الخميس، 24 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
فشلٌ آخر للرّأسمالية التقنية  الاحتيال الإلكتروني يُسيطر على حدود جنوب شرق آسيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فشلٌ آخر للرّأسمالية التقنية

الاحتيال الإلكتروني يُسيطر على حدود جنوب شرق آسيا

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

أفادت قناة DW في تقريرها بتاريخ 15 أيار/مايو، أنه على الرّغم من الحملات الأمنية الأخيرة في جنوب شرق آسيا، تواصل عصابات الاحتيال الإلكتروني اكتساب نفوذ وسلطة في المنطقة. وذكر تقرير حديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) أنّ شبكات الجريمة الآسيوية تواصل توسيع نطاق عمليات الاحتيال الإلكتروني التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. ومن المتوقع أن تخسر دول شرق وجنوب شرق آسيا حوالي 37 مليار دولار بسبب ذلك عام 2023، بينما ستخسر أمريكا أكثر من 5.6 مليار دولار (94 تريليون روبية).

 

ووفقاً لبينيديكت هوفمان، الممثّل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، فإنّ هذه العصابات الإجرامية في تطور مستمر، وهي الآن توسّع عملياتها لتشمل أفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وغيرها. وقال هوفمان لـ DW: "هذه جريمة منظمة تتّسم بدرجة عالية من التطور والاعتماد المستمر على التقنيات الجديدة".

 

وفي وقت سابق من هذا العام، تحركت السلطات في ميانمار وكمبوديا ولاوس ضد مراكز الاحتيال واسعة النطاق، التي يقع معظمها في المناطق الحدودية. لقد قاموا بإغلاق العديد من المواقع وحرروا الآلاف من ضحايا الاتجار بالبشر بما في ذلك من البلاد الإسلامية الذين تمّ خداعهم للسّفر إلى هذه المناطق ثم أجبروا على العمل كمحتالين.

 

التعليق:

 

أظهرت الرأسمالية التقنية، أو سيطرة الرأسمالية على التقدم التكنولوجي، مجدداً مخاطرها على حياة الإنسان. فالرأسمالية صممت التكنولوجيا ليس لدعم حياة الإنسان، بل لدعم آلات صنع المال. ويُستخدم تطوير أحدث العلوم والتقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، على نطاق أوسع لخدمة مصالح عالم الأعمال والأوليغارشية السياسية، وليس لخدمة الإنسان، ناهيك عن حلّ المشكلات الإنسانية.

 

يمكن ربط نمو عصابات الاحتيال الإلكتروني والمافيات التي تستهدف آسيا بارتفاع معدل الفقر وانخفاض مستوى الثقافة التكنولوجية في هذه المنطقة. إنّ الجمع بين الفقر وانخفاض مستوى الثقافة الرقمية يجعل المجتمع في آسيا أكثر عرضة لممارسات الاحتيال الرقمي التلاعبية.

 

دائماً ما تُحوّل الرأسمالية الموارد الطبيعية، وحتى الموارد البشرية، إلى أصول لآلية دورة السوق/المال وحدها، بما في ذلك أعمال المقامرة غير القانونية من خلال عصابات الكازينوهات، التي تُشكل أساس مافيا الاحتيال الإلكتروني هذه. إنّ الدور الأساسي للدولة في الرأسمالية هو "حارس" آلية السوق بحيث تستمر في النمو دون تباطؤ. ومع ذلك، اتّضح أنّ هذا الدور أدى إلى الكشف عن العديد من الجرائم الكبرى الأخرى، خاصةً عندما تفشل وظيفة الدولة كما حدث في ميانمار. لذلك، تصبح منطقة نهر الميكونج منطقة مواتية للغاية للممارسات الإجرامية الكبرى، لأنّ المال هو مركز سيادتها. ونتيجة لذلك، فإنّ التقدم السريع للتكنولوجيا في ظلّ الرأسمالية يضرّ المجتمع ويدمّره، ويجرّد الشعوب من إنسانيتها، بل يميل إلى نزع الإنسانية عن الحضارة الإنسانية. ويستمر هذا الهدف الفاسد في ظلّ الرأسمالية التي تدمّر الحضارة الإنسانية بشكل متزايد. يرجى التأمل في قول الله تعالى: ﴿لَا يَغُرَّنَكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلَادِ﴾ أي لا تغترّوا أو تنخدعوا أبداً بأنشطة الكفار الذين يتنقلون بحريّة هنا وهناك في جميع أنحاء البلاد، مُغرين إياهم بالمكانة والثروة والملذات الزائلة. ومع أنّ هذه الآية موجهة إلى النبي محمد ﷺ، إلا أنها موجهة أيضاً إلى أمته.

 

لا ينبغي أن تخدعنا التكنولوجيا الرقمية التي جلبها الغرب إلى البلاد الإسلامية، أو تُبهرنا بقوتهم وتطوّر تقنياتهم. وفوق كل ذلك، هناك قوة أخرى أقوى يمكنها أن تكتسح هذه القوة القاسية. ألا وهي قوة الإيمان والمبدأ والأخوة في الأمة الإسلامية في ظلّ الخلافة الإسلامية، حيث ستسترشد رؤية التكنولوجيا دائماً بوحي الله وسلطانه. وستُحكم التكنولوجيا بحدود الإسلام التي تُعلي من شأن الأخلاق والقيم والإنسانية، لا بجشع البشر وسطوة المال!

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فيكا قمارة

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع