الثلاثاء، 25 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
أيتها الجيوش نحن نغرق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

أيتها الجيوش نحن نغرق!

 

 

الخبر:

 

أكدت وزارة الداخلية في غزة استشهاد 13 فلسطينيا - بينهم 3 أطفال - وانهيار 13 منزلا - آخرها في حي الكرامة وحي الشيخ رضوان بمدينة غزة - بسبب المنخفض الجوي في القطاع. وأفاد الدفاع المدني بانتشال جثامين 6 شهداء إثر انهيار منزل ببئر النعجة في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وأعلن مصدر في مستشفى الشفاء عن وفاة الطفلة هديل حمدان (9 سنوات) والرضيع تيم الخواجا نتيجة البرد في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

أيتها الجيوش نحن نغرق، هل تسمعون؟! جربنا الموت جوعاً وقصفاً، حرقاً ودمارا، بل جربنا جميع أنواع الموت وأنتم تشاهدون بصمت!!

 

اليوم فقط في قطاع غزة هل تعلمون كم نداء استغاثة سُجل؟! جاء في الخبر: "وقد تلقت وزارة الداخلية أكثر من 4300 نداء استغاثة من مختلف محافظات القطاع منذ بدء المنخفض الجوي". ٤٣٠٠ استغاثة من الموت غرقاً فقط في يوم واحد، من بقعة صغيرة جداً، فما بالكم بعدد الاستغاثات التي تناديكم من جميع أنحاء الأرض منذ هدم دولة الخلافة، تستنهض فيكم نخوة المعتصم؛ وأنتم لا تحركون ساكناً جالسون في صفوف المشاهدين، تتلقون الأوامر من قادة العار كالعبيد، هل أنتم مقهورون عاجزون؟!

 

وأنتم من أنتم؟! أنتم أهل القوة والمنعة، متى تدركون من أنتم، وتعلمون أهمية تحرككم استجابةً لاستغاثات أمتكم؟ كم العدد الذي ترضونه ليوقظ فيكم نخوتكم النائمة؟ ألا تحرككم صرخة غريق؟ هل تعلمون أنه يجب قطع الصلاة مع عظم أمرها لإنقاذ الغريق؟ هل تدركون ما معنى وجوب قطع الصلاة؟!

 

قال الفقهاء: يجب على كل مسلم محاولة دفع الضرر عن غيره، فيجب قطع الصلاة لإغاثة ملهوف وغريق وحريق فيُنقذه من كلِّ ما يُعرّضه للهلاك، فإن كان الشخص قادراً على ذلك دون غيره فُرِضَتْ عليه الإغاثة فَرْضَ عَيْنِ، أمَّا إذا كان هناك مَن يقدر على ذلك، كان ذلك عليه فرض كفاية (وفرض الكفاية كما هو معلوم أنه إذا أقامه البعض سقط عن الآخرين)، وهذا لا خلاف فيه بين الفقهاء.

 

وقد حذر رسول الله ﷺ من تقصير القادرين في قضاء حوائج الناس، قَالَ عمرو بن مرة لمعاوية: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ إِلا أَغْلَقَ اللَّه أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ»، فهل تنتظرون أن تغلق أبواب السماء دون حاجتكم؟ حتى ينادي المنادي: وقفوهم إنهم مسؤولون، وماذا بعد؟

 

وَكَانَ رسول الله ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ رَاجِعاً وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيِ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا». وهذا لشدَّة إغاثته ﷺ للناس، وخوفه عليهم، وحفظه لهم، ثم هو يُعلِّم المسلمين أن يكونوا كذلك، فمتى نسمع منكم لم تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا؟

 

يا جيوش المسلمين: هبوا لنجدة أمتكم، وأعيدوا لنا الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تعيد لنا حقاً مضاعاً، وتقطع يد كل طامع خائن، وتحفظ كرامتنا، وننتقل بها من الاستضعاف إلى القوة والتمكين، ونستأنف حمل الدعوة التي تنقذ العالم من ضلالات البشر.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

منى سميح (أم مريم)

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع