه وينبذوا تلك البنود المخالفة للشرع التي شابت مصالحتهم، ويتحرروا من قيود الغرب الفكرية والسياسية، فإن الغرب ومشاريعه لا تأتي بخير، وليوقنوا أنهم إن فعلوا ذلك فإن الله معهم ونحن معهم وأهل اليمن والمسلمين أجمعين. ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

 

 

المصادر: المشهد اليمني / الهدهد اونلاين / صنعاء نيوز / عدن حرة

 

 

إقرأ المزيد...

إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي أضواء على كتاب النظام الاقتصادي ح1

 الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِِينَ طبَّقُوا نِظَامَ الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ.

 

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات ألهكم التكاثر

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 992 مرات


قرأ الحسن البصري رحمه الله قوله تعالى: {ألهكم التكاثر}، ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون-ألهى والله- عن نار الخلود، وشغل عن نعيم لا يبيد، ثم قرأ: {كلا سوف تعلمون}، ثم قال: أيها الناس، لو توعدكم مخلوق يموت، ما استقر لكم قرار، فكيف بوعيد ملك الملوك والحي الذي لا يموت.

 

 

 

آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه
لأبي الفرج ابن الجوزي




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق يوم الجمعة الأسود: الاحتفاء والاحتفال "بالنمط الاستهلاكي" (مترجم)

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 809 مرات


الخبر:


كان متسوقون كثر قد عقدوا العزم على الحصول في هذا اليوم على صفقة مساومة، مهما كانت. وها هي لويز هاغارتي، التي تعمل مصففة للشعر ونادلة، تقول إثر انتهائها من التسوق عند الواحدة صباحاً والخروج من متاجر سينزبيري بشمال شرق لندن: "ها قد اشتريت [جهاز] دايسون، وذلك بالرغم من أنني لا أدري إن كنت أريده بالفعل أم لا. لقد تناولته دونما تفكير." وأضافت لويز، ابنة السادسة والخمسين، أنها كانت ترغب في الحصول على جهاز تلفزيون جديد ذي شاشة مسطَّحة، "إلا أنه كان هناك عدد كبير من الناس يتدافعون في الطابور، فلم تنل فرصتها. لقد كان الناس يتصرفون كما الحيوانات، وكان المنظر مرعباً."


كما ورأينا في المتجر ذاته آندي بلاكيت، البالغ من العمر 30 عاماً ويعمل وسيط عقارات، يجرّ عربتين مليئتين بالبضائع المختلفة التي حصل عليها من المساومة.

 

حيث قال: "حصلت على سخّانين لصنع القهوة، وجهازي كمبيوتر لوحي، وجهازي تلفزيون، وجهاز ستيريو. لا يمكنني إطلاعك على الأثمان، غير أنني واثق من أنها صفقة مساومة جيدة."


أما نائب رئيس شرطة مانشيستر الكبرى، إيان هوبكينز، فوصف المشهد هذا اليوم بقوله إن المناظر في بعض متاجر تيسكو كانت "أقرب ما تكون إلى أحداث شغب صغيرة"، حيث كان الناس يتدافعون دائسين بعضهم بعضا. وقد أسفرت النتيجة عن اعتقال ثلاثة أشخاص وكسر رسغ أحد المتسوقين. كما لقي أحد حراس الأمن لكمة على وجهه. وعلّق هوبكينز قائلاً "بات من الضروري أن يقف الناس وينظروا إلى أنفسهم ويقولوا: يا للعار! ما الذي فعلتُه، ولماذا حدث كل هذا؟" [المصدر: صحيفة الغارديان، يوم 2014/11/29]

 

التعليق:


كان قد تم استيراد هجمة الشراء المسرف في يوم الجمعة الأسود من الولايات المتحدة قبل مدة لا تتجاوز العامين إلى المملكة المتحدة، لكنها سرعان ما استحوذت على اهتمام باعة التجزئة والمتسوقين على حدٍ سواء. ويوم الجمعة هذا هو الجمعة التي تلي يوم عيد الشكر في الولايات المتحدة الأميركية، ويرجع أصله حسبما يزعم البعض إلى حقبة الاستعباد والرق، حيث كان العبيد سود البشرة يباعون بأثمان أقل في هذا اليوم. وعلى الرغم من أن هذا الزعم قابل للدحض، فإن البعض ما زال يروّجه في وسائل التواصل (الاجتماعي) لجعل الناس يفكرون ويقاطعون هذا الحدث ما أمكن.


غير أن كثيراً من المتسوقين دأبوا على الاهتمام أكثر بصفقات المساومة التي قد تفلت منهم إن لم يشاركوا في إحياء هذه المناسبة.


إن الرأسمالية تجعل الناس يشعرون بأنهم يحتاجون إلى أشياء قد لا يكونون بحاجة إليها بالفعل. حيث يتم استخدام حملات الإعلان الضخمة لجعل الناس يعتبرون منتجات بعينها علامةً على "النجاح" في الحياة. ما يزيّن لهم الطمع والإسراف، الأمر الذي يدفع الإنسان للسعي دوماً لامتلاك المزيد مهما كان لديه منه، قلّ أو كثر. والمقصود من الترويج للأشياء المادية جعل الناس يشعرون بالسعادة والسرور، كما تولّد المنفعة لدى الناس شعوراً بأنهم حققوا شيئاً، ما يدفعهم، في هذا المقام، إلى التسابق على صفقات المساومة لامتلاك كل شيء، حتى ولو كانوا لا يحتاجون إليه فعلاً! وبناء عليه، لا ينبغي أن نستغرب أو نفاجأ لرؤية الناس يتصرفون على نحو مجنون يوم الجمعة الأسود، وذلك لأننا نعيش في عالم يغرس وينمّي هذا النوع من السلوك. ويجب علينا كمسلمين أن ندرك أن هكذا سلوك هو الأمر المتوقع من أي إنسان يقع في مصيدة محاولة العيش على نمط الحياة الغربية المادية. حيث تصبح الماديات هي أهم شيء في حياة الإنسان، ويصبح القفز فوق الآخرين، ودوسهم تحت الأقدام، في سبيل الحصول على ما يريد من هذه الأشياء المادية أمراً مبرراً، لا غضاضة فيه.


أما المجتمع الإسلامي، في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، في الجهة المقابلة، فيربّي الناس على النظر إلى هذه الحياة الدنيا، بكل مسرّاتها ومباهجها، على أنها محدودة فانية. فالإسلام يبيح للناس الاستمتاع بالحياة ويتيح لهم امتلاك الأشياء المادية، لكن هذه الأشياء لا يمكن أن تصبح الشيء الأهم في حياتهم. كما تقوم وسائل الإعلام ونظام التربية والتعليم في دولة الخلافة بتدريب الناس على إدخال أعمالهم كافة ضمن إطار مفهوم العبادة الشامل لله سبحانه وتعالى، وتكون الجنة، لا هذه الحياة الفانية، هي الهدف الأسمى للمسلمين، أفراداً ومجتمعاً ودولة.


وذلك أن الإسلام دين يقرّ ويعترف بحاجات الإنسان ورغباته، لكنه ينظّمها التنظيم الصحيح. حيث يتيح للإنسان، بل يحضّه على، أن يعيش حياته وعلى أن يستمتع فيها، ولكن ليس على حساب الغاية الكبرى من وجوده، وهي عبادة الله عز وجل في كل شأنه لنوال رضوانه.


يقول تبارك وتعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [النساء: 14].

 



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمن - باكستان

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع