الأربعاء، 04 رجب 1447هـ| 2025/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
غزة غارقة بأزمة إنسانية حادَّة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

غزة غارقة بأزمة إنسانية حادَّة

 

الخبر:

 

نقلت الجزيرة نت بتاريخ 21/12/2025 خبراً بعنوان: "صحف عالمية: غزة غارقة بأزمة إنسانية حادة وخطة لإعمارها بقيمة 112 مليار دولار"، وجاء في الخبر: رغم انتهاء الحرب في قطاع غزة فإن الناس هناك يعيشون حربا أخرى، إذ تعمقت الأزمة الإنسانية الحادة نتيجة العواصف والأمطار الأخيرة وإمعان كيان يهود في منع دخول المساعدات الإنسانية، كما أورد موقع ميديا بارت الفرنسي.

 

وسلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على مواضيع مختلفة، أبرزها استمرار تردي الأوضاع الإنسانية في غزة، وتكلفة إعادة إعمار القطاع بحسب خطة أمريكية، بالإضافة إلى الغارات الأمريكية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

التعليق:

 

لا أريد المزاودة على وجع غزة وألمها، لكن طريقة نقل الجزيرة للخبر الذي يضيع بين عشرات الأخبار في موقع القناة على الإنترنت، ولا أزاود هنا إن قلت إنها أخبار تافهة أمام وجع هذه الأمة، تُشعرك أن الأزمة الحادَّة أصابت غزَّة حين جاع أهلها، ولم تكن حين حوصرت على مدار عقدين من الزمان وسكتت الأمة عن الحصار، أزمة حادَّة في غزة، كأنها الأزمة الوحيدة التي تذبح جسد الأمة المسلمة. ويا ليت الأزمة كانت أزمة دواء إذاً لكان الأمر أسهل ما يكون، لو كانت الأمة فعلاً بخير.

 

أليست هذه الأزمة الإنسانية الحادَّة متوقعة يا أولي الألباب؟ ماذا صنعت الأمة لغزة وهي تموت على مدار عامين بالطائرات والقذائف والدبابات؟ هل ستنفعها اليوم وهي تراها تموت برداً أو غرقاً؟

 

ثم أليس الحريُّ بالغيور الذي ينقل الخبر لو كان صادقاً أن ينقله لنا بشكل يستحث الهمم للتغيّيِر، لا كمن ينقل خبر موتٍ وينتظر التعازي!

 

ماذا تستفيد غزة يا قناة الجزيرة وأنت تنقلين لنا خبر موتها بالأزمة الحادة وتقولين لنا: هناك صفقة لإعادة الإعمار بقيمة 112 مليار دولار، هل هذه طريقة أخرى لتقولي للأمة لا تهتمي فبعد الأزمة هناك 112 مليار، وهذا مبلغ ضخم لأناس يموتون في العراء، مقابل كيان لقيط تدعمه كل الدنيا، فخرج من الحرب ولم يتأثر بسيول أو عواصف؟

 

كان الحري والواجب والفرض أن ينقل الإعلاميون الخبر: غزة التي تُرِكت لعامين، لا تزال تنتظر الأمة لتتحرك بكل قواها الحيَّة؛ جيوش وعلماء ودعاة ومؤثرين وأصحاب رؤوس الأموال، لتحرروها من براثن الاحتلال المجرم الذي يدعمه ترامب بالسلاح والمال والرجال. ويراد الآن أن يذلَّ أهلها بإعادة الإعمار المشروط. ثم تعيدون إعمارها بأموال الأمة فتلتقي صيحات التحرير بدفء الأمن والإعمار سوياً.

 

وهذا ليس ضرباً من خيال إلا عند أقوام شبعوا ذلاً وأنِفوا العز! وحالهم كحال بني إسرائيل يعدهم الله بالأرض المقدسة، ولم يطلب منهم إلا أن يدخلوها مع نبيه وهو يعدهم بالنصر، فما كان منهم إلا أن قالوا: اذهب أنت وربك فقاتلا... وإن يخرجوا منها فإنَّا داخلون!

 

غزة في أزمة لأن الأمة في أزمة أكبر: غياب عقليات التضحية لأجل المبدأ والثبات عليه عند أهل القوة، وتشبعهم بعقلية بني إسرائيل التي تريد نصراً جاهزاً وحلولاً سحرية ولو كانت مغمسة بالذل ومليارات الدولارات التي يدفعها لهم قاتلهم.. نسأل الله العافية.

 

﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع