السبت، 17 محرّم 1447هـ| 2025/07/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الهلع الأخلاقي في الدنمارك: عندما تتحدى القيم الإسلامية الانحلال الأخلاقي الدنماركي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الهلع الأخلاقي في الدنمارك: عندما تتحدى القيم الإسلامية الانحلال الأخلاقي الدنماركي

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في الأيام الأخيرة، تعرّض المسلمون في الدنمارك لانتقادات لاذعة لمشاركتهم تذكيرات إسلامية على مواقع التواصل الإلكتروني بخصوص احتفالات التخرج السنوية من المدارس الثانوية، والتي غالباً ما تنطوي على اختلاط بين الجنسين، وشرب الخمر في الأماكن العامة، وسلوكيات بذيئة. هنأت المنشورات الخريجين، ونصحت الشباب المسلم بالابتعاد عن الممارسات التي تتعارض مع الأخلاق الإسلامية.

 

أثار هذا رد فعل حاداً من السياسيين والإعلاميين الدنماركيين، مع اتهامات بـ"التطرف" و"السيطرة الاجتماعية"، بل وحتى تهديد سبل العيش المهنية. وانتقد سياسيون، بمن فيهم وزير الاندماج، المسلمين لعدم تبنيهم ثقافة الشرب في الدنمارك، زاعمين أنها "جزء من قيمنا".

 

التعليق:

 

يكشف الغضب من نصيحة إسلامية بسيطة عن السياسيين الدنماركيين أكثر مما يكشف عن المسلمين. لم يكن ما أثار الطبقة السياسية والإعلام الكراهية أو التحريض أو الإكراه، بل وجهة نظر أخلاقية متجذرة في الإسلام شككت في الأعراف المجتمعية ونصحت المسلمين بالامتناع عن المشاركة في الاحتفالات الطوعية، وهذا وحده اعتُبر غير مقبول ومُجرَّم.

 

هذا هو جوهر العلمانية الليبرالية: إنها تتسامح مع جميع الآراء، باستثناء تلك التي تنبع من مصادر سماوية وتتحدى أسسها. عندما يكتفي المسلمون بالتعبير عن اعتقادهم بأن الخمور والاختلاط خطأ، يسقط قناع التسامح. وتصبح حرية التعبير امتيازاً للأصوات العلمانية فقط. أما البقية، فيجب على المسؤولين الحكوميين استيعابهم أو إسكاتهم. الهدف بسيط: السلوك الفاحش مقدس، والسُّكْر قيمة دنماركية مقدسة، مع أن استهلاك الخمور، وفقاً للعديد من الخبراء والتقارير، يُمثل مشكلة كبيرة بين الشباب الدنماركي، الذي يحمل الرقم القياسي الأوروبي في استهلاك الخمور بين الشباب. ومع ذلك، فإن السياسيين أنفسهم الذين يهاجمون الشباب المسلمين لتحذيرهم من السُّكر، ظلوا صامتين تماماً لعشرين شهراً بينما تتكشف الإبادة الجماعية في غزة. فأين كان غضبهم عندما كان الأطفال يُذبحون؟ وأين كانت مواعظهم الأخلاقية عندما قُصفت المستشفيات ودُفنت عائلات بأكملها تحت الأنقاض؟ إن صمتهم أبلغ من سخطهم الانتقائي.

 

إلى جميع الشباب المسلمين المتخرجين هذا العام: نهنئكم من كل قلوبنا. ليس فقط على نجاحكم الأكاديمي، بل على ثباتكم على هويتكم الإسلامية وسط ضغوط مجتمعية هائلة، أنتم فخر هذه الأمة. إن رفضكم الانصياع للمعايير غير الأخلاقية ليس تخلفاً، بل هو مبدأ وشجاعة وحاجة ماسّة. لا تخجلوا من الإسلام أبداً، لستم وحدكم، الأمة كلها معكم. لا تدعوا تهديداتهم وسخريتهم تمرّ عليكم فهي علامات ضعفهم، لا ضعفكم. ابقوا صامدين، وتفاعلوا مع المجتمع بحكمة وثقة، واحملوا إسلامكم بكرامة. أخيراً، تُذكّرنا هذه الأحداث مجدداً بأن الإسلام ليس مجرد عقيدة شخصية، بل هو منهج حياة متكامل. لقد حان الوقت للعمل بجدّ من أجل نظام سياسي يحمي قيمنا ويُعبّر عن معتقداتنا؛ دولة تُجسّد الإسلام رحمةً للبشرية، هذا النظام هو الخلافة على منهاج النبوة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم الأطرش

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع