الأربعاء، 04 ربيع الأول 1447هـ| 2025/08/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
معادلة (إسرائيل الكبرى) والتطبيع مع كيان يهود غطرسة وخيانة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

معادلة (إسرائيل الكبرى) والتطبيع مع كيان يهود غطرسة وخيانة

 

 

الخبر:

 

خلال مقابلة مع قناة آي 24 نيوز العبرية، قال نتنياهو إنه "في مهمة تاريخية وروحانية" مرتبطة برؤية توسعية تمتد من فلسطين إلى الأردن ومصر وسوريا ولبنان، وصولاً إلى السعودية والعراق، واصفاً ذلك برسالة الأجيال. وأظهرت المقابلة تلقيه خريطة تضم أراضي فلسطينية وأجزاء من دول عربية، مؤكداً موافقته عليها بشدة. (شهاب)

 

التعليق:

 

ما دام أن نتنياهو قد أفصح عن مشروعه الكبير الذي سيلتهم الأردن وسوريا ولبنان وجزءا كبيرا من العراق والكويت والجزيرة العربية والشطر الشرقي من مصر حتى نهر النيل، فلماذا تصر دول عربية أخرى على التطبيع وبناء علاقات دبلوماسية معه وهو يعلن بوضوح أنه قد شطب سبع دولٍ عربية من الخارطة السياسية وأسقطها من عضوية الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية ومسحها من السجلات العالمية والتاريخية؟! ولماذا لا تزال هذه الدول تقيم العلاقات الدبلوماسية وتتعاون معه اقتصاديا وأمنيا؟!

 

التطبيع أو بناء العلاقات الدبلوماسية له عدة صور:

 

الصورة الأولى: بين متكافئين، وفي هذا التكافؤ تتحقق للطرفين مصالح كثيرة مثل التبادل التجاري والعلمي والأمني...الخ، هذا التطبيع بعيداً عن الضوابط الشرعية بجوازه أم عدم جوازه، أو ما يسمى بالندية في التعامل جائز بين الدول وممدوح بل قد يكون واجباً إذا لم تتحقق تلك الغايات التي تحتاجها الأمة ولا سبيل لتحقيقها إلا به.

 

الصورة الثانية: التطبيع والعلاقات السياسية بين متناقضين أحدهما يمتلك القوة والتفوق والتقدم العلمي والعسكري والامتداد الجيوسياسي وآخر أضعف في كل تلك النواحي، فيكون هذا التطبيع إما نتاج الخوف من تمدد الأول أو تأثيره على الآخر الذي إن لم يُقْدِم على التطبيع معه سيخسر الشيء الكثير ويبقى في حالة خوف منه ولذلك يقوم بالتطبيع اتقاء شره ودفعاً لضرره وشراء لأمنه، وهنا يكون التطبيع حصل بالإكراه والإجبار، لذلك تكون العلاقات غير متكافئة وميزانها المنفعي يميل لطرف دون الآخر، ويكون الطرف الأضعف مصراً على بقاء تلك العلاقات بل ويعمل على تكريسها وتقديمها على مصالح بلاده، وهذه الصورة من التطبيع نجدها في العلاقات بين الدول المشار إليها.

 

الصورة الثالثة: هي أن تقوم بين طرفين أحدهما يعتبر نفسه سيدا يملك من القوة والنفوذ ما لا تملكه القوى الموجودة حتى وإن كان مجافياً للحقيقة والآخر عبداً ذليلاً وتابعاً واجبه إقامة تلك العلاقات التطبيعية التي تمد الطرف القوي بما يحتاجه لبقائه ووجوده، ويكون الطرف الآخر عميلاً، الغاية من وجوده هي تحقيق أهداف سيده والعمل على خدمته وتكريس وجوده وترسيخ أقدامه وإعانته على تحقيق الغاية التي من أجلها وجد، ولا قيمة للشعوب التي يديرها هذا العميل أو ذاك، وهذا ما نراه في هذه الكيانات المهرولة والمتسابقة في التطبيع والمتنافسة فيما بينها للفوز به وبناء الجسور الدبلوماسية والتجارية وفتح الأراضي والأجواء والموارد والخيرات وتحقيق سبل العيش الكريم لهذا الطرف المتغطرس (كيان يهود)، ورغم كل التنازلات والمكارم الجمة التي تتسابق هذه الدول في تقديمها له بلا مقابل يذكر وتحرم منها الشعوب الإسلامية، إلا أنه يهدد ويتوعد ويفصح عن مشروعه الكبير الذي يلغي كل هذه الاتفاقيات.

 

إن ما يجري لا يمكن تفسيره إلا أنه نتاج مشروعين لسيد واحد ذي وجهين بريطاني أمريكي وهو اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور والناتج عنهما الدول العربية وكيان يهود، ووظيفة هذه الاتفاقية وظيفة العبد لسيده، لخدمته ومده بالحياة والبقاء ومساعدته على التمدد وترسيخ أقدامه في المنطقة وجعله كياناً طبيعياً مقبولاً في هذه المنطقة وتذليل العقبات ولو كانت عقدية أو فكرية أو اجتماعية وإزالة ما يمكن إزالته حتى يُمَكِّن له في الأرض، ثم بعد ذلك تنتهي وظيفة هذه الكيانات بالانقضاض على أطلالها والاستيلاء عليها ولو بالقوة العسكرية، والتي لن تجد مقومات المقاومة أمامها كون الطرف الأول قد مهد لهذه الخطوة النهائية، ولذلك جاء التصريح من هذا الكيان المسخ.

 

إن تكالب الدول العربية المهددة بالإزالة والضم على بقاء المعاهدات الموقعة، وهرولة الآخرين وتنديدهم بجهاد أهل فلسطين وعدم دعمهم بل والتآمر عليهم جهاراً نهاراً دون مواربة أو تستر، والعمل على تشكيل وتدريب قوات عربية لدخول غزة والسيطرة عليها إنما هو من التطبيع بين السيد والخادم.

 

إن الأمة مهددة بما لا يدع مجالاً للشك، وهي في خطر شديد من أنظمتها التي تلهث وتعمل ليل نهار للتطبيع وبناء جسور تمدد الكيان على حساب شعوبها ومصالحهم.

 

فأين العدو في هذه المعادلة لمن لا يزال يلبس النظارات السوداء أو يَعصُب عينيه بعصابة تعمي بصره وبصيرته، بأن العدو قد زُرع مسبقاً باتفاقية سايكس بيكو وأقيمت به الدويلات الضارة التي تعمل ليل نهار لتضليل الأمة وإبعادها عن مفهوم مَن هو العدو ومن الصديق وتصوير أن هذا العدو هو الأقرب والأفضل والأوفى من باقي العملاء من الكيانات العربية ولذلك التطبيع معه خيار استراتيجي لا مفر منه؟

 

إنه العدو الداخلي الذي يضبط إيقاعات المشهد على مسرح سايكس بيكو ويجرد الأمة من فكرها وعقيدتها وقيمها ومقدراتها وقوتها حتى تكون فريسة سهلة لكيان يهود.

 

وهنا يكمن الفهم الحقيقي للواقع كي تتصرف الأمة تجاهه تصرفاً يليق بمكانتها بوصفها خير أمةٍ أخرجت للناس، أن تقوم لتغيير هذا الواقع الجاثم على صدرها فتزيله بواقع يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض؛ خلافة على منهاج النبوة، وعد الله سبحانه وبشرى رسول الله ﷺ وتاج الفروض.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سالم أبو سبيتان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع