- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
استقلال مزعوم وثروات منهوبة في صراع يخدم المستعمر
الخبر:
في بيان لمناسبة الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال رسم رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي ملامح المرحلة المقبلة في بلاده، مؤكداً أن "اليمن الآمن والمستقر بات أقرب من أي وقت مضى" (الشرق الأوسط، 2025/11/30م)
يُلقي فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى الساعة الثامنة من مساء اليوم كلمة مهمة بمناسبة الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر المجيد (الثورة نت 2025/11/29م)
التعليق:
إن خروج بريطانيا من اليمن في 30 تشرين الثاني/نوفمبر لم يكن سوى تحول شكلي في أدوات نفوذها الاستعماري، لا نهاية حقيقية له. فالذي غادر عسكرياً بقي سياسياً وفكرياً واقتصادياً عبر العملاء والنخب التي تربّت على عينه، ثم تسلّمت السلطة لتنفّذ مخططاته.
تضحيات عام 1967 لم تثمر تحرراً حقيقياً، بل أنتجت أنظمة علمانية موالية للكافر المستعمر، وقواعد عسكرية، وشركات ناهبة للثروات، ومعاهدات خيانية باسم "التنمية والسلام". فبريطانيا صنعت لها نفوذاً راسخاً من خلال رجال محليين رعتهم ودربتهم، ثم سلمتهم السلطة ليواصلوا خدمة مصالحها. فبقيت شركاتها وقراراتها السيادية تُدار من السفارات، والثروات تُنهب تحت غطاء الاتفاقيات. وهذا ما يؤكده الواقع، حيث ما زالت عدن ترزح تحت الوصاية الدولية، والانقسام السياسي، والصراع على النفوذ بين أمريكا وبريطانيا، وما نراه اليوم من صراع دموي في اليمن هو في حقيقته صراع نفوذ بين بريطانيا صاحبة اليد القديمة، وأمريكا الصاعدة الباحثة عن موطئ قدم، في استخدام أدواتهم؛ أنظمة إقليمية، ومليشيات محلية، وأحزاب فقدت بوصلتها، والضحية هم أهل اليمن.
إنّ الاستقلال الحقيقي لا يكون بخروج جندي، بل بزوال نفوذ الكافر المستعمر كله، بإزالة نظامه وأفكاره وثقافته وإقامة حكم الإسلام الخالص الذي يُخضع المسلمين لشرع ربهم لا لهيئات دولية ولا لخطط استعمارية مغلفة بشعارات "التعايش" أو "التعددية الدينية".
إن حالة الركود الاقتصادي التي يعيشها اليمن اليوم، رغم ما يمتلكه من ثروات نفطية وموانئ استراتيجية وأراض زراعية واسعة، وطاقات بشرية هائلة، تكشف زيف ما يُروّج له من شعارات "الاستقلال والثورات المجيدة". فأن تُغرق بلادٌ كهذه في الفقر والبطالة والانهيار، بينما تُقام الاحتفالات بأيام التحرر المزعوم، إنما هو تكرار لمأساة الاستعمار، ولكن بأدوات محلية.
لقد صار الصراع بين القوى الكبرى على اليمن ظاهراً للعيان، تتنازع فيه أمريكا وبريطانيا عبر أدوات إقليمية ومحلية، بينما يُستنزف الشعب دماً وجوعاً وتهجيراً. والمؤسف أن ذلك يتم تحت غطاء حزبي ومذهبي وقَبلي، بتضليل من أحزاب تاهت عن مشروع الأمة، وعلماء باعوا بدينهم حطام الدنيا فصاروا خدماً للمستعمر وهم يظنون أنهم يُحسنون صنعاً.
إن ما يُحتفل به في 30 تشرين الثاني/نوفمبر وغيره، ليس إلا ذكرى خداع سياسي، أخرج فيها الجندي البريطاني من الباب، ودخل نظامه من النافذة. ولا مخرج من هذا التيه إلا بمشروع نهضوي على أساس الإسلام، يُعيد توحيد الأمة في ظل خلافة راشدة، تقطع يد المستعمر وتعيد الثروات إلى أصحابها، وتحكم بشرع الله لا بشرع الطاغوت.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المحمود العامري – ولاية اليمن



