- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
بوتين يقرر الجلوس للتفاوض
الخبر:
قال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الثلاثاء، إن الولايات المتحدة حصلت على "تنازلات" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة ألاسكا، وإنه لهذا السبب قرر الرئيس دونالد ترامب السعي باتجاه اتفاق سلام بين كييف وموسكو، وليس مجرد وقف للنار. (الشرق)
التعليق:
مما لا شك فيه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ يشعر أنه ضغط أكثر مما يجب في ملف الحرب التي تشنها بلاده على أوكرانيا، ومع اعتبارها حرباً استراتيجية بالنسبة لبلده إلا أنه بدأ يشعر أنه ليس في مقدوره أن يضغط أكثر وذلك خوفا من أن يقلب له ترامب ظهر المجن بعودته لتسليح أوكرانيا بأسلحة نوعية تظهر مدى ضعف وخور جيشه في أرض المعركة، والذي يتقدم على جبهات الحرب كدبيب النمل في ظل توقف الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا.
لذلك يغلب على الظن أن بوتين فضل حفظ ماء الوجه لبلده وقرر أن سقف مطالبه توقف، بل أبدى مرونة بالتفاهم على مطالبه بعدما هدده ترامب وقلص له مدة الخمسين يوما لعشرة فقط، فسارع إلى التنسيق للقاء ويتكوف للبدء بالمفاوضات مع أمريكا، بل حتى إنه أبدى مرونة ولم يمانع من حضور الصين لمناقشة التسلح الاستراتيجي، وبالمقابل فإن أسلوب ترامب جذب الروس ولم يتعامل مع روسيا كسابقه بايدن الذي ضغط باتجاه حصارها وعزلها وإنزال مكانتها العالمية بعد تمريغ أنفها بالتراب في أوكرانيا.
إلا أنه يجب أن يكون واضحا أن ترامب لا يستعجل على الاتفاقية لفض النزاع بل إن كل ما يهمه هو وقف إطلاق النار والجلوس للتفاوض الذي قد يستمر لسنوات لإنهاء هذا الملف، لكن سيكون بدون حرب فعلية على أرض الواقع.
أما أوروبا فالحرب في دارها ولا تملك من أمرها شيئا رغم أنها تشاكس لإشراكها في المفاوضات وتعمل على عرقلة الاتفاق لتدخل فيه، ليس حباً في أوكرانيا أو خوفا على وحدة أراضيها مع أن الخطر الداهم يقع عليها أولا.
من هذا كله يظهر أن بوتين ضغط بما فيه الكفاية ويخشى أن تنقلب الأمور ضد روسيا فتعود للمربع الأول.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي