الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم


على طريقة النظام البائد الحكومة الانتقالية تسعى لتمويل موازنة 2020
من جيوب البسطاء من أهل السودان

 


بعد أن تبخرت أحلام الحكومة الانتقالية في تمويل موازنة 2020م، عبر مؤتمر من يسمونهم بأصدقاء السودان، والذي انعقد في الخرطوم الأربعاء 2019/12/11م، لجأت الحكومة، على طريقة النظام البائد، لتمويل الموازنة من جيوب البسطاء والمسحوقين من أهل البلاد، فقد صرّح وزير الإعلام، عقب جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية، لمناقشة موازنة العام 2020م، قائلاً: (الميزانية تقترح رفع الدعم عن البنزين والجازولين بصورة متدرجة)، وكان قد سبقه عضو مجلس السيادة، اللواء الركن إبراهيم جابر، عندما قال في لقاء صحفي سابق: (إنه لا بد من رفع الدعم عن البنزين، وأنهم يعملون الآن على اتخاذ قرارات بشأنه). (سودان تربيون 2019/12/22م). وقد أوردت الموازنة الأرقام الآتية: (65% من السكان تحت خط الفقر، وأن نصف السكان ينفقون 75% من دخولهم على الغذاء، وأن نسبة الإنفاق على العلاج تصل إلى 80% يتحملها المواطن من جيبه، وأن دعم المحروقات يكلف 16% من الناتج المحلي، وأن عائدات الضرائب والجمارك في السودان 6% فقط، بينما النسبة في الدول الأفريقية 15%)، أما الدعم الحكومي فقد كان خلال العام 2019م: (3632 مليون جنيه للصحة، و7226 مليون جنيه للتعليم، و33114 مليون جنيه للمحروقات، و22112 مليون جنيه للقمح).


إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان، حول أرقام الموازنة نوضح الآتي:


أولاً: إن الأرقام التي وردت في الموازنة، والتي تصف واقع الفقر، والمسغبة، والمرض، والظلم الذي يعانيه أهل البلاد، هي حقائق يجب أن تكون موضعاً للعلاج بفكرة مبدئية تكرم الإنسان، وترفع عنه الظلم، والمسغبة، والفقر، والمرض، وذلك إنما يكون في ظل دولة رعاية؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة تطبق الإسلام كاملاً، ولا تمد يدها إلى ما في جيب المواطن.


ثانياً: أما الأرقام الواردة في الموازنة لتدلل على أن الضرائب والجمارك قليلة - حسب رأي الحكومة - بالمقارنة مع الدول الأفريقية، مما يقتضي زيادتها؛ فإن ذلك لا يصدر إلا من عدو جاهل!! لأن الضرائب والجمارك هي السبب الرئيس للغلاء الطاحن، وهي أكل أموال الناس بالباطل، وهي حرام شرعاً، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ». ولقوله e: «لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ».


ثالثاً: أما الأرقام الواردة، والتي تصف ما يسمى بالدعم، فإن الواجب على وزير المالية وحكومته أن يعلما أن مال الدعم المزعوم هذا، ليس من بيوتهم، ولا من بيوت آبائهم وأمهاتهم، بل هو مال الرعية، والأصل أن يوضع لرعاية شئونها، يقول e: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».


إن الحكومة الانتقالية العاطلة عن أي معالجات، والتي يقوم على أمرها في مجلس الوزراء ووزارة المالية، خبراء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لم يكن تفكيرها في ملف الاقتصاد خارج صندوق المبدأ الرأسمالي، لذلك جاءت معالجاتها للمشكلة الاقتصادية من رحم الأزمة، امتداداً لعقلية النظام البائد نفسه؛ إرضاء لمؤسسات بريتون وودز من أجل مزيد من القروض الربوية، والسعي لتعديل القوانين، وإزالة العقبات لتقديم ثروات البلاد الزراعية والحيوانية والمعدنية على طبق من ذهب للشركات العالمية، تحت لافتة الاستثمار الأجنبي، مع الالتزام الكامل بروشتة صندوق النقد الدولي، الذي هو طليعة الشركات العالمية الناهبة للثروات، وهو في الوقت نفسه بوابة الاستعمار الحديث الطامع في بلادنا!!


إن من أبرز عناصر روشتة صندوق النقد الدولي: إلغاء الدعم عن السلع والخدمات، وتعويم العملة، وتقليل الإنفاق الحكومي، وزيادة الضرائب أفقياً ورأسياً، وهي الروشتة نفسها التي ظل يفرضها الصندوق على النظام البائد، فتدهور الوضع الاقتصادي بصورة كارثية، فثار الناس وانهار النظام، والآن تسير الحكومة الانتقالية بالسياسة نفسها، والتي سترديها هي الأخرى!!


إن عناصر روشتة صندوق النقد الدولي إنما تعبر عن مصالح الكفار الغربيين، الحريصين على تسديد فوائد القروض الربوية، والتي بلغت (62) مليار دولار!! وقد كان وزير المالية عقب أدائه القسم، قد تحدث عن شواغل أهل البلاد المصطلين بنيران الغلاء، حيث تعهد بتثبيت الأسعار، ثم يبدأ في خفضها، حيث قال في 2019/09/08م: (سوف نبدأ في تنفيذ إجراءات إسعافية لتثبيت الأسعار، وتخفيف الضائقة المعيشية)! ثم ما الذي حدث الآن بعد ثلاثة أشهر من تصريحه الكاذب؟ تضاعفت أسعار السلع، والوزير ساهٍ، ولاهٍ، مشغول بشواغل أرباب المال العالمي، في مؤسسات بريتون وودز، يسعى لرفع الدعم، وتوسيع المظلة الضريبية، ولا عجب، فأمثال هؤلاء إنما صُنعوا لأجل هذا!


أيها الأهل في السودان:


إن التغيير الحقيقي لن يتحقق إلا بقلع جذور الغرب الكافر المستعمر ومؤسساته، من بلادنا، والبداية إنما تكون بكشف هؤلاء الحكام الذين تحركهم المنظمات الدولية والسفارات، والذين لا يتصورون علاج أي مشكلة بعيداً عن أيدي الغرب الكافر ومنظماته. إننا لأمة غنية برجالها، ونسائها، وثرواتها الظاهرة والباطنة، وفوق ذلك فنحن أغنى من كل الأمم بأفكارنا، وثروتنا التشريعية، ومعالجاتها، والتي مصدرها هو الوحي؛ الكتاب والسنة وما أرشدا إليه، ونحن قادرون على بناء دولة مبدئية تحررنا من استعمار الغرب الكافر ومؤسساته، وتشريعاته، وتفجر الطاقات، بمعزل عن تسول الغرب الكافر المستعمر.


فلأجل خيري الدنيا والآخرة، ندعوكم للعمل من أجل استئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي الضمانة الوحيدة للتغيير وللنهضة.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

 

التاريخ الهجري :29 من ربيع الثاني 1441هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 26 كانون الأول/ديسمبر 2019م

حزب التحرير
ولاية السودان

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 01 كانون الثاني/يناير 2020م 23:54 تعليق

    لا حول ولا قوة الا بالله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع