- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
جولات السفير الأمريكي وتفاعله مع الفعاليات في الساحة الأردنية.. ماذا وراءها؟
الخبر:
حركات السفير هول سنايدر في المسار الاجتماعي تحديدا بدأت تلفت الأنظار ودخلت باعتبارها تثير الارتياب خصوصا وأنه لا يتحدث بالشؤون السياسية ولم يصدر عنه أي بيان رسمي من أي صنف.
وقد لفت ذلك مواقع التواصل حيث الناشط الإلكتروني المعروف مجدي قبالين نشر مساء الثلاثاء تغريدة يطرح فيها التساؤل معتبرا أن السفير الأمريكي يتجول في المشهد الرسمي الأردني أكثر من رئيس الوزراء، ومشيرا في تغريدته بأن هذا الأمر ينبغي أن لا يترك. (وكالة الهاشمية الإخبارية)
التعليق:
الملاحظ أن السفير الأمريكي الجديد - ذا اللحية الطويلة والكثة - لم يترك مناسبة في الأردن منذ أن وطأت قدماه أرضها إلا وكان له فيها بصمة؛ إما حضوراً مباشراً كما في الزيارات الميدانية لبيوت الأردنيين، مسؤولين كانوا أم من عامة الناس، أو مشاركةً في عزاء أو فرح، وهو لا يتأخر عن تلبية أي دعوة من أي شخص. كما لا تكاد توجد فعالية إلا ووضع بصمته فيها حضوراً أو تعليقاً، كما حصل في بطولة كأس العرب التي أقيمت في قطر، حيث علق على حضور ولي العهد الأردني وزوجته قائلاً بلكنة عربية ركيكة "يلا يا نشامى"!
إن السفير الأمريكي هذا ليس سفيراً عادياً، وإنما هو سفير مفوض فوق العادة، وقد جيء به في ظرف خاص وتوقيت حساس؛ إذ عُيّن بعد وصول ترامب للحكم، والذي يتبنى شعار "أمريكا أولاً"، ويقود مشروعاً يقوم على أسس عدة: أولاً؛ لا حماية بلا مقابل، وثانياً؛ فرض السلام بالقوة، وثالثاً؛ لا للحروب، ورابعاً؛ تحديد العدو في المرحلة القادمة، وخامساً؛ السيطرة على الموارد الطبيعية وسلاسل التوريد وامتلاك المواد النادرة في العالم، وسادساً؛ الالتفات للداخل الأمريكي والقضاء على الهجرة غير المنظمة، وسابعاً؛ إعادة الشركات الأمريكية إلى الداخل لترميم أمريكا وإعادتها لتكون "أمريكا العظمى".
ولذلك، لا بد من لفت النظر إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، وماذا يفعل توم برّاك، المندوب السامي الأمريكي الخاص للبنان وسوريا، بالتزامن مع وجود هذا السفير الأمريكي المفوض؟ ولماذا الأردن؟ الحقيقة التي يدركها الأمريكيون تماماً هي أن الأردن من أخطر البقاع وأهمها على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط؛ فهي آخر أو أعظم قلاع بريطانيا التي لا تزال صامدة ولم يَجرِ التغيير فيها بعد. ورغم أن أمريكا - عبر سفرائها المتوالين في مقر سفارتها بعبدون - تعمل بلا كلل ولا ملل لاختراق الوسط السياسي الصلب الموالي لبريطانيا في الأردن، إلا أنها لم تحقق نجاحات باهرة في هذا المضمار، باستثناء اختراقات لا تُذكر كان النظام منتبهاً لها، وسرعان ما يقوم بسد ثغراتها وترميم ما يمكن اختراقه.
إن وظيفة هذا الحاخام الكبير في هذه المرحلة هي تفكيك الوسط السياسي وإعادة تشكيله بما لا يتعارض مع توجهات أمريكا وبرنامج توم براك لمنطقة الشام الكبرى (الأردن وسوريا ولبنان). فالقادم سيحمل مشروع الشرق الأوسط الكبير بنسخته الأمريكية، وحسب الرؤية الأمريكية دون منافس؛ فقد انتهى زمن قلاع بريطانيا، ولم يعد أمام رجالها من خيارات إلا تغيير الولاءات، أو التنحي عن المشهد السياسي، أو التعرض ليد القوة المفرطة. أما هذه الأمة، فهي لا تزال في مقام المفعول به؛ تُذبح وتُقطع وتُوزع بلا حراك يُذكر ولا صوت يُسمع!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو سبيتان



