- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مكافحة الإسلام المبدئي بشعار الإسلام
الخبر:
التقت رئيسة إدارة الرئيس سعيدة ميرزيوييفا في القاهرة مع أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر. خلال الاجتماع، تم التأكيد على أهمية التعاون الوثيق في تعزيز الأفكار الإسلامية المستنيرة وحماية الشباب من التطرف. (kun.uz، 08/12/2025)
التعليق:
في الواقع، هذا اللقاء يمثل التقاء نظامين في المنطقة الإسلامية، هما القاهرة وطشقند، في نقطة واحدة بهدف واحد، ألا وهو إقصاء الإسلام عن الحياة السياسية، والإبقاء عليه في إطار معتدل، وإبعاد الأمة عن العودة إلى هويتها، والنهضة الحقيقية. كان الأزهر في السابق قلعة الإسلام. ومن هناك نشأ عز الدين بن عبد السلام، وكان منبر العلماء المجاهدين الذين يقولون الحق في وجه السلاطين. يشهد التاريخ بأن ثورات الأزهر كانت النقطة المحورية في القتال ضد غزو نابليون. ولكن، بعد هدم الخلافة وانتقال السيطرة على البلاد الإسلامية إلى الدول الكافرة الاستعمارية، استولى الغرب على الأزهر عبر تلويثه فكرياً بواسطة عملائه مثل علي عبد الرازق. ونتيجة لذلك، تحول الأزهر إلى منصة "للإسلام المعتدل" تخدم سياسة الغرب وتدعو إلى (الوسطية والتسامح الديني).
وبناءً على ذلك، فإن لقاء سعيدة ميرزيوييفا بأحمد الطيب يظهر جلياً أنه لا يهدف لمصلحة الإسلام والمسلمين، بل يهدف إلى إضعاف القوة السياسية للإسلام.
اليوم، يريد النظام الأوزبيكي من جهة السيطرة على العامل الإسلامي، ومن جهة أخرى، لا يستطيع إخفاء حقيقة أن المشاعر الدينية للشعب تتنامى وأن الوعي السياسي الإسلامي يتزايد. لذلك، فإن الصورة السياسية الحقيقية وراء زيارة سعيدة ميرزيوييفا إلى القاهرة هي أن النظام الأوزبيكي والقوى الاستعمارية التي تقف وراءه، مثل أمريكا، مجبرون على التحرك مع الأخذ في الاعتبار عامل الإسلام السياسي في المنطقة. في نهاية المطاف، تتزايد القيم الإسلامية بين الناس، ويصبح من الصعب بشكل متزايد صياغة السياسة المبدئية للدولة، ولم تعد شعارات الإسلام المعتدل تحظى بثقة الناس. في هذه الظروف، لن يتمكن النظام الأوزبيكي من الحفاظ على مفهوم الإسلام المعتدل الذي حدده الغرب لفترة طويلة. لذلك، فإن تعزيز التعاون مع مراكز مثل الأزهر هو محاولة لتعزيز الذات على الجبهة الفكرية.
الخلاصة هي أن أمريكا رأس الكفر وجميع الأنظمة تخاف من صحوة الأمة والدعوة إلى الخلافة التي تزداد قوة. إن التعاون بين الأزهر والنظام الأوزبيكي ليس تعاوناً علمياً ومعرفياً، بل أصبح استراتيجية تهدف إلى إخماد الإسلام السياسي تحت غطاء الإسلام المعرفي.
أما القضية الحقيقية للأمة اليوم فهي منابر تحمي الإسلام، وتنطق بالحق، وتردع الظالم، وكذلك قيادة سياسية حقيقية تحرر الأمة من التبعية الفكرية. وفي الوقت نفسه، فإن هذه القيادة هي حزب التحرير، الذي لا يخدع أهله، ولذلك فمن واجب كل مسلم أن يعمل معه من أجل إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إسلام أبو خليل – أوزبيكستان



