الأربعاء، 07 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/10/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
توالي الأزمات يدفع نحو السقوط

بسم الله الرحمن الرحيم

 

توالي الأزمات يدفع نحو السقوط

 

 

الخبر:

 

أعلن البيت الأبيض، أنه إذا استمر ​الإغلاق الحكومي​ شهرا أو اثنين فلن تكون هناك رواتب للموظفين، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترامب قد يكثف إجراءاته.

 

وفي وقت سابق، تعهد مكتب الميزانية في البيت الأبيض بتجاوز أزمة الإغلاق الحكومي مع استمرار تسريح موظفي الوكالات الحكومية، ومواصلة دفع رواتب العسكريين وموظفي إنفاذ القانون الفيدراليين. (آر تي عربي)

 

التعليق:

 

لمن لا يعرف ماذا يعني الإغلاق الحكومي الأمريكي فهو يعبر عن فشل الكونغرس الأمريكي )مجلس النواب ومجلس الشيوخ( في تمرير قانون تمويل الحكومة (الموازنة) أو قرار مؤقت للتمويل قبل نهاية العام.

 

والآلية تكون بأن مجلس النواب هو الذي يضع الموازنة فإذا لم يوافق عليها يراجعها مجلس الشيوخ ويعدل فيها، وإذا لم يوافق عليها حيث يتطلب أكثر من 60 صوتا من أصل 100 فإذا لم تتحقق النسبة أو لم يوافق الرئيس عليها إذن هنا يعود القانون إلى الكونغرس وتتوقف الموازنة ويحدث الإغلاق.

 

وقد حدث الإغلاق سابقا في 2018/2019 وكان الخلاف مع ترامب حينذاك حيث أراد تمرير تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك وكان بقيمة حوالي 5.7 مليار دولار، ولكن ترامب تراجع بعد ضغط شعبي وإعلامي.

 

أما الخلاف اليوم فهو حول الرعاية الصحية خصوصا دعم قانون الرعاية الميسرة حيث إن الديمقراطيين يطالبون بإدراج بند لتمديد إعانات ACA الضريبية حتى لا يرتفع سعر التأمين على الناس وأيضا الخوف من تخفيضات محتملة في برنامج الدعم الصحي.

 

أما الجمهوريون فلا يريدون أي تغيير في مستويات الإنفاق الحالي، وأن النقاش حول الرعاية الصحية يجب أن يكون منفصلا عن الميزانية.

 

ورغم السيطرة النسبية للجمهوريين في المجلسين إلا انهم لم ينجحوا في تخطي عتبة الـ60 صوتاً.

 

وكما نعلم فإن سياسة ترامب تسعى لتخفيض كبير في الإنفاق، وتسريح بعض الموظفين الفيدراليين لن يسمح بأي إضافة على الميزانية، وعليه وقع الإغلاق. والسؤال هنا لو استمر هذا الإغلاق الحكومي ماذا سيحدث؟

 

* يتضرر الاقتصاد الأمريكي، أي يقل الدخل الأمريكي بمليارات الدولارات أسبوعيا.

 

* تتأثر الأسواق العالمية لأن الدولار والسندات الأمريكية تعتبر الأمان العالمي.

 

* تأخر في صرف رواتب الموظفين الفيدراليين والمتقاعدين وتسريح بعضهم.

 

* قد تخفض وكالة تصنيف الائتمان تصنيفها لأمريكا كما حدث عام 2011.

 

وهذا كله سوف يولد ضغطا شعبيا كبيرا على الحزب الذي يتهم بالتسبب في الأزمة، وقد تتفاقم العواقب، وعادة من يتحمل اللوم هو صاحب الصلاحية أي، اليوم، الجمهوريون والرئيس كما حدث في عامي 1995 و2018.

 

ومن واقع الرئيس ترامب غير المنطقي سياسيا في بعض الأحيان قد يلجأ إلى إدخال أمريكا في حرب محدودة ضد إيران مثلا (بحرية وعلى مليشياتها وبعض المواقع النووية) وطبعا له هذه الصلاحية دون الرجوع إلى موافقة الكونغرس، وبذلك يواجه الضغط الداخلي بسبب الإغلاق بحدث خارجي، وهذا أسلوب معروف في التاريخ الأمريكي، فيعزز صورته ويخلق حالة وطنية ويجمد الخصم بشكل مؤقت.

 

وفي كل الحالات فإن الحالة العامة داخل الولايات المتحدة اليوم غير صحية من جوانب كثيرة، لها أصول حالية وأصول سابقة، أي ما يتعلق بالمبدأ ككل، وأي اختراق أو محاولة إصلاح تنبثق عنها أزمة داخلية أو خارجية.

 

إن أمريكا اليوم تمر بمرحلة سقوط المركز وهي مرحلة خطيرة جدا، فإما أن تبقى دولة متماسكة ولكنها تفقد السيطرة على العالم وتبقى قوية نسبيا، أو الأزمات مع نسيج اجتماعي مهترئ سوف يسحبها إلى التمزق وتتحول إلى دول متفرقة منها القوي ومنها الضعيف، ولكن في الحالتين هي في طريق منحدر شديد رسمته بأفعالها وتجبرها وقد آن أوان سقوطها.

 

ونسال الله أن يجعل هذا السقوط على أيدي المخلصين العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية وحمل المبدأ المنقذ للعالم أجمع وهو الإسلام متمثلا بدولته؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

قال تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نبيل عبد الكريم

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع