الخميس، 12 ربيع الأول 1447هـ| 2025/09/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق العنصرية والتوجه ضد المرأة (مترجم)

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1361 مرات


الخبر:


في 14 من نيسان/أبريل، أفادت صحيفة موسكو الروسية أن النائب بالبرلمان الروسي أوليغ نلوف قدم صياغة أول مشروع قانون ضد التحرش الجنسي والذي يهدف لحماية المرأة من الاهتمام غير المرغوب فيه أو الاعتداء الجسدي من الرجال. "هذه التغيرات من شأنها حماية شرف وكرامة الجنس الأكثر جمالا ولكن الأضعف". "هذه التعديلات الجديدة خصصت لملايين العمال المهاجرين الذين يتحدثون الروسية بشكل سيئ ويلجئون للغة الجسد لجعل نواياهم تجاه المرأة واضحة." كان هذا تصريح نيلوف الخاص، والذي قدم مشروع القانون مساء اليوم العالمي للمرأة في الشهر الماضي. وفي حين أنه يمكن أن توجه غرامات للروس الذين ينتهكون هذا القانون إلا أن غير الروس يمكن ترحيلهم.

 

التعليق:


إن هذه التدابير ببساطة تعتبر رخيصة فهي بالأساس جعلت لكسب الأصوات النسائية بما أن هذه سنة الانتخابات لمجلس الدوما بمدينة موسكو. ويجب أن يكون واضحا لجميع النساء الذكيات والمفكرات أن هذه القوانين سطحية بطبيعتها وفكرة أن المرأة هي "الجنس الأكثر جمالا ولكن الأضعف" تحط من قدر المرأة وتخدم فقط ترسيخ الموقف الاجتماعي الأساسي السلبي الذي ينتشر في المجتمعات العلمانية الليبرالية حيث إن القيم الرأسمالية تقدم قيمة المرأة من الناحية الاقتصادية البحتة، حتى وإن كان ذلك سببا في نسف دورها كزوجة وأم؛ حيث إنه يتم الضغط عليها في أماكن العمل بسب عائدات الضرائب، أو شركات الإعلانات والترفيه التي تقوم بإذلال النساء والفتيات حيث يمكن بيعهن وشرائهن ويستخدمن للمساعدة على بيع وشراء مختلف المنتجات والمبادئ المنحطة. صياغة هذه القوانين تدل على مدى تدني مستوى التنظيم الاجتماعي ذلك أنها تستهدف العنصرية / القومية في عامة الناس. في مشروع القانون تم تصنيف غير الروس كخطر على المجتمع حيث إن الخطر الحقيقي يتأتى من مسؤولي الحكومة الفاسدين الذين يقومون بقذف الأفكار السامة لتكون بمثابة ستار على أعمالها الإجرامية وتزيد من لهيب التوترات العرقية الساخنة في منطقة القوقاز.


إن النظام السياسي الإسلامي بتنفيذه تتم إزالة كل القيادات الخاطئة الموجودة في البلاد الإسلامية والذي من شأنه تحرير المرأة من السجن الاجتماعي الذي يعتبرها "آلة نقدية" ورفع المجتمع من أدنى مستويات الأفكار والآراء. ويتم الحكم على رعايا دولة الخلافة ليس وفقا لخلفيتهم العرقية، ولكن وفقا لمدى وفائهم لعقد العيش وفقا لقوانين الدولة الإسلامية. في حين أن للنساء أدواراً اجتماعية مختلفة، فلهن ما للرجال تحت قانون الدولة الإسلامية، وتحفظ حقوقهن دون تهاون وجميع الإساءات التجارية أو الاجتماعية محظورة وتعاقب عليها الدولة.


إنه لعار كبير على الديمقراطية الروسية أن تقوم الآن فقط بصياغة قانون ضد التحرش الجنسي في حين أنه نص عليه في القرآن والسنة منذ أكثر من 1400 سنة! والدليل على ذلك واضح عندما سمع الخليفة المعتصم بالله بأن امرأة مسلمة تعيش في حدود الإمبراطورية الرومانية تمت إهانتها من قبل جندي روماني.

 

فكتب رسالة يطالب فيها الطرفين بالمثول أمامه حيث يمكن للمرأة الحصول على اعتذار علني أو أن الإمبراطورية الرومانية سوف تجد جيشا هائل العدد، بدايته عند بوابة روما ونهايته لا تزال تخرج من بغداد. واقتناعا منه بأن الدولة الإسلامية لديها السلطة الحقيقية لتوحيد وتعبئة المسلمين بهذه الطريقة، أرغم الإمبراطور الروماني هذا الجندي على الاعتذار!


إن بوتين ورجاله القمعيين يخشون عودة هذه القوة التي من شأنها أن تحاسبهم على جرائمهم التي ارتكبوها في حق المسلمين في الشيشان وأوكرانيا والمناطق السوفياتية سابقا، ولهذا السبب يستخدمون الأكاذيب والقوة الوحشية للحفاظ على السلطة، بينما في الدولة الإسلامية فكل من المسلم وغير المسلم يعيشون في تناغم متبادل من دون الحاجة لحركات للمحافظة على حقوق المرأة؛ فالكل يشعر بالأمن تحت ظل نظام عادل أنزله خالق هذا الكون وليس المخلوق العاجز.


﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات لا يَأمَنُ البَلاءَ مَنْ يَأمَنُ البَلاءَ

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 530 مرات


عَنْ جُبَيرِ بنِ نُفَيرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي الدَّرْدَاءِ مَنْزِلَهُ بِحِمْصَ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي في مَسْجِدِهِ، فَلَمَّا جَلَسَ يَتَشَهَّدُ فَجَعَلَ يَتَعَوَّذُ بِاللّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ النِّفَاقِ، فَلَمَّا انصَرَفَ قُلْتُ لَهُ: غَفَرَ اللّهُ لَكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، مَا أَنتَ وَالنِّفَاقَ؟! مَا شَأنُكَ وَمَا شَأنُ النِّفَاقِ؟! فَقَالَ: اللَّهُمَّ غُفراً-ثلاثاً- لا يَأمَنُ البَلاءَ مَنْ يَأمَنُ البَلاءَ، وَاللّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْتَنُ في سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَيَنْقَلِبُ عَنْ دِينِهِ.

 

عن كتاب إِصْلَاح الْقُلُوب وقال المؤلف: رواه الفريابي في "صفة النفاق "




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 674 مرات

 

عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ‏: ‏"إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ"


‏جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاريّ


‏قَوْله (لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا) أَيْ لَا يَتَأَمَّلُهَا بِخَاطِرِهِ وَلَا يَتَفَكَّر فِي عَاقِبَتهَا وَلَا يَظُنّ أَنَّهَا تُؤَثِّر شَيْئًا, وَهُوَ مِنْ نَحْو قَوْله تَعَالَى: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْد اللَّه عَظِيم)
‏قَوْله (يَهْوِي) قَالَ عِيَاض: الْمَعْنَى يَنْزِل فِيهَا سَاقِطًا .


من الدروسِ المستفادةِ من هذا الحديثِ الشريف، أنّ على المسلمِ أنْ يَزِنَ كلامَهُ قبلَ أنْ يُوزَنَ له، فلا يقولَ إلاّ ما هو حَسَنٌ طيِّب. ولقد تضافرتِ الآياتُ الكريمةُ والآحاديثُ الشريفةُ في هذا الباب:


قال تعالى: ((وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ))


وقال الله تعالى:- ((وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً))


وقال سبحانه:- ((وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))


وقال سبحانه:- ((إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ))


وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتَّقوا النّارَ ولو بِشِقِّ تَمرة، فإنْ لم تجدوا فبكَلِمَةٍ طيّبة))


وقال: ((مَنْ كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خيراً أو لِيَصْمِتْ))


وقال: ((أَمْسِكْ عليك لِسانَك))


وقال: ((وهل يَكُبُّ الناسَ في النّارِ على وجوههِمْ أو قال على مَناخِرِهِمْ إلاّ حصائدُ ألسِنَتِهِمْ))


وعن عبداللهِ بنِ عَمْروٍ رضي الله عنهُما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((في الجنّةِ غُرفةٌ يُـرَى ظاهِرُها من باطنِها، وباطنُها مِن ظاهِرِها)) فقال أبو مالكٍ الأشعريّ: لِمَنْ هي يا رسولَ الله؟ قال: "لِمَنْ أَطابَ الكلامَ، وأطعمَ الطّعامَ، وباتَ والنّاسُ نِيام))


وعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: (واللهِ الذي لا إلهَ إلاّ هو ليسَ شيءٌ أحْوَجَ لِطُولِ سَجْنٍ من لِساني)


وكان يقول: (يا لسانُ قُلْ خيراً تَغْنَمْ واسْكُتْ عن شرٍّ مِنْ قَبْلِ أنْ تَنْدَم)


فالعَجَبُ كلُّ العَجَبِ مستمعينا الكرام، ممّن يتلفَّظُ بألفاظٍ بذيئةٍ دون أنْ يُلقِيَ لها بالاً


والعَجبُ كلُّ العجبِ من مسلمٍ يُكَفِّرُ أخاهُ المسلمَ دونَ أنْ يُلْقِيَ لكلماته بالاً


والعَجبُ كلُّ العجبِ ممّنْ يُكَذِّبُ على الجماعاتِ الإسلاميّةِ ويُقَوِّلُها ما لم تَقُلْ دونَ أنْ يُلقِيَ بالاً لِما يُذيع


والعَجبُ كلُّ العَجبِ ممّنْ يُفْسِدُ بينَ الناس


والعجبُ كلُّ العَجبِ من كلِّ مُغتابٍ ونمّام


فالحَذَرَ الحَذَرَ مستمعينا الكرام مِنْ سَخَطِ العزيزِ الجبّار، وهو القائلُ سبحانه: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

إقرأ المزيد...

البث المتلفز: ورقة "الأقليات" والرهان الغربي‎

  • نشر في لقاءات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 638 مرات


الحوار المباشر الذي أجراه المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مع الأستاذ أحمد القصص رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان تحت عنوان "ورقة "الأقليات" والرهان الغربي".


الخميس، 17 جمادى الآخرة 1435هـ الموافق 17 نيسان/أبريل 2014م

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

الصف الوطني مصريا كان أم فلسطينيا؟!

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 872 مرات

 

مقطع من درس المسجد الاقصى
"الثورات وصبغة الله"
لفضيلة الشيخ يوسف مخارزة (أبو الهمام)


الجمعة، 04 جمادى الآخرة 1435هـ الموافق 04 نيسان/أبريل 2014م

 

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

وقفة مع تقاعس جيوش المسلمين عن الإطاحة بالأنظمة الوضعية

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1121 مرات


تعد البلدان الإسلامية في مقدمة بلدان العالم في الإنفاق على التسلح، فهي تنفق عشرات المليارات من الدولارات كل عام على تسليح جيوشها، وبالرغم من تصنيف البلدان الإسلامية من بلدان العالم الثالث بسبب الفقر، إلا أنّ حجم إنفاقها على التسلح يفوق مئات المرات قدراتها الاقتصادية المعلنة، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: ما حاجة البلدان الإسلامية إلى الإنفاق العالي على الجيوش والتسلح؟ وما هي التحديات التي تهدد تلك الدول بحيث تدفعها إلى تخصيص جزء كبير من اقتصاد وميزانية البلاد لجيوشها وأجهزتها الأمنية؟!


الأصل في الجيوش أنّها لحماية الشعوب والبلدان، وفي حالة الدول المبدئية فإنّ الجيوش أيضا تحمل المبدأ وتنشره للعالم، وهكذا كانت الجيوش في ظل الحكم بالإسلام في الدولة الإسلامية، حيث كانت جيوش المسلمين رابضة على الثغور، لا تعرف الهزيمة، تتقدم فتطوي الأرض تحت أقدامها وهي تفتح البلدان للإسلام رحمة للعالمين، ولم يعرف المسلمون في تاريخ الدولة الإسلامية على مدار نحو ثلاثة عشر قرناً أن كان للجيش المسلم مهام غير هذه، بينما كانت جيوش الكفر على مر التاريخ وما زالت تقوم بمهام عدائية وغير نبيلة، من احتلال للشعوب وقهرها وسلب لمقدراتها وكتم لأنفاسها وتكميم لأفواهها، وكل ذلك حفاظا ودفاعا عن الأنظمة الوضعية صنيعة الإنسان، ولمصلحة حفنة قليلة من المنتفعين والمتسلطين على رقاب الشعوب من دون وجه حق، وهذه الحال هي حال الجيوش في العالم الإسلامي حاليا، فهي متقاعسة أو محبوسة عن حمل الإسلام رسالة هدى ورحمة للعالمين، وأصبح عملها محصورا في المحافظة على الأنظمة القابعة على صدور المسلمين، وهي الأنظمة التي تحكم بالكفر، وموالية في سياستها للغرب الكافر، الذي بدوره يعطي "الشرعية" لتلك الأنظمة ما دامت أنها تحكم بالكفر الذي صدّره لها، وما دامت أنها تخدم مصالحه المبدئية والاقتصادية والسياسية.


في ظل هذا الوضع البائس للبلدان الإسلامية والدور الوضيع لجيوش المسلمين، التي يتم الإنفاق عليها من قوت المسحوقين في العالم الإسلامي، فإنّ دعوة المخلصين وذوي العقول في الجيوش إلى تصحيح وضعهم، وإعادة دور الجيوش إلى حمل رسالة الإسلام رحمة للعالمين، وإعادة البلدان الإسلامية المحتلة إلى كنف الدولة الإسلامية، ونصرة المضطهدين في العالم، مسلمين وغير مسلمين، إنّ هذا العمل أصبح من أولى الأولويات في العالم الإسلامي.


إلا أنّ هذا التصحيح لا يمكن أن يحصل وقيادة الجيوش العسكرية والسياسية مرهونة للكافر المستعمر، لذلك فإنّ التمرد على القادة العسكريين والسياسيين والإطاحة بهم وتسليم السلطة للمخلصين من أبناء الأمة، أصحاب الفكر الإسلامي المستنير، ذوي البديل الحضاري الشامل، من أوجب واجبات الجيوش في العالم الإسلامي، وما لم تسلّم الجيوش قيادتها للخليفة الذي يحكم بالكتاب السنة ويقودها إلى ساحات النصر على أعداء الإسلام والمسلمين، فإنّ الأمة ستظل تنفق على تلك الجيوش من عرق جبينها من دون أي نفع يعود عليها، بل تنفق عليها لتقمعها وتقتلها وتكمم أفواهها وتحظر إسلامها، بل وتستخدم قدراتها لتنفيذ مشاريع الغرب في العالم الإسلامي، وستظل تلك الجيوش تأكل وتشرب من مال الأمة سحتا، وفي أحسن حالاتها تظل تعمل كباقي موظفي الدولة، تذهب في الصباح وتعود في المساء، وكأن الجندي أستاذ في مدرسة فاشلة أو مهندس في شركة ملأى بالبطالة المقنعة!


لقد حرصت الأنظمة الوضعية في العالم الإسلامي على تدريب الجيوش فيها على الطاعة المطلقة لها لضمان عدم الخروج عليها وإقامة نظام الإسلام الذي يحكم بالكتاب والسنة، ولكن حري بجيوش المسلمين التفقه في مسألة طاعة أولي الأمر وقادتهم العسكريين، فالله سبحانه وتعالى حين فرض على المسلمين طاعة أولياء الأمر الشرعيين فإنه قد قدم طاعته وطاعة رسوله على طاعة أولي الأمر، فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾، فكيف بأولياء الأمور غير الشرعيين!، ثم وثق ذلك بأن جعل مرد النزاع إن وقع بين الحاكم والمحكوم إلى كتاب الله وسنة رسوله، فقال سبحانه: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾؛ ثم جاءت السنة تركز مفهوم الطاعة الواجبة على المحكومين بشكل قاطع، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ»، وقال: «الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ».


والطاعة التي جاء بها القرآن طاعة يقوم على أساسها كيان الدولة وكيان الأمة بوصفها إسلامية، وهي في نفس الوقت بيان لخلق الطاعة حين يجب أن تكون، وينهى عنها حين تصبح حراما. فنجد القرآن حين يوجد سجية الطاعة يقول ﴿وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّ‌سُولَ﴾، ﴿فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي﴾، ﴿وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا﴾، ﴿وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾، ﴿مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾، ﴿وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾. وقال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي». فالله أمر بالطاعة في هذه الآيات والحديث. ولكن الرسول أوضح أنّ طاعة الأمير إنما هي الطاعة الواعية لا الطاعة العمياء، فقال صلى الله عليه وسلم : «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ»، فالطاعة الواعية هي الطاعة في حدود الإسلام، وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم  «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ».


وفيما يتعلق بطاعة الجندي لقائده العسكري فقد ورد في الحديث الشريف أنّه: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم  سَرِيَّةً فَاسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ فَغَضِبَ فَقَالَ أَلَيْسَ أَمَرَكُمْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم  أَنْ تُطِيعُونِي قَالُوا بَلَى قَالَ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا فَجَمَعُوا فَقَالَ أَوْقِدُوا نَارًا فَأَوْقَدُوهَا فَقَالَ ادْخُلُوهَا فَهَمُّوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا وَيَقُولُونَ فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  مِنْ النَّارِ فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتْ النَّارُ فَسَكَنَ غَضَبُهُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم  فَقَالَ: «لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ». (صحيح البخاري)، وبهذا فإنّ طاعة الله وطاعة رسوله هي الضابط حين طاعة جميع الخلق.


وهكذا فإنّ الطاعة أمر بها الله حين تكون من أجل الإسلام ومنها طاعة الجندي لقائده العسكري. أمّا حين تكون هذه الطاعة ضد الإسلام أو تكون لسبيل غير سبيل الله، فقد جاء الإسلام ينهى عنها. ومن أجل ذلك نهانا الله تعالى صراحة عن بعض الطاعات فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾، ﴿وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾، ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾، ﴿فَلاَ تُطِعْ الْكَافِرِينَ﴾، ﴿فَلاَ تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ﴾، ﴿وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾، ﴿وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ﴾. فهذه الآيات كلها تنهى عن طاعة أشخاص معينين بصفاتهم، ومَن تتبعها يتبين أنها ضد الإسلام، ولسبيل غير سبيل الإسلام.


لذلك فإنّ تقاعس المخلصين في الجيوش الإسلامية عن أداء واجبهم الذي حدده لهم الشرع، وعدم نصرتهم لحملة الدعوة لإقامة الخلافة على أنقاض الأنظمة الوضعية الحالية، إنّ هذا التقاعس لا عذر لهم فيه يقدمونه بين يدي الله سبحانه ﴿يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ، إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نصير الإسلام محمود - باكستان

 

 

 

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع