الإثنين، 27 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات تفكر في عُمر مضى كثيره

  • نشر في من الصحابة والسلف
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1180 مرات

 

أيها العبد‏:‏ تفكر في عُمر مضى كثيره وفي قدم ما يزال تعثيره وفي هوى قد هوى أسيره وفي قلب مشتت قد قل نظيره وتفكر في صحيفة قد اسودت وفي نفس كلما نصحت صدت وفي ذنوب ما تحصى لو أنها عدت.

 

 

المواعظ
لابن الجوزي

 

وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

 

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف باب وجوب صوم رمضان

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 388 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في " باب وجوب صوم رمضان":


حدثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ حدثنا إسماعيلُ بنُ جعفرٍ عن أبي سُهيلٍ عن أبيهِ عن طلحةَ بنِ عُبيدِ الله، أنّ أعرابياً جاء إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ثائرَ الرأسِ فقال: يا رسولَ الله أخبرني ماذا فرضَ اللهُ عليَّ من الصلاة؟ فقال: الصلواتُ الخمس، إلا أنْ تَطَوَّعَ شيئاً. فقال: أخبرني ما فرضَ اللهُ عليَّ من الصيام؟ فقال: شهرُ رمضان، إلا أنْ تَطَوَّعَ شيئاً. فقال: أخبرني بما فرضَ اللهُ عليَّ من الزكاة؟ فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائعَ الإسلام. قال: والذي أكرمك لا أتطوعُ شيئاً ولا أُنْقِصُ مما فرضَ اللهُ عليَّ شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إنْ صَدَقَ، أو دخل الجنة إن صدق.


أيها الإخوة الكرام:


إن ممّا جاء في الحديث، أن الصومَ فرضُ عينٍ على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ، فهو ركنٌ من أركانِ الإسلامِ الخمسة، وقد ثبت وجوبُهُ بالقرآنِ، والسنة، والإجماع، فقال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ". وقال تعالى:" فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ".


وقد أجمع الصحابة والمسلمون من بعدهم على فَرْضِيَّةِ الصوم، وعاش المسلمون في عهد الإسلام شهورَ رمضانَ، صياماً وقياماً وتعبداً وذكراً وطاعةً وتقوى، بعيدين عن كل ما يُنَغِّصُ حياتَهم التعبدية، فأَعْطَوْا رمضانَ حقَّهُ الذي عليهم، ونَهَلوا منه ما نَهَلوا، وتمتعوا بهذه العبادة أيَّما تمتع.


إلا أننا اليوم نستقبلُ رمضانَ، هذا الضيفَ الكريمَ، وحالُنا لا يَسُرُّ صديقاً، نستقبل هذا الضيفَ بالدماءِ التي تسيلُ من أبناءِ هذه الأمةِ، في كافةِ الميادين، فأينما وضعت إصبعك على خارطة المسلمين، رأيت جرحاً غائراً، ونَزْفاً يتدفقُ، نستقبلُ هذا الشهرَ الكريمَ، بالحكامِ الذين أشبعوا الأمةَ بالمسلسلاتِ الساقطةِ، والمسابقاتِ والفوازيرِ والمسرحياتِ الهابطة، وخِيَمٍ أطلقوا عليها زُوراً وبهتاناً خِيَماً رمضانية، ورمضانُ منها بريء، وغير ذلك الكثيرُ الكثيرُ من البرامج التي تَهْدِفُ إلى إبعادِ الأمةِ عن هذا الفرضِ العظيمِ، ما جعل المسلمين، يفقدون هذه المتعةَ في التعبد، وجعلهم يستصعبونَ هذه العبادةَ، حتى إنَّ بعضَهم تركها، أو صامها خَجَلاً وتماشياً مع الواقع والأعراف.


أيها المسلمون: إن رمضانَ حتى يُعاشَ كما أمَرَ اللهُ، لا بدَّ من اكتمالِ تطبيقِ الإسلامِ، فأحكامُهُ آخِذٌ بعضُها برقابِ بعضٍ، لا بدَّ من نظامٍ سياسيٍّ يَجْمَعُ شَمْلَ الأمةِ أولاً، فيشعرَ المسلمُ أنه عزيزٌ، وأنّ هناك مَنْ يحميْهِ ويدافعُ عنه، ولا بد من نظامٍ اجتماعيٍّ، يَمْشِيْ المسلمُ من خلالِهِ في الأسواقِ فلا يرى كاسياتٍ عارياتٍ، ولا بد من نظام تعليمي، يتعلمُ من خلالِهِ المسلمُ أمورَ دينِه ودنياه، فلا يُعلّمُ أو يتعلمُ "خَمْرِيَّاتِ أبي نُوَاسٍ" في هذا الشهرِ الكريمِ ولا في غيرِهِ. ولا بد من نظام قضائي واقتصادي وغيرِه من الأنظمة التي تديرُ دِفَّةَ المجتمع على أساس الإسلام. هذه كلُّها أجواءُ رمضانَ، وليستْ أجواؤُهُ السَّهَرَاتِ الرمضانيةَ ومبارياتِ كرةِ القدمِ ومسابقاتِ الْجَمالِ والألعابِ، فهذا الضَّياعُ جعلَ رمضانَ ضيفاً ثقيلاً على بعضِ المسلمين. ويَعُدُّهُ بعضُهم شهرَ أكلٍ وشربٍ، وشهرَ سهَراتٍ، وشهرَ مسلسلاتٍ وأفلامٍ.


وحتى يعودَ إلى عُهودِهِ، شهرَ العزةِ والانتصارات، شهرَ بدرٍ وفتحِ مكةَ وحطينَ وعينِ جالوتَ، لا بد من عودةِ أجواءِ الإسلام، فَتُطَبَّقَ الأحكامُ وأنظمةُ الإسلام، في كافة المجالات، وعلى رأسها عَقْدُ اللواء، وإعلانُ الجهاد، عندها فقط تعيشُ الأمةُ رمضانَ ربِّها، فترضى عنه ويرضى عنها.


فإلى العمل ندعوكم أيها المسلمون، لإقامة صرح الإسلام" الخلافة" جامعةِ الأحكام، كي تعيشوا حياةَ رمضانَ، وحياةَ الإسلامِ من جديد. اللهم افتحْ بينَنا وبين إخواننا بالحق وأنت خير الفاتحين.


أيها الإخوة الكرام، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

إقرأ المزيد...

تأملات في كتاب: من مقومات النفسية الإسلامية ح100  

  • نشر في الشخصية الإسلامية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1175 مرات


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المسلمون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق: عنوان حلقتنا لهذا اليوم هو: "أدب الحديث". وهو ثلاثة أقسام: أدب التدريس, وأدب الخطبة, وأدب الجدل.


القسم الأول: أدب التدريس: فمن أدب التدريس:


أولا: أن يتخولهم بالدرس حتى لا يملهم، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يذكر كل يوم خميس، فقال له رجل: "يا أبا عبد الرحمن, إنا نحب حديثك ونشتهيه، ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم. فقال ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهية أن أملكم. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا". متفق عليه.


وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حدث الناس كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاث مرار، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتملهم, ولكن أنصت, فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه, فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه, فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون ذلك يعني السجع في الدعاء". رواه البخاري.


ثانيا: أن يتخير الوقت أو المكان المناسب للتدريس في المسجد بحيث لا يؤذي المصلين، فإن كان المسجد واسعا اختار مكانا بعيدا عن المصلين، وإن كان ضيقا اختار وقتا تكره فيه الصلاة، كأن يدرس بعد الفجر أو العصر، عن أبى سعيد قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: "ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة". أو قال: "في الصلاة". وعن البياضي: أن رسول الله? خرج على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: "إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن". هذان الحديثان أخرجهما ابن عبد البر في التمهيد وقال: حديث البياضي وحديث أبي سعيد ثابتان صحيحان، وحديث البياضي أخرجه أحمد، وقال العراقي إسناده صحيح، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. وحديث أبي سعيد أخرجه أبو داود والحاكم، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. كما أخرج ابن خزيمة الحديث بالمعنى نفسه عن ابن عمر في صحيحه.


فهذان الحديثان يفيدان النهي عن أن يرفع مصل فرد في المسجد صوته بالقراءة فيؤذي مصليا فردا آخر بالتشويش عليه لقربه منه، ومن باب أولى أن لا يدرس المدرس قرب المصلين، ولذلك فإذا كان المسجد واسعا كمساجد أمهات المدن التي يؤمها الناس للصلاة وقت الجماعة وغير الجماعة، فليختر مكانا في المسجد تاركا مجالا لمن يريد الصلاة في مكان آخر في المسجد، وإذا كان ضيقا فليختر وقت كراهة الصلاة بعد الفجر أو بعد العصر.


ثالثا: بث الأمل دائما وعدم التقنيط والتيئيس لا من رحمة الله سبحانه ولا من نصره وفرجه. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل إلى اليمن فقال : ادعوا الناس وبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا, وتطاوعا ولا تختلفا". متفق عليه. وعن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "حدث أن رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان, وإن الله تعالى قال: من ذا الذى يتألى على أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان, وأحبطت عملك". أو كما قال. رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم, أو أهلكهم" بفتح الكاف أي سبب هلاكهم. أو بضمها أي أنه أكثرهم هلاكا. والمعنيان صحيحان. رواه مسلم.


وبث الأمل يكون بما يقنع المخاطب, ويحدث الأثر في نفسه، ولا يحقق هذه الغاية إلا الكتاب والسنة، وإذا أمكن ربط النص بواقع معين كان أبعد أثرا, وأرسخ في النفس، كأن يخاطب المسلمون بقوله تعالى: {كنتم خير أمة} (آل عمران: 110) وقوله: {وكان حقا علينا نصر المؤمنين}. (الروم: 47) وقوله: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا}. (غافر:51) وقوله: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض}. (النور: 55) وقوله: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره}. (الأنفال: 26) وقوله: {وما النصر إلا من عند الله}. في موضعين (آل عمران: 126) , (الأنفال: 10) وقوله: {إن الله لا يخلف الميعاد}. في موضعين (آل عمران: 9),(الرعد: 31) وقوله: {ومن أصدق من الله قيلا}. (النساء: 122) وقوله: {ثلة من الأولين. وقليل من الآخرين}. (الواقعة: 14) وقوله: {ثلة من الأولين. وثلة من الآخرين}. (الواقعة: 40) وأما السنة فالأحاديث التي تثبت الخيرية في آخر هذه الأمة، كقوله صلى الله عليه وسلم: "أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره". وكقوله صلى الله عليه وسلم: "واها لإخواني". وكقوله صلى الله عليه وسلم: "طوبى للغرباء". وكقوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء ..." وكبشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بعودة الخلافة على منهاج النبوة، وكبشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح روما، وكبشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بقتال اليهود وقتلهم، وكبشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بدخول الخلافة الأرض المقدسة.

 

فإذا التزم المسلم بهذه الأخلاق الفاضلة, باعتبارها أحكاما شرعية واجبة الاتباع طاعة لله: امتثالا لأوامره, واجتنابا لنواهيه, فإنه يسمو ويرقى في المرتقى السامي من علي إلى أعلى, ومن شاهق إلى شاهق.

 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد احمد النادي

إقرأ المزيد...

معالم الإيمان المستنير ح4 الهدى والضلال

  • نشر في الشخصية الإسلامية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1268 مرات


أيها المسلمون:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:


أيها المؤمنون: لقد عرفتم من خلال المقالين السابقتين صفات المهتدين, ولو أننا عكسنا تلك الصفات, وأخذنا نقيضها لعرفنا صفات الضالين, لكننا في هذه الحلقة بالإضافة إلى ذلك سنتعرف إلى صفات الضالين, متبعين النهج السابق الذي اتبعناه في معرفة صفات المهتدين, وهو استخراج هذه الصفات واستخلاصها من خلال الآيات القرآنية, والآن تعالوا بنا نعكس صفات المهتدين, ونأخذ نقيضها, ثم نتأمل بعض الآيات القرآنية, ونستخرج منها صفات الضالين:


أولا: صفات المهتدين: الإيمان. والطاعة. والأمانة. والصدق. والعدل.


ثانيا: صفــات الضــالين: الكفر. والمعصية. والخيانة. والكذب. والظلم.


أيها المؤمنون: في كل يوم تطلع فيه الشمس وتغيب نصلي لله خمس صلوات في اليوم والليلة, نقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب, نردد صباح مساء قوله تعالى: {اهدنا الصر‌اط المستقيم * صر‌اط الذين أنعمت عليهم غير‌ المغضوب عليهم ولا الضالين} (الفاتحة 7) فهلا سألنا أنفسنا: من هم الضالون الذين ندعو الله تبارك وتعالى أن يجنبنا طريقهم؟


الضالون هم الكافرون المنحرفون عن الإسلام, ذلك الدين القيم الذي يمثـل الصراط المستقيم, والمسلم في صلواته الخمس حين يقرأ فاتحة الكتاب, فإنه يدعو الله تبارك وتعالى أن يهديه الصراط المستقيم, صراط الذين أنعم الله عليهم, ويدعو الله تعالى أن يجنبه طريق الضالين وهم النصارى, ويجنبه طريق المغضوب عليهم وهم اليهود. والضالون لهم صفات تدل عليهم من أهمها:


أيها المؤمنون: فالضالون إذا هم الكافرون المنحرفون عن دين الإسلام, وهذه هي أبرز صفاتهم كما وردت في كتاب الله تعالى:


أولا : الكفر والشرك بالله: فالكفر رأس المعاصي كلها, والشرك من أعظم الذنوب, وهما من أبرز صفات الضالين, قال تعالى: { إن الذين كفر‌وا وصدوا عن سبيل اللـه قد ضلوا ضلالا بعيدا } (النساء: 167) وقال تعالى:{ ومن يشر‌ك باللـه فقد ضل ضلالا بعيدا }(النساء: 116)


ثانيا: المعـصية لله ولرسوله: فمن يكفر بالله تهون عليه معصيته, ومن لم يؤمن برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تهون عليه مخالفة أمره, وكلا الأمرين ضلال مبين, قال تعالى:{ومن يعص اللـه ور‌سوله فقد ضل ضلالا مبينا} (الأحزاب: 36)


ثالثـا: الظـلم:فالضالون يتصفون بالظلم لأنهم مشركون, ولأن الشرك ظلم عظيم كما أخبر الله رب العالمين. قال تعالى:{ إن الشر‌ك لظلم عظيم } (لقمان 13) وقال تعالى:{ ويضل اللـه الظالمين} (إبراهيم: 27)


رابعا: الفسق: والفسق هو الخروج عن طاعة الله, والفاسقون ضالون لأنهم خارجون عن طاعة الله تبارك وتعالى, قال تعالى: { وما يضل به إلا الفاسقين}(البقرة: 26)


خامسا: طاعة السادة والكبراء: فالضالون يطيعون قادتهم وزعماءهم على باطلهم في الدنيا, لكن القادة والزعماء يتخلون يوم القيامة عن أتباعهم الذين كانوا يطيعونهم, بل ويتبرؤون منهم, أما الأتباع فيقولون: إن سادتهم وكبراءهم هم سبب ضلالهم, لكن الله سبحانه وتعالى سيعاقب السادة والأتباع كـلا بما يستحق, قال تعالى: { وقالوا ر‌بنا إنا أطعنا سادتنا وكبر‌اءنا فأضلونا السبيل } (الأحزاب: 67)


سادسا: الصد عن سبيل الله: لم يكتف الضالون بكفرهم, بل إنهم يسعون ويتمنون أن يصبح الناس كلهم كفارا, ليس هذا فحسب, بل يقفون في وجه المؤمنين ليمنعوهم من الإيمان, ويأمرونهم باتباع سبيل الكافرين, ويزعمون أنهم يتحملون عنهم إثمهم وخطاياهم يوم القيامة, قال تعالى: { ودوا لو تكفر‌ون كما كفر‌وا فتكونون سواء } (النساء: 89) وقال تعالى:{ وقال الذين كفر‌وا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء  إنهم لكاذبون  وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم  وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفتر‌ون } (العنكبوت: 13) وهؤلاء لعنهم الله تعالى في كتابه, ومعنى لعنهم أي طردهم من رحمته, فهم لا يستحقون هذه الرحمة, قال تعالى: { ألا لعنة اللـه على الظالمين الذين يصدون عن سبيل اللـه ويبغونها عوجا وهم بالآخر‌ة هم كافر‌ون} (هود: 19) وقال تعالى: { الذين كفر‌وا وصدوا عن سبيل اللـه أضل أعمالهم} نعوذ بالله من ذلك الصنف!


نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع