مع الحديث الشريف
الغيرة على أعراض المسلمين

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: "لَوْ رَأيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ"، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: «أتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، والله لأنَا أغْيَرُ مِنْهُ، والله أغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أجْلِ غَيْرَةِ الله حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ». رواه البخاري برقم 7416.

أيّها المستمعون الكرام:

هذا هو إسلامنا، وهكذا هو حديثنا، فالمرأة عرض يجب أن يصان، فلا يكوننّ أحدكم ناشرا للرذيلة، مساهما في بسط الفواحش، ولا يكوننّ أحدكم ديوثا، فالديوث هو من يقر الفاحشة في أهله من غير أن يغار عليهم، فالدياثة - لو تعلمون - توجب غضب الله، وتؤدي إلى تمييع شباب الأمة، وتحط الفضيلة وتنشر الرذيلة.

أيها المسلمون:

جاء الإسلام لينظم علاقات الفرد مع غيره ومع خالقه ومع نفسه، فالتنظيم أساس في مجتمعنا الإسلامي، والتهاون في الحفاظ على العرض عامل أساسي في جلب الفوضى المجتمعية، واعلموا - يرحمكم الله - أن من لا يغار على عرضه فإنه لم يسقط أخلاقيا فحسب، بل صار دون الحيوان، ألا ترون أن ذكور الماعز تغار وكذلك الديكة والإبل والقرود؟ ثم ألا ترون أن العرب في الجاهلية كانوا يغارون على عرضهم أشد الغيرة حتى قال قائلهم:

أَصونُ عِرضي بِمالي لا أُدَنِّسُهُ لا بارَكَ اللَهُ بَعدَ العِرضِ بِالمالِ.

ولكن دولة الخلافة القائمة قريبا بإذن الله ستضرب بيد من حديد كل تلاعب بأعراض المسلمات من حكام الضرار وأعوانهم.

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

كتبه للإذاعة: أبو مريم