الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن

التاريخ الهجري    28 من رجب 1439هـ رقم الإصدار: 27/39
التاريخ الميلادي     الأحد, 15 نيسان/ابريل 2018 م

بيان صحفي


آن للأمة أن تتخذ من إقامة الخلافة قضية حياة أو موت


فتزيل العقبات التي تمنع عودتها على منهاج النبوة

 


في ذكرى الهجرة النبوية يحتفل المسلمون، وتشاركهم الوسائط الإعلامية الرسمية للأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي، الاحتفال بإقامة الندوات الدينية وإلقاء الخطب، بطريقة منزوعة المعنى والعبر والوعي، فهي تقام دون ذكر الحقيقة العظيمة، بأن الهجرة كانت تسطيراً لأعظم مناسبة في تاريخ الأمة الإسلامية، ألا وهي قيام الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، والتي استمرت تحكم العالم بعزة ورحمة وعدل، حتى تم هدم هذه الدولة، أي الخلافة، في 28 رجب عام 1342هـ، الموافق 1924/3/3م، عندما قرر المجلس الوطني في أنقرة في جلسته المنعقدة في هذا التاريخ إلغاء الخلافة، وذلك تنفيذاً لشروط دول الكفر وخاصة الإنجليز، في مؤتمر لوزان عام 1922، والتي منها إلغاء الخلافة وإعلان علمانية الدولة، فمضى منذ ذلك التاريخ 97 عاماُ، أصبح المسلمون بعدها، وهم بدون خلافة ولا خليفة، مشتتين في أكثر من خمسين كياناً ضعيفاً وهم في ذيل الأمم، وأصبحت بلادهم محل القتال والصراعات الدولية والتنافسات الاستعمارية، وأهلها وقود هذه الحروب، يُقتلون ويُذبحون ويُشردون بعد أن كانوا أعزة الأمم وسادتها وأصحاب الكلمة في الموقف الدولي...


من أجل ذلك، يحيي حزب التحرير ذكرى هدم دولة الخلافة في رجب من كل عام، ليس رثاءً وحزناً عليها، بل تذكيراً بأنها ما زالت غائبة منذ 97 عاماً، وهي الدولة التي تحمل الدعوة والرحمة للعالم، والتي قد اختفت منذ ذلك التاريخ، وأنها لم تغب عن الأمة الإسلامية منذ الهجرة النبوية وإقامتها في المدينة إلا بعد هذا التاريخ، وهو يعي تماماً أن الكفاح السياسي والصراع الفكري لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، يتطلب إخلاصاً عميقًا وتضحيةً هائلة من كل حامل دعوة...


حقاً، لقد حان الوقت لاتخاذ ذكرى هدم الخلافة التي تدفع للعمل على إيجادها من جديد، قضية مصيرية من قبل الأمة تتخذ حيالها إجراء الحياة والموت، وأمتنا تفقد الملايين من الضحايا من جراء الصراعات الدولية للسيطرة والاستيلاء على بلادها، ومنع تحقيق مشروع نهضتها، وتجرأ حكامها على خيانتها وسوء رعايتها، علناً بعدما كانوا لا يجرؤون على ذلك إلا سراً وتدليساً، واتخذوا الكفار المستعمرين، أولياء من دون المسلمين بكل جرأةٍ ووقاحة، عندما اطمأنوا إزاء صمت الأمة على تعاظم ظلمهم واستبدادهم لها، وجيروا انتفاضاتهم المباركة ضد طغيانهم إلى يأس بعدما استكانوا وانحنوا لبرهة حتى كشروا عن أنيابهم مرة أخرى وبأشد شراسةً وظلماً مما كانوا عليه، وتدخل أسيادهم الأمريكيون والأوروبيون والروس وكل أعداء الأمة احتلالاً وقتلاً وتشريداً، مباشرة في بلاد المسلمين، ليس خوفاً على أنظمة أتباعهم، بل خوفاً من خطر إقامة الدولة الإسلامية الحقيقية على منهاج النبوة، وهم يعلمون أن في إقامتها بداية هزيمتهم وطردهم من المنطقة للأبد.


إن دولة الخلافة هي الكيان التنفيذي لأحكام الإسلام، السيادة فيها للشرع وليست للشعب أو الحاكم، فالكل مسؤول أمام الشرع والحاكم مسؤول ويحاسب وليس له حصانة بتاتاً كما هم حكام اليوم، والمحاسبة تشمل كل من هم في جهاز الحكم من معاونين وولاة وإدارة...


ودولة الخلافة دولة رعاية حقيقية لكل حاملي تابعيتها، فهي كما كان الخلفاء الراشدون يترجمون عملياً معنى الرعاية، تصل الليل بالنهار لدوام تتبع أحوال الناس؛ تتحسس أوضاعهم، ولا تتجسس عليهم، فتؤمن لهم حاجاتهم الأساسية من مأكل وملبس ومسكن وتعليم وتطبيب وأمن، دون تمييز بينهم، وتمكنهم من إشباع حاجاتهم الكمالية ما وسعها ذلك؛ فوجودها يمنع طبيعياً وعلى الفور أسباب وذرائع الفساد من رشوات وسرقات وتجسس وكذب وخداع...


دولة الخلافة تقوم فيها سياسة إدارة المصالح على البساطة في النظام، والإسراع في إنجاز الأعمال، والكفاية فيمن يتولون الإدارة؛ فلا أسباب للواسطة والمحسوبية والرشوة عندما تكون الكفاءة هي المعيار، أما البساطة والإسراع فتمكن الناس من التفرغ للقيام بواجباتهم ولا تشغلهم في العناء لإنجاز معاملاتهم الإدارية، وخصوصاً المتعلقة بتأمين حاجاتهم الأساسية...


إن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي نسعى مع الأمة لإقامتها، لن يكون قيامها صامتاً، متدرجاً، متداخلاً مع أنظمة الحكم القائمة بفسادها، قائماً على قواعد أنظمة بلغ منها العفن والتسوس مبلغه، ولن يكون إصلاحاً مداهناً ترقيعياً مطعّماً بأفكار وأنظمة ومقاييس من العهد الفاسد القائم الذي لا يحكم بما أنزل الله...


بل إن قيامها سيكون صارخاً، مزلزلاً، مدوياً، انقلابياً، شاملاً، تهتز له أركان الأرض، وتشعر بارتداداته كافة الدول والأمم، تماماً كما كان إقامة الدولة الاسلامية الأولى في المدينة المنورة في عهد النبوة، وكما تبعتها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، كنظام حكم فريد لم تعهده الأمم من قبل في عدله وقوته وإنسانيته، قاضياً على أكبر قوتين عاثتا في الأرض الفساد آنذاك، وهما دولتا الفرس والروم، وذلك في غضون 15 عاماً من قيام الدولة الإسلامية، لتسود العالم بعدها وتبلغ أقاصيه في أقل من قرن من الزمان ولتتبوأ مركز الدولة الأكثر تأثيراً في الموقف الدولي لما يزيد عن ألف وثلاث مائة من السنين، وتمتد رقعتها من أواسط أوروبا إلى أعماق أفريقيا ومن المحيط في الشرق إلى المحيط في الغرب...


نعم، هذه هي الدولة التي نتصور قيامها مع الأمة ونعمل لإيجادها، ونحن على يقين من نصر ربنا سبحانه وتعالى، وبالطريقة التي سار عليها الرسول e وصحابته، وهي الجديرة بأن تضحي الأمة بالغالي والنفيس من أجلها، لأنه لا حياة ولا عزة ولا كرامة للأمة الإسلامية إلا بها، وهي الدولة التي يدرك أعداء الإسلام والمسلمين من الكفار المستعمرين وعلى رأسهم أمريكا وأوروبا وروسيا، وأتباعهم من حكام المسلمين، أن وجودها يعني عدم وجودهم، وإقامتها يعني نهايتهم، وانتصارها يعني اجتثاثهم من بلاد المسلمين، والقضاء على عملائهم وأتباعهم وأشياعهم، والقضاء على قيمهم الفاسدة، اجتماعياً واقتصادياً وفكرياً، ووقف نهبهم واستنزافهم لثروات الأمة وشعوب العالم...


فالغرب الكافر يدرك تماماً معنى قيام الخلافة الراشدة، فعمل على هدمها في 28 رجب عام 1342هـ، وعمل بقضه وقضيضه مستجمعاً كل قوى الشر والشرور، منذ ذلك الحين وحتى اليوم على تأخير عودتها، ووضع كل العوائق والعراقيل أمام قيامها، إما مباشرة بجنوده وطائراته وغزوه البلاد، وقتل العباد بالملايين، أو عن طريق تسخير الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، لخدمة هذه الغاية التي لم يكن ليستطيع أن يحقق أياً من هذه الجرائم لولا هؤلاء الطَّغام والطغاة من الحكام وأعوانهم من بطانة، وبعض من قوى أمنية، وكُتّاب شرٍ وعلماء سلاطين...


فإذا كان الغرب يدرك ذلك... فالمسلمون أولى من الغرب في إدراك عظمتها وقوتها وتصديق وعد قيامها كما يصدّق عدوها إرهاصاتها، وعمل ويعمل من أجل تأخير إقامتها، لأنه يعلم أنه لا يستطيع أن يمنع قيامها فهي وعد من الله سبحانه وبشرى رسوله e...


أيها المسلمون...


ذكرى هدم الخلافة ذكرى للعمل واستنهاضٌ لهممكم؛ فهي تاج الفروض التي يتحقق بها إقامة الحدود والفروض المعطلة، وهي التي يتحقق بها لهذه الأمة النصر والعزة والسيادة، وبها تسترد كرامتكم وتتحرر بلادكم ومقدساتكم، وهي التي تحفظ لكم ثرواتكم وأرواحكم، فالعمل لها ليس كأي واجب، لأن إقامتها قضية حياة أو موت... هكذا يجب أن يكون موقفكم تجاهها، فإلى العمل معنا ندعوكم لإقامتها ونصرتها، وسحق العوائق التي تقف أمام عودتها؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة مرة أخرى.

 


المكتب الإعلامي لحزب التحرير


في ولاية الأردن

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية الأردن
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://www.hizb-jordan.org/
E-Mail: info@hizb-jordan.org

1 تعليق

  • ايمن ابو قصي
    ايمن ابو قصي الإثنين، 16 نيسان/ابريل 2018م 14:17 تعليق

    أما أن لهذه الامة أن تفهم ان حزب التحرير هو الرائد الذي لا يكذب أهله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع