بيان صحفي النظام في الأردن شريك لبشار في إجرامه!
- نشر في الأردن
- قيم الموضوع
- قراءة: 397 مرات
إستماع التسجيل الصوتي ممكن بواسطة إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ومشاهدة التسجيل المصور ممكن من موقع إعلاميات حزب التحرير
إستماع التسجيل الصوتي ممكن بواسطة إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ومشاهدة التسجيل المصور ممكن من موقع إعلاميات حزب التحرير
أَخْبَرَنَا كهمس بن الحسن عَن أبي السليل عَن غنيم بن قيس قَالَ: كنا نتواعظ في أول الإسلام بأربع كنا نقول اعمل في شبابك لكبرك واعمل في فراغك لشغلك واعمل في صحتك لسقمك واعمل في حياتك لموتك.
عَن عَمْرو بن ميمون قَالَ اعملوا في الصحة قبل المرض وفي الحياة قبل الموت وفي الشباب قبل الكبر وفي الفراغ قبل الشغل
عَنِ الْحَسَنِ أنه كان يقول ابن آدم إياك والتسويف فإنك بيومك ولست بغدك فإن يَكُنْ غدٌ لك فَكِسْ في غدٍ كما كِسْتَ في اليوم وإن لم يكن لك غدٌ لم تندم على ما فرطت في اليوم.
عَن عون بن عَبد الله أنه كان يقول كم من مستقبل يوما لاَ يستكمله ومنتظر غدا لاَ يبلغه لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره.
عَنِ الْحَسَنِ أنه قَالَ إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداوما في طاعة الله فبغاك وبغاك فرآك مداوما ملك ورفضك وإذا كنت مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك
الزُّهْدُ والرَّقائِقُ
لأَبي عَبد الرحمن عَبد الله بن المبارك
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
أيها المؤمنون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الدعاء والاستغاثة من أنواع العبادة التي تصرف لله وحده، ومن صرف لغير الله شيئا من خصائص الله فقد أشرك. قال تعالى: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين(106) وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ). (يونس 107) والظالمون هم المشركون. ويمسسك: أي يصيبك. والضر: هو كل ما يسوء العبد من فقر، أو مرض، أو غير ذلك.
أيها المؤمنون:
من خلال الآية الكريمة نلحظ الآتي: الاستغاثة: هي طلب الغوث، وهو إزالة الشدة، ولا يكون إلا من مكروب، وقد استغاث النبي صلى الله عليه وسلم بربه يوم بدر لما نظر إلى كثرة المشركين فأمده الله بالنصر، قال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم). (الأنفال 6) وهي قسمان: استغاثة محرمة: وهي استغاثة بميت، أو غائب، فيما لا يقدر عليه، وهي شرك. واستغاثة جائزة: وهي الاستغاثة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه كما في قوله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه). (القصص 15)
دعاء غير الله شرك:
نهى الله سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يدعو أحدا من دونه من سائر المخلوقات العاجزين عن دفع الضر، والنهي عام لجميع الأمة، ولكن خاطب الله تعالى به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليتأسى به غيره، لأن ذلك أبلغ في الزجر والتحذير وإلا فهو مبرأ منه صلى الله عليه وسلم.
ثم بين سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه لو دعا غيره لكان من جملة الظالمين، قال سبحانه وتعالى: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين). (يونس 106)
فدعاء ما دون الله تعالى والاستغاثة بهم شرك، فهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فضلا عن أن ينفعوا غيرهم فكيف يتوجه إليهم بالدعاء من دون الله؟
الله سبحانه كاشف الضر وحده:
إن ما يصيب العبد من فقر، أو مرض، أو غير ذلك من أنواع الضر لا يكشفه إلا الله وحده، وإن أصابه خير فلا أحد يرد فضله. قال صلى الله عليه وسلم: " ...واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك". (رواه الترمذي:2521). فالله سبحانه وتعالى هو المتفرد بالملك والعطاء، والمنع، والنفع، والضر، فيلزم من ذلك أن يكون المدعو هو وحده لا شريك له، قال تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا يضرك فإن هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم). (يونس 107).
أقسام الدعاء:
الدعاء أعم من الاستغاثة؛ لأنه يكون من مكروب وغيره، والاستغاثة لا تكون إلا من المكروب، وينقسم الدعاء إلى قسمين:
أولا: دعاء عبادة: وهو كل ما يتقرب به إلى الله من الأعمال الصالحة رجاء ثوابه وخوفا من عقابه كالصلاة، والصيام، وتلاوة القرآن، والصدقة، والتسبيح، وغير ذلك، فيجب أن يصرف لله وحده، وصرفه لغيره شرك.
ثانيا: ودعاء مسألة: وهو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع، أو دفع ضر كأن يطلب من ربه صحة في بدنه، أو كشف بلاء حل به. فعلى العبد أن ينزل حوائجه بربه، فهو سبحانه الذي يجيب دعوة الداعين ويفرج كرب المكروبين، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم). (غافر:60).
أيها المؤمنون:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أيها المسلمون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق: عنوان حلقتنا لهذا اليوم هو: "هكذا يكون المقتدى بهم". روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس. ولقد فزع أهل المدينة ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري، ما عليه سرج في عنقه السيف، وهو يقول: يا أيها الناس، "لن تراعوا, لن تراعوا". يردهم، ثم قال: وجدناه بحرا أو إنه لبحر. يعني الفرس.
لقد سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى مكان الصوت, ثم عاد ليطمئنهم, ويهدئ من روعهم ويقول لهم: "لن تراعوا, لن تراعوا". وهكذا يكون المقتدى بهم. إن أزمة الأمة في هذه الأيام هي أزمة المقتدى بهم.. لقد ابتليت أمة الإسلام بأسماء لا مسميات لها، وبألقاب تفتقر إلى مضمون. لذا كثر المتكلمون وقل المؤثرون، ونمقت العبارات وشوهت الحقائق. وما أجمل ما نقله الماوردي عن علي بن أبي طالب حيث قال: "إنما زهد الناس في طلب العلم لما يرون من قلة انتفاع من علم بما علم، وكان يقال: "خير من القول فاعله! وخير من الصواب قائله! وخير من العلم حامله!". ثم تبعه مالك بن دينار, فأطلق صيحته المدوية قائلا: "إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا".
إن الحقيقة التي ينبغي أن يدركها حاملو الدعوة الإسلامية هي أنهم بمجرد التزامهم بالإسلام ومطالبتهم بتحكيمه واعتباره منهج حياة، بمجرد هذا الالتزام فإن الناس ينظرون إليهم نظرة دقيقة ويضعونهم تحت رقابة مجهرية. فرب عمل يقوم به المسلم الملتزم لا يلقي له بالا هو في حساب عامة الناس من الكبائر لأنهم يعدونه قدوة لهم. ومن ثم فإن حياة حامل الدعوة وسلوكه وطبيعة تصرفاته واهتماماته ليست ملكا له وحده، فهو ليس حرا يفعل ما يشاء، ويدع ما يشاء، بل ينبغي أن يزن كل حركة وكل سكنة, وأن يدرك تأثيرها على الناس؛ لذا قال أحد السلف: "كنا نخوض ونلعب فلما وجدنا أنه يقتدى بنا أمسكنا".
ودخل المروزي على الإمام أحمد بن حنبل فقال له: "يا أستاذ، قال الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم} فقال الإمام أحمد: يا مروزي اخرج انظر أي شيء ترى؟ قال المروزي: فخرجت إلى رحبة دار الخليفة فرأيت خلقا من الناس لا يحصي عددهم إلا الله، والصحف في أيديهم والأقلام والمحابر في أذرعتهم. فقال لهم المروزي: أي شيء تعملون؟ قالوا: ننظر ما يقول أحمد فنكتبه، قال المروزي: مكانكم، فدخل إلى أحمد بن حنبل فقال له: رأيت قوما بأيديهم الصحف والأقلام ينتظرون ما تقول فيكتبونه.. فقال أحمد: يا مروزي أضل هؤلاء كلهم؟ أقتل نفسي ولا أضل هؤلاء". إننا بحاجة إلى أمثال هؤلاء حاملي الدعوة المقتدى بهم؛ كي يقوموا بدور المرشد والموجه والمشجع لأفراد المجتمع؛ ليكونوا أعضاء صالحين في أنفسهم مصلحين لغيرهم, فتكون في الدولة الإسلامية نماذج مقتدى بهم في جميع النواحي التربوية والدعوية والإيمانية والاجتماعية وغيرها. بقي أن نقول: إن مسئولية إيجاد هؤلاء المقتدى بهم هي مسئولية مشتركة بين الدولة وأفراد الأمة في المجتمع ... فالدولة الإسلامية بما تمتلكه من وسائل إعلامية مختلفة ومناهج وكتب مدرسية, تستطيع العمل على تنمية المقتدى بهم وتطويرهم وتوجيههم وتحفيزهم والاهتمام بهم, وتوفير ما تحتاجه القدوة الصالحة من علم ومعرفة، هذا بالإضافة إلى توفير الأدوات والوسائل التي تعين هؤلاء المقتدى بهم كي يحافظوا على ورعهم وتقواهم وتقوية صلتهم بالله تعالى. وفي الجانب الآخر فإن أفراد الأمة في المجتمع الإسلامي, وحاملي الدعوة على وجه الخصوص, يتحملون جزءا كبيرا من المسئولية، فمن غير المقبول للمقتدي أن يبقى عاجزا لا هم له إلا فتح فمه ليلقم مستلزمات القدوة تلقيما، فإن ذلك من الصعوبة بمكان. ومن هنا كان لا بد للمقتدى بهم أو من يراد لهم أن يكونوا من المقتدى بهم أن يبادروا بأنفسهم, فيطوروا قدراتهم وينموا معارفهم ويعتنوا بإيمانهم وقلوبهم؛
ليكونوا من الذين يقتدى بهم بحق, وتذكروا قول الشاعر.
يا أيهـا الرجـل المعلـم غيـره هـلا لنفسك كان ذا التعليـم
تصف الدواء لـذي السقام وذي الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
أتراك تصلـح بالرشـاد عقولـنا أبـدا وأنت من الرشـاد عقيـم
لا تنه عن خلـق وتأتـي مثلـه عـار عليك إذا فعلت عظيـم
ابـدأ بنفسك فانههـا عن غيـها فـإذا انتهت عنـه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما وعظت ويقتـدى بالعلـم منك وينفـع التعليـم
إن أصحاب الهمم العالية تأبى نفوسهم أن يكونوا هملا لا تأثير لهم، ولذا كان من دعاء المؤمنين: {واجعلنا للمتقين إماما}. (الفرقان74) يقول قتادة معلقا على هذه الآية: "أي قادة في الخير ودعاة هدى يؤتم بنا في الخير". ,إنه مضمار سباق! فرحم الله عبدا شمر فسابق فسبق، وجزى الله خيرا من قاد نفسه فألزمها سبيل الجد والاجتهاد، إذ لا مكان اليوم للضعفاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد احمد النادي