- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
خطيب مدلّس يهاجم المغاربة لتعظيمهم شعيرة النحر
الخبر:
انتشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الإلكتروني لخطبة عيد الأضحى في إحدى مدن المغرب، قام فيها الخطيب بتقريع الناس على مخالفتهم أمر ملك المغرب بعدم ذبح الأضاحي هذا العيد.
التعليق:
ليس من الغريب أن يخرج زبانية السلطان ومشايخه ليقرّعوا الناس ويهاجموهم على مخالفة أوامر ولي نعمتهم، فهذه وظيفتهم ولهذا قرّبهم سيدهم من بلاطه وجعلهم في حاشيته وأغدق عليهم العطايا والمناصب، تماما كما وعد فرعون السحرة إن هم غلبوا نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ودحضوا حجته. لكن الغريب هو أن يقوم هذا الخطيب المتزلف ويتطوع بمهاجمة الناس وتهديدهم تارة بالفقر وتارة بالعقوبة لأنهم عظموا شعيرة النحر ولم يلتفتوا إلى أمر الملك الذي أغاظه تعظيم هذه الشعيرة! فبدلا من أن يهنئهم ويبارك لهم عيدهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، قام بمهاجمتهم ودلس عليهم وافترى على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وشبه ولي نعمته بهذين الرجلين العظيمين اللذين عاشا وماتا من أجل الإسلام، ولو كان ملكه فيه خصلة واحدة من خصال الفاروق رضي الله عنه لفعل كما فعل عندما ارتفعت أسعار السلع في المدينة فتذمر الناس، فقام بجلبها من خارج المدينة وألقاها في أسواقها فهبطت الأسعار تلقائيا. وتابع الخطيب كلامه موهما الناس أنهما، أي أبا بكر وعمر، أمرا الناس بعدم التضحية، بدل أن يوضح أنهما لم يضحيا مخافة أن يظن الناس أن الأضحية فرض كما ورد عند البيهقي.
فليعلم هذا الخطيب أنه بتزلفه للملك وتطوعه للدفاع عنه، سيكون من أسفل السفلة الذين يصلحون دنيا غيرهم بفساد دينهم أو من باع بدينه دنيا غيره، كما قال الإمام مالك لإمامه ربيعة الرأي رحمهما الله. وإننا نهيب بالمسلمين أن لا يصغوا لهؤلاء الحكام الذين يحاربون شعائر الإسلام ويعملون على طمسها، كدأب ملك المغرب الذي لا يعيّد عيد الفطر والأضحى مع سائر المسلمين، بل زاد عليها هذه السنة جريمة منع الأضاحي! نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على هذه الأمة بخليفة راشد عادل يعمل على تعظيم شعائر الله ويعين أمته على تعظيمها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل