- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
إبحار أسطول الصمود عار على حاميات جيوش المسلمين
الخبر:
انضم المصوّر العالمي الشهير شاهِدول علم إلى أحدث مهمة لتحالف أسطول الحرية يوم الأحد، ليصبح أول بنغالي يشارك في الجهد الدولي لكسر حصار كيان يهود على غزة. وعلم البالغ من العمر 70 عاماً، هو مربٍّ، ومؤسس مؤسسات إعلامية، وناشط، حصل على العديد من الجوائز لعمله في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والاضطرابات السياسية في بنغلادش على مدى أكثر من أربعة عقود. اختارته مجلة تايم "شخصية العام" سنة 2018، وكان أيضاً أول شخص ملوّن يترأس لجنة تحكيم جائزة وورلد برس فوتو. وقد غادر دكا يوم الأحد متوجهاً إلى صقلية، حيث أبحرت موجة جديدة من القوارب مع أسطول الصمود العالمي الذي أبحر من إيطاليا وإسبانيا وتونس في أواخر آب/أغسطس وبداية أيلول/سبتمبر، بمشاركة نحو 500 ناشط من 44 دولة. وقال علم لصحيفة عرب نيوز: "أريد أن أمثل الشعب البنغالي وأعبّر عن حقيقة أن لدى البنغال محبة لفلسطين، وأن هناك مقاومة". (عرب نيوز)
التعليق:
إن القرار الشجاع الذي اتخذه المصوّر والناشط البنغالي الشهير شاهِدول علم، بالانضمام إلى أحدث مهمة لتحالف أسطول الحرية يجد صداه العميق في مشاعر مسلمي بنغلادش. فالقضية الفلسطينية بالنسبة لهم ليست شأناً جيوسياسياً بعيداً، بل هي التزام وجداني عميق، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقدسية المسجد الأقصى المبارك. غير أن هذا الارتباط العاطفي يجب أن يتجاوز حدود المشاعر ليتحول إلى عزيمة سياسية وعسكرية ملموسة.
فمع أن المدنيين يُعتقلون ويُضايقون على يد كيان يهود الغاصب في الأسطول، إلا أن حكام البلاد الإسلامية الخونة لا يزالون بلا حياء أو شعور بالذنب. ففي حين يخاطر عامة الناس بأرواحهم على سفن مدنية، تقف جيوش المسلمين الحديثة، المدججة بالسلاح، صامتة صمت أهل القبور! ويقال إن أسطول الصمود إلى غزة حملة لإيقاظ مشاعر العالم تجاه الإبادة في غزة. لكن آن الأوان الآن لأن يوقظ المدنيون مشاعر جيوش المسلمين. وبإلحاح متزايد، يجب أن يُطرح السؤال: إذا كان المدنيون العُزّل قادرين على الإبحار نحو الحصار، فلماذا لا تُرسل الأساطيل البحرية المشتركة للأمة الإسلامية، المحملة بجيوش مؤمنة وشباب متحمس، لتحرير الأقصى وإنهاء مأساة المسلمين المباركين هناك؟!
إن طريق تحرير فلسطين يتطلب أكثر من بعثات إنسانية؛ إنه يستلزم إعادة توجيه جذرية لموازين القوة في البلاد الإسلامية، فلا بد أن يُنتزع السلطان من أنظمتها المستبدة الموالية للغرب، ويُسلَّم إلى اليد الصادقة والشجاعة، يد الخليفة في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. لذا، على الأمة أن تسير نحو ثكنات جيوشها، لمطالبتها بالقيام بواجبها تجاه قضاياها. ويجب على الضباط المخلصين أن يدركوا أن ولاءهم الحقيقي هو لتحرير ثالث الحرمين، لا للطغاة العملاء الذين يخدمون الغرب المستعمر. إن بقاء هذه الجيوش ساكنة يعني عملياً أنها تحمي حكامها، الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على مصلحة شعوبهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ارتضاء شودري – ولاية بنغلادش