الثلاثاء، 01 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/09/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الأمة تحتاج إلى الخلافة لحماية مقدساتها، لا إلى اتفاقيات دفاع لحماية الحكام العملاء!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الأمة تحتاج إلى الخلافة لحماية مقدساتها، لا إلى اتفاقيات دفاع لحماية الحكام العملاء!

 

 

الخبر:

 

دخلت باكستان والسعودية في اتفاقية دفاع مشترك بارزة، بموجبها يُعتبر أي عدوان على إحدى الدولتين عدواناً على الأخرى، وقد وقع رئيس وزراء باكستان شهباز شريف وولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك في قصر اليمامة بالرياض يوم الأربعاء 17 أيلول/سبتمبر 2025. (المصدر)

 

التعليق:

 

عقب هجوم كيان يهود على قطر في 9 أيلول/سبتمبر 2025، والذي استهدف القيادة السياسية العليا لحركة حماس، يتم الترويج لهذه الاتفاقية الدفاعية على أنها رد عليه. وأبواق النظام في باكستان تصفها بأنها إنجاز وانتصار للسياسة الخارجية الباكستانية! بل يزعم الحكام أنهم قد تشرفوا بتكليفهم بحماية الحرمين الشريفين في مكة والمدينة!

 

لكن الحقيقة هي أن هذه الاتفاقية ليست جديدة، فقد بدأت العلاقات العسكرية بين باكستان والسعودية منذ عام 1967، وازدادت عمقاً بعد حادثة الجهني في الحرم المكي عام 1979 عندما ساعدت القوات الخاصة الباكستانية في استعادة المسجد الحرام. وبحلول عام 1982 تم إضفاء الطابع المؤسسي على هذه العلاقات من خلال اتفاقية التعاون الأمني الثنائي، التي سمحت بتدريب القوات السعودية وتقديم المشورة لها، بل ونشر عشرات الآلاف من جنود باكستان على الأراضي السعودية، كما أصبحت السعودية مستورداً رئيسياً للأسلحة الباكستانية، وفي عام 2015، أعلنت السعودية عما يسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب"، وعُين رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق، راحيل شريف، أول قائد له، لكن، وبرغم كل الضجة الإعلامية، لم يُستخدم هذا التحالف يوماً لمواجهة إرهاب كيان يهود ضد المسلمين في فلسطين! وحتى بعد الهجوم على قطر، لم يتم تفعيل دوره إلا في إطار تدريبات شكلية.

 

أما ابتهاج النظام الباكستاني بالفرصة الممنوحة لحماية الحرمين الشريفين، فإنه يثير تساؤلاً: لماذا لا يظهرون الحماسة نفسها لتحرير ثالثهما؛ المسجد الأقصى، الذي يحتله يهود منذ عام 1967، ويقوم علوجه بتدنيسه يومياً؟!

 

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يطالب المسلمون في باكستان جيشهم بالتحرك لنصرة غزة وتحرير المسجد الأقصى ومحو كيان يهود. غير أن هذه المطالب تُرفض دائماً بذريعة الوضع الداخلي المتدهور في خيبر بختونخوا وبلوشستان، أو بسبب تهديد الهند. ومع ذلك، لا التمردات في تلك المناطق انخفضت، ولا تهديد الهند تراجع، بل إن الهند تنتظر فرصة لإعادة إطلاق "عملية سندور" ضد باكستان. يتضح إذن أن المشكلة ليست في القدرة على القتال على جبهات متعددة، بل فيما تفرضه أمريكا. وهذه الاتفاقية الجديدة تصب في خدمة المصالح الأمريكية، ومن غير المعقول أن تتخذ القيادات العميلة في باكستان والسعودية مثل هذا القرار الاستراتيجي بشكل مستقل.

 

إن الأفكار من قبيل "الناتو الإسلامي" ما هي إلا محاولات لامتصاص غضب الأمة من تقاعس الحكام عن نصرة غزة، فالاتفاقيات الدفاعية لا تخدم سوى عروشهم، وليس مقدسات الأمة، وهؤلاء الحكام يتّحدون لحماية أنظمتهم، لكنهم لا يتحدون لتحرير فلسطين، وهذه الاتفاقيات لن تُفعَّل أبداً ضد تحالف أمريكا ويهود. إن وحدة المسلمين لا يمكن أن تقوم على أساس الدفاعات المشتركة أو التحالفات السياسية الهشة، وإنما على العقيدة الإسلامية وحدها. وخلاص الأمة إنما يكمن في إقامة الخلافة على منهاج النبوة، بقيادة خليفة يوحّدها تحت راية التوحيد. وما عدا ذلك - سواء منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية أو اتفاقيات الدفاع المشترك – فهي ليست إلا خداعاً.

 

﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شاهزاد شيخ – ولاية باكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع