السبت، 11 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الخلاف بين تنزانيا وكينيا: المرض الخبيث للرأسمالية وفكرها القومي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الخلاف بين تنزانيا وكينيا: المرض الخبيث للرأسمالية وفكرها القومي

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في أيار/مايو 2025، اعتقلت السلطات التنزانية الناشط الكيني بونيفاس موانغي والمحامي الأوغندي أغاثر أتوهيري أثناء محاولتهما حضور محاكمة زعيم المعارضة توندو ليسو بتهمة الخيانة في دار السلام. وناشدت منظمة العفو الدولية السلطات التنزانية التحقيق في الاعتقال التعسفي والتعذيب والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والترحيل القسري للمدافعين عن حقوق الإنسان.

 

التعليق:

 

أثارت الحادثة غضباً واسع النطاق في كينيا وأوغندا، ودعت منظمات حقوق الإنسان في المنطقة وخارجها إلى إجراء تحقيقات في مزاعم إساءة معاملة النشطاء. وأعرب مكتب الشؤون الأفريقية الأمريكي في منصة إكس عن "قلقه العميق إزاء التقارير التي تفيد بإساءة معاملة أتوهاري وموانجي أثناء وجودهما في تنزانيا". "ندعو إلى تحقيق فوري وشامل في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان"، كما جاء في البيان، وحثّ "جميع دول المنطقة على محاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب". وأصبحت منصّات التواصل الإلكتروني ساحاتٍ لتبادلات ساخنة بين الكينيين والتنزانيين، حيث اتهم بعض النواب التنزانيين الكينيين بالتنمر الإلكتروني والتدخل في الشؤون الداخلية.

 

من الواضح تماماً أنّ الاستعمار الجديد هو شكل حديث قائم ومستمر من خلال آليات مختلفة، بما في ذلك التدخل الإنساني، وشروط المساعدات، وعمليات المنظمات غير الحكومية، ودبلوماسية القوة الناعمة. وقد عزز الغرب، متستراً بدفاعه عن حقوق الإنسان، إعادة هندسة المجتمعات الأفريقية لتعكس نماذج غربية ليبرالية فاسدة، مثل مجتمع الميم الشاذ. والجدير بالذكر أنّ كينيا تستضيف عدداً كبيراً من منظمات حقوق الإنسان التي تروج للنماذج الغربية. سياسياً، تواصل القوى الأجنبية ممارسة نفوذها على أفريقيا متسترة بغطاء حقوق الإنسان. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر الخطاب الغربي للدفاع عن حقوق الإنسان ازدواجية معاييره تجاه الأنظمة الغربية، بما في ذلك أمريكا المدافعة عن حقوق الإنسان. ففي غزة فإن الغرب لا يكتفي بالصمت، بل يدعم كيان يهود المجرم الذي يرتكب مجازر مروعة.

 

فيما يتعلق بالحرب الإلكترونية بين كينيا وتنزانيا، حيث تتفاخر كل منهما بأنها أكثر تحضراً وتطوراً من الأخرى، فإن هذا يُعدّ أحد أمراض القومية الخبيثة. هناك نوعان من القوميات، وهما روابط فاسدة: القومية الإقليمية، التي تعني الشعور بالفخر والتفوق المرتبط بالانتماء إلى إقليم معين بالولادة أو الجنسية. وهناك أيضاً القومية الثقافية؛ وهي ربط عنصر إضافي، أي ثقافة معينة، بالإقليم والشعور بالفخر الذي يصاحب هذا الارتباط. إن مجرد اكتساب مفهوم سطحي للقومية زخماً كبيراً يدل بوضوح على ضعف المبدأ الرأسمالي وعجزه عن إدارة وحل المشكلات الإنسانية والمجتمعية بشكل حقيقي.

 

لقد استخدم الرأسماليون الاستراتيجية الاستعمارية "فرّق تسد" على نطاق واسع للحفاظ على سيطرتهم على الأراضي الأفريقية، ولا تزال آثارها واضحة حتى اليوم. المبدأ بسيط: تعزيز الانقسامات بين الجماعات المحلية لمنع المقاومة الموحدة، وبالتالي ضمان الهيمنة الأجنبية. يعمل السياسيون ذوو العقلية الرأسمالية المحلية في كلا البلدين كعملاء للغرب في نهب الموارد الهائلة، وبالتالي يعيش مواطنوهم في فقر مدقع. وفي البلاد الإسلامية، كان مخطط سايكس بيكو هو الذي أدى إلى الركود السياسي والاقتصادي للأمة الإسلامية.

 

إن المهمة التي تنتظر شعوب شرق أفريقيا هي تحرير عقولهم من قيود القومية وإفلاس السياسيين (الحكام والمعارضة) حيث يقرأ كلاهما من نصّ الرأسمالية الفاسدة نفسه. وبالمثل، فإن مفهوم الأمة الإسلامية المنبثق من الإسلام هو مفهوم إسلامي شامل بطبيعته ويتجاوز حواجز الحدود الوطنية إلى رابطة مبدئية. والرابطة المبدئية الإسلامية هي الوحيدة التي يمكن أن توحد الناس في مجتمع متين وموحد.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شعبان معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع