ثارت الأمة فمتى تثور جيوشها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله, والصلاةُ والسلامُ على رسُولِ الله, مُحمدِ بنِ عبدِ الله, وآلِهِ وصحبِهِ ومَن والاه, ومَن تَبعَهُ واهتَدى بهديه, وسَارَ عَلى خطاه, واجعلنا معَهُم, واحشُرنا في زُمرتهم بِرحمَتِكَ يَا ربَّاهُ ويَا الله!
أحييكم بأطيب تحية, وأزكى سلام! أحييكم بتحية أهل الجنة, فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أيها المؤمنون: أيتها المؤمنات:
دعونا نتساءل: مَنِ المسئُولُ عَن تَوفِيرِ الأمنِ وَالأمَان؟ أليسُوا هُمُ الجيوش؟ مَنِ المسئُولُ عَن حِمَايةِ الدِّيارِ وَالشعوبِ والأمَم؟ أليسُوا هُمُ الجيوش؟ من هُم دِرعُ الأمةِ وحِصنُها الحَصين؟ أليسُوا هُمُ الجيوش؟ مَن هُم حُراسُ عَقيدِةِ الأمَّةِ وحُراسُ أمنِهَا المحافِظُون علَى عِزتها وكَرامَتِها؟ أليسُوا هُمُ الجيوش؟ مَن هُم رُوحُ الأمَّةِ المتوثِّبُ, وقلبُها النَّابضُ بالحياة؟ أليسُوا هُمُ الجيوش؟
أجل إخوتي وأخواتي. إنهم الجيوشُ. الجيوشُ في الأمَّةِ هُم حُماتُها, هُم دِرعُها, هُم حِصنُها الحصين, هُم حُراسُ عَقيدتِها, هُم حُراسُ أمنِها, هُمُ المحافظُونَ عَلى عِزتِها وكَرَامَتِها. هُم رُوحُها المتوثِّب, هم قلبُها النابضُ بالحياة. هُم كلُّ ذلكَ وأكثرُ مِن ذلكَ!
أيها المؤمنون: أيتها المؤمنات:
الجيوشُ في الإسلامِ - ومنهَا أو تتبعُها قُواتُ الأمنِ العامِّ - لها مُهمَّتان أساسيَّتان: مُهمةٌ داخليةٌ أي في دَاخلِ الدَّولةِ الإسلاميَّة, ومُهمةٌ خَارجيةٌ، أمَّا مُهمَّةُ الجيُوشِ الدَّاخليَّةُ فهي تتمثَّلُ في الذَّودِ عَنِ الأوطانِ, وتَوفيرِ الأمنِ والحِمايَةِ للمُواطِنينَ, وَصَونِ أعرَاضِهم, وحِمَايَةِ مُمتلكاتِهم, والحِفاظِ على كَرامَتِهم, والدَّفاعِ عَن أراضِيهم ومُقدَّساتِهم, وليسَ قَمعَ الشُّعوبِ وَإبَادَتِها كما يجري في هذه الأيامِ في كَثيرٍ مِن بِلادِ المُسلمينَ, وفي البِلادِ العربيَّةِ على وَجهِ الخُصوص. وأمَّا المهمَّةُ الخارجيَّةُ للجُيوش, فهيَ حَملُ رِسَالةِ الإسلامِ إلى العَالمِ عَن طَريقِ الجِهادِ في سَبيلِ الله.
أيها القادة للألوية والفرق والضباط في القوات المسلحة:
إنكم أمَامَ مَسؤوليةٍ عَظِيمةٍ تجاهَ أمتكم أوجَبها اللهُ تَعالى عَليكم, لا يجسِّدُها سوى الأخذِ على يَدِ مَن لا يَستحقُّونَ قِيادَتَكُم وتَوجيهَكُم, فأقعدُوكُم عَن دَورِكُم تجاهَ دِينكُم وأفقدُوكُم هَيبةَ أمتكُم, فَكانَ مَا نَتجَ مِن خِزيٍ علَى يَدِ مَن لا يَرقُب في مُؤمنٍ إلاًّ ولا ذِمَّةً ممَّن يَستلمونَ الأمُورَ بفعلِ سُكُوتِكُم, مَا نَتجَ هُو مَا شَاهدتُموهُ عِياناً مِن هَتكٍ لِعرضِكُم واعتدَاءٍ علَى شَرفِكُم وأنتُم صَامِتون! أليسَ لكُم أعينٌ تُبصرُونَ بها؟ أليسَ لكُم آذانٌ تَسمعُونَ بها؟ أليسَ لكُم قُلوبٌ تَعقلونَ بها ؟ أم عَمِيتِ القلوبُ التي في الصدُور؟!
أيها القادة للألوية والفرق والضباط في القوات المسلحة:
لقد كَسَرتِ الأمةُ حَاجِزَ الخَوفِ, وثَارتِ علَى حُكَّامِها الفاسدين, الذينَ جَرَّعُوهَا كأسَ الذُّلِّ والهَوَانِ, فمتى سَتثُورون؟ وكَيفَ يَغمَضُ لكُم جَفنٌ وأنتُم على هَذهِ الحال التي نَشهدُها من سُكُوتٍ وَصَمتٍ مُريعٍ مُذلٍ عَلى هَدرِ كَرامَتِكُم وَشَهامَتِكُم ؟؟ كَيفَ تَسكتُونَ علَى بَعثَرَةِ شَرَفِكُم وَالنَّيلِ مِن حَرائِركُم علَى يَدِ المارقينَ ممَّنِ ارتضَيتُمُوهُم بِسكُوتِكُم قادةً لكُم؟؟ ألَيسَ مِنكُم رَجلٌ رَشيدٌ ذُو حَميَّة ؟؟
أيها القادة للألوية والفرق والضباط في القوات المسلحة:
رَوَى أبو دَاودَ في سُننِهِ عَن إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَشِيرٍ أنَّهُ قَالَ: «سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُولاَنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ».
أيها القادة للألوية والفرق والضباط في القوات المسلحة:
إنَّ مَا جَرى وَيجري مِن أحداثٍ جِسامٍ تَحتَ سَمعِكُم وَبَصَرِكُم, ومُنذُ زَمَنٍ قَد ضجَّتْ مِنهُ الخلائقُ, ولاحقتكُم -ومَا زَالت- آثامُ سُكوتِكُم وإقرارِكُم للظُّلمِ والمنكَرِ والجريمةِ على اختِلافِ صُورِهَا حِيالَ الأمَّةِ, فمِن تَفريطٍ بمقدَّساتِ الأمَّةِ وطَاقَاتِها وَثَرَواتِها ودِماءِ أبنائِها, وَتسليمِ ذَلكَ لُقمةً سَائغةً للغَربِ, العدوِّ لكُم ولأمَّتِكُم ولِيهُودَ أذلِّ الخلقِ, وأنتُم تَنظُرونَ!
وَالآنَ وفي هَذهِ الأحدَاثِ الجِسامِ التي تَعيشُها الأمَّةُ والتي تتطلَّبُ مِنكُمُ المواقفَ العظيمةَ الشُّجاعةَ ,يطلُع مَن يمثِّلُكم ويُجرمُ بحقِّ أعراضِ المسلمينَ باسمِكُم مِن جُندٍ مُجرمينَ عَابثينَ يَعتدُونَ علَى الحُرُماتِ التي مَن مَاتَ دُونَ عِرضِه دِفاعاً عَنها فهُو شَهيدٌ؛ لما في ذلكَ مِن عِظَمٍ لجريمةِ التفريطِ بها للمُعتدين .
أيها القادة للألوية والفرق والضباط في القوات المسلحة:
إنَّ مَا هُو وَاجبٌ عَليكُم وهُو في مَقدُورِكُم أن تنطلِقُوا كأسلافِكُمُ الأبطالِ العُظماءِ تَجتـثُّون مَن تَسبَّبَ في كُلِّ جَريمةٍ وتفريطٍ بِدينِ الأمَّةِ وأعراضِها وطاقاتِها وثَرَواتِها, بإنهاءِ نُفُوذِ الغَربِ المتبقِّي والمُتمثِّل ببقَايا النِّظامِ الهالِكِ ممَّن يأمرُونَ بمثلِ هذِه الجرائمِ وغَيرِها من جَرائِمَ يَندَى لها الجبينُ, والانضِمَامِ للأمَّةِ حقيقةً لا إيهاماً وخِداعاً كما قرَّرَ ذَلكَ المجلسُ أوَّلَ الثَّورة, بلِ الانضمامِ الحقيقيِّ لأمَّتِكُم, والذي يُنهي اللهُ علَى أيديكُم بهِ هَذِه الحِقبةَ الجبريَّةَ السُّوداءَ بوُجُودِهم, وتُعلنُوها دَولةً قَويةً وَاحِدةً, خِلافةً رَاشِدةً علَى مِنهاجِ النُّبوةِ, يُكرمُكُمُ اللهُ بإقَامَتِها, ومُبايَعَةِ خَليفةٍ يحكُمُ بما أنزلَ اللهُ تعالى, فَعَسى حِينَها أن يَغفِرَ اللهُ لكُم سُكُوتَكُم, وَتقاعُسَكُم عَن حَملِ رِسَالَةِ الإسلامِ إلى العالَمِ, وإقرارَكُم طِيلةَ عُهودِ الظَّلامِ لمِثلِ هَذِه الجريمةِ التي سُحِلَتْ بها كرامَتُكُم وشَهامَتُكُم, فانظروا ماذا أنتم فاعلون ؟؟ قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}. صدق الله العظيم.
اللهم أقر أعيننا بقيام دولة الخلافة, واجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين.
( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ).
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه الأستاذ محمد أحمد النادي