الخميس، 01 محرّم 1447هـ| 2025/06/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن

التاريخ الهجري    1 من محرم 1447هـ رقم الإصدار: 1447 / 01
التاريخ الميلادي     الخميس, 26 حزيران/يونيو 2025 م

 

بيان صحفي

 

كيف تولد الدول العظيمة في مهدها

 

صحيح أن الدول العظيمة لا تولد بين عشية وضحاها، ولكن لا شك أنها تقوم على مبدأ ينبثق عنه نظام، عند ولادتها تجسدت فكرتها في جماعة ضحت بالغالي والنفيس ونصرتها عمليا في كيانها فولدت دولتها، ثم انطلقت تشق طريقها نحو القيادة العالمية بمبدئها وتحقيق العدل والرحمة بمقاييس الفطرة الربانية في عقود زمنية قليلة، فكان لا بد للأمة التي تريد حقاً أن تستعيد مكانتها المرموقة بين الأمم ليس نحو العالمية فحسب بل لعودتها لحمل رسالتها للعالم وفرض قيادتها الفكرية وهيمنتها على أفكار الظلم والاستبداد والعبودية والتحرر فكريا وماديا، أن تتجاوز العواطف والسطحيات ولغة الكلام إلى الأفعال.

 

وما أيسر الطريق نحو إقامة مثل هذه الدولة وما أوضح معالمه، خاصة إذا كانت هذه الدولة قد أقيمت من قبل وبلغت مكانة عظيمة بين الأمم لأكثر من عشرة قرون، وتواترت تفاصيل وخطوات إقامتها والقواعد التي بنيت عليها، فهكذا ولدت الدولة العظيمة التي نتحدث عنها، وهذه هي الطريقة التي سار عليها قائدها محمد ﷺ وصحابته رضوان الله عليهم في إقامتها بعدما أخذ نصرة أهل يثرب، وهي طريقة ثابتة موصلة لغاية إقامة الدولة الإسلامية لأنها وحي من الله سبحانه وتعالى.

 

إن الأمة الإسلامية، خير أمة أخرجت للناس، تعيش أصعب سنواتها منذ ما يزيد على القرن، فقد انتهكت أراضيها واحتلت، وسرقت خيراتها وثرواتها، ويباد أهلها في غزة والضفة يومياً منذ عامين، وابتعدت أفرادا وجماعات ودولا عن الإسلام وتطبيق أحكامه، واستهانت بمعصية الله، وتراجع لديها مفهوم الأخوة في الدين واقتصر على المشاعر، أمام هويات وطنية وقومية منتنة فرقتها ولم تجمعها وهوت بها إلى الحضيض، روابط نهى عنها الإسلام، وفرضها الغرب الكافر المستعمر عبر أنظمة خائنة لدينها ولشعوبها، نصبها لتقوم بهذه المهمات الشيطانية، وأوجد لها أوساطا سياسية فاسدة من جنسها، فأصبحت قضايا المسلمين يتحكم بها الغرب الكافر، يبدأ الحرب على بلادهم ويديرها مع أدواته كيفما يريد وينهيها عندما يريد حسب مصالحه، كما شاهدنا في الحرب الأخيرة بين إيران وكيان يهود.

 

ثم يتساءل المسلمون وهم يتوقون للخروج من هذه المآزق والقضايا التي دمرت كينونتهم وجعلتهم يشعرون بالعجز والهوان، عن الحل لقضاياهم المصيرية والمتفرعة، فلا أقل من إدراكهم أولا أنهم يعيشون واقعا فاسدا يحتاج إلى التغيير الجذري الشامل لأن الحلول الجزئية - مثل الإصلاح والتماهي مع واقع حكامهم - لا يجدي وإنما يطيل عمر الفساد، وقد استفحل الغزو الثقافي الغربي في نمط تفكيرهم وسلوكهم، وهو واقع يتعاظم مع ضرب علاقة الأمة بالإسلام وجعله الحاكم على أمورهم، فكان لا بد من ضرب العلاقة وفك أي ارتباط للأمة مع حكامها وإقصائهم عن الحكم هم وأوساطهم السياسية.

 

إن وجود الأحزاب السياسية الفاعلة في الأمة والهاضمة لفكرة الإسلام وطريقته في التغيير، والتي ينفرد بها حزب التحرير، لها الدور الأكبر في تحميل الأمة مبدأها وإيجاد الحاضنة الشعبية للرأي العام بجعل عودة دولة الخلافة قضيتهم المصيرية، يستوجب التضحية والكفاح للتغيير الجذري المنشود، مع العاملين لعودة دولتهم الغائبة منذ قرن، فهذا الواجب هو فرض على الأمة بمجملها وليس على الحزب وحده، الذي يسعى مع الأمة وبها لبناء دولة الإسلام من جديد وليس استلام حكم فحسب، ثم لا يكون للإسلام أثر في الحكم وتستبدل الوجوه بوجوه، كما حدث عن قريب، فتبقى العلاقات والسياسات كما أرادها الكفار ويبقى حال المسلمين كما هو، تتحكم في مصائرهم قوى الكفر والاستبداد والفجور!

 

أيها المسلمون: يا من تعيشون ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، حق عليكم وأنتم تعرفون لماذا كان تأريخ الهجرة، أعظم حدث في تاريخكم، وهو انتقال الإسلام من النظرية إلى التطبيق، في ظل الدولة العظيمة التي أقامها الرسول ﷺ في المدينة المنورة، وطهر فيها الجزيرة العربية من كل شرك بالله، وانطلق حاملا رسالة الإسلام إلى العالم، وتبعتها خلافة راشدة على منهاج النبوة، كانت نمطا يحتذى في الحكم والإدارة في الداخل والخارج بمعية وسطه السياسي من الصحابة رضوان الله عليهم.

 

فيا أيها المسلمون: إن كنتم تريدون حقا العزة والكرامة والنصر والانعتاق من الاستعمار ومن حكامكم المستبدين ومن القوانين الدولية الطاغوتية، فما عليكم حقا إلا أن تقوموا عمليا بالذي كانت الهجرة من أجله، وهو إقامة الدولة الإسلامية، وقد بين حزب التحرير كيفية إقامتها، فاعملوا معه لإقامتها، وبهذا فقط يكون للهجرة معنى حقيقي عملي، فهكذا تولد الدولة العظيمة، التي تصارع قوى الكفر والعدوان وتكون ندا مهيمناً يكتب له النصر عليهم بإذن الله، كما ولدت الدولة العظيمة التي أقامها نبي الهدى والرحمة ﷺ.

 

﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية الأردن
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://www.hizb-jordan.org/
E-Mail: info@hizb-jordan.org

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع