الإثنين، 05 محرّم 1447هـ| 2025/06/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

وقفات مع القرآن الكريم إني جاعل في الأرض خليفة

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 943 مرات

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } .

 

بعد أن بيّن الله سبحانه أنه المحيي والمميت وأنه الخالق للسموات والأرض وأنه بكلّ شيء عليم، ذكّر الله سبحانه بالمزيد من نعمه على الناس، كلّ ذلك من باب التعجب والتوبيخ لأولئك الذين يكفرون بالله بعد كلّ هذه النعم التي أنعمها الله عليهم، فبدل أن تكون دافعا لهم ليؤمنوا ويستقيموا يكفرون ويضلون، ومن مزيد نعمه هي التي أنعمها الله على آدم عليه السلام بتأهيله للخـلافة في الأرض. وقد استفسرت الملائكة من الله سبحانه عن هذا الأمر الذي يؤهل آدم للخلافة بدلاً منهم وهم الذين يعبدون الله آناء الليل وأطراف النهار بالتسبيح والتقديس في حين أن بني آدم يفسدون ويسفكون الدماء كما علموا من حالهم التي أعلمهم الله إياها؟! فأجابهم الله بأنه سبحانه اختصّ آدم بنعمة لم يختصهم بها، وكانت تلك النعمة أن علّم الله آدم الأسماء كلها أي المسميات من حيث خواصّ المخلوقات ومدلولاتها ولم يعلمها الله للملائكة حتى يتمكن آدم من استعمال هذه المعلومات لإنشاء أفكار يعمر بها الأرض فتؤهله للخلافة فيها، عندها تبين للملائكة أن آدم علم بفضل الله ما لا يعلمون، وأن أمر الخـلافة لله يضعه حيث يشاء فييسر كلّ مخلوق لما خلقه له، فالملائكة مخلوقون لغير ما خلق له آدم عليه السلام والله يعلم الغيب ويعلم ما يبدون وما كانوا يكتمون.

 

وهنا لا بدّ من وقفة لنتبين كيف تعقل الأشياء وتُدرك وكيف يفكر الإنسان وينشئ أفكاراً جديدة.
إن المتدبر لهذا الأمر يتبين له أنه لا بدّ من توافر أمور أربعة حتى تتمّ العملية العقلية أو الفكرية:
1. واقع الشيء المطلوب إدراكه أو عقله أو التفكير فيه.
2. حواس سليمة عند الإنسان تمكنه من الإحساس بهذا الواقع.
3. دماغ سليم يتم نقل الواقع بالحواس إليه.
4. معلومات سابقة تفسر هذا الواقع.

 

وبتخلف واحدة منها لا يمكن أن يتم عقل أو إدراك أو تفكير حيث هذه الثلاثة بمعنى واحد.
فلو كان هناك واقع جيد مثل كتاب مسطور بخط عربي جيد وعلى ورق مصقول صقلاً جيداً وجميع مكونات هذا الواقع جيدة، ثم قُدّم هذا الواقع لأحد العلماء ممن له دماغ سليم وحواس سليمة، ولكن هذا العالم لا يعرف العربية فإنه لن يستطيع أن يعقل شيئاً مما في الكتاب لعدم وجود معلومات سابقة عنده أي اللغة العربية، وهكذا لو فقد أي عنصر مما ذكرنا.

فإن الله سبحانه قد خلق الإنسان وزوده بخاصية ربط بين هذه الأمور يستطيع بها أن ينتج فكراً أو عقلاً أو إدراكاً للمادة أمامه إذا توفرت عناصر العملية الفكرية السابقة. وينشئ الإنسان أفكاراً متتاليةً بناءً على ذلك.

والسؤال الذي ينشأ هو كيف كوّن الإنسان أول فكرٍ ما دام يحتاج إلى فكرٍ أو معلوماتٍ سابقةٍ لينتج أيَّ فكرٍ جديدٍ؟!

وهنا يعلمنا الله بالآية الكريمة أنه جلّ وعلا قد زوّد آدم بهذه المعلومات السابقة وهي التي مكنته من إنشاءِ أفكار ليستعملها في الخـلافة والإعمار في الأرض، وهي التي استفسرت الملائكة عنها، والتي جعلت آدم مؤهلاً للخـلافة في الأرض دونهم  وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ .

وهكذا فإن التفكير لا يتمّ بدون معلوماتٍ سابقةٍ، وهذا ما يتم عملياً عند بني البشر. غير أن الملاحدة يغالطون أنفسهم بتعريف العقل بأنه انعكاس الواقع على الدماغ ولا يذكرون المعلومات السابقة حتى لا يضطروا للإيمان بأن لهذا الكون خالقاً زوّد آدم بمعلوماتٍ سابقةٍ أنتجت الفكر الأول.
وبالتدقيق فيما يقولون يتبين أن تعريفهم للعقل خاطئ نصاً وموضوعاً.
فمن حيث النصّ لا يوجد انعكاس بين الواقع والدماغ لأن الانعكاس يعني سقوط ضوء على الواقع ثم ينعكس هذا الضوء على الدماغ، وهذا لا يتم بل الذي تمّ إحساس بالواقع، فإن صححنا لهم النص بأن أصبح الأمر إحساس الدماغ بالواقع فإنه كذلك خاطئ لأن الواقع والحواس والدماغ لا ينتج فكراً عن هذا الواقع إلا إذا أضيف لذلك معلومات سابقة تفسر هذا الواقع.

وهم يعلمون ذلك حقّ العلم لأنهم ينتجون أفكاراً عن وقائع الأشياء باستعمال معلومات سابقة تفسرها، يحصلون عليها بوسائل أخرى. لكنهم يغالطون أنفسهم من باب الكفر والعناد والتمادي في الضلال حتى لا ينقادوا للإيمان بالخالق المدبر سبحانه وتعالى .

وعليه فإن تلك النعمة التي تفضل الله بها على آدم فعلمه مسميات الأشياء هي التي أهلته للخـلافة في الأرض دون الملائكة. فسبحان الله على آلائه والحمد لله على جزيل نعمائه

 

إقرأ المزيد...

من إرث مفكرينا وعلمائنا الاوائل الخلافة بين الامس و اليوم

  • نشر في الخلافة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 593 مرات

يقول تبارك وتعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (زويت لي الأرض مشارقها ومغاربها, وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها..)


وعد من الله ولن يخلف الله وعده, وبشارة من رسول الله وهو الأمين على الوحي المبلغ عن ربه لا يألو أمته نصحاً - وعد وبشارة تمتلىء بها القلوب اطمئناناً, وتترسخ بها الثقة بالله إيمانا, وتنشرح بها صدور العاملين المخلصين كأنها قاب قوسين أو أدنى.


خلافة بالأمس ملأت الأرض عدلاً, وأفاضت على الأرجاء نوراً, وألبست الكافرين ذلاً وخذلاناً, وطفحت بها قلوب المؤمنين هداية وإيماناً.


والكافرون مع كيدهم وحقدهم يعرفونها كما يعرفون أبنائهم. والمتبصرون منهم يدركون أنها قادمة, وقصار النظر يوهمون أنفسهم ويخادعون شعوبهم بأنهم يعدون العدة لسحقها, وأنى لهم إذا طغى الموج من نجاء أو أد لهم الخطب من رجاء, فمخططاتهم ومؤامراتهم ستذوب أمام الحدث الكبير إذا زلزلت الأرض زلزالها وقامت الخلافة ورفرفت راية العقاب, فسيرتد كيدهم إلى نحورهم ومكرهم إلى صدورهم وتلهب ظهورهم نيران الحسرة وذل الهزيمة ويصْدُق فيهم قول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36. فها هو بوش ومن على شاكلته يكتوي حسرة على ما أنفق من أموال عادت عليه بالفشل والهزيمة وعلى جنوده بتمزيقهم وتقطيعهم, إنه لا عدوان إلا على الظالمين. {....... إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق3

 

كأنهم ينظرون إلى أمة الإسلام ممثلة في حفنة من الحكام والعملاء نصبوا منهم نواطير على ما يظنونه مصالح لهم, يخرسون الناس ويجلدون ظهورهم, وينهبون أموالهم ومتاعهم, يروعونهم ويضللون أبنائهم وبناتهم, ويحسبون أنهم على شيء وأنهم ظفروا بالغنيمة ليشبع الأوربي والأميركي, ويبقى المسلمون جياعاً يقفون على أعتابهم يستدرون عاطفة العطاء فيهم.


إنهم مع كفرهم وكيدهم وتآمر العملاء معهم وإن تركوا الأرض هامدة والنبت هشيماً فإنما هم كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه.
ما درى هؤلاء أن النار تحت الرماد, وأن الماء في مساربه ليبلغ منتهاه يسقى به الزرع وتخضر منه الأرض.


إن الخلافة قادمة والعدل معها, عدل تحيى به الأرض بعد موتها, والخير لديها ينبت به الزرع ويدر به الضرع, سيستبدل وجه الأرض بعد جدبها وستنبت الرجال وتحتضن القادة وتعلو راية العقاب خفاقة على الروابي, تظلل الجيوش الزاحفة نحو المشارق فتعيدها إلى حضن أمها, إلى دمشق أو بغداد أو استانبول بل إلى القدس عقر دارها, وإلى المغارب فتزدهي بلبوس العزة والسيادة وتنفتح أبواب أوربا ليدخلها طارق بن زياد ثانية من بابها الغربي, ويشق محمد الفاتح طريقه ثانية من بابها الشرقي, وتأتي الخلافة الأرض تنقصها من أطرافها ويصدق وعد الله وتتحقق بشارة رسول الله وستبدو مواقف كبيرة ويسجل التاريخ ما سجله بالأمس عندما تسلم قيصر الروم هرقل كتاب محمد صلى الله عليه وسلم يدعوه فيه إلى الإسلام, قرأه فأقر بالهزيمة قائلاً: والله ليملكن ما تحت قدميّ هاتين, وغادر وهو يردد (سلام عليك يا سوريا سلام لا لقاء بعده).


إنهم ينشرون الشر ويبثون الرذيلة, ويعيثون في الأرض فساداً, ويقولون إنسانية ورحمة إنهم يفتعلون المشاكل ويثيرون الفتن, ويصبون الزيت على نار الطائفية ولهيب القومية ويقولون ديمقراطية.


إنهم -لعنهم الله- يوقظون الفتن فتتراكم, ويوغرون الصدور فتسيل الدماء, وجعلوا من أنفسهم أوصياء على أقوام ضعفاء, ومعهم أولياءهم من الخونة الأدعياء الذين وكلوا حماية ظهورهم لأعداء الله, واستهانوا بأحفاد خالد وصلاح الدين, يحدث كل هذا وأكثر منه في غياب الخلافة, وإبعاد الإسلام عن الساحة السياسية.


واخترقت الخلافة العثمانية أوربا وأدخلت الإسلام إليها من بابها الشرقي إلى بلغاريا واليونان وصربيا وألبانيا وهنجاريا ورومانيا, وحاصرت فينا, وطرقت أبواب روما, وأقامت المساجد والمكتبات ومعالم إسلامية كثيرة, وبسطت سيادتها على بقية ربوع أوربا, حتى كان الملوك فيها يستنجدون بالخلافة لحمايتهم.


في غمرة انهماك الخلافة في هذه الفتوحات وفي فترة الضعف الفكري -والأفكار هي سياج السلطان- التفت بريطانيا على حين غرة إلى مكامن الفتن, فحركت المشاعر القومية, وأثارت النعرات الطائفية, وبرزت الجمعيات والتكتلات داخل دولة الخلافة تنادي بسيادة الطورانية, واستقلال الشعوب العربية والكردية.

وتعاون المتآمرون مع بريطانيا, وأعلنوها حرباً على الخلافة وتقطعت أوصالها, وتسابقوا على ترسيم الحدود لتمزيقها نتفاً صغيرة وسموا كل ذلك وطنية.


غاب الإسلام عن الحياة فغابت الفضائل, وتعطلت الحدود فتفشت المنكرات, وتوقف الجهاد فلبست الأمة الإسلامية لبوس الذلة والمهانة وانسلخ عنها ثوب العزة والكرامة وهانت على الله فهانت على الناس.


عندما نتحدث عن الخلافة زمن الراشدين, فإنما نتحدث عن دولة ناشئة كانت تقاتل على جبهتين وانتصرت على أكبر دولتين, وإذا تحدثنا عنها زمن الأمويين فإنما نتحدث عن دولة كانت تقاتل على أربع جبهات على امتداد المشرق حتى الصين وإلى مدى المغرب حتى الأطلسي. وإذا تحدثنا عن زمن الخلفاء العباسيين, فإنما نتحدث عن دولة مترامية الأطراف ملكت الأرض من أطرافها, واستقرت لها الأمور فلا دولة على وجه الأرض غيرها, إنها دولة العلم والعلماء والفقه والفقهاء, آتت العلوم والمعارف ثمارها وانتشرت المكتبات وأصبحت واحة علم وساحة معرفة, ناهيك عن المفكرين السياسيين والقادة العظام المبدعين.


وإذا تحدثنا عن الخلافة في استانبول, فإنما نتحدث عن قوة لا تضاهى بذت جميع القوى, واخترقت أوربا ونشرت الإسلام في ربوعها.


وأما المماليك فقد طهروا الأرض من رجس الصليبيين وأجهزوا على فلول التتار, فكانوا رجال حرب وقادة معارك.


وهكذا ثلاثة عشر قرناً والخلافة قائمة شامخة وبيضة الإسلام في حمى, والنساء في مأمن, والرعاية متوفرة, والكفرة الأعداء يحيكون المؤامرات ويحضرون للغارات فيرتد كيدهم إلى نحورهم, ويبقى النصر حليف جند الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7,
{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ }آل عمران160.


وتقوم الخلافة غداً أو بعد غد, ويتحفز أوغاد الفرنجة وعلوج الروم إلى ضربها والإنقضاض عليها. ولكن من أين وكيف؟ هل من البحر أم من الجو؟ نعم أساطيلهم الضاربة تمخر عباب المحيطات, وصواريخهم على منصاتها تنتظر إشارة الإطلاق.


هل ستتحرك سفنهم عن شواطئ الأطلسي أم شواطئ البحر المتوسط؟ أنى لها أن تعبر قناة السويس إلى البحر الأحمر؟ هل ستتحرك من البحر الأسود لتعبر البوسفور والدردنيك؟ هل ستتحرك عن شواطئ أندونيسيا؟ أم من تلقاء تركيا أم المغرب؟


أم هل ستبادر لتحمي آبار البترول في الخليج لتأمين حاجتها الضرورية التي لا تتحرك سفنها بدونها؟


كيف بها وهي تنزل جنودها على شواطئنا فتفاجئنا بانضمام أقطار جديدة إلى جسم الخلافة لترى جنودها داخل طوق محكم؟ لن نرحمهم.

إن الرئيس الأميركي منذ سبع سنوات أعلنها حرباً صليبية ولكن على من؟ وأن جيوشه توجهت زاحفةً نحو المشرق, ولكن أين تقصد؟ هل زحفت لمواجهة جيوش تستعد للقائها؟ هل انقضت على دولة أعلنت الحرب عليها؟ إنها أهداف مخفية لغايات مشبوهة, إنها حرب على الإسلام وأهله.


إنه لم تقارعه دولة, ولم تجابهه جيوش, ولم تغلق دونه الحدود, ومع كل هذا وهو يمتلك البترول, ولكنه أصيب بالهزائم واعتراه الفشل. ما الذي حققه بوش خلال سبع سنوات من حكمه في بلاد المسلمين؟ أين ترسخت قدماه؟ وهل اطمأن قلبه لتحقيق غايته؟ كل هذا والخلافة لم تصل بعد, فكيف به عند قيام الخلافة؟ دولة لها جذور في التاريخ, وفروعها باسقة في السماء, وجندها يستظلون بوعد الله في النصر.


فالهزيمة للكفر وجنوده محققة, والنصر لجند الله المخلصين وعد مؤكد.


إن أمام بوش وبقية أعوانهه من أولياء الشيطان, رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه, رجالاً يثبتون لعشرة أضعافهم {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }الأنفال65, يبيتون الليل سجداً وقياماً, وفي النهار يتسابقون إلى نيل الشهادة, يشرون الحياة الدنيا بالآخرة, تذلل لهم مغاليق الأرض, وتفتح لهم أبواب السماء, صعوداً إلى الجنان.


الخلافة ليست مناصب وجاهة, ولا مقاعد حكم, وإنما هي مسؤولية والمسؤولية أمانة, وهي حمل ثقيل إنها رعاية ( الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته) وللخليفة عموم النظر, وعموم السلطان.


وعموم النظر يعني أن الأمة الإسلامية بمشاكلها حمايتها ومصالحها, برعايتها وتأمين حوائجها, وتفقدها وتتبع كافة شؤونها في الحياة: الرعاية والحماية والقيادة والبناء والتثقيف والتوجيه واحقاق الحقوق ورد المظالم ودرء الأخطار كل ذلك وما يتفرع عنه من جزئيات, وما يتستر دونه من خفايا, وما يكمن وراءه من أخطار ضمن مسؤوليته وفي إطار سلطانه.


والخليفة له عموم السلطان: فالسلطان ابتداء للأمة, والأمة بمبايعتها له تنقل هذا السلطان وتضعه أمانة في عنقه, والسلطان هو قوة التنفيذ يعهد إليه تنفيذ الإسلام كاملاً وشاملاً بلا تأن ولا إبطاء, حتى لا تفسد المصالح بتأخيرقضائها, ولا تضيع الحقوق تحت مراوغات المبطلين بإغفالها أو إهمالها.


فعموم النظر يعني عموم الرعاية, وعموم السلطان يعني عموم التطبيق, وعموم الإستقلالت والتصرفات يعني فعلية القيادة وفردية القيادة. وعموم المسؤولية يعني التلبس بالتقوى وخشية الله وهي لبوس تشع منه الهيبة لمركز الحكم وتبعث الرعب في قلوب الأعداء.


ونختم كلمتنا بما بدئت به: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55

 


والحمد لله رب العالمين

 

فتحي محمد سليم - أبو غازي

إقرأ المزيد...

تونس الحكومة اللاشرعية تسعى سعيا دؤوبا لمحاربة العمل على استئناف الحياة الاسلامية

  • نشر في الصور
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1910 مرات

مزيد من الصور في المعرض

 

تم منع حزب التحرير تونس من تنظيم مهرجان كان مقررا بمناسبة ذكرى هدم الخلافة بإرسال فرق مختصة من الأمن لمنع هذه التظاهرة مؤكدين أن الأمر هذا جاء من أعلى السلطات. فلم يتمكن شباب الحزب إلا بالقيام بمسيرة على مدى مئتي متر ينادى فيها بالخلافة.

 

لقد تبين مجددا أن هذه الحكومة اللاشرعية تسعى سعيا دؤوبا لمحاربة كل من يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية وخصوصا حزب التحرير. ونحن نقول لهم إن وعد الله آت لا محالة بل وقريب جدا ولن تزيدنا هذه المحاولات الدنيئة إلا ثباتا ومزيدا من العمل لنصرة هذا الدين.

 

ونقول لرجال الأمن اتقوا الله في أمتكم اتقوا الله في أمتكم ولا تطيعوا سادتكم "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل" وانصروا دينكم وأعيدوها خلافة راشدة

 

مندوب المكتب الإعلامي المركزي

السبت في 02-07-2011م

 

إقرأ المزيد...

من أخبار الدعوة تركيا

  • نشر في تركيا
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1665 مرات

 

 

 

(هذا الخبر مترجم عن اللغة التركية)

 

الجمعة، 01 تموز/يوليو 2011م

 

 

صحيفة جمهوريات

 

"لسنا تنظيماً بل حزب"

 

تنظيم حزب التحرير المحظور لم يجب عن الكثير من الأسئلة التي وجهت إليه من قبل الشرطة والمدعي العام والمحكمة، ما حال دون تمكنهم من الوصول لمعلومات تفكك التنظيم

 

‘Örgüt değil partiyiz'

 

 

الثمانية عشرة شخصاً الذين أوقفوا خلال العملية الواسعة التي نظمت تجاه تنظيم حزب التحرير المحظور لم يجيبوا عن الكثير من الأسئلة التي وردت في إفاداتهم أمام الشرطة والمدعي العام والمحكمة ما حال دون تفكيك التنظيم. وكان أحد الأظناء قد دافع عن نفسه قائلاً: "لسنا بالتنظيم الإرهابي، إننا حزب سياسي".

 

كانت عناصر مكافحة الإرهاب في أنقرة قد نظموا عملية اعتقال بداية الأسبوع في كل من أنقرة واسطنبول وبورصة وديار بكر وشانلي أورفة أدت إلى توقيف 18 شخصاً، اعتقل 12 ظنيناً منهم وأخلي سبيل الستة الآخرين. وكانت التحريات قد توصلت إلى أن الأشخاص المذكورين كانوا قد شاركوا في فعاليات نظمت أمام سفارتي الولايات المتحدة الأميركية والإسرائيلية. وكان قد لفت الانتباه أن أغلب الأظناء استخدموا حقهم في عدم التكلم في مديرية الأمن، وأمام المدعي العام والمحكمة لم يجيبوا عن الكثير من الأسئلة المتعلقة بعلاقاتهم.

 

وكانت العبارات التالية قد وردت في إفادات بعض الأظناء:

- مستك جوشكون: بسبب عضويتي في حزب التحرير فتحت ضدي في وقت سابق دعاوى في محكمتي الجنايات الكبرى العاشرة والرابعة عشر في اسطنبول، وحتى لا تؤثر أقوالي على سير تلك الدعاوى فلا أريد الإجابة عن أية أسئلة تتعلق بالحزب.

- صفا كارسلي: هنالك دعوى مرفوعة ضدي في هذه المحكمة لعضويتي في حزب التحرير، لذا لا أريد الإجابة عن أية أسئلة تتعلق بالحزب حتى لا يستخدم ذلك ضدي في تلك الدعوى.

 

- خلوق أوزدوغان: إنني أرى أن هذه التحريات مُسيَّسة.

 

- ياسين بابا يغيت: الادعاء والشبهة الموجهة إلي من أني مسئول التنظيم غير صحيح. إنني موقوف منذ أربعة أيام، إنني متعب ولا أريد الإجابة عن أية أسئلة أخرى. إن مبلغ الـ(11,300$) التي وجدوها معي فوضعوا اليد عليها هي مالي، وهي جزء من ثمن منزل زوجتي الذي قمنا ببيعه قبل شهرين ونصف.

 

- آيدن أُسالب: أريد استخدام حقي في عدم التكلم فيما يتعلق بسؤالكم إن كنت أعرف ياسين بابا يغيت أم لا.

 

- نهاد كورتاران: إنني أرفض أمامكم الإفادة التي أدليت بها أمام المدعي العام، حزب التحرير ليس بالتنظيم الإرهابي ووصفه بذلك مخالف للقانون، حزب التحرير حزب سياسي يطرح حلول إسلامية وإنسانية للقضايا الإنسانية، وهو يقوم بنشاطاته دون قيود في بلاد مختلفة.

 

- سردار يلماز: حزب التحرير ليس بالتنظيم الإرهابي، إنه حزب سياسي يقوم على الفكر الإسلامي.

 

- حسين سان: لن أجيب على السؤال إن كنت عضواً في حزب التحرير أم لا. إنني أستخدم حقي في عدم التكلم تجاه هذا النوع من الأسئلة.

 

المصادر:

 

http://www.focushaber.com/-orgut-degil-partiyiz--h-51722.html

 

http://focushaber.com/-orgut-degil-partiyiz--h-51722.html

 

 ------------------------------------------------------------------ 

 

29 حزيران/يونيو 2011م

 

موقع ميديا 73 الإخباري

 

الشيخ سعيد: "مجاهد وشهيد"

 

قامت مجلة التغيير الجذري بتنظيم فعاليات قراءة بيان صحفي في الذكرى السنوية لاستشهاد الشيخ سعيد، وجاء في البيان الصحفي أن الشيخ سعيد ليس بعميل للإنجليز بل هو مجاهد وشهيد

 

 

Köklü Değişim Dergisi'nden Şeyh Said Açıklaması

 


شانلي أورفة - قامت مجلة التغيير الجذري بتنظيم فعاليات قراءة بيان صحفي في الذكرى السنوية لاستشهاد الشيخ سعيد في مركز كاراكويون التجاري، حيث قرأ البيان الصحفي مهمت طه يلماز، وكان قد ركز في البيان على أن تاريخ الأمة الإسلامية مليء بالعلماء والقادة والمجاهدين، وقال "أحد أبناء الأمة الأخيار هو الشيخ سعيد الكردي العالم المجاهد الشهيد. بعد إلغاء الخلافة قام بالاعتراض الأقوى ضد ذلك القرار، ونتيجة لموقفه الصارم هذا استشهد مع رفقه بالإعدام شنقاً في 29 حزيران/يونيو من عام 1925م. يجب علينا تذكر الشيخ سعيد وفهم ثورته حق فهمها".

 

كما هو حال العديد من الشخصيات في التاريخ، كان الشيخ سعيد أيضاً ضحية لكتاب التاريخ، وأضاف مهمت طه يلماز قائلاً: "الذين يذكرون التاريخ، تحدثوا عن الشيخ سعيد بما يتوافق مع آرائهم ويخدم مصالحهم الدنيوية، فطمسوا الحقائق وأهانوا الشيخ شخصياً ومعنوياً. بالرغم من الصفات التي ألصقوها به من أنه عميل للإنجليز وخائن للوطن، فإن القيام ببحث صغير يظهر للعيان بأنه لم يكن قومي ولم يكن يتحرك بتعليمات من إنجلترا".

 

وقال مهمت طه يلماز أن الشيخ سعيد بعيد عن العمالة للإنجليز فراسخ وفراسخ وأضاف قائلاً: "إن الذين يجلسون في المواقع التي حددتها لهم الدولة وصفوا الشيخ بأنه خائن للوطن ومستغل للدين وقومي كردي، وبرروا جنايات وظلمات الدولة وأظهروها على أنها هي التي على الحق. إن كان هنالك عمالة فهي تخص أولئك الذين يطلقون الافتراءات. إن الذي نقوله هنا ليس افتراءاً، إن الذين أقاموا الجمهورية والذين قامت الجمهورية على أكتافهم هم كادرٌ محبٌ للإنجليز".

 

وكانت قد أطلقت التكبيرات تلو التكبيرات، واختتم البيان الصحفي بقراءة دعاء. (وكالة إلك خبر للأنباء - مهمت دِمِر)

 

المصادر:

 

http://www.haberoku.net/haber/7491-koklu-degisim-dergisinden-seyh-said-aciklamasi.html

 

http://www.medya73.com/seyh-said-mucahit-ve-sehittir-haberi-705940.html

 

http://www.medya73.com/koklu-degisim-dergisinden-seyh-said-aciklamasi-haberi-704874.html

 

  ------------------------------------------------------------------ 

 

الخميس، 30 حزيران/يونيو 2011م

 

أخبار العالم

 

مقر الوالي يمنع مؤتمر سوريا

 

قام والي أنقرة بمنع انعقاد مؤتمر سوريا الذي خطط لعقده محمد حنفي يغمور وأحمد كالكان وأدم أُوزكوسا كمتحدثين

 

أخبار العالم / مركز الأخبار

ألغى مقر الوالي في أنقرة انعقاد مؤتمراً بعنوان "ما الذي يحصل في الشرق الأوسط؟" نظم من قبل مجلة شهرية. حيث قام والي أنقرة بمنع انعقاد مؤتمر خططت لعقده مجلة التغيير الجذري وكان سيتحدث فيه كل من محمد حنفي يغمور وأحمد كالكان وأدم أُوزكوسا.

 

وكان محمود كار أحد كتاب المجلة قد أدلى بتصريح قال فيه "بالرغم من أن كافة الأُذونات أخذت للمؤتمر ووزعت الدعوات إلا أن الوالي وفي اللحظة الأخيرة قام بمنع انعقاده".

 

وجاء في تصريحات محمود كار:

"إن مؤتمرنا الذي كان من المنتظر أن يحضره 5000 شخص والذي كان يحمل عنوان 'ما الذي يحصل في الشرق الأوسط؟‘ والذي كان من المقرر عقده في مركز استعراض الأناضول بأنقرة بتاريخ 26 حزيران/يونيو 2011 حتى لا نكون صامتين أمام المجازر التي تحصل في الشرق الأوسط المشتعل لهيبه وحتى نقف إلى جانب الشعوب المظلومة في وجه الدكتاتوريين الظلمة، وحتى نضع حلاً لما يحصل. بالرغم من أننا أخذنا كافة الأُذونات اللازمة وبالرغم من أننا وزعنا بطاقات الدعوة إلا أن والي أنقرة قام بمنعه دون إبداء أسباب معقولة".

 

وكان كار قد صرح بأن "الحكومة تخشى من تتكشف سياستها الغير المخلصة تجاه سوريا"، وقال "من غير المقبول إسكات الذين يطرحون الحلول وممارسة الضغوط عليهم".

 

 

المصدر:

 

http://www.dunyabulteni.net/?aType=haber&ArticleID=165236

 

 

 

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع