- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
التوصل إلى اتفاق تجاري يميل لصالح أمريكا مع الصين
الخبر:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّه تمّ إبرام اتفاق مع الصين بشأن الرسوم الجمركية، وقال مُفتخراً: "لقد أُبرم اتفاقنا مع الصين"، وأضاف: "إنّ البلدين اتفقا على تخفيف قيود التصدير وفقاً للاتفاق السابق المتفق عليه في جنيف في أيار/مايو". وستسمح الولايات المتحدة بالمُقابل للطلاب الصينيين بالالتحاق بالجامعات الأمريكية بعد أن أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو الشهر الماضي عن خطة لإلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين بشكل صارم.
وأكّد الرئيس الأمريكي الأربعاء أنّ الاتفاق يشمل "المغناطيس الكامل وأي معادن أرضية نادرة ضرورية سيتم توفيرها لأمريكا مسبقاً من قبل الصين"، وأشار ترامب إلى أن أمريكا "ستحصل على رسوم جمركية إجمالية بنسبة 55%، بينما ستحصل الصين على رسوم جمركية بقيمة 10% فقط"، وقال ترامب: "إنّ العلاقة مع الصين ممتازة".
التعليق:
بعد مخاض عنيف في مسألة رفع الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين وصلت إلى أكثر من 150 بالمائة، وبعد فرض عقوبات حادة من كلا الطرفين ضد الطرف الآخر، توصل الفريقان المُتفاوضان الأمريكي والصيني إلى حلول ارتضاها الطرفان من خلال اتفاق جديد يمنح أمريكا بشكلٍ واضح مزايا هائلة يبدو أنّ الصين أُرغمت على منحها لأمريكا مُقابل منافع محدودة.
فبموجب الاتفاق الذي أقرته الدولتان ستخفض أمريكا مؤقتا تعريفاتها الجمركية على السلع الصينية من 145% إلى 30%، في حين ستخفض الصين رسومها الجمركية على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%، وستقوم الصين بما هو أخطر وأهم من ذلك وهو قيامها بتزويد أمريكا بالمعادن الأرضية النادرة مُقابل أنْ تسمح أمريكا للطلاب الصينيين بالالتحاق بجامعاتها، وهو أمر لا يُقارن بتاتاً بتصدير المواد النادرة التي هي مسألة سيادية صينية تمّ التفريط بها!
إنّ خنوع الصين لأمريكا في هذه المسألة وهي تزويدها بالمعادن النادرة الصينية يدل على ضعف شديد ينتاب الصين، فورقة القوة الوحيدة التي كانت تملكها بيدها وهي عدم تصديرها للمواد النادرة لأمريكا قد خسرتها، وهو ما يدل على تفريطها بهذه الورقة المهمة جدا، كما ويبين مدى خنوعها للإملاءات الأمريكية، هذا بالإضافة إلى عدم تساوي الرسوم الجمركية بينهما.
يبدو أن الصين قبلت حالياً بالانحناء أمام العاصفة الأمريكية لفترة طويلة من الزمن ريثما تستعيد توازنها المفقود مع أمريكا، وعلى أمل أن يتحسن وضعها الدولي في المستقبل المنظور.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني