الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف الالتفات عن الله هلَكَة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الحديث الشريف

الالتفات عن الله هلَكَة

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عن أنس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَالِالتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ الِالتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ هَلَكَةٌ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَفِي التَّطَوُّعِ لَا فِي الفَرِيضَةِ". رواه الترمذي.

 

أيها الأحبة الكرام:

 

   قوله: "يا بني إياك والالتفات في الصلاة"، أي بتحويل الوجه. "فإن الالتفات في الصلاة هلَكَةٌ" بفتحتين، أي هلاك؛ لأنه طاعة الشيطان وهو سبب الهلاك، والهلاك هو الموت.

 

   إن الله سبحانه خلق البشرية وأوكل إليها أمر الاستخلاف في الأرض، وأنزل لها كُتُبا وبعث لها رُسلا وأنبياء وبين لها مراده بوضوح حيث قال سبحانه وتعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، وعبادة الله هي القيام على أوامره ونواهيه، وحتى لا تنقطع هذه العبادة جعل لنا سبحانه صلة معه، فكانت الصلاة وكان الدعاء وكان الرجاء، وأيضا كان مزج المادة بالروح عند القيام بأي فعل؛ فالصلاة نور يبدد لنا ظلمة الطريق، ووقاية تحفظنا من عوائق الحياة، ولذلك كان على المسلم أن لا يلتفت وهو في صلاته، بل عليه أن يعيش هذه الطاعة مع الله، فمن كان مع الله كان الله معه.

 

أيها المسلمون:

 

   وكما ينبغي على المسلم أن لا يلتفت في صلاته فعليه أيضا أن لا يلتفت عن الله في جميع أعماله، فإذا كان الالتفات في الصلاة المفروضة هلكة، فإن الالتفات عن الله فيما طلب وفرض أيضا هلكة، فالسكوت عن الظلم هلكة، والقبول بحكام الضرار هلكة، والقبول بالحكم بغير ما أنزل الله هلكة، والوقوف مع الأنظمة الحاكمة الخائنة لله ولرسوله هلكة، والصلح مع يهود مغتصبي الأقصى هلكة، وترك الأمة تغرق في بحور النفاق والخيانة هلكة، وترك الأمة تموت قهرا وقتلا وهمّا صباح مساء هلكة، والقعود عن العمل لتغيير واقع المسلمين هلكة، وعدم العمل مع العاملين لإقامة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة هلكة. فبأي وجه بعد هذا سنلقى ربنا وقد التفتنا عنه في صلاتنا وأعمالنا؟!

    اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

آخر تعديل علىالأحد, 31 كانون الثاني/يناير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع