- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
مباحثات في موسكو وصفت بأنها تاريخية
وهي التي لم تراع دماء المسلمين الزكية!
الخبر:
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الأربعاء إلى موسكو في أول زيارة رسمية لإجراء مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما أكدته وكالة الأنباء السورية (سانا).
وذكرت سانا أن المباحثات ستشمل العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
التعليق:
أكد أحمد الشرع مرارا أن سوريا الجديدة ستلتزم بكافة الاتفاقيات السابقة وأنها لن تكون مصدر إزعاج لأحد وستحافظ على علاقة متوازنة مع الجميع.
لقد وصل حال هذه العلاقات المتوازنة بمصالحة مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ وكأن شيئا لم يكن! فكل أفعالهم وزياراتهم المكوكية للدول الغربية المستعمرة تثبت وبلا أدنى شك أن النظام في سوريا لم يتغير وهو باق على عمالته وولائه وإن تغير شخص الحاكم، وهنا نقول: هل نسيتم يا قادة سوريا الجدد الدماء التي سالت جراء قصف الطيران الروسي على مدار اثنتي عشرة سنة؟!
وفي حال نسيتم، سنذكركم بالقليل القليل، إذ ارتكبت روسيا أكثر من 185 مجزرة أغلبها كانت باستهداف منازل المدنيين أو الأسواق والأماكن المكتظة بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من المدنيين وتهجيرهم وتدمير كافة أشكال الحياة وخاصة في المناطق المحررة لكسر إرادة الثوار ودفعهم للقبول بالحلول التي تريدها أمريكا.
هذا وقد كانت الضربات الجوية الروسية أمرا اعتياديا وشبه روتيني تطال الأطفال والنساء، إذ سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان حصيلة ضحايا الغارات الجوية الروسية، والتي بلغت 17.997 فقط بين عامي 2015 و2018.
هذا عدا عن أن جرائم روسيا في سوريا هي قطرة في بحر جرائم بوتين بحق الإسلام والمسلمين، فتاريخه الإجرامي حافل في بلاد المسلمين حيث اندفع للقيام بالأدوار الموكلة إليه في سوريا وليبيا وغيرهما، ولا ننسى أيضا جرائمه بحق مسلمي الشيشان والمسلمين في روسيا، فهي شاهدة وما تزال على مدى حقده وإجرامه الذي فاق كل تصور.
ثم إن بوتين وحكومته دائما ما يؤكدون ويصرحون بحرصهم على كيان يهود وأمنه، وهم أول من اعترف به عام 1948م.
إن زيارة هذا القاتل السفاح هي جريمة سياسية لم تراع مشاعر المسلمين الذين قدموا أولادهم وإخوانهم في سبيل الثورة على الظلم، ولم تأبه أيضا لمناصرة هذا المجرم بوتين لكيان يهود ودعمه بشتى أنواع الدعم، وفوق هذا وذاك جاءت هذه الزيارة مخالفة ومتعارضة مع قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، فهل بعد قول الله تعالى من قول؟!
هذا ويروج إعلامهم المضلل أن هذه الزيارة هي للحفاظ على العلاقات المشتركة! فما هو المشترك بيننا وبينهم؟! وأي سخف سياسي يحاولون إدارة البلاد من خلاله؟! وهل يطلبون منا أن نصدق بوتين عندما يقول إنه يقف إلى جانب أهل الشام وأنه يريد مصلحتهم؟! كيف هذا وهو الذي أمطرهم بالصواريخ طوال سنوات؟! ومن المضحك المبكي عندما نسمع أن الشركات الروسية ستشارك في إعادة بناء البنى التحتية في سوريا، وهي التي استخدمت أكثر من 320 نوع سلاح كما جاء على لسان وزير دفاعها، ولا نبالغ إن قلنا إن مدناً اختفت من خارطة الشام نتيجة للقصف الروسي الأسدي على مدى اثنتي عشرة سنة.
الحقيقة أن بوتين المجرم يقف مع مصالح بلاده القذرة، والتي تتمحور في القضاء على الإسلام والمسلمين. هذه هي حقيقة موقف روسيا، وما يؤلمنا هو أبناء المسلمين الذين عميت بصيرتهم وما زالوا يصفقون لمن تصافح يداه أعداء الإسلام بحجة المصالح المشتركة! ولكننا نتلو عليهم قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، والخائنون لله ورسوله ﷺ لا يُجادَل عنهم ولا يُدافع عنهم، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً﴾.
إن سياسة رئيس سوريا الجديد، تؤكد انحيازه لفسطاط المستعمرين وانسلاخه عن أهل الشام وعموم المسلمين،، إذ أثبت يوما بعد يوم من مواقفه وتصريحاته المخزية أنه أداة مسخّرة لخدمة المشاريع الغربية، ولديه الاستعداد لمصافحة أيدٍ تلطخت بدماء المسلمين لإثبات مدى ولائه للمستعمرين. وهو ما يستوجب على أهل الشام وكل المسلمين محاسبته والتبرؤ من سياسته الانبطاحية، لا سيما وأنه يدّعي أنه جاء من رحم ثورة أرادت تحكيم شرع الله!
ونقول لكل مجرم وظالم وعميل، قريباً إن شاء الله تعالى ستستعيد الأمة عزتها وخلافتها لتنتقم من بوتين وجميع قادة الكفر وأعوانهم شر انتقام. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى