الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

زُعَمَاءُ الإرهَاب الدّولي يأتمرون في بغداد لمكافحة (الإرهاب)..!!

 

 

 

حكومة (المنطقة الخضراء) في بغداد ينتابها اليوم شعور غامر بالفرح - من وراء الجدران الإسمنتية - بسبب عقدها لمؤتمر أو (مؤامرات) يشارك فيها أكابر الظالمين من العرب والعجم بزعم مكافحة ما يسمى بـ(الإرهاب) ووضع آليات عملية لتجفيف منابعه والقضاء عليه.


وقد تناقلت وسائل الإعلام أنَّ دعوات وُجهت - بحسب اللجنة التحضيرية للمؤتمر - لأكثر من (60) بلداً، أجاب منهم (45) بالحضور، وفي مقدمتهم الدول الخمس دائمة العضوية في ما يعرف زوراً وبهتاناً بمجلس (الأمن)، وممثلو الاتحاد الأوروبي، ودول أخرى دائرة في فلك هؤلاء أو أولئك، ولا يفوتنا أنَّ الحكومة الأميركية - حسب الناطق المدني للمؤتمر - ستكون حاضرة بأكبر وفد! فضلاً عن مراكز دراسات وبحوث أميركية متخصصة في مجال الإرهاب، ما يُشعر أنَّ الداعي الحقيقي لهذا المؤتمر إنَّما هي أمريكا، وليس لتابعتها (حكومة المالكي) غير تحمل الأعباء المالية والأمنية، في محاولة لستر عوراتها وفشلها الذريع في إدارة شؤون بلد عظيم كالعراق.

يا أهل العراق الشرفاء:


إنَّ نظرة فاحصة في التاريخ القريب ترينا بوضوح - لا يغفله إلا أعمى - أنَّ أكابر الحاضرين لهذا المؤتمر هم مَنْ ابتدع الإرهاب أصلاً، فقد استعمروا معظم شعوب الأرض، وساموهم سوء العذاب واستعبدوهم وأعملوا فيهم قتلاً وذلاً لا يمحوه الزمن، ونهبوا خير ما حباهم الله تعالى به من ثروات قامت عليه مدنيّتهم ومصانعهم، وأولئك المستعمرون مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، ومن بعدهم أمريكا وريثة ذلك كله، هم من ذاق المسلمون النصيب الأعظم من طغيانهم.


ونسأل في هذا المقام سؤالاً - يلح علينا - هل عرف العراق قبل هذا الغزو الهمجي الكافر عام 2003 شيئاً عن الطائفية أو المفخخات بأنواعها، أو قدوم المسلحين على اختلاف مشاربهم، أو انتشار الأوبئة والمخدرات (وثقافة) الأسلاك الشائكة والحواجز الكونكريتية التي أضحى البلد بفعلها أشبه بسجن كبير؟.. الجواب معروف.


أما الحرائق الضخمة المفتعلة لأكبر المراكز الاقتصادية، وأرشيفات البنوك، ومراكز العقود المهمة، فحدث ولا حرج!


هذه حقائق دامغة نسوقها بين أيديكم لتعلموا أنَّ أزمة الأنبار التي أشعل فتيلها (المالكي) إنما كانت بدفع من (حلفائه) أعداء المسلمين لخلق واقع جديد يخدم أغراضهم الخبيثة في المنطقة، فأَطّرَ اعتداءه السافر وغير المبرر بالقتل والتهجير وتدمير العمران بإطار قبيح من الكذب والتهويل الذي مَلّ الناس سماعه عن (القاعدة) و(تنظيم الدولة) وحواضنها، وفي وقت قصير بقي من عمر حكومته الآثمة لا أطال الله في عمرها، ولمَّا أُسقِط في يده ورأى أنَّه تورّط راح يغدق العطايا ويعدُ ويُمنِّي، ولكن: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً﴾، عَلّهُ يجد مخرجاً، ولكن.. هيهات.. هيهات!

أيها المسلمون:


إنَّ الدوافع الحقيقية لعقد هذا المؤتمر إنما هي الصحوة العملاقة لأمة الإسلام التي هدمت جدار الخوف من حكامها الطواغيت، سواءٌ في بلاد العرب خاصة أم بلاد المسلمين عامة، وصارت تطالب بتغيير أنظمة العهر والفجور الرأسمالية، وتصرُّ على تحكيم شرع ربها سبحانه وتعالى ليحفظ كرامتها وأمنها، وباتت عقيدة الإسلام الناصعة تتحرك في عروق أبنائها فتدفعهم لنصرة بعضهم بعضاً، متخطين الحدود المصطنعة التي وضعها الكفار ليعودوا أمة واحدة كما أرادهم الله، وها هي بشائر النصر تبدو واضحة متزامنة مع إخفاقات دول الاستكبار وكساد بضاعتهم، فكم من عميل بذلوا جهوداً لتلميع صورته الكالحة ليقبله شعبه فإذا به يولد ميتاً، فراعهم ذلك فتنَادَوا مسرعين أن اغدوا وأدرِكوا أنفسكم وأنظمتكم الجائرة فقد بات الصبح قريباً، وأفلت شمس حضارتكم أو كادت.


هذه هي حقيقة مؤتمر الإرهاب المزعوم، التي كشفها تصريح الناطق الرسمي للمؤتمر لراديو سوا: إنَّ العراق سيقدم خلال المؤتمر أوراق مقترحات لتوقيع اتفاقيات تعاون استخباراتي بين دول المنطقة في مجال مكافحة الإرهاب، وقال مصدر سياسي آخر لصحيفة الزمان: إنَّ العراق يطرح خلال المؤتمر سُبل التعاون الأمني والعسكري إقليمياً ودولياً لمحاربة الجماعات الإرهابية التي تشنُّ هجمات مكثفة على العراقيين.


فهي إذنْ محاولات لتطويق طوفان الصحوة الإسلامية المباركة، التي لن يقف في طريقها مكرٌ ولا تدبير، فنصر الله عزَّ وجلَّ آتٍ رغم أنف الظالمين، ولن يحصدوا غير الخيبة والخسران في الدنيا والآخرة جزاءً وفاقاً، وصدق الله سبحانه إذ قال: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾.

أيها المسلمون:


لم يعد خافياً على أحد أنَّ الإرهاب الحقيقي هو ما تمارسه الدول الكبرى وأذنابها ضد العالم أجمع، لا سيما المسلمين منهم، وقد آن أوان القضاء على هذا الإرهاب، ولن يكون ذلك إلا بدولةِ الخلافة الثانية على منهاج النبوة، وها قد أظل زمانها - إن شاء الله تعالى - مصداقاً لوعد الله تعالى عباده بالتمكين، فقال عزَّ من قائل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

 

التاريخ الهجري :11 من جمادى الأولى 1435هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 12 آذار/مارس 2014م

حزب التحرير
ولاية العراق

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع