الإثنين، 12 محرّم 1447هـ| 2025/07/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق لؤي المقداد - نتعهد بأن لا تصل الأسلحة للمتطرفين

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 892 مرات


الخبر:


الجزيرة نت ٢١-٦-٢٠١٣، قال الجيش الحر إنه سيطلب من أصدقاء سوريا "أسلحة نوعية"، وتعهد بأن لا تصل هذه الأسلحة "أبدا إلى أيدي متطرفين"، وفق ما نقلت الوكالة الفرنسية عن متحدث باسم المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي مقداد.


كما أعلن مقداد أن الجيش الحر سيطلب من أصدقاء سوريا أن تمده خصوصا بصواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع، وبإقامة منطقة حظر جوي.


التعليق:


إن قيادة هيئة الأركان في تركيا برئاسة سليم إدريس تعمل بنشاط ملحوظ في الآونة الأخيرة بعد إعلان بعض الدول الاستعمارية الكبرى وعملائها من الدول الإقليمية عن نيتهم بتقديم الدعم العسكري للكتائب المقاتلة في الشام، وعلى رأس هذه الدول تقف أمريكا صاحبة الكلمة الأولى في المنطقة بسبب خيانة حكام العالم الإسلامي وارتهانهم للغرب ولها، ولهذا فإن هيئة الأركان -صنيعة أمريكا- تعمل على محاولة أخذ قيادة العمل العسكري في سوريا من أجل حرفه نحو المطالبة بالدولة المدنية العلمانية، وضمان تخليه عن المطالبة بالدولة الإسلامية، من خلال الابتزاز السياسي والعسكري والإغراءات المادية والسلطوية والوعود بالتسليح والمزايا والدعم المالي والإغاثي وغيره من أحابيل الشيطان الخبيثة.


وإن تصريح مقداد بالتعهد بعدم وصول الأسلحة للمتطرفين بحسب وصفه ووصف أمريكا والغرب من قبله، يوضح الثمن السياسي للتسليح والغرض منه الذي يرجوه الغرب ويشترطه لأي تسليح، هذا إن تم هذا الأمر أصلا. ولعل في تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس هذا اليوم حول التسليح توضيحا لحقيقة الغرض المرجو منه، حيث قال فابيوس (أن بلاده تساعد من يقاومون النظام السوري للوصول إلى حل سياسي، وأضاف قائلا "لكن بالنسبة للأسلحة، من غير الوارد تسليم أسلحة في ظروف غير مؤكدة في ما يتعلق بنا". مشيرا إلى أن ذلك هو أحد الأسباب التي تدعو فرنسا إلى إجراء مشاورات مع اللواء سليم إدريس).
أي أن التسلح هو بهدف الوصول إلى حل سياسي، وليس من أجل تغيير النظام العلماني -صنيعة الغرب- بل الهدف هو الحفاظ عليه وتثبيته وعرقلة مشروع الأمة من الوصول للحكم.


ويمكن لنا أن نلخص شروط التسليح الغربي للثوار في الشام في نقاط:

 

١- تبني المشروع الغربي المتمثل بالدولة المدنية والتبرؤ من مشروع الدولة الإسلامية
٢- الانضواء تحت قيادة هيئة أركان أنطاليا -صنيعة أمريكا- بقيادة سليم إدريس
٣- محاربة المشروع الإسلامي وتدمير الكتائب العاملة لإقامة الدولة الإسلامية
٤- القبول بالحل السياسي بين النظام والثوار كسقف للأعمال العسكرية
٥- الحفاظ على أركان الدولة السياسية والعسكرية بعد سقوط النظام
٦- إرجاع الأسلحة للقوى العسكرية النظامية بعد تنحي الأسد

 

لا شك أن القبول بالتسلح من الغرب المستعمر يمثل فشلا ذريعا وارتهانا تاما للغرب وتسليمه دفة القرار ليكون صاحب الشأن في مستقبل سوريا، ناهيك عن كونه خيانة لله ولرسوله ولدماء الشهداء، فالله نسأل أن يرد كيد الغرب وعملائه لنحورهم، وأن يحفظ الثورة المباركة في الشام من هذه المنزلقات الخطيرة والمصيرية.
اللهم عجل بالنصر والتمكين.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي في حزب التحرير
أبو باسل

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق إنصياع آل سعود لأوامر أسيادهم بتغيير عطلة نهاية الأسبوع

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 781 مرات


الخبر:


قررت السعودية اليوم 23-06-2013 بأمر ملكي بتغيير عطلتها الأسبوعية إلى يومي الجمعة والسبت بدلا من الخميس والجمعة. (الجزيرة نت)

 

التعليق:


بكل ذل وهوان يغير النظام السعودي إجازة نهاية الأسبوع من الخميس والجمعة إل‍ى الجمعة والسبت، تماشيا مع السياسة العالمية ولدواعٍ اقتصادية (حسب زعمه).


ليست العبرة في تحديد يوم العطلة الأسبوعية بهذا اليوم أو ذاك فكلها أيام الله ولا فرق بينها، لكن العبرة في التقليد الأعمى والتبعية العمياء للغرب الكافرالذي ما فتئ يملي علينا أوامره، فيتلقفها حكامنا الظلمة ويطبقونها علينا حتى أصبحنا غرباء عن ديننا وتعاليمه..


فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ" (البخارى).


فلماذا لا نكون نحن قادة العالم وأسياده الذين يفرضون سياسته وتعاليمه، ألم نكن الدولة الأولى في العالم عندما حَكّمنا القرآن وكانت عندنا دولتنا الممتدة من إندونيسيا شرقا إلى إسبانيا غربا، يحكمها خليفة واحد يرعى مصالحها ويقودها إلى صدارة الأمم؟.


ولكن، عندما تخلينا عن ديننا وعطّلنا شرعَ ربِّنا، أخذت تتحكم فينا قوى الكفر شرقا وغربا، فضاعت منا مهابة عدونا لنا وأصبح يتحكم في حياتنا كلها، فيفرض علينا تعليماته؛ فنقاطع العراق ونساعد في الحصار على أهلنا في غزة ونمنع السلاح عن المجاهدين في الشام، بل ويسلط علينا من علمائنا من يفتي لنا بتحريم الجهاد من غير إذن حكامنا عملاء الغرب، وبأن من يخرج على الحكام الظلمة هو من "الفئة الضالة" ظلما وتضليلا...


أيُّ دواعٍ اقتصادية يبحث عنها آل سعود لاتباع الغرب الحاقد، ففي بداية هذا العام أُعلن عن الميزانية التي تُعتبر الأعلى في تاريخ الدولة منذ تأسيسها، حيث بلغت 825 مليار ريال سعودي، وفائض من ميزانية العام المنصرم أكثر من 250 مليار، وبلغ دخل النفط تريليون و200 مليار ريال سعودي، وقد تم كشف ذلك ليقنعوا الشعب بأن لا حياة "رغيدة" إلا مع هذا النظام فلا تحدثكم أنفسكم بالتحرك ضد هذا النظام الظالم وضد عبودية آل سعود.


أيها المسلمون في بلاد الحرمين إن الله سبحانه قد وهبنا الخيرات العظيمة وجعلنا شركاء فيها مع المسلمين جميعا، فإن نحن طبقنا شرع الله وسرنا على نهج حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأقمنا دولة الخلافة الراشدة الثانية التي وعدنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، رزقنا سعادة الدنيا وملكنا زمامها فأصبحنا قادتها ونلنا رضوان الله وفزنا بجنته.. وإن نحن أعرضنا عن سبيله واتبعنا أهواء الغرب ومصالحهم خسرنا الدنيا والآخرة..


((فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ)) سورة طه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي في حزب التحرير
أبو صهيب القحطاني / بلاد الحرمين الشريفين

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات مثل لنفسك أيـها المغرور

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (1 تصويت)
  • قراءة: 1509 مرات

 

مثل لنفسك أيها المغرور يوم القيامة والسماء تمور
إذ كورت شمس النهار وأدنيت حتى على رأس العباد تسير
وإذا النجوم تساقطت وتناثرت وتبدلت بعد الضياء كدور
وإذا البحار تفجرت من خوفها ورأيتها مثل الجحيم تفور
وإذا الجبال تقلعت بأصولها فرأيتها مثل السحاب تسير
وإذا العشار تعطلت وتخربت خلت الديار فما بها معمور
وإذا الوحوش لدى القيامة حشرت وتقول للأملاك أين تسير
وإذا تقاة المسلمين تزوجت من حور عين زانهن شعور
وإذا الموؤدة سئلت عن شأنها وبأي ذنب قتلها ميسور
وإذا الجليل طوى السماء بيمينه طي السجلِّ كتابه المنشور
وإذا الصحائف نشرت فتطايرت وتهتكت للمؤمنين ستور
وإذا السماء تكشطت عن أهلها ورأيت أفلاك السماء تدور
وإذا الجحيم تسعرت نيرانها فلها على أهل الذنوب زفير
وإذا الجنان تزخرفت وتطيبت لفتى على طول البلاء صبور
وإذا الجنين بأمه متعلق يخشى القصاص وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف جنينه كيف المصر على الذنوب دهور؟!

 

 


التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة
الإمام القرطبي

 

 

 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

الأندلس الفردوس المفقود من الفتح إلى السقوط ح13 الجهاد في فرنسا ودور الولاة فيه

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 500 مرات

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته مستمعينا الكرام، ونحييكم في إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، ويتجدد لقاؤنا الأسبوعي معكم ومع سلسلة فتح الأندلس، وسنتحدث اليوم عن فتح الأندلس ونذكر, بعض الولاة الذين كان لهم سبق وظهور حاضر في عملية الجهاد في بلاد فرنسا، فكان منهم على سبيل المثال:


السمح بن مالك الخولاني


من حسنات الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ولاية السَّمْح بن مالك الخولاني رحمه الله على الأندلس، فقد حكم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه المسلمين سنتين ونصف على الأكثر، من سنة تسع وتسعين إلى سنة واحد ومائة من الهجرة، وفي هذه الفترة الوجيزة عمّ الأمن والرخاء والعدل كل بلاد المسلمين، اختار عمر بن عبد العزيز رحمه الله السمح بن مالك الخولاني، ذلك القائد المشهور في التاريخ الإسلامي، وهو القائد الذي انطلق إلى بلاد فرنسا مجاهدا، كان بفرنسا مدينة إسلامية واحدة هي مدينة أربونة، تلك التي فتحها موسى بن نصير رحمه الله بسرية من السرايا، لكن السمح بن مالك الخولاني فتح كل منطقة الجنوب الغربي لفرنسا، ثم أسّس مقاطعة ضخمة جدا وهي مقاطعة سبتمانيا، وتسمى الآن بساحل الريفييرا، وتعد من أشهر المنتجعات السياحية في العالم، يعج بالفجور والفساد بعد أن كان منارا للنور والعدل.


أخذ السمح الخولاني في استكمال الفتوح في جنوب غرب فرنسا، وفي ذات الوقت أرسل يعلم الناس الإسلام، سواء في فرنسا أو في الأندلس إلى أن لقي ربه شهيدا يوم عرفة سنة اثنتين ومائة من الهجرة.


تولى بعد السمح الخولاني بعض الولاة منهم عنبسة بن سحيم رحمه الله، وكان عنبسة قائدا تقيًا ورعًا، وهو الإداري العسكري المشهور، كان مجاهدًا حق الجهاد، وقد حكم بلاد الأندلس من سنة ثلاث ومائة إلى سنة سبع ومائة من الهجرة، وقد وصل عنبسة في جهاده إلى مدينة سانس، وهي تبعد عن العاصمة باريس بنحو ثلاثين كيلو مترا، وباريس هذه ليست في وسط فرنسا وإنما تقع في أقصى الشمال منها، وهذا يعني أن عنبسة بن سحيم قد وصل إلى ما يقرب من سبعين بالمائة من أراضي فرنسا، ويعني هذا أيضا أن سبعين بالمائة من أراضي فرنسا كانت بلادًا إسلامية، والتي ستعود إلى حظيرة الإسلام بعودة دولة الخلافة الراشدة الثانية قريباً إن شاء الله، وقد استشهد عنبسة بن سحيم رحمه الله وهو في طريق عودته.


بعد استشهاد عنبسة رحمه الله بدأت الأمور في التغير؛ فقد تولى حكم الأندلس من بعده مجموعة من الولاة على غير عادة السابقين، كان آخرهم رجل يدعى الهيثم الكلابي، وكان عربيًا متعصبًا لقومه وقبيلته.


ومن هنا بدأت الخلافات تدب بين المسلمين، المسلمون العرب من جهة والمسلمون البربر من جهة أخرى، خلافات بحسب العرق وبحسب العنصر، وهو أمر لم يحدث في تاريخ المسلمين منذ فتح المسلمون هذه المناطق حتى هذه اللحظة.


هذه القومية نفسها التي كانت إحدى أسباب سقوط الخلافة، والتي حذرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منها فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله عز وجل أذهب عنكم عُبّيّة الجاهلية وفخرها بالآباء، الناس بنو آدم وآدم من تراب، مؤمن تقي، وفاجر شقي، لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان( الخنفساء) التي تدفع النتن بأنفها) رواه الترمذي.


لم تمر خلافات العصبيات هذه مرور الكرام، وإنما دارت معارك ومشاحنات بين المسلمين العرب وبين المسلمين البربر، حتى منّ الله على المسلمين بمن قضى عليها ووحّد الصفوف من جديد، وبدأ يبث في الناس روح الإسلام الأولى التي جمعت بين البربر وبين العرب، والتي لم تفرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، ذلك هو عبد الرحمن الغافقي رحمه الله.


بعد أن وحّد عبد الرحمن الغافقي المسلمين وتيقن أن قوة الإيمان قد اكتملت، توجه بهم ناحية فرنسا ليستكمل الفتح من جديد، ودخل مناطق لم يدخلها السابقون، فوصل إلى أقصى غرب فرنسا، وأخذ يفتح المدينة تلو المدينة، ففتح مدينة آرل ثم مدينة بودو (وهي موجودة الآن) ثم مدينة طلوشة ثم مدينة تور ثم وصل إلى بواتيه، وهي المدينة التي تسبق باريس مباشرة، والفارق بينها وبين باريس حوالي مائة كيلو متر تقريبا إلى الغرب منها، وبينها وبين قرطبة حوالي ألف كيلو متر، أي أنه توغل كثيرًا جدًا في بلاد فرنسا في اتجاه الشمال الغربي.


وفي مدينة بواتيه عسكر عبد الرحمن الغافقي في منطقة تسمى البلاط (البلاط في اللغه الأندلسية تعني القصر)، عند قصر قديم مهجور كان بها، ثم بدأ في تنظيم جيشه لملاقاة جيش النصارى، وكان عدد جيشه يصل إلى خمسين ألف مقاتل؛ ولذا تُعد حملة عبد الرحمن الغافقي هي أكبر حملة تدخل إلى بلاد فرنسا.


رغم ضخامة حملة عبد الرحمن الغافقي تلك إلا إنه كانت هناك مشكلة كبيرة تكاد تفتك بها، وهي أن هذه الحملة كانت قد فتحت مدنا كثيرة حتى وصلت إلى بواتيه، ومن ثم فقد جمعت من الغنائم الكثير الذي زاد وثقل في أيدي المجاهدين، وهنا بدأ المجاهدون ينظرون إلى هذه الغنائم ويفتنون بهذه الأموال الضخمة التي حصّلوها.


ونتيجة هذا فقد اشتهر بين الناس فكرة العودة إلى بلاد الأندلس لحفظ هذه الغنائم هناك حتى لا يحصل عليها الفرنسيون، لكن عبد الرحمن الغافقي رحمه الله جمع الناس وقال مخاطبا إياهم: ما جئنا من أجل هذه الغنائم، وما جئنا إلا لتعليم هؤلاء الناس هذا الدين، ولتعبيد العباد لرب العباد سبحانه وتعالى، وأخذ يحفزهم على الجهاد والموت في سبيل الله، ثم انطلق بالجيش إلى بواتيه رغما عن أنف الجنود.


عندما وصل عبد الرحمن الغافقي بالجيش إلى بواتيه ظهرت ثمة أمور أخرى جديدة؛ فقد تجددت العصبيات التي كانت قد اندحرت في بلاد الأندلس بين العرب والبربر؛ وذلك بسبب كثرة الغنائم، فقد اختلفوا في توزيعها رغم أنه معروف ومتفق عليه، أخذ كلّ ينظر إلى ما بيد الآخر، وكلّ يريد الأكثر، يقول العرب أنهم أحق لأفضليتهم، ويقول البربر نحن الذين فتحنا البلاد، ونسي الجميع أن الفاتحين الأوائل ما فرقوا أبدًا بين عرب وبربر، بل وبينهم وبين من دخل الإسلام من الأندلسيين بعد ذلك،


وإضافة إلى العصبية وحب الغنائم والحرص عليها فقد اجتمع إلى جوارهما الزهو والاغترار بالكثرة والعدد الضخم، فخمسون ألفا من المجاهدين عدد لم يسبق في تاريخ الأندلس، فأخذتهم العزة، وظنوا أنهم لن يغلبوا بسبب كثرتهم هذه، ومن بعيد تلوح في الأفق حُنينًا جديدة {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ{ [التوبة:25] فالمسلمون لم ينتصروا أبدًا بعدتهم ولا عتادهم، وإنما كانوا ينتصرون بطاعتهم لله ومعصية عدوهم له سبحانه وتعالى، وللأسف الشديد فرغم وجود هذا القائد التقي الورع إلا أن عوامل الهزيمة داخل الجيش الإسلامي كانت كثيرة وأقوى منه.


نأتي الآن إلى ختام حلقتنا لهذا اليوم، ونطل عليكم الأسبوع القادم إن شاء الله، نستكمل أحداث سلسلتنا، فإلى ذلك الحين نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبته : أم سدين

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع