السبت، 18 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا أهل الشام أنقذوا ما بقي من ثورتكم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا أهل الشام أنقذوا ما بقي من ثورتكم

 

 

الخبر:

 

استمرار الإدارة المؤقتة في سوريا بإطلاق سراح شبيحة الأسد وإعطاء النفوذ لبعضهم في البلاد، في حين ما زالت سجون المحرر سابقا تغص بالثوار والمجاهدين والمعتقلين السياسيين.

 

التعليق:

 

أهل الشام الذين هالهم مشهد ترك الضباط والجنود من جيش بشار الأسد بعبارة "اذهبوا فأنتم الطلقاء!" مع أن المعركة لم تكن قد وضعت أوزارها بعد، وحمل بعضهم ذلك على أنه تكتيك لتفريق شمل من وراءهم وإغراؤهم بالاستسلام، عادوا ليفجعوا من جديد باستمرار سياسة العفو عن المجرمين بل تقريبهم وإعادة تدوير رجال النظام السابق ليكونوا جزءاً من الدولة الجديدة!

 

وهنا علينا ملاحظة النقاط التالية:

 

أولا: إن الإدارة المؤقتة الحالية لا تملك تمثيلا شرعيا للناس لا بالمقياس الإسلامي، فهي لم تبايع من المسلمين على الكتاب والسنة، ولا بالمقياس الوطني العلماني، فهي لم تنتخب من الشعب. وإن كانت تسيّر الأمور في البلاد بقوة التعاطف الشعبي مع قيادة عسكرية ساهمت في رحيل الطاغية بشار فإن هذه المشاعر ليست سندا كافيا لتجعل من الإدارة المؤقتة وليّ دمٍ عن أهل الشام تعفو فيه وتتنازل عنه.

 

ثانيا: إن رصيد هذه الإدارة من التعاطف الشعبي بدأ ينهار بتسارع مضطرد وذلك بسبب مواقفها من ملفات مختلفة ظهر لعامة الناس فشلها فيها بل نكوصها على عقبيها، فملف إطلاق سراح المجرمين ورفع منزلتهم، وملف الهوان أمام كيان يهود، والاستعداد للانخراط بالاتفاقيات الإبراهيمية الشيطانية، واستجداء ترامب والثناء عليه بأنه رجل سلام، والصفقات الاستثمارية المشبوهة في مقدرات البلد التي وصفها كثيرون بأنها بيع لسوريا بالجملة والمفرق، وغيرها من الملفات، كلها ضربات أصابت أساس بنيان هذه الإدارة وعجلت في تهاوي الثقة الشعبية بها والشعور بعدم أهليتها للحكم.

 

ثالثا: لم تستطع الإدارة الحالية الإجابة عن أسئلة الناس المحقة في ملف إطلاق سراح الشبيحة وأنصار الأسد، مع استمرار سجن أبناء الثورة من المعارضين السياسيين، فهل يخشى الجولاني في حال فتحت ملفات الماضي أن تطاله المحاسبة على دماء بريئة سفكت بيد فصيله أو فصائل موالية له؟ أم هو قرار دولي ضمن خطة شيطانية لا قبل له برده؟

 

رابعا: إن ما تقوم به الإدارة الحالية هو تقريب للعدو وإبعاد للصديق فيبقى العدو عدوا وينقلب الصديق عدوا، وهذا في العرف السياسي انتحار لو كانوا يعلمون.

 

خامسا: إن إطلاق الشبيحة دون قصاص سيدفع العائلات من أهل الشام إلى أن تقتص منهم بنفسها في تحد سافر لقرارات الإدارة الحالية التي ستكون أمام خيارين؛ إما أن تتغاضى عن عمليات الثأر هذه على أمل أن تمتص الاحتقان في حاضنتها الشعبية، وبذلك تكون قد فتحت باب اقتتال طائفي لا تُعلم نهايته، وحكمت على فكرة الدولة والسلم الأهلي بالإعدام، وإما أن تقاتل العائلات التي تنتقم لعرضها ودمائها المهدورة وتسجن رجالها الشرفاء مكان الشبيحة الطلقاء، وهذا ينذر بحرب أهلية بين عشائر وعوائل الحاضنة الشعبية للثورة وبين القوات النظامية التابعة للإدارة وهو المشهد الأسوأ بين الخيارين.

 

سادسا: لقد حذر الجولاني سابقا الإخوانَ المسلمين في مصر من أن منهج التنازلات وتنفيذ ما تمليه أمريكا وأتباعها من حكام الدول العربية مآله خذلان من الله ثم انقلاب على رؤوسهم برعاية أمريكية، وهو ما جرى مع الدكتور مرسي حيث نفذ تعليمات أمريكا بخصوص العلاقة مع كيان يهود وإبقاء أركان الدولة العميقة وتنصيب رجلها السيسي فكانت حياته الثمن، فهل يحتاج الجولاني لمن ينصحه بما نصح به غيره؟!

 

وفي الختام على أهل الشام الذين سالت دماؤهم أنهارا لأجل الحق والعدل ونصرة لدين لله وطمعا في مرضاته، أن ينفضوا عنهم ذهول الصدمة وأن يبدؤوا بمحاسبة الإدارة الحالية ولجم سقوطها بالبلاد نحو الهاوية، عسى أن يجدوا آذانا صاغية وأن يكون الضغط الشعبي دافعا لحكام سوريا الحاليين لمراجعة حساباتهم من جديد لعل ذلك أن ينقذ ما تبقى من ثورة الشام.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ عدنان مزيان

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع