الخميس، 12 ربيع الأول 1447هـ| 2025/09/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
أمريكا

التاريخ الهجري    6 من ربيع الاول 1447هـ رقم الإصدار: 1447 / 03
التاريخ الميلادي     الجمعة, 29 آب/أغسطس 2025 م

 

 

 

بيان صحفي

 

خدعة حلّ الدولتين لفلسطين

«لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ»

نداء إلى أمة الإسلام

 

 

إن المأساة الجارية في غزة، وفي سائر أرض فلسطين المباركة، تمثل مرآة تعكس عزة وكرامة وتضحية الأمة، كما تعكس الجراح العميقة التي أُصيبت بها الأمة منذ فقدانها لدرعها الواقي؛ الخلافة.

 

إنها مرآة تكشف النفاق الفاضح والمعايير المزدوجة للقوى الاستعمارية، وتفضح عداءها العميق للإسلام. لقد أظهر القانون الدولي ومؤسساته حقيقتهما بأنهما عاجزان بلا قيمة، وخاضعان بالكامل لأجندات تلك القوى.

 

كما كشفت غزة بوضوح مؤلم خيانة حكام المسلمين في أرجاء العالم، فبدلاً من الدفاع عن فلسطين، اصطفوا مع أسيادهم المستعمرين يكبلون جيوش المسلمين، ويقمعون مطالب الشعوب بفتح الحدود، ويحرسون كيان يهود وهو يواصل جرائمه من إبادة وتجويع.

 

ومع ذلك، فقد صمد أهل غزة في أصعب الظروف، ورفضوا الاستسلام. ولم تصمت الأمة، بل جسدت قول النبي ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى». رواه البخاري ومسلم

 

الفخ الاستعماري المسمّى بحلّ الدولتين

 

في هذه اللحظة الحرجة، تعود القوى الاستعمارية نفسها التي زرعت كيان يهود لتسويق ما تسميه "الحل" بإقامة دولة فلسطينية إلى جانبه، حيث أعلنت فرنسا وبريطانيا وأستراليا وغيرها مؤخراً دعمها لهذا المخطط.

 

لكن هذه هي الدول نفسها التي أنشأت كيان يهود وسلّحته ومولته وحمته منذ نشأته، وما زالت توفر له الغطاء الدبلوماسي، وتزوده بالسلاح والمال الذي يمكّنه من جرائمه. فعلى الأمة أن تبقى يقظة وألا تقع في فخ اليأس والإرهاق الذي يدفعها لتقبّل حل استعماري يمنحها راحة مؤقتة، بينما يظل الكيان الغاصب قابضاً على الأرض المباركة. وقد حذرنا النبي ﷺ قائلاً: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» رواه البخاري

 

إن الاعتقاد بأن دعواتهم لحلّ الدولتين بدافع الحرص على الفلسطينيين سذاجة خطيرة. فدوافعهم سياسية بحتة، هدفها امتصاص الغضب الشعبي المتزايد تجاه تواطئهم في جرائم الحرب، والحفاظ على مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة. هذه هي السياسة العلمانية في أبشع صورها: قذرة، فاسدة، وغير إنسانية.

 

لماذا حلّ الدولتين ليس حلاً؟

 

إن خطة الدولتين لا تحرر فلسطين، بل ترسّخ الاحتلال. فهي تمنح الشرعية لكيان يهود، وتؤمّن وجوده، مقابل سلطة فلسطينية عاجزة بلا سيادة حقيقية؛ أي تعيد إنتاج الوضع القائم.

 

في ظل هذا الترتيب، سيحتفظ يهود بالسيطرة على الحدود والموارد وحركة الناس، وسيستمر في تلقي الدعم العسكري والمالي من القوى الاستعمارية، مع قيام الدول العربية بدور الحراس لأمنه. كما تتيح هذه الخطة للقوى الاستعمارية والدول العربية فرصةً لغسل أيديهم الملطخة بالدماء والجرائم.

 

وخلف هذا الواقع الجيوسياسي، فإن هذا المشروع يخدم هدفا آخر خطيرا وهو ترسيخ ثقافة الواقعية والانهزامية داخل الأمة، ويدرب الأجيال المتعاقبة على قبول التنازلات الجزئية، ما يشجّع أعداء الإسلام على المطالبة بالمزيد، ويصرف الأمة عن الطريق الوحيد للتحرير.

 

رؤية إسلامية واضحة

 

يقول الله ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ﴾.

 

ومع استمرار يقظة الأمة، علينا أن نصمد ولا نضعف أو نساوم أو نسير في خطوات الواقعية التي تطيل أمد المعاناة، ولو كانت النيات مخلصة للتخفيف عن الناس.

 

قال الله ﷻ: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

 

إن حلّ الدولتين باطل، لا يحقق تحريراً ولا كرامة، بل يرسّخ الخضوع في ظل نظام استعماري مفروض، ويجب على الأمة أن ترفضه رفضاً قاطعاً.

 

إن واجبنا لا يقتصر على مقاومة ظلم كيان يهود، بل يشمل العمل للتحرير الشامل لفلسطين. وهذا يتطلب أكثر من المظاهرات أو المفاوضات؛ يتطلب تحريك جيوش المسلمين وإقامة الخلافة على منهاج النبوة.

 

إن الخلافة ليست مثالاً نظرياً، بل نظام مجرَّب عاش في ظله المسلمون والنصارى واليهود بأمان وعدل وسلام. وهي الإطار الوحيد القادر على إنهاء الاحتلال، وتوحيد الأمة، وإزالة الوجود الاستعماري من بلادنا.

 

إن حلّ الدولتين فخّ يهدف إلى تهدئة الأمة وضمان بقاء المشروع الصهيوني. وردنا يجب أن يكون واضحاً وحاسماً: رفض هذا الحل الباطل، والالتزام بالطريق الوحيد الذي يضمن التحرير؛ إقامة الخلافة، وتسخير موارد الأمة لتحرير فلسطين كاملة.

 

وسيسجّل التاريخ إن كنّا ثابتين على الحق أم أننا خضعنا للتنازل. نسأل الله ﷻ أن يمنح الأمة البصيرة والوحدة والنصر.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في أمريكا

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أمريكا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
https://www.facebook.com/HTAmerica
تلفون: 
https://hizb-america.org/

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع