الجمعة، 03 محرّم 1447هـ| 2025/06/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نَفائِسُ الثَّمَراتِ من تعلم العلم ليباهي به العلماء

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 442 مرات


روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله عز وجل، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) يعنى ريحها‏.‏


وقال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ (من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، فهو في النار) رواه الترمذي

 

مختصر منهاج القاصدين
ابن قدامة المقدسي

 

إقرأ المزيد...

معالم الإيمان المستنير- من أسماء الله الحسنى - الرحمن الرحيم ج2

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1481 مرات


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:


من رحمة الله بنا في الدنيا أنه وفر لنا كل مقومات الحياة على الأرض من قبل أن يخلقنا. فالشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض، وهذا البعد الثابت يضمن لنا قدرا ثابتا من الحرارة، لا يزيد فتقتلنا الحرارة، ولا ينقص فتقتلنا البرودة. والهواء يحيط بنا ويحوي الأوكسجين اللازم لعملية التنفس وأكسدة المواد الغذائية كي تنطلق الطاقة التي تكفل للجسم القيام بوظائفه، والماء الذي يمثل معظم مساحة الكرة الأرضية بما له من وظائف غير محصورة في جسم الإنسان، هذا فضلا عن استخدامه في الطهارة التي تقي الإنسان شر الأمراض والآفات.


ومن رحمته عز وجل أنه جعل في الهواء من الخاصية ما يمكنه من حمل الطيور والطائرات. وجعل في الماء من الخاصية ما يمكنه من حمل السفن العملاقة التي تحمل الناس وبضائعهم إلى أماكن بعيدة. قال تعالى: (ومن آياته الجوار‌ في البحر‌ كالأعلام * إن يشأ يسكن الر‌يح فيظللن ر‌واكد على ظهر‌ه إن في ذلك لآيات لكل صبار‌ شكور). (الشورى33)


ومن رحمة الله عز وجل بعباده أنه خلق لهم من الأنعام ما ينتفعون بها في أكلهم وشربهم, ولباسهم وحلهم وترحالهم وحمل أثقالهم إلى بلاد لم يكونوا بالغيها إلا بشق الأنفس. قال تعالى: (والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمال حين تر‌يحون وحين تسر‌حون * وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ر‌بكم لر‌ءوف ر‌حيم). (النحل7)


ومن رحمته سبحانه أنه وضع في الكون عناصر ومواد، تستخدم في هذا العصر. كالموجات الكهرومغناطيسية في الاتصالات، والبترول في الطاقة، واليورانيوم المستخدم في توليد الكهرباء، وصناعة القنابل النووية، وغيرها كثير.


ومن رحمته أنه جعل لنا الليل سكنا لنجد فيه الراحة والسكينة بعد عناء العمل، وجعل لنا النهار للسعي واكتساب القوت، فقال عز وجل: (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون). (القصص73)


ومن رحمته أنه أرسل الرسل بالرسالات إلى الناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وأرسل رسوله محمدا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم خاتم الأنبياء والمرسلين بالهدى ودين الحق ليكون رحمة للعالمين، فقال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). (الأنبياء107) وقال: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون). (الأنعام155)


والقرآن الكريم هو الرحمة العظمى التي جاد بها الله عز وجل على بني آدم. وهو الذي أخرج المؤمنين من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، ونقلهم من العقائد الواهية التي بنيت على الوهم والظن إلى عقيدة قويمة بنيت على اليقين الذي لا يقبل الشك. فمن آمن بالقرآن الكريم واتبع أوامره وانتهى عن نواهيه كان له نورا وشفاء ورحمة، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: (وننزل من القر‌آن ما هو شفاء ور‌حمة للمؤمنين). (الإسراء82) وقال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين). (النحل89)


ومن رحمته تبارك وتعالى أنه جعل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في قلب رسولهم رأفة ورحمة بهم، فقال جل وعلا: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم). (التوبة128) والله تبارك وتعالى واحد أحد متعدد الصفات، ولكل صفة مجال للعمل، فهو رحمن رحيم وهو في الوقت نفسه شديد الانتقام, وشديد العقاب, وشديد العذاب. فصفة الرحمة لها موجبات، فإذا تحققت موجباتها حلت الرحمة. وصفة الانتقام لها موجبات، فإذا تحققت موجباتها حل الانتقام. ولا تعارض بين هذا وذاك.


نسأل الله تعالى موجبات رحمته, ونعوذ بالله من موجبات نقمته وعذابه آمين.


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

إقرأ المزيد...

تأملات في كتاب من مقومات النفسية الإسلامية الحلقة المائـة وسبع

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 460 مرات


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المسلمون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق: عنوان حلقتنا لهذا اليوم هو: "أدب الحديث". وهو ثلاثة أقسام: أدب التدريس, وأدب الخطبة, وأدب الجدل.


القسم الثالث: أدب الجدل: ومما أوصى به علماء المسلمين في قوانين الجدل وآدابه:


ثامنا: الإجمال في الخطاب بحيث يكون كلامه يسيرا جامعا بليغا، فالإكثار من الكلام يورث الملل، فوق أنه مظنة السقط والخلل والخطأ.


تاسعا: أن يتفق مع خصمه على أصل يرجعان إليه، وهو مع الكافر لا يكون إلا عقليا، أما مع المسلم فالأصل إما العقل وإما النقل، فالعقل هو المرجع في العقليات, وأما في الشرعيات فالنقل هو الأصل، لقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}. (النساء 59) أي إلى الكتاب والسنة.


عاشرا: الكافر لا يجادل في فروع الشريعة؛ لأنه لا يؤمن بأصلها، فلا يجادل ولا يناظر في الزواج من أربع، ولا في شهادة المرأة، ولا في الجزية، ولا في المواريث، ولا في تحريم الخمر، ولا غيرها، ويقتصر معه في التحاور على أصول الدين التي أدلتها عقلية، لأن الغرض من الجدل هو نقله من الباطل إلى الحق، ومن الضلال إلى الهدى، ولا يكون ذلك إلا بنقله من الكفر إلى الإيمان. كما لا يناظر النصراني ببطلان البوذية أو اليهودية، بل إن الكلام معه، في هذا وأشباهه، لا يعد جدلا، فالنصراني ليس بوذيا ولا يهوديا حتى تنقله منهما إلى الحق، وإنما يكون الكلام معه في عقيدته الباطلة، لنقله منها إلى الإسلام.


ولذلك لا يقال: "نتحاور فيما اتفقنا عليه، ونترك ما اختلفنا فيه"؛ لأننا مأمورون بجدالهم، والجدال لا يكون إلا فيما اختلفنا فيه، أما لو اتفق النصراني أو الرأسمالي مع المسلم على أن البوذية أو الشيوعية أو الاشتراكية مستقبحة عقلا، وتكلما حولها، فإن هذا الكلام لا يسمى تحاورا ولا جدلا، وهو لا يبرئ ذمة المسلم من وجوب محاورته وجداله حتى ينقله إلى الإسلام.


وكذلك لا يقال: "نتحاور مع الكفار فيما اتفقنا عليه، ونذر ما اختلفنا فيه إلى يوم القيامة، فيحكم الله ما يشاء عندئذ ويفصل بيننا". لا يقال هذا بمعنى أنه يغني عن جدالهم؛ لأننا مأمورون بجدالهم فيما اختلفنا فيه، وإن لم نفعل نكن مقصرين. نعم إن الحكم لله في الدنيا والآخرة، لكن لا يجوز أن نخلط بين ما هو من فعل الله سبحانه وبين ما كلفنا به، فهذه حجة المقصر، بل شغب المقصر الذي لا دليل عنده, ولا حتى شبهة دليل.


حادي عشر: أن لا يرفع صوته إلا بالقدر الذي يلزم لإسماع من عنده، وأن لا يصيح في وجه خصمه. حكي أن رجلا من بني هاشم اسمه عبد الصمد، تكلم عند المأمون، فرفع صوته، فقال المأمون: لا ترفع صوتك يا عبد الصمد، إن الصواب في الأسد لا الأشد. ذكره الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.


ثاني عشر: أن لا يستحقر خصمه ويستصغر شأنه. لما ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة استصغروا سنه، فقال له رجل: كم سن القاضي أعزه الله؟ فقال: سن عتاب بن أسيد حين ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، فجعل جوابه احتجاجا. وفي هذا الشأن قال الشاعر:


لا تحقرن صغيرا في مخاصمة إن البعوضة تدمي مقلة الأسد


ثالث عشر: أن يصبر على شغب الخصم، ويحلم عنه، إلا أن يكون سفيها، فيترفع عن جداله ومشاغبته.


رابع عشر: أن يتجنب الحدة والضجر. قال ابن سيرين: الحدة كنية الجهل. يعني في الجدل. ذكر الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" قال: "حدثني هارون بن أبي يحيى، عن رجل من قريش قال: قال بعض الأنصار: "رأس الحمق الحدة، وقائده الغضب، ومن رضي بالجهل استغنى عن الحلم، الحلم زين ومنفعة، والجهل شين، والسكوت عن جواب الأحمق جوابه" والشين: العيب والنقيصة والقبح. وأما ما رواه الطبراني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعتري الحدة خيار أمتي" ففيه سلام بن مسلم الطويل وهو متروك. وما رواه الطبراني عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيار أمتي أحداؤهم الذين إذا غضبوا رجعوا" ففيه نعيم بن سالم بن قنبر وهو كذاب.


خامس عشر: إذا جادل من هو أعلم منه فلا يقول: أخطأت، أو كلامك غلط، وإنما يقول: أرأيت لو قال قائل أو اعترض معترض فقال: كذا وكذا. أو أن يعترض بصيغة المسترشد، كأن يقول: أليس الصواب أن يقال: كذا.


سادس عشر: أن يتأمل ما يأتي به الخصم ويفهمه ليتمكن من الرد، وأن لا يعجل بالكلام قبل أن ينهي خصمه كلامه. عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول: لا خير في جواب قبل فهم. وليس من الأدب أن يقطع كلام خصمه. أما إذا كان الخصم مماريا لجوجا ثرثارا متشدقا، فالأصل أن لا يناظره إذا كان يعلم ذلك منه، وإذا اكتشفه أثناء المناظرة نصحه، فإن لم يرعو قطع مكالمته.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد احمد النادي

 

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع