- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص استراتيجية الأمن القومي الأمريكية
الخبر:
أعلن البيت الأبيض قبل أيام عن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية لعام 2025.
التعليق:
تشير استراتيجية الأمن القومي الأمريكية لعام 2025 إلى استمرار التوجهات الكبرى في السياسة الأمريكية، لكنها تتسم هذه المرة بدرجة غير مسبوقة من الصراحة والوضوح. ويمكن تلخيص أبرز ملامحها في النقاط التالية:
1. إعادة إحياء مبدأ مونرو بصيغة جديدة، حيث تُعلن أمريكا مبدأ مونرو كعقيدة رسمية، مؤكدة أنها لن تسمح لقوى خارجية، وخاصة الصين وروسيا، بتعزيز نفوذها في أمريكا اللاتينية.
2. التركيز على الصين بوصفها المنافس الأول الجيوسياسي والاقتصادي لأمريكا، حيث تشير الاستراتيجية إلى أن الصين "تعزز سيطرتها على سلاسل التوريد"، ما يعني أن الحرب الاقتصادية بين الطرفين ستتعمّق، وأن واشنطن تسعى لإعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية.
3. تُلزم الاستراتيجية الحلفاء، خصوصاً الأوروبيين، بدفع نصيب أعلى بكثير من تكاليف الدفاع. وهذا يعكس توجّهاً نحو تحالفات تستند إلى تقاسم الأعباء والمصالح لا إلى القيم المشتركة وحدها.
4. تجنّب الحروب الطويلة مع الحفاظ على الردع في الشرق الأوسط ومنع أي قوة معادية من السيطرة على ممراته البحرية الحيوية.
5. تعلن الوثيقة بوضوح أن "الأمن الاقتصادي أساسي للأمن القومي"، ما يعني أن التجارة، والطاقة، والجمارك، والاستثمارات، والتصنيع، وسلاسل التوريد أصبحت أدوات استراتيجية للضغط السياسي، وليست مجرد ملفات داخلية.
6. تعتبر أمريكا أن التفوق في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، والحوسبة المتقدمة هو مفتاح الهيمنة العالمية القادمة، ولذلك تسعى لاحتكار معايير التكنولوجيا والتحكم في مساراتها.
والسؤال الذي يطرح نفسه، إذا كانت هذه هي استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، فما هي استراتيجية الأمة الإسلامية؟ إذ لا يمكن لأي أمة أن تمتلك دوراً أو رؤيةً أو تأثيراً من غير كيان سياسي جامع يحمل مشروعها وقيمها. وإذا كانت أمريكا تبني استراتيجيتها على مبدئها ورؤيتها للعالم، فهل يُعقل أن خير أمة أُخرجت للناس تبقى بلا استراتيجية تُترجم رسالتها وهدايتها إلى واقع عملي؟ هل يليق بأمة الشهادة على الناس أن تكتفي بدور التابع بينما يقود العالمَ نظامٌ يخالف هدى الله، وهو القائل سبحانه وتعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾؟ إن مسؤولية الأمة الإسلامية اليوم هي العمل على استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي وعد بها الله تعالى وبشر بها نبينا محمد ﷺ، فإلى ذلك ندعوكم أيها المسلمون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جابر أبو خاطر



